• Friday, 29 March 2024
logo

الجعفري في حوار خاص مع كولان: العديد من القوانيين معطلة في البرلمان لابد انجازه، ويشدد على الالتزام بالدستور

الجعفري في حوار خاص مع كولان: العديد من القوانيين معطلة في البرلمان لابد انجازه، ويشدد على الالتزام بالدستور
مجلة كولان: كيف ترى الاوضاع السياسية في البلد ؟
السيد ابراهيم الجعفري: ان الوضع الحالي يتغطى ويتجاوز المراحل التي بدءت بعد سقوط النظام منذ 2003 الى الآن، وان كان بشكل بطيئ ولم يصل الى المستوى الذي نطمح به لكن بالتاكيد يتغطى وتجاوز، والان افضل من السابق، ما وجود امور معقدة حتى الآن.

مجلة كولان: ان اغلب الاطراف السياسية متفقة مع تطبيق نقاط ائتلاف الكتل الكردستانية، هل تعتقد انه تغيير في الفكر العراقي والتوجه نحو الامام والتغيير ؟
السيد ابراهميم جعفري: الانطلاق لنقاط مطالبة الاكرد، مطابقة للدستور لانها تتحرك بدائرة الدستور والكل يلتزمون به حتى الذي يختلفون، ومطالب ما ادمت تنسجم مع مواد الدستور فلابد الالتزام بها، وهذا تشكل علامة لتطور الفكري السياسي العراقي، قد يكون هنالك اختلاف على بعض مواد الدستور لكن الوعي يكشف على ضرورة الالتزام بالدستور حتى اذا كانت هنالك ملاحظات عليه. ومن له ملاحظة على الدستور يستطيع في حال ايجاد فرصة تعديله لكن ذلك لا يعني اننا لا نلتزم ونخرق الدستور، الكثير من دول العالم عدلت دساتيرها اكثر من مرة، على سبيل المثال امريكا عدلت الدستور 26 مرة الى عام 1971.، هنالك ملاحظات لكنها تبرر التعديل ولا تبرر الخرق لذلك يجب الالتزام بالدستور.

كولان كيف رايت مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي لم شمل الفرقاء السياسيين ؟
السيد ابراهيم الجعفري: مبادرة بارزاني كانت ايجابية وجيدة ولم يتاخر احد بالاستجابة .. حيب وجد بارزاني ظرورة الاجتماع في اربيل وبعدها بغداد .. والمبادرة جاءات في وقت مهم واساسي. وتبقى القضية العراقية بيد العراقيين والمبادرة العراقية حقق شيء.

مجلة كولان: ما هو عمل المجلس الوطني للأسياسيات العليا وهل هي استشارية او تنفيذية؟
السيد ابراهيم الجعفري: المجلس الوطني له سابقة تطبيقة لكن ليس له نص دستوري، ولا يوجد شيء بهذا الاسم في الدستور، ما دام توجد الممارسة التطبيقة على مدار الدورات السابقة نحن نلتزم به ويمكن تطويرها .. بريطانيا مثلا اكبر دولة في العالم ليس لها نص دستوري لكن لها ممارسات تطبيقية. أن مفهوم المجلس الوطني ينبغي ان لا يتعرض مع الدستور، صحيح ليس مكتوب فيه لكن يجب ان لا يتعرض، اذا جعلنا المجلس سلطة تنفيذية ونصبنا رئيس لهذه السلطة وجعلنا بقية الرؤساء جزء من المجلس الوطني تنقضنا مع المادة 47 من الدستور الذي يقول بفصل السلطات الثلاث اي (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، لكن يمكن ان نعطي المجلس مثلا ما كان سابقا جنبه استشارية وجنبة التزام سياسي، اقصد أن (المجلس الوطني يتكون من رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ونوابه ومجلس النواب ونوابه ورئيس مجلس القضاء الاعلى وممثلي الكتل السياسية)، عندما يجتمع كل هولاء بعنوان حالة استشارية وتقريب وجهات النظر هم انفسهم مسؤولي هذه السلطات ويحولون القناعات التي تبلغ مستوى 80 % يحولونه الى الالتزام . اذا فيها اعتبار لانهم هم انفسهم المسؤولين ولا نستطيع نقل جزء من المسؤولية لانها تتناقض، في تقديري نحن بحاجة الى هذه الاآلية وتنفعنا كثيرا ... لان تقريب وجهات النظر والمشاركة الموسعة لمن هم يتصدون الى الاجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية، الى جانب مسوؤليه الكتل بمعنى عقل يفكر واذرع تتولى التنفيذ.

مجلة كولان: هل تعتقد حل الخلافات الموجودة بين المركز والاقليم ، في ما يخص منها مسالة البيشمركة والنفط والمناطق المتنازع عليها في الدورة البرلمانية الحالية؟
السيد ابراهيم الجعفري: هذه الامور قابلة للحل ومعظمها مشتركة والجميع متفقون على الالتزام بالدستور وحفظ سيادة ووحدة العراق، فضلا عن ذلك الجميع حريصين على الثوابت لذلك اقول كل شي قابل للحال، ومجلس النواب موجود ويمكن حال الامور عن طريقه، السنوات التي مضت حتى اذا كانت هنالك بعض المشاكل لكنها لم تنتهي الى طريق مغلق .. العراق يضم كل العراقيين التي تتنوع فيها كافة القوميات والاطياف لكن الهم هو مسوؤلية كل العراقيين بدون فرق، نحن في بداية التجربة نحتاج الى التنسيق وتفعيل مواد الدستور وملىء الفراغات ان وجدت، فضلا عن بعث روح الثقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية.

مجلة كولان ماذا عن عقدة كركوك؟
السيد ابراهيم الجعفري: كركوك فيها خصوصية لكن نستطيع ان نتجاوزها ونعتبر فيها خصوصية ...كركوك مدينة متعددة المجتمعات ليست احادية .. مثلا اربيل كردية السماوة عربية .. كركوك تمتزج فيها المكونات المجتمعية المختلفة، العراق كباقة ورد يتجرد في كركوك. عندما نجد نفسنا امام مركب متعدد يجب ان نستحدث الدستور، ونضع اطار المتصل به ونطوره بذلك نستجيب الواقع في كركوك، ليس بقرار من عندنا نجعل كركوك خاصة لكن مجتمعه سيحكم بذلك .. ان زرع روح الثقة والتعامل مع المواطنيين بايجابية ستتضائل العقدة وتخرج كركوك على المسرح وتكون جامعة وليست متفرقة.

مجلة كولان: السيد الجعفري رئيس اكبر كتلة برلماني في مجلس النواب هل تعتقد ان يكون المجلس دورا مختلفا عن سابقه ويقدم شيء ويبدي تغييرا في العمل؟
السيد ابراهيم الجعفري: لابد ان يختلف عن بقية عمل المراحل السابقة في البرلمان، واذا لم يحقق هذا التغيير يعتبر بانه يراوح بحد ذاته. الظروف السابقة في البرلمان وقع فيها اخطاء وامراض مرحلية، فضلا عن ذلك الدورات السابقة في مجلس النواب شهد ايجابيات وسلبيات يجب تكريس الايجابيات واستبداد السلبيات. هنالك العديد من القوانيين معطلة يجب انجازها، بالاضافة الى ضعف اداء الدور الرقابي، أن البرلمان السابق بات علية الطائفية، لكن ملامح البرلمان الحالي مختلف ويجب ان ينسجم مع المكونات كافة.

مجلة كولان: ما هو رؤيتكم اتجاة الاكراد؟
السيد ابراهيم الجعفري : شيعة العراق غالبيتهم من العرب ولا تعاني من عقدة العنصرية ولا تودلج العربية وتجعلها منطلق فكري، نحن ننطلق اتجه الاكراد من منطلق وطني وتأخي وهذه النظرة للجميع ليس فقط للأكرد، ولا نستبدل التعيش المذهبي بالتعصب الطائفي، ندعم الكفاءة في اي قومية او طائفة كانت بغض النظر عن انتمائه القومي، نحن نتقبل ونتفاعل معه.

مجلة كولان: كيف يمكن تأسيس دولة القانون والمواطنة ؟
السيد ابراهيم الجعفري: أن مفهوم الدولة تختلف عن الحكومة، الحكومة مؤسسة من مؤسسات الدولة وقبله هنالك شعب وارض وسيادة وسلطة بمجموعها تسمى دولة.
عندما نقول حكومة القانون بمعنى الحكومة تطبق القانون، وهذا لا يعني انها دولة قانون اذا امتد تطبيق القانون من دائرة الحكومة الى موؤسساتها اصبحت دولة مؤسسات قانونية واذا امتد تطبيق القانون من المؤسسة الى المواطن اصبحت ثقافة شعبية اي المواطن يطبق القانون كعرف ويتفاعل معه. اي يصبح القانون جزء من مزاج المواطن اذا تحرك القانون من المؤسسة الى الحكومة الى الشعب، حينها يصح ان نقول أن هذه الدولة دولة قانون، لكن يجب تثقيف المواطن. اذا استطع المواطن رفض الاخطاء والمخالفات والالتزام والانفعال مع الحقيقة الصحيحة، نحن اصبحنا في دولة القانون.
اما بالنسبة للمواطنة .. هنالك ثلاثي اي (الوطن والمواطن والعلاقة والعقد الاجتماعي الموجود بين الحكومة والشعب) المواطن له الحق وعليه الحق اي له حقوق وعليه واجبات. عندما نريد دولة المواطنة يجب ان يكفل المواطن بالحقوق وان يطبق الواجبات.أن افق المواطن اوسع من الجانب القومي والمذهبي وحقه ، لذلك اذا اقمنا دولة المواطنة والقانون يعني جعلنا العراق يتحرك كدولة متماسكة يحكمة الدستور ويسودها العدالة.

مجلة كولان : كيف يفسر السيد الجعفري مفهوم الاسلام والأسلموية.
السيد ابراهيم الجعفري: هنالك اسلامي واسلموي، الاسلامي الذي يسعى لتطبيق الشريعية الاسلامية في حياته، والمسلم من يشهد الشاهدتين فهو مسلم لكنه لا يكتفي بها فقط انما يطبق الاسلام في حياته، على سبيل المثال عندما يتزوج الرجل ويطبق الشريعية في حياة يقال هذه اسرة اسلامية ليس فقط اسرة مسلمة . هنالك شيء اخر اسمه اسلموي، يطبق الاسلام بطريقة خاطئة وعنيفة ويرفض الاخر .. ويختلف عن الاسلامي حيث يفكر بالقتل. هذه ليس فقط وقع به المسلمون بل العلمانية ايضا، هنالك علماني وعلمانوي، العلمانوية يقصي كل احد غير علماني لانه لا يؤمن بالعلمانية، وهذه الظاهرة تتفرع الى الانسانية والانسانوية والفرق بينهم هو الانساني من مذهب اخر ويتقبل ولا يقصي، لكن الانسانوية يقصي ويفرق بين الانسان والاخر، الانسان الديمقراطي يصبح من موقع ديمقراطي واذا كان انسانوي فهو ديمقراطوي. المصطلحات تتفرع وتنجب حالات ثقافية سيئة، انا لست علماني لكن اذا الشعب يصوت للأعلمانية لن احارب ذلك، لكن اذا الشعب اختار العلمانوية نرفضه ونحاربه، لدي انتماء واتقبل الاخر وارفض الأخر اذا كان متطرفا.

مجلة كولان: التسامح في الاسلام وكيفية التعايش؟
السيد ابراهيم الجعفري: دعنا نعود الى التاريخ قليلا، جنوب افريقيا تمكنت من الحصول على الاستقلال والتخلص من حكم واغلبية البيض نهائية القرن العشرين، باراك اوباما استطاع الوصول الى قمة اكبر دول في العالم قبل سنتين، بعد 43 رئيس و44 رئاسة في امريكا، لكن التسامح بالاسلام كان كبيرا وعميقا ومنذ اكثر من 1400 سنة بلال الحبشي كان اسودا ومؤذن الرسول محمد (ص) ولم يكن يجيد العربية بشكل جيد لانه من الحبشة .. وجعله الرسول مؤذن ويعتبر حينها وزيرا للأعلام .. يؤذن عند الصلاة وعند نزول ايات قرانية واي تبليغ يريد ان يوصله الرسول كان عند طريق بلال، وكذلك صهيب الرومي كام من الروم وسلمان الفارسي.. المراءة حصلت على حقها في التصويت في امريكا مثلا في عام 1919 بعد تعديل الدستور، وفي بريطانيا عام 1945 وسويسرا ارق انواع الديمقراطية عام 1977 . لكن الاسلام تعامل مع المراءة تعامل قبل 1400 سنة مجموعة من النساء والرجل (اذ يبايعونك تحت الشجرة) في اكبر عقد سياسي، فضلا عن ذلك الاسلام تعامل مع ابناء الديانات الاخرى وفقا للتسامح ولم ينكر القوميات.


مجلة كولان: متى تعتقد حل مشكلة الوزارات الامنية واسباب التأخير؟
السيد ابراهيم الجعفري: نبذل الجهد من اجل اختيار افضل المواصفات لان مسالة الوزارات الامنية مهمة لتحقيق الامن كونه مرتبط بالقطاعات كافة، واذا تداع الامن سيترك اثارة وبصماته. من هنا يتطلب الرعاية الخاصة، والموضوع خرج من المحاصصة ونريد مراعاة المذاقات المختلفة، لكن الكلمة الاخيرة لرئيس الحكومة نوري المالكي.
نسعى ان يتمتع الوزير بالمواصفات العالية وان لايكون شوفينيا او طائفيا، وهنالك اشواط قطعت وهي في طريق الحسم قريبا.

مجلة كؤلان: ما موقفك من إعادة حق الفيتو لرئيس الجمهورية جلال طالباني؟
السيد ابراهيم الجعفري : انا مع الدستور بغض النظر عن القناعة على سبيل المثال، لم اكن من الاتفاقية الامنية لكن لما صوت علية البرلمان الالتزمت به، كل شيء له غطاء دستوري احترمه.

مجلة كؤلان : ما هي امنية ابراهيم الجعفري ؟
السيد ابراهيم الجعفري: ان ارى العراق امنا بدون ارهاب وغنيا بلا فقر ومثقفا بلا جهل وموحدا بلا تجزئة .. ومشعا للعالم وواثق من نفسه، انا متفائل ولم اعرف اليأس ولم يشق الياس طريقه الى داخلي واعمل ولدي ثقة بالله وبالشعب، العراق شعب قوي لم ييأس.

مجلة كولان: هل يوافق السيد الجعفري عودة البعث للعمل السياسي؟
السيد ابراهيم الجعفري: البعث كحزب لا اقبل به والبعثي كفرد لا وكشخصيات ارتكبت جرائم لا .. اما اذا كانت حالة تاريجية ويفتحون صفحة جديدة نفتح لهم الافاق ونحترمهم .



-موفق محمد
Top