• Thursday, 28 March 2024
logo

حسن صبرا لـ كولان: الجامع المشترك بين الدول التي اثارت الثورات هي الحاجة للحرية والديمقراطية

حسن صبرا لـ كولان: الجامع المشترك بين الدول التي اثارت الثورات هي الحاجة للحرية والديمقراطية
الكاتب والصحفي والمثقف اللبناني حسن صبرة، في مقابلة خاصة مع مجلة كولان... صبرا يشغل الآن رئيس تحرير مجلة الشراع التي تصدر في العاصمة اللبنانية بيروت وكان اول اصدار للجريدة عام 1982، وشغل امين سر نقابة الصحافة والآن عضو مجلس نقابة الصحفيين، من ابرز ما قدمه صبرا في العمل الصحفي كشفه لإحدى اهم المعلومات في العالم، والتي تضمنت كشف ملف بيع امريكا اسلحة لإيران، وملفات اخرى تسببت بايقاف الحرب الايرانية ضد سوريا، بالاضافة الى ملفات اخرى.وتعرض صبرا خلال مسيرته الاعلامية والثقافية، الى محاولات اغتيال متعددة، مما اضطر لترك لبنان منذ عام 2005، والتوجة الى جمهورية مصر العربية، حتى يوما هذا.
كولان : ابرز ما قدمه وتعرض له حسن صبرا خلال مسيرة للصحافة؟

الاستاذ حسن صبرا:. سبق صحفي كشف ملفات مهمة جدا، عن بيع امريكا اسلحة لإيران، خلال الحرب العراقية الايرانية، حيث نشر السبق الصحفي حينها، على شكل اخبار وتقارير وكانت احدى اهم الاخبار الصحفية . هذا المشهد تسبب بوقف الحرب بين البلدين. واشار عدد من المثقفين بينهم الاستاذ عدنان خشب في مذكراته الى ان ايران خسرت الحرب مع العراق عقب توقف بيع الاسلحة من امريكا.
ان امريكا ارادت توثيق علاقاته مع ايران لإطلاق سراح المعتقلين، بذلك تعادل ميزان القوى بين الطرفان، واصبح بعد بيع الاسلحة الامريكية لإيران الطيران العراقي مسيطر على الاوضاع وفي المقابل تعطلت ايران .. واضطر خميني بقبول قرار 958 وقال اني اقبل القرار واتجرع السم.
هذا الامر اثار العالم لان امريكا اتهمت كونها تدعوا لمقاطعة ايران وفي نفس الوقت تبيع لها الاسلحة .
والموضع الثاني الذي اثير في الشرق الاوسط وكانت هي الاخرى احدى التقاير السبق، في ايام حافظ الاسد تبين ان النظام السوري ورئيس الجهاز الامن السوري متورط في اسقاط طائرة العال .. وامريكا كانت تريد تقصف سوريا عام 1986 كما قصفت لليبيا، ونشر الفضيحة حينها تردد امريكا في مهاجمة سوريا .. هذا السبقان الصحفيين ادى الى ايقاف الحرب الايرانية وعدم العدون على سوريا. هذا من الجانب السياسي.
ومن الجانب الشخصي تعرضت لمحاولة اغتيال 1987 في لبنان.. واثار المحاولة مازالات على وجهي، وبعدها انتقلت الى القاهرة، كان ذلك بعد سلسلة اغتيالات نفذتها حزب الله بدعم ايراني، ضد الصحفيين والمثقفين والسياسين بدء من محاولة اغتيال الوزير السابق مروان، والاعلامي سمير القيصر، ورفيق الحريري والصحفي جبران تويني، لذلك غادرت لبنان بعد اغتيال الحريري في 2005.

كولان : كيف تقراء التغيير الذي شهده الشرق الاوسط، تحديدا ما جرى في مصر وتونس وليبيا وسوريا والبحرين ؟

الاستاذ حسن صبرا:. ربما لكل بلد ظروف لكن هنالك جامع مشترك بين الدول، ان انظمة هذه الدول تكلفت وعجزت عن تقديم حل للمشاكل الحقيقة سوى بالنسبة للحرية والديمقراطية والخ.. بالاضافة الى عجزها في تقديم اي امر في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والانتماء وقيمة الدولة نفسه، هذه الانظمة تكلست وقادتها اصبحت من الدينصورات، كانوا يتباهون انهم الرئيس الاطول عمرا في السلطة، لو انه تبهى كثير بالانجازات وحول الصحراء الى الارض، لكن هذا امر يدعو للتباهي اكبر، لكن الغريب انهم يتباهون بالسيطرة على السلطة منهم معمر القذافي الذي حكم 42 سنة ويود البقاء والاستمرار .
الغريب في ذلك الاخرون نفس الشيء حافظ الاسد وضع تقليد عند العرب، وهو توريث السلطة لإبنه في نظام جمهوري، النظام المكلي معروف عنه التوريث، لكن كيف يؤرث النظام الجمهوري، يجب العودة الى الجمهور في اختيار الرئيس وتداول السلطة.
الامر الاخر هو ان الانظمة عجزت عن تقديم الحلول لمجتمعاتها وهناك اجيال جديدة تكاد ان تكون بلا هوية. لذلك التقاسم المشترك بين الشعوب في التواصل والمعرفة كان المضمون الاول للإعلام .. ليس من خلال خطاب النظام بل من خلال الحقاق التي وفرها تقنيات العالم الحديث، منها التواصل الاجتماعية من خلال الفيس بوك التويتر واليوتيوب.

كولان: لماذا انطلاقت الثورة في تونس ولم تكن في دولة اخرى ؟

الاستاذ حسن صبرا:. هذا يعطيك اولوية قبل اي شيء وكل شيء، هناك عنصران اساسيا الحرية، والشعور بالجاجة الى ان يقول الانسان او ما يفكر به خصوصا بعد معرفته التواصل الاجتماعي واهم مضمون في الاعلام موجود رغم سيطرة النظام ومحدودية تفكيره. اصبح المواطن يعرف اكثر من النظام، من خلال الادوات الاجتماعية ويعرف المقارنة بين بلده تونس مثلا وبين الدول الاوربية القريبة منه .. والمواطن بدء يعرف ان النظام يكذب ولا يوجد اي حرية، لا ثقافة ولا حرية التعبير ولا ولا، ولم يكن للدين والجوع دور في تحريك الشارع .

كولان: هل تعتقد ان الثورة التي جرت في جمهورية مصر ام الدنيا كما سماها نابليون، شبيه بالثورة الفرنسية؟

الاستاذ حسن صبرا:. اذا وضعت عنوانا للثورات العالمية تجد انها تعبر عن الحرية، و المساوة .. وهذا الامران مهما جدا، وهذه عناويين الثورة الفرنسية ونتائجها موجودة الآن في اوربا من خلال الديمقراطيات والحريات.
هذه النتائج استلهمها الجمهور المصري والتونسي، ولم يفكرو بالطعام والدين، بل فكرو بالحرية بوجود انسان، بالتعبير عن الراي تماما مثلما يحصل في اوربا.
هذا الامر اصبح تراث انساني وحيوي، من الذي يريد ان يتحرر يجب ان يتقوم على هذه المقومات البشرية، المصريون ثارو تاثرا للإحاجة الى الحرية.. الشباب الذين نزلو الى الشارع في مصر ليسوا من الفقراء وهم من الفئة المتوسطة، وتحدثوا باللغة الوطنية بعيدا عن الطائفية، (( ارفع راسك فوق انت مصري))، وهذه الانظمة فقدت من وجودها وشاخت في الداخل ولم يكن في حلم الشباب اسقاط النظام، لكن لما فعلوا ذلك لم يدركو ان الحكومة في نهايته وشيخوختها .. ولم تعد تستطيع تقدم اي شيء، الشعب تاثر بما يحصل في العالم كله، والنظام عجز عن المقاومة.

كولان : كيف ترى ما حصل في البلدان الاخر ؟

الاستاذ حسن صبرا :. ما جرى في اليمن مختلف تماما عن الدول الاخرى، هنالك مفارقة بين اليمن ونظيراتها من الدول, هذا البلد فيه 26 مليون قطعة سلاح، وهي اسلحة شرعية وليس من قانون يمنع استخدامه، فضلا عن وجود قبائل وعشائر، كلها تجمعت ونزعت السلاح ولم تريد غير اسقاط النظام، في المقابل اهترع النظام، ولم يستطيع ان يقدم شيء.
النظام في اليمن كانت تريد التوريث كما في سوريا والبلدن الاخرى، الناس لم تستطيع التحمل وطالبت بالحرية ورحيل النظام، المفارقة المهمة هو ان الشعب اليمني لم يحمل السلاح ولم يلجه الى ذلك.
وفي ما يخص ليبيا النظام يتبها بسيطرة منذ 42 عام. أن ما حصل في البلدن العربية اثر بشكل كبير على المواطن الليبي الذي فقط السيطرة ونزل الى الشارع، ربما لولا ثورة تونس ومصر لكان النظام استقر في ليبيا، والنظام اليبي لم تقدم خلال السنوات الماضية للشعب الليبي سوى العمل على توريث اولده .. واقتطع ليبيا بين ابنائه السبعة، وكل شخص منهم يحمي مصالحه الاجتماعية والاقتصادية من خلال تشكيل فرق عسكرية.
ان هذه المفارقة في تركيب الانظمة المشتركة، كل كان له جيشه الخاص ما عدا الجيش الرسمي.. بن علي اسس الامن الوطني واهمال الجيش التونسي، في مصر النظام شكل الامن المركزي وكان له مليون و400 الف مقاتل، والجيش مهمل، لكن في النتيجة الجيش ساعد الشعب، ليبيا اهمل الجيش وشكل كتائب القذافي ووضع اقاربنه في سلاح الطيران، واذا واجه اي عجز قام بشراء مرتزقه، من افريقيا وسوريا ليقتل ابناء شعبه. وفي اليمن جمد علي صالح الجيش وشكل قوه اساسية من ابنائه واقربائه وهم يحكمون اليمن، وفي سوريا قام الطائفة التي ينتمي اليها بشار الاسد وهم العلويون، ومنذ توليه السلطة او في زمن ابيه منع دخول السنة الى الجيش ليصبح القيادات هم العلويون،، والقيادات الفرق العسكرية هم العلويون، وشقيقه قائد الحرس الجمهوري، وسلحهم بالاسحلة ليقاتل الشعب السوري .

كولان : ان الفرق بين الثورات العربية والفرنسية هي نتيجة التركمات الطائفية، وفصل الدين عن السياسية، لكن في الدول العربية بالعكس، والعمل على فوز الاسلموين بالسلطة، والمخاطر عن طريق الانتخابات، والخوف من وصول الاسلاميين الى السلطة، هل تتخوف من وصولهم الى السطلة.؟

الاستاذ حسن صبرا:. انا لدى مخاوف وكتبت في الصحافة المصرية ان الاسلاميين في مصر يسيطرون على المشهد السياسي، انما انت لا تستطيع ان تقف امام عجز التاريح او تقدمه، الثورة الفرنسية معروفة الحرية والمعرفة والمساوى، والشباب العربي تمكن من خلال التواصل الاجتماعي، هذه الامران لا يمكن التوقف امامه، الذي حرك الشارع في مصر وتونس هي الوطنية والحاجة الى الحرية ، لم يكن الدين .
الذي حرك الشارع للثورة ليست افكار القرضاوي واخوان المسلمين بالعكس .. بداية الثورة الشعب المصري لم ينظر الى الدين. لكن الاسلاميين يسعون الى سرقة الثورة كما حصل في مصر.. منهم السلفيين والجماعات الاسلامية، وان التنوير في المجتمع المصري سياخذ مداى واسع، فضلا عن ذلك المجتمع المصري يقاوم الجماعات الاسلامية فضلا عن ورود اخطاء بينهم، على سبيل المثال السلفيين يريدون هدر الاضرحة والصوفيون يواجهونهم، السلفيين يريدون فرض الشريعية بالقوى على المسيحيين اولا .. هنالك خلافات بين الاخوان المسلميين والسلفيين وبين الجماعة الاسلامية. لكن طرح حزب للإرئاسة الجمهورية يقاوم ويواجه من المجتمع المصري، كونه لا يريد دولة دينية ويجب الاعتماد على وعي الشعب المصري وعصر الشباب.
وفي تونس رجل الدين راشد الغنوشي، كان حضورهه قليلا جدا هم يبدئون في الحجاب والصلاة والوصول الى السلطة، في اليمن لم يكن لم حضور وفي لليبيا حاولوا في البداية لكن لم يستطيعوا.

كولان:. الاسلام والاسلموية دعنا نفرق بينهم .. هل من مخاطر على المجتمع وكيف يمكن مواجه هذه الظاهرة ومخاطرها؟

الاستاذ حسن صبرا :. اولا يجب ان نعي خطرهم، وهم لا يريدون التقدم لنا، ويجب ان تتوحد كل القوى المدنية التي تسمح بتداول السلطة واحترام الراي الاخر ، ويجب ان يتقدم البلد بمفاهيم علمية مدنية عقلانية ليس بمفاهيم متخلفة وقديمة.. يجب التنبئ لها ويجب ان يكون هنالك وعي لتستطيع المجتمعات قطف ثمار ثوراتها.

كولان : التغيير لم يحصل في لليلة وضحاها، كما حدث في جدار برلين والاتحاد السوفيتي مما وصلت الى مراحل الابادة الجماعية، هل تتوقع ورود فوضى في ظل المرحلة الانتقالية في الشرق الاوسط.
الاستاذ حسن صبرا :. يجب ان نفرق بين مستوى الوعي الثقافي والتنور الاقتصادي والاجتماعي حتى في ظل الانظمة الشوعية في اوربا، وبين مجتمعاتنا.
اوربا كانت متداخلة مع بعضها من حيث اللغة او بين الكتل هنالك تفاعل الإلزامي حضاري ولم يكونوا منعزلين .. التفاعل الثقافي موجود والتواصل موجود بالمعرفة والتراكم التاريخي. عكس ما لدينا نحن مازلانا في مراحل متخلفة وجاءات الانظمة وزادت التخلف.
ان الانظمة العربية قلدت اوربا عسكريا فقد هذا القاسم المشترك بينهم.
بالاضافة الى ان اوربا لديها الحريات ونحن تاثرنا بها، هنالك مفارقة ومساوة ذهب الكثير من العراب والمسلميين الى اوربا للعالم والدراسة والعمل والحرية، وبدءو يستفيدون من هذا المناخ، لكن الاسلاميين ارادو ان يعيدو اوربا الشرقية الى العصور الوسطى هم رفضوا دخول الكنيسة تقدموا ونجحوا فكيف يمكنهم القبول بدخول المسجد .. المهم ان الغرب لم يكتفي بان يستوعبهم بل نقل الينا صورته الى البشرية وهي الحرية. مازلنا في خشية قفز الاسلامويون الى السلطة، الغرب يطرح مفاهميه ولا يقطعها ويقدم لنا الديمقراطية اي (صندوق الاقتراج وتداول السلطة واحترام وجود الاخر).

كولان: ما مدى المخاوف من الوضع العربي المتفاوت بين الاحزاب الديمقراطية، حيث ان في العالم العربي الاحزاب الديمقراطية قليلة جدا ما هو دور المثقف والموسسات المجتمع المدني والاعلام في تجازو المرحلة؟

الاستاذ حسن صبرا :. في الفترة السابقة المثقف كان مهموما بامرين يإما بامملئه للسلطة او حماية نفسه من السطلة، لكن الآن يجب ان لا يكون هذا الامر متوفر لان بعض الحكومات سقطت وهذه المفاهيم انتهت، الاسلاميين كان يتبعون العصبية للحماية انفسهم من السلطة ويقدمون مبراررت، الآن الحرية مفتوحة للجميع يجب ان يغيرو امورهم بالتعاون. هنالك امران اساسيا، حيث ان الثورة قدمت امرا مهما، المثقف اصله اكثر حرية يجب ان يكون اكثر صدقية اذا امتلك الحرية لا خوف من النظام, والاسلمويون لم تستطيع تقديم نفسها كضحية كما كانت تفعل في السابق، عليهم ان يحسنوا مخطابة الناس من جديد. انت في السلطة كااسلامي يجب ان تعيد خطابك هذا الامر يعيد نفسه في صراع الاجيال في حركة الاخوان المسلمون بين الشباب وشيوخ.
هنالك مشروع لإربعة احزب في داخل حركة الاخوان المسلمين وهم كل من (حزب الحرية والعدالة وحزب النهظة وحزب الوسط برئاسة علي ابو الماضي يضم اخونجيين سابقين ويعمل بحركة مختلفة عن الاخوان. رغم ان شيوخ الجماعة في بداية الثورة بمصر كانوا ضدها. هذا تفاعل ويجب ان يترك لوقت ويجب ان يكون هنالك تفاعل من جانب اخرين لفصل شباب الاخوان عن الواقع القديم، في هذه الحالة يصبح هنالك تحرك للحرية اكثر وفرصة للديقراطية.

كولان : تعليقك في حال فوز وصعود الاحزاب الاسلامية في الانتخابات؟

الاستاذ حسن صبرا :. ان في اي انتخابات حرة، ووجود حركة جديدة للشباب الثائر، فان الجماعات الاسلامية لا تشكل اكثر من 20 % من اصوات المقترحين وعلى ان يكون هنالك حملات تنوير وحضور للريف المصري. وكي لا يخدع الاخرين بالافكار الدينية ولا يتم شراء اصواتهم بالمال.
ان في الانتخابات السابقة قال السلفيين والاخوان من يقول لا لإنتخابات فهو ضد الدين، هذا الكلام خطير، ويجب ان يمنع هذا الحديث، طبعا هنالك دعوة من اطراف لمجموعة خيارات منها الدعوات لتاخير الانتخابات حتى يتم تنظيم الشباب، وخيار اخر اقتراح من احدى القاضيات ان يكون هنالك الزامية بالقراء والكتابة الناخب اي بمعنى عدم السماح للجاهل المشاركة في الاقتراع، لان وقوعه سهل تحت سيطرة رجل الدين.

كولان:. ما الفرق بين رجال الدين والاحزاب السياسية. مثل الازهر والاخوان.؟

الاستاذ حسن صبرا :. الازهر لا يتعطى السياسية مثل الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية والسلفيين والصوفييون.

كولان:. لماذا هذه الاحزاب السياسي تعمل على استغلال المناطق النامية والاشخاص المتخلفين وتعتمد على هذه الفئة في كسب الاصوات ؟

الاستاذ حسن صبرا :. هؤلاء يسيطر عليهم باسم الدين ويخاطبهم رجال الدين وتكون بذلك عملية اقناعهم سهلة، ويتاثرون برجال الدين ومازال لرجل الدين في بلداننا حضور.
في عصر جمال عبد الناصر لم يكن لرجل الدين اهمية، كانت للمثقف والفنان والمدني وللحزب الذي يستطيع مخاطبة الناس اقتصاديا واجتماعيا ويدعمه دور. كانت هنالك مفاهيم حضارية تدخدخ مشاعر الناس، لكن عندما سيطر الاسلاميين لم يعد هنالك غير الاخرة وعذاب القبر والحلال والحرام و الفتوى بعدم الاختلط بالمراة، هذه هي مفاهيمهم.. وعند غيب المشروع الوطني في المناطق البعيدة منها الزراعية والريفية مع خلال البعد عن المعرفة والاهتمام بقضايا الامة على مستوى فلسطين والاكراد، تم استغلالهم باسم الدين.
يجب التركيز على التعليم والثقافة وحضرو السياسي والمدني في مناطق الجهل والريف، حيث تكثر امكانية استغلالها من جانب الدين.


كولان :. توجد في الشرق الاوسط منطقة اسماها كردستان العراق حيث نستطيع ان نقول انها تجربة فريدة، فضلا عن ذلك بدءت تخطو بخطوات مهمة من الجوانب كافة منذ1991، كيف تنظر الى هذه المنطقة وجوانبها كمثقف عربي وصحفي ؟

الاستاذ حسن صبرا:. ان القومية العربية بحاجة الى مراجعة ثقافية وحضارية وسياسية وعلاقة مع القومية الكردية، مثلما من حق العرب التفكير بالوحدة ويعتبرونها مدخل للتقدم . ان من حق الاكراد ان يكون لهم دولتهم وقضيتهم التي يقدمون الغالي لإجلها كي يكون لهم وجود تحت الشمس. ومن واجب العرب اعادة حسابتهم وافكارهم وثقافتهم كي يعترفون ان هنالك اخطاء حصلت في التعامل مع القضية الكردية وان ينظرو للكراد كاضافة حضارية في اطار واحد، سواء جغرافي او اسلامية، والجامع المشترك المصلحي، لايمكن التقيد بالعقبات خلال طرح فكرة. يجب الاعتراف بالديمقراطية وبالحل.
وعلى كل مثقف عربي ان يقول ان الاكراد امة وقومية قائمة بذاتها ومن حقها الدولة، العقبة ان الدول تستعرض وحدة سوريا وتركيا وايران للخطر، لماذا لا يتم البحث عن كيفية التوازن بين وحدة المجتمعات في صيغة نجد فيها تفاعل، لا نقصد الانقسام والهزل والهدم لكن، يجب ان يكون للإكراد دولتهم المنفتحة وماتفاعلة ومتعاونة مع كل هذه الدول بروح الاخوة والمصلحة، حيث ان العالم كله مصالح. قوميات كثيرة في اوربا تتنازلت لمصالحة شعوبها، الاتراك العراقيين والايرايين والسوريين يجب ان يجدو صيغة لدولة كردية في حدود متشركة .. كونهم يتجاوزون 40 مليون نسمة.


كولان:. الشعب الكردي اختار طريق الديمقراطية .. لماذا لا يتم الحديث عن هذه الديمقراطية، ولماذا عند الحديث عن النظام الديمقراطي في الشرق الاوسط (يقال اسرائيل) لكن الان هنالك منطقة في العراق اسماها كردستان اختارو الديمقراطية والحياة البرلمانية والتسامح والتعددية القومية والدينية، كيف ترى التوافق بين المجتمع الاسلامي والديمقراطية .
الاستاذ حسن صبرا الاكراد امام فرصة داخلية واقليمية .. كلما تعمق الديمقراطية في المنطقة سيكون نموذجا يشيع على ما حوله. و ارى امكانية التعايش بين الاسلام والديمقراطية لان الكثير القوى الاسلامية تعتبر الديمقراطية امر ومفهوم غربي وبعيد عن الشرع.
الاكراد افتتحوا الديمقراطية وتفاعلوا معه وجعله نموذجا. لذلك القوى المحيطة بالعراق، منها ايران، تركيا، سوريا، يقلدون الديمقراطية الكردية، يجب ان يقلد الديمقراطية وهكذا تحفظ كردستان وجودها كي تكون نموذجا للشعوب في المنطقة.
نرى الشعب العراقي تحت عنوان الديمقراطية هنالك مذهبية طاغية من خلال صندوق الاقتراع الاكثرية العددية .. ان الديمقراطية العددية التي سمحت للحزاب الدينية الدخول في العملية فتحت الابواب لإيران كي تتدخل في العراق وهذا امر عبثي، فضلا عن ذلك تركيا تؤثر في القضية العراقية والدول الخليج ايضا، وكل ذلك تحت عنوان الديمقراطية والتعددية في داخل العراق، يجب ان يكون هنالك تكامل بالتجربة الكردية ، لم يحرك الاكراد احد من خارجها بل الاكراد تتحرك من منطلق مصالح الشعب الكردي.

كولان: متى واين التقيت برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ؟

الاستاذ حسن صبرا :. التقينا انا و بالبارزاني منذ 27 عام في سوريا، كنت اتوجه من لبنان للقائه في سوريا ايامها كان مضطد ويحارب النظام السابق، ومازلات احب هذا الرجل.

كولان: كيف مسيرة بارزاني الذي كان يقود حزبا في الجبل، كمثقف عربي؟

الاستاذ حسن صبرا :. لا استطيع ان اخفي مشاعري ان كانت عاطفية، انا احبه منذ 27 عام، وهذه اول مرة التقيته وهو رئيس اقليم، هنالك امر واحد جامع في شخصيته هو الاخلاف وهو مهم جدا ان تقابل رجل على هذا المستوى، ومن اخلاقه التواضع والصدق والاستقامة وهذه المسائلة اساسية في اختيار اي انسان للقيادة.
انا ادعوا ودعيت في البلد العربية ان يختبرو كل قائد لإختبارات نفسية وصحية حتى تكتشف مدى استعداده لهذا المنصب، معمر القذافي ثبت بانه مجنون في السلوك.
ان اساس الامر الديمقراطية بعد اختيار يجب ان يكون له ملف نفسي عقلي سلوكي كي يحكم .
فاذا توفر في الشخص السلوك الحسن واعترف بالحريات والديمقراطية وبالرائ الاخر فله حق الحكم. بارزاني يمثل هذا الامر .. في كثير من البلدان في العالم الثالث من مرحلة انفرد بالسلطة وتداوله هو المصالحة هكذا فعل الحسن الثاني في المغرب عمل المصالحة والمصارحة صارح الناس، في جنوب افريقا حصل مصارحة بين الابيض والاسود.
المصالحة والمصارحة حصلت سابقا.. بارزاني بدء المصالحة مباشرة بعد الانتفاضة هي وضعت اساس لحالة الاستقرار للمجتمع الكردي، وجرى ذلك حتى مع الذين كانوا يتعاملون مع صدام حسين، .. انت مع خياريين امام القمع والسجن او تصلحهم وتصارحهم. هذه المصالحة مقدمة حقييقة لأستقرار في كردستان، وهذا جزءا من شخصية بارزاني.
انت تفتح المجال امام كل القوى وتجعل طريق الاستقرار يمر باحترام الراي الاخر وتبني بالديمقراطية مدارس للناس، وتجعمل الحرية والديمقراطية عناويين اساسية لإبناء المجتمع.


تم اجرى المقابلة من قبل رئيس التحرير فرهاد محمد.
وكتابة المقالة تم من قبل موفق محمد .
Top