• Friday, 19 April 2024
logo

ماسيو كروين ل( كولان) :احدى خصائص الازمة هي الفرصة و التهديد،لأن وجود الازمة تنبّه النظام السياسي

ماسيو كروين ل( كولان) :احدى خصائص الازمة هي الفرصة و التهديد،لأن وجود الازمة تنبّه النظام السياسي
البروفسور ماسيو كروين الاستاذ الحكومي في جامعة جورج تاون،كان لغاية شهر تموزمن هذا العام يعمل مستشاراً خاصاً لوزير الدفاع الامريكي لتطوير و تنفيذ ستراتيجية سياسة الدفاع في الشرق الاوسط،ومؤلف كتاب( تصدير القنابل:نقل التكنولوجيا ونشر السلاح النووي)،اتصلنا به لمعرفة خاصية الازمات وكيفية تجاوزها،وعبّر عن رأيه قائلاً:
ترجمة/ بهاءالدين جلال



*ادارة الازمات جزء من الفنون السياسية،و تظهر قدرة الساسة عند حدوث الازمات وكيفية تعاملهم معها وحلها سلمياً،السؤال هو:ماهي حكمة و قدرة القادة أو الساسة في ادارة الازمات؟
- هذا سؤال معقول،انّ خاصية الآزمات هي التهديد و كذك الفرصة،تعتبرتهديداً كونها تعني المشاكل و الاخطاء في الامور،وفرصة بمعنى أنّ الازمة تؤدي الى زعزعة النظام السياسي وتوفّر الفرص للساسة لأجراء الاصلاحات،أو الاعتماد على سياسة تصل بهم الى وضع احسن،اذن المسألة الرئيسة عند الساسة هي التعرف على الفرص و اختيارها و كذلك تهديد للازمة التي قد تظهر.
*اذا ماتعرض مجتمع أو دولة الى أزمة، هذا يعني بأنها تعيش حالة غير اعتيادية،السؤال هو كيف يتمكن الناس المشاركة في الحياة السياسية ابان الازمات؟
- من الواضح أنّ مشاركة الناس أمر مهم جداً،وخاصة في المجتمعات الديمقراطية،وعند وجود الازمات المسألة تبقى كما هي،يستطيع الناس المشاركة عن طريق كتابة المقال أو التظاهرات العامة، ودعم الاحزاب السياسية،رغم أنّه من الصعب جداً أن يتم مراعاة هذه النقاط عند وجود الازمات،لأنّ الساسة يضطرون الى اصدار القرارات في وقت قصير،والوسيلة الاخرى التي يستطيع الناس المشاركة عبرها هي التكهن بالتطورات و ظهور الازمات عن طريق التعبير عن آرائهم قبل ذلك.
*النقطة المشتركة لتلك الدول وهي الدول مابعد الدكتاتورية تكمن في وجود العديد من الاحزاب السياسية و وجهات نظر مختلفة،السؤال هو: ماهي صفات القادة السياسيين الذين يستطيعون تغيير مسار الاوضاع بأتجاه الحلول السلمية؟
- بالرغم من تنوّع الازمات السياسية،الاّ أنّ افضل الامور هي أنّ يتجاوز القادة حدوثها،اذا كان ذلك ممكناً،ومع هذا هناك بعض الاوضاع لايمكن تجاوز الازمات في ظلها،القادة المتميّزون هم الذين يسلكون كل الاحتمالات و السبل الممكنة ولايلجأون الى استخدام القوة الاّ كحل أخير.
* كيف تكون العلاقات بين القادة والشعب،وعلى القادة الاستماع اليهم و بالمقابل يساعدهم الشعب ،كيف يمكن تحقيق ذلك؟
- صحيح أنّه من الصعوبة بمكان اتخاذ القرارات عند الازمات،احياناً يتخذ القادة قراراتهم دون اجراء الحوارالعام،وفي الاوضاع السياسية الاعتيادية على القادة تحمّل المسؤولية اكثركماعلى الشعب أنْ يتحمل مايتعرض له من ضغوط جراء قرارات و عمل القادة،اذا كان الشعب غيرمتفق على القرارات التي يصدرها القادة السياسيين، حينها من الصعب أنّ يكون لهم التأثيرعلى القرارات عند حدوث الازمات، ولكن في المجتمعات المفتوحة اذا كانوا غير راضين بنتائج القرارات سوف يقومون بأبعاد المسؤولين عن السلطة.
* لاتوجد في الشرق الاوسط فن الحل و الادارة الناجحة للأزمات لدى الساسة،واذا لم تتم السيطرة عليها فأيّ مستقبل ينتظر المنطقة؟
- اعتقد أنّ الشرق الاوسط من الناحية التأريخية منطقة تعرضت للأزمات لفترات طويلة،كما أنّ هناك بعض العوامل تجعلنا نتوقع أنّ هناك احتمالات في مجريات تطوراتها بأن الازمات قد تكون خطيرة جداً،في الوقت الذي تقوم ايران بمواصلة برنامجها النووي و الدول الاخرى تعزّز قواتها،وهذا مايؤدي الى زيادة خطورة أزمات الشرق الاوسط مستقبلاً،الحقيقة التي نعرفها عن الازمات هي أنّ عموم القادة و المجتمعات الديمقراطية يتخذون قرارات مناسبة،لأنهم يستفيدون من الحوارات العامة و المفتوحة التي تجري قبل اصدارالقرارات،الشعب يعبّر عن آراءه،وتُعرف مسبقاً ايجابيات و سلبيات القرارات،في حين في المجتمعات الاوتوقراطية غالباً مايقوم البعض بالعمل لصالح القادة الذين يكررون وعودهم التي قطعوها من قبل ويطرحون لهم مايحلو لهم سماعه،وبمعنى آخر لايحددون لهم السبل المختلفة و السلبيات و الايجابيات، ومن الامور التي تعقّد ادارة الازمات في الشرق الاوسط هي انعدام المجتمعات المفتوحة و الانتقادات في المنطقة.
* احياناً تتعرض الشعوب الصغيرة الى الازمات،اذن كيف يمكن حلها؟
- احدى الخطوات التي يمكن أنْ يتّخذها المجاميع أو الشعوب الصغيرة هي عقد الشراكة والتحالف مع المجاميع والدول الكبرى ذات المصالح المشتركة تساعدها في الازمات.
* كيف تستطيع الحل العقلاني تغيير مسارالازمات وابعادها عن الكارثة الحقيقية، أي تحويلها من العنف الى الحلول السلمية؟هناك عدة وسائل رئيسة يمكن بواسطتها تجاوز الازمات وحلها سلمياً: اولاً:الاستعداد الضروري المسبق وتحديد احتمالات حدوث الازمات و اتخاذ الخطوات اللازمة،ثانياً:وجود قائد قومي،و المؤسسات السياسية الديمقراطية المحلية تسمح بأجراء حوارات حرة قبل واثناء وبعد حدوث الازمات وهذه تساعد القادة لاتخاذ قرارت مناسبة،ثالثاً:التعاون الدولي و بناء الشراكات بين الدول الصغيرة لتحقيق اهدافها.
Top