• Thursday, 28 March 2024
logo

صالح المطلك ل(كولان): الرئيس البارزاني وصف الاوضاع الحالية في العراق بأنها تمر بأخطر المراحل

صالح المطلك ل(كولان): الرئيس البارزاني وصف الاوضاع الحالية في العراق بأنها تمر بأخطر المراحل
صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخدمية يتحدث في لقاء مع (كولان) عن المخاطر التي تواجه العملية السياسية و الحكومة و يتفق في الوقت ذاته مع توجهات و آراء الرئيس البارزاني و يعتقد أنّ العراق يمر بأخطر المراحل، و لدى الكورد و العرب و التركمان و مختلف مكونات العراق الأخرى مخاوف من مستقبل البلاد،وهذا بسبب الارادة الفردية،وحول المؤتمر الوطني العام و المزمع انعقاده قريباً قال نائب رئيس الورراء العراقي: ((لايحقق المؤتمر النجاح بدون حضور السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان و السيد مقتدى الصدر))كما أكد أنّه لن يحضر المؤتمر اذا اتّسم بالنفاق السياسي ، وبغية تقييم المسائل التي تتعلق بالعملية السياسية في العراق ومسائل اخرى ذات صلة، طرحت (كولان) على السيد المطلك عدة اسئلة، وقد أجاب عنها مشكوراً:
*كيف تفسر أو تنظر الى المشهد السياسي في ظل توقف مسار العملية السياسية؟
- وصف السيد مسعود بارزاني الاوضاع في العراق على أنها تمر بأخطر مرحلة منذ الاحتلال ولحد الآن ، في الحقيقة أنا أشعر أيضاً أنها هي أخطر المراحل التي مرّ بها العراق عبر تأريخه الطويل لماذا؟ لأنه في هذه المرة يراد أن تكون المعركة طائفية و الحزب الحاكم يحشّد على تعبئة الناس طائفياً ، والعراق مرّ بمعارك كثيرة و ثورات كبيرة ولكن لم يمر بقضية مبنية على اساس طائفي قط ، وعندما تُبنى على هذا الأساس تكون خطيرة جداً،ولكن في الوقت ذاته أنا مطمأن بأن العراقيين لاينزلقون في هذا المنزلق، وبأعتقادي عندما يحدث الصراع سوف يكون بين الحكومة و الميليشيات من جهة و الشعب الرافض للدكتاتورية و الهيمنة الفردية و الحزب الواحد و القائد الاوحد من جهة أخرى.

*برأيكم ما هي الخيارات، وهل هناك خيارات محددة سيلجأ اليها العراق؟
- الموضوع سيعتمد على القادة السياسيين وعندما تتوفر الشجاعة بقول كلمة الحق، لأنها غائبة لحد الآن لدى معظم القادة السياسيين ، و اصبح النفاق السياسي اليوم احدى سمات العمل السياسي في العراق ، وقليلون جداً من يقوم كلمة الحق،ولهذا السبب كان هناك اصرار على حضور السيد مسعود بارزاني و السيد مقتدى الصدر و قادة سياسيين آخرين في المؤتمر المزمع انعقاده كشرط أساس لآننا نريد منْ يستطيع أنْ يقول كلمة الحق ، وللأسف الشديد هذه الكتل على يقين كامل بأن هناك دكتاتورية في العراق و ان السيد المالكي بدأ ينهج فردياً ويريد سيطرة الحزب الواحد و الشخص الأوحد،و لكن لم يجرءوا لحد الآن أنْ يقولوا كلمة الحقيقة بل أنّ النفاق أخذهم احياناَ الى أنْ يتحدثوا عكس قناعتهم.عكس قناعتهم.

*هل تشاركون في المؤتمر الوطني اذا ماانعقد في بغداد أو في أي مكان آخر؟
- حضوري فيه يعتمد على منْ سيشارك فيه،، اذا كان المؤتمر هو اجتماع لنفاق سياسي فلن أحضره، أمّا اذا اطمئننتُ على من يشارك فيه و لديه الأستعداد والقدرة و الشجاعة في قول كلمة الحق سوف أشارك.

* هل تمارس الآن صلاحياتك كنائب لرئيس الوزراء ؟
- لازلتُ نائباً لرئيس الوزراء والسيد المالكي أصدر أمراً بمنحي اجازة اجبارية و هذه غير قانونية،ثم أتبعها بأجراء غير قانوني آخر سمّاه اجازة مفتوحة، وبما أني أعلم جيداً أنّ الأجرائين غير قانونيين لذا فإنني غير مستعد الألتزام بهما، ولهذا امارس عملي الى حد ما.

*انتم سياسيّو العراق الأبرز لماذا لاتجلسون على طاولة واحدة و تتفقون بينكم بالحوار، والابتعاد عن هذه التصريحات المتشنجة و نبذ المشكلات غير الدستورية في المشهد السياسي ، ألا توجد الثقة بينكم لبدء الحوار الوطني؟
- لأن هناك منْ قرر منذ البداية و بعد أنْ جلس على كرسي الحكم، قرر أنْ يتنصل عن كل الاتفاقات،و التي من خلالها اصبح رئيساً للوزراء وحتى من اتفاقية اربيل،ويعلم جيداَ أنّ منطق الحوار سيغلب به و لذلك هو يريد منطق الاستفراد،وعلى سبيل المثال ، عندما شكّل وفداً لزيارة الولايات المتحدة الامريكية منع أنْ يرافقه أي شخص من "العراقية"والتي هي اكبر قائمة فائزة في الأنتخابات،ويريد من وراء هذا عزل القائمة تماماً و يريد كذلك أنْ ينقل صورة الى امريكا غير الصورة الحقيقية، ولهذا قمتُ بأطلاق تصريحاتي في ذلك الوقت بالذات ، وهي رسالة الى اوباما و الى الادارة الامريكية و مفادها أنّكم تستقبلون الشخص الخطأ،وتصفونه انتم بأنّه منقذ العراق وسيصنع السلام للبلد بعد مغادرتكم ، لذلك عليكم اعادة النظر لأنه شخص دكتاتور، كانت الرسالة للأمريكان أكثر مما هي للمالكي،وفعلاً أدّتْ الرسالة مفعولها بحيث أنْ الصحف و وسائل الأعلام بدأتْ تتكلم بطريقة أخرى بعد التصريح الذي ادليتُ به.

* برأيكم لماذا يسير السيد المالكي على هذا النهج؟ هل هو تخوّف من سلطة السنّة مثلاً؟أو عودتها أو الأنقلاب ؟ وما الهدف مما يفعله؟
- اكثر من نصف تفكير المالكي يشغله في المؤامرة و الأنقلاب و عدم الثقة بالآخرين،وهذا الموضوع يحوّله الى انسان غير منتج وفي الوقت الذي تُحصد فيه أرواح عشرات من العراقيين في شوارع بغداد و المحافظات الأخرى،لازال متمسكاً بالملفات الأمنية لأنه غير مكترث بما يحصل ، المهم أن يصبح الملف الآمني بيده،( الدفاع، الداخلية، الأمن الوطني، المخابرات، مكتب القائد العام للقوات المسلحة)حتى يُبقي بقبضة حديدية على السلطة ،وهو لايفكر بما يحصل الآن،ويفكر في الأنتخابات القادمة، لكي يفوز بالأغلبية و يستطيع أنْ يغيّر الدستور و القوانين من خلال وجوده بالأغلبية داخل البرلمان.

* الخيارات المتاحة الآن، تشكيل حكومة شراكة وطنية أو سحب الثقة من المالكي، و تقسيم العراق الى أقاليم، أو حرب طائفية، ماهو الخيار الذي يفكر فيه صالح المطلك؟
- أعتقد أنّ وجود المالكي يعني تقسيم العراق و لذلك أفضّل موضوع سحب الثقة من السيد المالكي ، لأننا نريد عراقاً واحداً.

* ابدتْ حكومة اقليم كوردستان عدم تفاؤلها من انعقاد المؤتمر ،كيف تنظرون الى انعقاده؟
- اعتقد أنّ هذا المؤتمر لايُفضي الى نتائج ايجابية ملموسة بتشكيل حكومة شراكة حقيقية ،ولكنّه سيوصلنا جميعاً الى قناعة في أنّ موضوع سحب الثقة من السيد المالكي هو الحل الأسلم.

*الى أين وصلتْ قضية السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية؟
- قضية السيد الهاشمي واضحة جداً ،أنّها سُيّستْ منذ بدايتها،واُريدَ لها أن تُستخدم لأثارة الشحن الطائفي في البلاد،وحتى التوقيت جاء في الأربعينية، وفي هذه الايام تصبح مشاعر الناس متأججة،يُراد استخدامها للتأجيج ،لأنّ في هذا الوقت بالذات هناك حضور اجتماعي كبير جداً و فيها فرصة لأثارة مشاعر الناس مما لو حُصّرتْ في وقت آخر،توقيتها سياسي و طريق اخراجها سياسية، اليوم نحن مع القانون ولكن نريد قضاءً مستقلاً يحاكم السيد الهاشمي، ونريد مع هذا الموضوع اجراء سياسي يُناقش لماذا هذا التوقيت والتسييس منذ البداية؟ أعتقد أنه منّ يُحاكَم اليوم هو منّ أثبتتْ عليه التهمة، طارق الهاشمي لم تُثذتْ عليه التهمة الى اليوم،لكن المالكي مثبّتة عليه الجريمة،لأنه قال بأنّ لديه ملفات حول عمليات الأغتيال والقتل منذ ثلاث سنوات ولم يطرحها و لم يحاسب عليها،اذن كان يعلم أنّ هناك قتلاً في العراق ولكنه سكت عنه،فمن يحاسب اليوم هو منْ اعترف بالجريمة ومن ثبتتْ عليه الجريمة ،أما الطرف الآخر يأتي يوم يُحاسب فيه، ويمكن أنْ يكون مذنباً أو غير مذنب.

* ا هناك التركيز الآن على "العراقية"كونها هي التي عطّلتْ العملية السياسية و مسارها، وعطّلتْ عمل الوزارات و البرلمان و شؤون المواطنين، لماذا لايتم بحث المشكلات بعيداَ عن مصالح المواطنين؟
- اولاً وزراء قاقائمة العراقية لازالوا مستمرين في دوامهم الاعتيادي،و الحضور في مجلس النواب هوحضور سياسي و العراقية لديها قضية سياسية مع دولة القانون ، وتريد أن تحل هذا الأشكال، فهي لاتحضر الاجتماعات و نائب رئيس الوزراء لايحضر، لأنه ممنوع من الحضور بأمر من رئيس الوزراء وباجراء غير قانوني وببلطجية! اذنْ تخيّلْ كيف للعراقية أن تذهب الى مجلس الوزراء و رئيس الوزراء يقول إني سأمنع نائب رئيس الوزراء عن الدخول الى المجلس وهو رئيس كتلة الوزراء للعراقية،و يمنعه عن طريق حمايته، اذن اين الاحترام لقدسية هذا المكان؟أما بالنسبة للبرلمان فإنّ الاجتماعات تسير اعتيادية.

* تم فصل ستة نواب من العراقية حسب التصريحات، بسبب حضورهم جلسة البرلمان كيف حدث ذلك؟
- لأنهم خالفوا قرار العراقية بالمقاطعة ، لكن جلسات البرلمان مستمرة ولم تُعطّل "العراقية"جلساته، لكنها تريد أنء تطلق صوتاً أنها محتجة على مايجري.

* في بداية سقوط النظام تم الاتفاق على التوافق وادارة البلاد، والآن نلاحظ أنّ الكل يشعر بالغبن، العراقية و دولة القانون و التحالف الكوردستاني ، هل الثغرة تكمن في الدستور أم في السياسيين الذين يديرون امور البلد؟
- اعتقد أنّ الخلل هو من العملية السياسية منذ بدايتها،وقد أشرت سابقاً الى أنني معترض على الطريقة التي أسستْ بها العملية السياسية وهي على اساس احزاب طائفية اسلاموية ليس لديها الخبرة في ادارة الحكم ، خبرتها في المعارضة فقط،وبقيت تعمل بأسلوب المعارضة و هي في الحكم،ولذلك لم تتمكن من البناء،وقد مرت اكثر من ثماني سنوات على البلد وهو على حاله،اعتقد أنّ هذه المجموعة التي تحكم البلد اليوم وتتنافس من أجل أخذ العراق الى عصر ظلاّمي وليس الى عصر متحضر لايمكنها أنْ تبني البلد، لذلك نحن محتاجون الى اعادة النظر في مجمل العملية السياسية.

* أالمشكلات الآن هي بين أبرز رؤساء الكتل السياسية و ليست بين الكتل أو بين السياسين من هم أدنى منهم، ما سبب ذلك؟
- اساس المعركة نابع من أنّ هناك منْ يريد اسقاط" مشروع العراقية "وهو المشروع الوطني في العراق الذي يضم السني و الشيعي و الكوردي والتركماني و الايزيدي،هذا المشروع اذا نما،سوف لن يُبقي اهمية للأحزاب السياسية الاسلامية في العراق والتي مبنية على أساس طائفي،ولذلك أرادوا أنْ ينهوا هذا المشروع، خصوصاً بعد أنْ علموا أنه في المرحلة الأولى من الأنتخابات التي فازت فيها كأكبر كتلة داخل البرلمان،بدأوا بخلق مشكلات بين قادة المشروع الوطني، بيني و بين اياد علاوي،وفشلوا، ثم بيني وبين اسامة النجيفي و رافع العيساوي و طارق الهاشمي،ثم ذهبوا الى قضم قادة العراقية واحداً واحداً،بدأوا بأياد علاّوي و قالوا أنّ مجلس السياسات العليا غير دستوري ، في حين أنهم اتفقوا عليه وفي الوقت الذي يخرقون فيه الدستور بأستمرار،ولكن في هذا الموضوع وقفوا ضده،فقضموا منصب اياد علاّوي،ثم جاءوا الى صالح المطلك و طارق الهاشمي واخيراً الى رافع العيساوي ولكنهم لم يصلوه لحد الآن،وهدفهم اضعاف قادة العراقية أمام جمهورها و المشروع ايضاً لكي تبقى الاحزاب السياسية هي السائدة.

* اين المواطن من هذه السياسة المعقدة و الشائكة لأنه لايعرف هذه التفاصيل ، السياسيون ذهبوا في اتجاه و نسوا المواطن بشكل مباشر؟
- المواطن يتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية ، المواطن الذي يتوجه الى الانتخابات دون تفكير عقلاني ،يذهب و ينتخب على اساس طائفي، عرف جيداً أنّ هذا التوجه لن يخدم البلد وأنه لن يجعل هناك بلداً موحداً والقدرة على بناء اقتصاد جيد في البلاد و لذلك آن الأوان أن ينتفض المواطن على هذه التقاليد و الايديولوجيات المتخلفة التي تعيد البلد الى الوراء و التي هي ليست جزءاً من تأريخنا و حضارتنا و تراثنا،و يتوجه لأنتخاب الناس الذين يستطيعون أنْ يقودوا البلد بأتجاه سليم بعيدأ عن هذه الخزعبليات.

* لماذا لايتم اتباع مشروع لتجزئة المناطق (السنية،الشيعية، الاقاليم) وتنهون المشكلات؟
- هذا الموضوع لايحل الاشكال ، لأن هناك تداخلاً في الاقليم الواحد،اذا يجري تقسيمه على أساس طائفي أو قومي نجد هذا التداخل واضح جداً، ومع هذا هناك محافظات لجأتْ الى هذا الخيار ، ولكن رُفض الخيار من قبل رئيس الوزراء ويعتبره مخالفاً للدستور!.

* هناك تدخلات عربية واقليمية بشان قضية طارق الهاشمي ، ولكن لماذا لم نلاحظ أي تصريح من العراقية بصدد ذلك؟
- إنّ كنتم تقصدون تركيا فإنها غير عربية بل أقليمية،تركيا تحدثت عن قلقها من انّ هناك حرب باردة ستحصل في المنطقة و كلها على أساس طائفي و هذا الموضوع هو تنبه صحيح أما التدخل في الشأن العراقي ،لا في قضية صالح المطلك و لا في قضية طارق الهاشمي، هناك تدخل من ايران للأبقاء على المالكي،عندما رأوا وجود امكانيات لأزاحة المالكي عن طريق سحب الثقة منه في البرلمان.

* كيف تنظر الى الشأن السوري ، هل سينعكس ذلك سلباً على العراق؟
- نحن لانزال ندفع ثمن الصراعات الأقليمية، ومنها الصراع في سوريا، العراق يدفع هذا الثمن و هذا أمر مؤسف ، المعركة في بلد آخر و تُحسب على العراقيين، أعتقد يراد منها تخفيف تركيز العالم على سوريا اليوم، بجلب الانتباه الى العراق أو الى منطقة أخرى و هذا أمر خطير جداً.

* هل تتوقع عودة امريكا مرة اخرى مثلاً، اذا تصاعدت وتيرة العنف في العراق؟
- لاأستبعد ذلك والجمهوريون يفوزون في الانتخابات و اذا ما استمرت الأمور على ماهي الآن.

* بعد سقوط النظام بسنوات كان هناك الحديث بأنّ العراقية أو السنة كانوا ضد أمور معينة في اقليم كوردستان ، ولكن نلاحظ اليوم لجوء أغلب القادة السنة الى الأقليم و الجلوس مع الرئيس البارزاني لحل المشكلات، كيف تنظر الى هذا المشهد؟
- اعتقد اصبح عندنا جميعاً نضج سياسي،عند العرب و الكورد،وكانت هناك امورمختلفين عليها سابقاً،وقد آن الأوان أن تُحلْ لكي يتشكل تيار ديمقراطي قوي يمكن أنْ يعدّل مسار العملية السياسية في البلاد،واذا نوازن بين مايمكن أن يذهب الى العراق اذا بقي التنافر بيننا وبين الاخوة الكورد اين سيذهب العراق، اعتقد أنّ الامور الثانوية سوف تصبح جزئية أمام العراق كله، كما أنّ الخطاب الكوردي أصبح أكثر اعتدالاً من الاول، وطرأت عقلنة في معظم خطاباتنا جميعاً عما كانت في البداية،جزء منها يكمن في أننا لم نكن نعرف بعضنا البعض جيداً على المستوى الشخصي، و الجزء الآخر يتعلق في أنه لم يكن يتوقع أحدنا أنّْ العراق يصل الى هذا المستوى من الأنهيار كما يحدث الآن.



إعداد :بهاءالدين جلال
Top