• Thursday, 18 April 2024
logo

موفق الربيعي ل(كولان): الرئيس البارزاني قائد تأريخي ونال تقدير العراقيين جميعاً و يُوثق به من قبلهم و خاصة صانعي القرار

موفق الربيعي ل(كولان): الرئيس البارزاني قائد تأريخي ونال تقدير العراقيين جميعاً و يُوثق به من قبلهم و خاصة صانعي القرار
اعداد/ بهاءالدين جلال


مع أنّ عموم الاطراف تسعى الى احتواء الاوضاع المتأزمة في العراق بشكل من الاشكال واعادة العملية السياسية الى مسارها الصحيح،الاّ أن جذور الصراعات و المشكلات عميقة جداً بحيث يستحيل تعديل مسارها بسهولة،وهذه ليست آراء و وجهات نظر جهة معينة أو محلل سياسي، وانما اتجاه المشكلات في العراق اجمع اراء كافة الاطراف حول العملية السياسية على أنه لايمكن حل المشكلات ببساطة حتى المؤتمر الوطني المزمع انعقاده لجمع طرفي النزاع "العراقية" و "دولة القانون"بمشاركة عموم المكونات،وادى ذلك الى خلق نوع من التشاؤم لدى القادة السياسيين في العراق بشأن المؤتمر القادم من أنّه لايسهم في حل النزاع القائم بين الطرفين،وللحديث عن عن هذه المسألة الحساسة و الجهود المبذولة لاحتوائها، اجرت مجلة كولان لقاء مع الدكتور موفق الربيعي المستشار السابق لمجلس الامن القومي العراقي، هذا نصه:



* كيف تقيّم دور الكورد في العملية السياسية و توجه بعض السياسيين الى الاقليم و قراءتك للازمة الحالية؟
موفق الربيعي:اعتقد أنّ دور الاقليم هو أساسي و محوري و مركزي،وبالأخص سيادة الرئيس البارزاني،وأقصد،أنّه مصدر ثقة وملتزم بأقواله و وعوده واذا وعد فعل،لذا اعتقد أنّه كمرجعية سياسية له دور كبير جداً،وأطلب من الرئيس البارزاني و من خلال مجلتكم أنْ يلعب دوراً في تقريب الآراء،كما كان يفعل ذلك من قبل،رأيتُ شخصياً كيف كان دور شقيقه المرحوم ادريس بارزاني،و كذلك دور سيادته في مؤتمرات المعارضة،كلما كنا نصل الى طريق مسدود كان سيادته حاضراً بيننا كان أداؤه متميزاً في مجلس الحكم، يجلس مع النخبة و يطرح صيغة حلول مناسبة للمسائل وكانت الحلول مقبولة لدى الجميع،وحتى في العمليات السياسية خلال السنوات المنصرمة كان سيادته عاملاً أساسياً في حل الاشكاليات السياسية.

* في ظل اجراء المشاورات ماقبل انعقاد المؤتمر والذي يعلّق عليه الجميع الآمال ، ماهي قراءتك للمشهد السياسيي المتأزم حالياً؟
موفق الربيعي:لاأعتقد أنّ هناك أزمة سياسية في "العراق"، بل أعتقد أنّ احدى المشكلات التي أصبحت مألوفة لدينا لمواجهتها، هي ذات المشكلات التي كانت تواجهنا عندما كنا في المعارضة أو بعد التحرير و بعد عام 2003،وأقصد بذلك ليست هناك أزمة حقيقية تهدد العملية السياسية بالأنهيار،بل هي عبارة عن أزمة سياسية،وهي مجموعة من المشكلات و التحديات نستطيع احتوائها،هذه نقطة، النقطة الثانية برأيي هو أنْ يتفهم شعبنا حقيقة بأن في الجزء العربي من العراق هناك برنامجان سياسيان، مشروعان سياسيان،اتجاهان سياسيان،اتجاه" التحالف الوطني" وواجهته اليوم هو أخينا "المالكي"، والثاني هو "العراقية" وواجهته اليوم "الدكتور اياد علاوي"هذان المشروعان مختلفان، وعلى سبيل المثال، اذا توجهنا ب(10)أسئلة الى عضو قيادي في التحالف الوطني و الاسئلة ذاتها الى قيادي في العراقية لكانت الاجابات مختلفة جداً، ولتكن الأسئلة عن المشكلات بين الاقليم و المركز،مسألة المركزية و اللامركزية،الاقاليم،النفط، ادارة الدولة،بناء القوات المسلحة،اجتثاث البعث،الاعمار،بقاء أو انسحاب القوات الاجنبية من العراق،وكذلك مواقف العراق ازاء سوريا أو المملكة العربية السعودية،أو ازاء ايران و تركيا،هذه كلها مسائل و مشكلات مهمة و رئيسة لهل علاقة بالعراق و مستقبل البلاد،وفي الأخير تجد اختلاف في الاجوبة بين " التحالف الوطني" و " العراقية" يتضح من هذا أنّ الاختلافات سياسية و ليست شخصية.

* برأيك ماهي الاسباب وراء هذه التجاذبات و التباعدات السياسية في الدعوة الى ادارة امور البلاد بالأجماع أو بالتوافق أو الاغلبية السياسية ؟ وهل أنّ الاسباب تعود الى انعدام الثقة مثلاً؟
موفق الربيعي:اعتقد أنّ الاختلافات بين الكيانات السياسية أمر طبيعي لأنها عبارة عن المنافسة على السلطات و الثروات،السياسيون يمثلون ناخبيهم و مكوناتهم العرقية و المذهبية، لذا يسعون دائماً لتحقيق السلطات و الحصول على الاموال،من جهة اخرى اطرح مقترحاً اعتقد على "التحالف الوطني" و "التحالف الكوردستاني" الدعوة الى حكومة اغلبية سياسية و دعوة اطراف"العراقية" لها،حكومة ذات اغلبية سياسية و ليست ذات اغلبية مذهبية،فالاطراف التي تستجيب لها تشارك فيها و الاخرى تتحول الى معارضة،وبهذا يكون قد تشكّلَ كيان قوي ومعارض يصحح أخطاء الحكومة،وبالنتيجة تُمنح فرصة سنتين لهذه الحكومة، واقصد من اليوم و حتى الانتخابات المقبلة،تكون أمامها سنتان اذا تمكنت خلالهما تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين فهذه تُعد خطوة ايجابية وإنْ لم تتمكن، فلايجوز حينها التصويت لها مرة أخرى.

* ولكن الحكومة العراقية و منذ عام 2003 والى الأن لم تعان من هذه الاضطرابات تنعكس على مشهدها السياسي،وعلى سبيل المثال قضية طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وتاعد وتيرة العنف و الانسحاب من البرلمان و الوزارات ، لم تكن بهذا الشكل تؤدي الى توقّف شؤون المواطنين و المؤسسات،كيف تقيّم هذا المشهد؟
موفق الربيعي:كلاّ،برأيي واجهتنا خلال ال(9) سنوات الماضية أزمات اكبر و أخطر تعادل اضعاف هذه الأزمة،هذه أزمة سياسيةو ليست شخصية،من جانب آخر فإنّ قضية طارق الهاشمي مسألة قضائية و ليست سياسية،واذا خرج منها بريئاً عندئذِ يعود الى مهامه و إنّ كان مجرماً فيُحال الى السجن.

*ماهي الحلول التي من شأنها أنْ تساعد على الخروج من هذه الأزمة التي سميتموها ب(أزمة سياسية)؟
موفق الربيعي:برأيي افضل و أنجح الحلول هي تشكيل حكومة ذات اغلبية سياسية يتفق عليها التحالفان ودعوة أطراف "العراقية" اليها،وبهذا يتم تشكيل حكومة الظل(المعارضة) و ما أتوقعه هو عودة غالبية الوزراء من "العراقية" الى اجتماعات مجلس الوزراء،ومن جهة اخرى اعتقد أنّ غالبية النواب يعودون ايضاً الى اجتماعات مجلس النواب لأن تأخيرهم لايصب في مصلحة الشعب.

* هناك في المشهد السياسي اجتماعات وجلسات، برأيك ماذا يتمخض عن المؤتمر المزمع عقده في بغداد؟
موفق الربيعي:هذا المؤتمر لن يكون عصا سحرية لحل المشكلات في العراق،وإنّما يمكن أنْ يُذيب بعض الجليد الذي تراكم خلال السنوات أو الأشهر الماضية و يهييء مناخاً سياسياً ايجابياً في اتجاه حلول و صفقات تحدث بين الفرقاء السياسيين، الشي الآخر هو أنّ الكثير ما يتوصل اليه المؤتمر يعارض الدستور الذي صوّت عليه الشعب العراقي، أي يجب أنْ تكون قرارات و توصيات المؤتمر ضمن السياقات الدستورية.

* يتضح من ذلك أنك تلوّح بأن تكون هناك"ترضيات" في المؤتمر؟
موفق الربيعي: قبل كل شيء أنا أشك في انعقاد المؤتمر، النقطة الأخرى هي وجود اعتراض لدى البعض على تسميته ب( المؤتمر)أو( كونفرانس) أو (كونكريس)ويريدون تسميته ب (اللقاء الوطني العام)أو ( الملتقى الوطني العام)أو( الاجتماع الوطني العام).

*هناك اختلاف حول مكان انعقاد المؤتمر، وانعدام الثقة بين الاطراف،بعضها لايقبل بأنعقاده في بغداد ، والآخر لايحضروه اذا انعقد في اربيل، برأيك ماهي الاسباب التي ادت الى فقدان الثقة بين الفرقاء و وصولها الى هذا المنعطف الخطير؟
موفق الربيعي:من الواضح أنّ هناك تصدعاً في الثقة بين بعض السياسيين،واعتقد اذا كانت كل الخيارات هي فقط(اربيل) أو (بغداد) فليكن الخيار (البصرة)مثلاً،اقصد بذلك أنّ كل الاجزاء من (العراق العربي)يُنظر اليها أنها بغداد.

*النقطة الاخرى بعيدة عن هذا الموضوع، وهي أن المرجعية الدينية كانت لها بصمة في المشهد السياسي على مدار العملية السياسية ،أو كانت لها تصريحات أو تدخلات من اجل المصلحة العامة،ولكن في هذه المرة لم نلاحظ تدخل المرجعية الدينية، برأيك لماذا لم تتخذ أي موقف حول المسألة؟
موفق الربيعي:المرجعية الدينية منزعجة من اداء وتصرفات بعض السياسيين و المسؤولين لذا تريد أنْ تنأى بنفسها عن تصرفاتهم السيئة،ومن خلال مجلتكم ادعو المرجعية الدينية الى العمل بثقلها المعنوي و مساعدتنا على الخروج من هذه الأزمة التي نمر بها حالياً.

* هل هناك مخاوف من العودة الى المربع الاول أو من ناحية تقسيم العراق الى الاقاليم,أو ما شابه ذلك؟
موفق الربيعي: كلاّ، لاأعتقد أن تكون الظروف و العوامل مساعدة اليوم لاندلاع حرب أهلية، لا بين العرب و الكورد و لا بين الشيعة و السنة، لأن الظروف تختلف عن السابق، سابقاً كانت هناك قوات أجنبية مع وجود شحن طائفي كبير،المكون العربي سنّي لم يكن مشاركاً في البرلمان ، وفي الوقت ذاته كانت"القاعدة" نشطة جداً و الميليشيات الشيعة قوية،لذا لاأعتقد أنّ الظروف موضوعية لأندلاع الحرب الأهلية في المنطقة.

*يهمنا جداً معرفة رأيك حول مستوى أداء السيد نوري المالكي، حيث نسمع من وسائل الاعلام أنّ السياسيين والمراقبين يدلون بتصريحات حول النزعة الدكتاتورية و الأنفراد بالسلطة لدى السيد المالكي ، كيف تفسر ذلك؟
موفق الربيعي:الاجابة عن هذا السؤال تحتاج الى تفاصيل، ولكني أريد أن أقول لمنْ يتّهم السيد نوري المالكي بالدكتاتورية و الانفراد في السلطة فإنّ الدستور يمنع أي شخص القيام بذلك،لذا على هذا الشخص أنْ يتحدى السيد المالكي دستورياً و قضائياً،و اقصد بذلك بأمكان أي شخص رفع الدعوة الى المحكمة الدستورية العليا أو الى المحكمة الأتحادية ضد رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو أي وزير لمخالفتهم الدستور،الدستور منح صلاحيات واسعة لرئيس مجلس الوزراء ، وكل القرارات التي يصدرها هي عن طريق مجلس الوزراء ، وعلى سبيل المثال اذا أتخذ أي قرار بشكل منفرد، يمكن لأي مواطن رفع الشكوى عليه في المحكمة ، لذا اعتقد أن وراء هذه الامور مسائل سياسية،أو بهدف الضغط على الحكومة أو على "المالكي" .

*الساسة العراقيون في هذه الظروف يتطلعون الى التدخلات الخارجية في المشهد السياسي في العراق، أو اللجوء الى الخارج،لماذا لانحل مشكلاتنا داخلياً واقصد بمبادرة كوردية أو صدرية أو شيعية؟
موفق الربيعي:أنا أتفق تماماً مع هذا الرأي،برأيي الاعتماد على الخارج و الدول الأقليمية احدى الكوارث بعد عام 2003، أي دولة أقليمية لاتريد الخير للعراق،بعض الدول الجوار تحاول توسيع نفوذها الأقتصادي و السياسي في العراق،بعض منها لاتريد أن يصل مستوى انتاج العراق من النفط الى 12 مليون برميل يومياً لأن ذلك يعتبر تفوقاً للعراق في الاسواق العالميةو يجعله دولة ذات نفوذ اقتصادياً،كما أنّ بعض الدول لاتريد أن يمتلك العراق قوات مسلحة متفوقة،لأنها تعتبر ذلك تهديداً و تتطلع الى بقاء العراق تابعاً لها،بعض هذه الدول تريد أن يبقى العراق سوقاً للأستهلاك و الهيمنة السياسية،التصريحات الأخيرة للسيد اردوغان في تركيا حول العراق لم تكن موفقة،أقول له كيف سمحتَ لنفسك التدخل في شؤون العراق، وهل أنك تسمح لى اقترح عليك بعض الامور مثل اجراء المفاوضات مع الحزب العمال الكوردستاني أو ايجاد حل للقضية الكوردية في تركيا من خلال ضمان الحكم الذاتي أو الفدرالية الكوردية لكورد تركيا؟و كما أني لااسمح لنفسي أنْ اوجه هذه المقترحات الى السيد اوردوغان بنفس الشكل ينطلي عليه أن لايسمح لنفسه بالتدخل في شؤون العراق.

* اذن لماذا يلجأ الساسة العراقيون الى الخارج؟
موفق الربيعي:للأسف إنْ بعض الساسة العراقيين ليست لديهم قوة ذاتية،ونرى السياسي العراقي يستقوي بالجانب الاقليمي على ابن بلده أو بالجانب الدولي، هذه هي الكارثة،نحن نستنجد بهم لمعاداة ابناء بلدنا.

*ماهو رأيك بصدد الدعوة الى انشاء اقاليم على غرار اقليم كوردستان،مثلاً اقليم"صلاح الدين"وأقليم"الأنبار" و "البصرة" و "النجف"هل بأعتقادك إن هذه الدعوة سوف تلقى النجاح؟
*برأيي أنّ الديمقراطية و الفدرالية هما وجهان للعملة الواحدة في العراق،واذا سرنا على الديمقراطية من دون الأقاليم أو الفدرالية،هذا يعني أنّ هذه الديمقراطية تصل بنا الى الدكتاتورية الاغلبية و على أساس مذهبي أو قومي،أي بمعنى الشيعي مقابل السنة و العرب مقابل الكورد،وبالنتيجة تتحول الى دكتاتورية شيعية عربية،وهذه غير مقبولة،واذا توجهنا فقط الى الأقاليم أو الاتحادية بدون الديمقراطية،حينئذِ نتوجه نحو الانفصال،اذن الديمقراطية و الفدرالية هما عنصران أساسيان،وهذا يعني أن يكونا متوازيين في حل خلافاتنا،العراق بلد متنوع الأجناس و الديانات و الطوائف و المذاهب و القوميات،وعلى هذا الأساس نعتقد أنّ انشاء الأقاليم قضية اساسية وحل لأغلب مشكلات العراق،ولذا ومن هذا المنطلق أقول أنني متفق مع الآليات،على نموذج اقليم كوردستان ، ولهذا أعتقد أنه يمكن تشكيل الأقاليم في مناطق العراق الأخرى،ولكن الحديث عن الأقاليم في الوقت الحاضر يقود الى مشكلتين الاولى هي أن الموضوع تم طرحه في وقت ،كأن وراءه دافعاً سياسياً لأضعاف الحكومة الحالية في العراق،واقصد أن المسألة صحيحة ولكن النية خطأ،المشكلة الثانية التي تعتبر خطيرة جداً وهي تدخل الدول الأقليمية في الشأن العراقي،وكلامي هذا ليس تحليلاً و أنا اعلم و متأكد أن هناك بعض الدول الاقليمية تشجع المحافظات على انشاء الأقاليم،وهذه مقدمة للأنفصال،اذا لم يكن لهذين العاملين وجود،أي الهدف ليس اضعاف الحكومة و لا التدخل الأقليمي،عندئذِ يكون أمراً طبيعياً أن تتحول محافظة أو مجموعة من المحافظات الى أقاليم.
Top