• Wednesday, 24 April 2024
logo

عارف طيفور نائب رئيس محجلس النواب العراقي ل(كولان): لايستطيع أحد بعد الآن أن يسير بالعراق نحو الدكتاتورية وأتمنى أنْ يتذكر المالكي بدقة تلك الايام التي أوصلتْ الدكتاتورية فيها العراق الى اي

عارف طيفور نائب رئيس محجلس النواب العراقي ل(كولان): لايستطيع أحد بعد الآن أن يسير بالعراق نحو  الدكتاتورية وأتمنى أنْ يتذكر المالكي بدقة تلك الايام التي أوصلتْ الدكتاتورية فيها العراق الى اي
عارف طيفور عضو قائمة التحالف الكوردستاني و نائب رئيس مجلس النواب العراقي تحدث ل(كولان)قائلاً: (الخلافات بين الشيعة و السنة كثيرة للغاية بحيث لايمكن حلها بسهولة،وحول دور الجانب الكوردستاني في العملية،أكد بأنه حاول بأستمرار أنْ يلعب دور الوسيط وأنْ لايصبح جزءاً من الآزمة،وبالنسبة لمسألة طارق الهاشمي التي يريد بعض الاطراف جر اقليم كوردستان اليها، أشار الى أنه قبل لجوء الهاشمي الى الاقليم ب(15) يوماً كان قد صدر له أمر باعتقاله،كما أنه وصل الاقليم قادماً من مطار بغداد الذي ظل فيه لمدة أربع ساعات قبل سفره و قد أمرشخص رئيس الوزراء بالسفر،لذا فإن مايقال الآن هو محاولة لآحراج موقف الأقليم ، وبصدد هذه المسألة و مسائل أخرى، تحدث نائب رئيس مجلس النواب العراقي ل(كولان):
ترجمة/ بهاءالدين جلال

* بعد انسحاب القوات الأمريكية، دخل العراق في دائرة من الأزمات السياسية بدون أي حل يذكر،وتلك الأزمات لم تعطل فقط الحكومة بل تكاد تخلق مخاطر كبيرة على مستقبل العراق،ولو ظلتْ هذه الازمة السياسية بدون حل ، ترى الى اين تتجه الاوضاع مستقبلاً؟
- انسحبت القوات الامريكية من العراق وفق الاتفاقية الستراتيجية الموقعة بين الطرفين،وقبل الانسحاب كانت هناك خلافات بين الاطراف العراقية وقد تفاقمت تلك الخلافات اكثر بعد الانسحاب حتى وصلت الى حد الاتهامات المتبادلة بوجود العلاقات في العمليات الارهابية التي تعم مناطق مختلفة من العراق،وعلى سبيل المثال اتهام الهاشمي هو احد الاتهامات التي نتجت عن هذه الخلافات وهو الآن قد لجأ الى اقليم كوردستان،كما أن العراق لم يستطع لحد الآن حسم المناصب الآمنية و العسكرية،والتي بقيت حالياَ بيد دولة القانون ويشرف المالكي عليها شخصياً،وهذا هو مبعث قلق و امتعاض من عموم الاطراف الأخرى،وبالأخص الطرفين السني و الكوردي،لآنه كان من المفترض أن تكون القوات الامنية تحت أمرة أشخاص مستقلين وبعيدين عن الانتماءات الحزبية،هذه الامور أدتْ بالنتيجة الى ظهور خلافات حادة بين الاطراف،لذا نجد المحاولات تنصب حالياً في عقد مؤتمر وطني من اجل تنفيذ بنود الاتفاقية التي وقعت في اربيل،ومن ضمنها النقاط التي تراجعتْ عنها دولة القانون بعد الاتفاقية وتضاف لها نقاط أخرى،ولكن قبل انعقاد المؤتمر استجدّتْ مشاكل أكبراحداها ملف اتهام طارق الهاشمي و مشكلة صالح المطلك والأخير قد كشف بعض الامور تخص المالكي،وفي المقابل بعث المالكي رسالة الينا لأقالته،ولكننا لم نفعل ذلك حتى الآن،لآننا نعتبر المسألة سياسية،وكل هذه المشكلات إنْ لم تجد لها حلولاً حتى بعد إنعقاد مؤتمر الجامعة العربية فأنه بالتأكيد سوف تتجه العملية السياسية في البلاد الى الانهيار،وذلك لأنّ جميع الاطراف تتباعد عن بعضها البعض و السبب الرئيس هو أنّ المجموعة التي بيدها زمام السلطة غير مستعدة للتفاهم مع الاطراف الاخرى وحل الخلافات معها.
* رغم أنّ المشكلة بين المالكي وعلاوي هي خلاف بين كيانين سياسيين،ولكنها تطورت بحيث تنذر بأندلاع حرب أهلية بين السنة و الشيعة، أنتم كالطرف الكوردستاني كيف تقرأون هذه المسألة؟
- في الحقيقة الخلافات و التجاذبات بين الشيعة والسنة كثيرة للغاية من المستحيل الوصول فيما بينهم الى نتيجة حاسمة من شأنها حل الخلافات بشكل نهائي،حتى أنّ الاطراف السنية رغم خلافاتها مع الاطراف الشيعية نجدها لم تبد أية مرونة تجاه الطرف الكوردي،كما أنها لم تعرب عن استعدادها للعمل معه و التنسيق لحلحلة المشكلات،على عكس ذلك فإنّ غالبية المسؤولين الكورد يجدون في الشيعة الطرف الافضل رغم الخلافات الكثيرة بين الحكومة المركزية و اقليم كوردستان، وعلى سبيل المثال ففي الايام القليلة الماضية عندما استذكرت لجنة الشهداء في مجلس النواب فاجعة حلبجة، لم يحضر المراسيم أي عضو من القائمة العراقية للمشاركة في هذه الذكرى الأليمة،ولكن الشيعة الذين يختلفون معنا حضرفيها معظم مسؤولي دولة القانون ،وهذا دليل على التفكير القديم للسنة و اعتقادهم بأنه ينبغي أنْ ينفردوا بالحكم المطلق للعراق لوحدهم،ولهذا فأنّ السنة لم يتمكنوا من التقرب من الكورد بأي شكل من الاشكال لايجاد ضغط كبير من اجل حل المشكلات،ولكن نجد مشكلات السنة تتفاقم ازاء الكورد و الشيعة يوماً بعد يوم،كما أنّ مجلس محافظة الموصل قرر في الاسبوع الماضي بالأجماع أنّ المادة 140 الدستورية لاتشمل مناطق خارج المحافظة،وهذه الامور ادت الى ابتعاد الجانب السني من الكورد والبقاء لوحده مقابل الجانب الشيعي تبقى المشكلات متراكمة.
* حول ملف اتهام طارق الهاشمي ،لماذا يحاول بعض الاطراف من توريط اقليم كوردستان في هذا الموضوع؟
- هناك خلافات و صراعات بين اقليم كوردستان و تلك الاطراف،حيث بعضها تخطط بأستمرار للتآمر على الاقليم،واقرب مثال على ذلك هو مسألة طارق الهاشمي،والاّ فإنّ أمراَ بأعتقاله صدر ضده قبل مجيئه الى الاقليم ب(15)يوماً كما أنه بقي في المطار قبل سفره لمدة اربع ساعات و رئيس الوزراء كان على علم بالسماح له بالسفر الى اقليم كوردستان مع النائب الثاني لرئيس الوزراء،و في ساعة وصول الهاشمي الأقليم طلبوا منّا اعادته اليهم،وذلك من اجل احراج الآقليم واتهامه بخرق حقوق الانسان و تسليمه طارق الهاشمي بعيداً عن كل الاعراف و العادات.
* التصرفات و القرارات الفردية للمالكي تكاد أنْ تهدد العراق وتجره الى الدكتاتورية،وبرأيكم كيف يكون مستقبل العراق في ضوء تلك التصرفات الفردية ؟
- حسب قناعتي فإنّ المالكي يسعى الى استحواذه شخصياً أو حزبه على السلطة بصورة مطلقة،ولكن في الوقت ذاته لاأعتقد أنّه بعد المصير الأسود الذي واجه صدام حسين لايستطيع أحد بعد أنْ يجرالبلاد الى الدكتاتورية و الحزبية الاحادية،حتى داخل التحالف الوطني هناك ردود فعل قوية لوضع حد للتصرفات الفردية للمالكي،اتمنى أن يتذكر المالكي الآيام التي ناضل فيها ضد صدام حسين و الحكم الدكتاتوري و يعلم ماذا حلتْ الدكتاتورية بالبلاد من الدمار،لذا لو سار هو ايضاً على النهج ذاته وكيفما كان يعادي صدام سابقاً فإنّ الاطراف المعارضة الآن سوف تعاديه بذات النفس و تقاومه، لذا الحري به أنْ لايستمر على تصرفاته تلك.
* الجانب الآخر لتوتر الأزمة بين الأطراف هو بسبب تدخل اللدول الجوار للعراق لشؤونه الداخلية و التأثيرفي قراراته، والسؤال هو ماذا يبقى لسيادة العراق من معنى في حين تتأثر الاطراف العراقية بما تملي عليها دول الجوار؟
- سيادة العراق في الوقت الحاضر تحت التهديد ومن المحتمل أن لاتبقى كما عليها الآن،سواء كان بسبب الخلاف المستمر بين السنة و الشيعة أو بين الكورد و العرب الى جانب الخلافات القائمة بين الاطراف السياسية ذاتها والتوجّه المستمر للمالكي الى التفرد بالحكم مع نفوذ دول الجوار التي تؤجج الاوضاع نحو الأسوء،لأنّ تلك الدول متنافسة فيما بينها و تنعكس خلافاتها بصورة مباشرة على الاوضاع في العراق،وبالتالي تزيد من اضعاف العملية السياسية فيه، لذا يتوجب على العراقيين أن يكونوا على وعي تام وعدم الجري وراء أهواء ومصالح تلك الدول التي لاتريد الوحدة للعراق وتحاول بأستمرار اضعافه بشتى الوسائل.
* يشهد أقليم كوردستان كمنطقة وحيدة في العراق الأمن والاستقرار،ولكن نرى أنّ اصحاب النفوذ في الحكومة المركزية يسعون دائماً الى اثارة الفتن و المشكلات لهذا الأقليم الذي ينعم بالديمقراطية و التقدم،اذاَ كيف يتمكن له تجنب تلك التهديدات؟
- كما تحدث عنه السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان في مؤتمر الشبيبة المنعقد مؤخراَ في اربيل بأنّه من المحتمل أنّ غالبية الاطراف العراقية تحسد بماعليه الأقليم من استقرارو هدوء وحيث يشهد اقامة العديد من المشاريع ويقدّم خدمات أساسية لمواطنيه مقارنة بباقي المناطق الأخرى من العراق،إنّ هذا الحسد يدفع ببعض الأطراف لمنافسة أقليم كوردستان، لذا علينا أنْ نكون على وعي ونتصرف بحذر أكثر ولاندع الأخرين القيام بتشويه هذا الوضع المستقر و نواجه خطوات من شأنها اثارة مشاكل كبيرة مع الحكومة المركزية،وعلينا التعامل بدبلوماسية و عقد الحوار من اجل حل جميع الخلافات القائمة،رغم أنّ هناك أطرافاً تحاول بأستمرار زعزعة اوضاع الأقليم كما هي الآن في المناطق الأخرى من العراق.
* حالياً لم يبق لأمريكا أي وجود عسكري في العراق،ترى ماذا يمكن لها أنْ تعمل من أجل مساعدة الاطراف للوصول الى حل مشكلاتها وذلك بغية عدم تأزم الاوضاع وانهيار العملية السياسية في العراق؟
- ما ألاحظه في الوقت الحاضر أنّ امريكا ليس لها أي تأثير في العراق حتى تساعد العراق عسكرياً و أمنياً،ولكن بأمكانها توعية تلك الاطراف عن طريق النصائح و الارشاد و التوجيه، لأنّ النفوذ الامريكي في العراق يتراجع يوماً بعد يوم أمام تزايد النفوذ الأيراني، وأصبحت أعداء أمريكا أكثر قوة في الساحة العراقية،ولهذا ينبغي علينا العمل من أجل عدم اعادة تسليح الجيش و الحيلولة دون قيامه بقمع الكورد و الاطراف العراقية مرة أخرى.
Top