• Thursday, 25 April 2024
logo

گولان في حوار صريح مع أمير الجماعة الأسلامية في كوردستان

گولان في حوار صريح مع أمير الجماعة الأسلامية في كوردستان
في خضم مساعي تأليف التشكيلة السابعة لحكومة أقليم كوردستان وتتبع آراء عدد من قادة و مسؤولي الأطراف السياسية في الأقليم أزاء هذا الموضوع ومجمل العملية السياسية في أقليم كوردستان وتطلعات المواطنين بهذا الصدد، أرتأت طولان توضيح و طرح آراء السيد (علي بابير) أمير الجماعة الأسلامية في كوردستان وخرجت بلقاء فيما يأتي الجوانب الأساسية منه... والأستاذ على بابير هو أحد السياسيين البارزين في كوردستان وعضو مجلس النواب العراقي ، يؤدي دورا بارزاً على مستوى الأقليم وفي رسم سياسته، ومع أن(الجماعة الأسلامية) هي الآن ضمن المعارضة السياسية إلا أنه يرى المعارضة كمساعد و مراقب على حكومة الأقليم ويؤكد ضرورة وجود نقد جدي وبناء ومخلص في مساعي معالجة مختلف قضايا هذا الشعب ويرى أن الطريق الأسلم هو معالجتها بتعاون الجميع وكما أن الأحزاب الحاكمة مسؤولة، فإن على أحزاب المعارضة أن تكون لها أجابتها والمشاركة في معالجة تلك المشكلات:
في خضم مساعي تأليف التشكيلة السابعة لحكومة أقليم كوردستان وتتبع آراء عدد من قادة و مسؤولي الأطراف السياسية في الأقليم أزاء هذا الموضوع ومجمل العملية السياسية في أقليم كوردستان وتطلعات المواطنين بهذا الصدد، أرتأت طولان توضيح و طرح آراء السيد (علي بابير) أمير الجماعة الأسلامية في كوردستان وخرجت بلقاء فيما يأتي الجوانب الأساسية منه... والأستاذ على بابير هو أحد السياسيين البارزين في كوردستان وعضو مجلس النواب العراقي ، يؤدي دورا بارزاً على مستوى الأقليم وفي رسم سياسته، ومع أن(الجماعة الأسلامية) هي الآن ضمن المعارضة السياسية إلا أنه يرى المعارضة كمساعد و مراقب على حكومة الأقليم ويؤكد ضرورة وجود نقد جدي وبناء ومخلص في مساعي معالجة مختلف قضايا هذا الشعب ويرى أن الطريق الأسلم هو معالجتها بتعاون الجميع وكما أن الأحزاب الحاكمة مسؤولة، فإن على أحزاب المعارضة أن تكون لها أجابتها والمشاركة في معالجة تلك المشكلات:


في قرأته للأوضاع الراهنة في أقليم كوردستان محليا وعراقيا وأقليميا يقول الأستاذ (علي بابير):
برأيي يمكن تناول الوضع الراهن في الأقليم من عدة جوانب فقد حققنا على مستوى الأقليم، وكما ذكرت مرارا ، مكتسبات مهمة وهي نتاج مساعي كل الأطراف كثيرا كان أم قليلا، غير أن المهم هو أنها قد تحققت بتكاتف الجميع وتعاونهم، ونضال هذا الشعب قبل الأنتفاضة وما بعدها ما يضعنا أمام ضرورة أحترام ما تحقق وتقديره لأن النضال والتضحيات التي قدمها شعبنا هي أكثر وأكبر من هذه المكتسبات فيما تحققت لشعوب أخرى مما قدمت تضحيات أقل دولها المستقلة غير أننا قد توصلنا الى فدرالية لم تترسخ حتى الآن كما ينبغي ونجهل حدودها ما يضعنا أمام حتمية سعي الجميع لتعزيز الجوانب الأيجابية منها، ومحاولة معالجة سلبياتها ونواقصها، والأ نتصرف في كل ذلك بروح غير منصفة أونبين ألا أيجابيات قد تحققت لنا ونشطب على كل ذلك، وكما يقول العرب(الأنصاف خير الأوصاف)، أي أن رؤية الواقع كما هو أمر مستحب ومشرف... وأؤكد ما ذكرته عندما زارنا السيدان نيجيرفان بارزاني وعماد أحمد المكلفان بتشكيل الحكومة الجديدة بأن البناء يحتاج دائما الى جهود الجميع فيما يكفي شخص واحد لأجراء الهدم ما يعني أنه لا يمكن أن نبني وطننادون تكاتف الجميع وألا نتصرف من منطلق أن الحزبين الحاكمين اللذين يحققان ألاكثرية هما فقط مسؤولان عن كل شئ بل أننا جميعا مسؤوليين في بناء بلدنا ومعالجة النواقص والسلبيات ، هذا هو رأيي في المعارضة والحقائق، صحيح أنا لست ضمن تشكيلة الحكومة إلا أن الواجب يحتم على أن أكون مخلصا لها كما أنني أنتقدها لأصلاحها وليس لأسقاطها أو تشويهها وحتى لو شاركت في الحكومة فأن ذلك يكون فقط من أجل خدمة شعبنا .

الوضع العراقي
وبالنسبة لهذا الموضوع فإن الأستاذ على بابير قد أبدى عدم تفاؤله بأوضاع العراق الراهنة ومستقبله رغم كونه(غير متشائم) بطبيعته، ويعود ذلك إلى أن البعض قد خرجوا عن مسارهم المفروض وأعتزوا بالحكم وكما قلت لسماحة الحكيم قبل أيام:
كان المفروض بنا، نحن الكورد والشيعة، ألا ننسى تلك الأيام والمصاعب التي عانيناها في جبالنا و وهادنا أيام كنا في المعارضة الوطنية إلا أننا اليوم ، ومع الأسف، نواجه بعضنا البعض بمطاليب وتوجهات عجيبة وقرأت له الآية الكريمة(وإذكروا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون) صدق الله العظيم.. غير أن الشكر هو القلة ويقابله تباهي البعض بأيامهم هذه مع الأسف.. وأنا غير مرتاح للأوضاع الراهنة في العراق إن بقيت على حالها هذا فضلا عن التدخلات الخارجية.
التشكيلة السابعة لحكومة أقليم كوردستان
ويدعو الأستاذ على بابير بهذا الشأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني قبل غيرهما الى التعاون مع الحكومة وعدم التدخل في شؤونها أو وضع العراقيل في سبيلها.. وأدعوا السيد نيجيرفان بارزاني و السيد عماد أحمد الى أختيار أناس أكفاء لتولى الوزارات ومن المشهود لهم بالأخلاص والأداء الصادق في شؤونها.. وأن تكون المعارضة مساندة لها ومتعاونة معها وكذلك عموم قطاعات شعبنا فنحن نخطئ عندما نتصور أن يتمكن السيدان جلال الطالباني أو مسعود بارزاني أو أحزاب الحكم والمعارضة من أدارة شؤون بلادنا لوحدهم وتحسين الأوضاع فيها بل الكل مسؤولون عن هذا المسعى الوطني.

عدم التكامل أو النضوج في أحزاب الحكم والمعارضة الكوردستانية.
أنا أؤكد دائما أن هناك عدم تكامل فينا، في أحزاب الحكم والمعارضة فبعضنا، ودون ذكر الأسماء، عندما أخترنا المعارضة ونهجها إنما نعتقد أن المعارضة تعني العداوة وعليك ألا تذكر محاسن أي أداء حكومي لأن علينا، كوننا معارضين، أن ننتقد فقط، وهذا يخالف ما نراه في العديد من الدول والأكثر ما ذكره القرآن الكريم والسنة الشريفة، إذ يقول سبحانه وتعالى(المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) صدق الله العظيم.
وتؤكد تجارب الدول والشعوب أن المعارضة فيها لا تنظر الى الأحزاب الحاكمة بعين العداء وكذلك الحال بالنسبة للأخيرة، ما يؤكد توجهي أن التوتر باد على تصرفاتنا في الطرفين وعلينا أن نراجع أنفسنا بما فيه الخير والخروج عن مديات هذه النظرة الضيقة.. أي عدم تفضيل أنتمائنا الحزبي على أنتمائنا المخلص لأمتنا وشعبنا وذلك لتأمين عدة أصوات لحزبنا فعلينا أن نتبين حقيقتنا المستقبلية إذا ما أنتقلنا الى الحكم مثلا.
وتساءلت مع السيد نيجيرفان بارزاني عن نتائج نهج أتهام بعض الأطراف للبعض الأخر بشتى النعوت والأتهامات وبالذات في أعلامنا الكوردستاني ، وبالتالي عدم أحترام المسؤولين غير أن الحقائق تفرض أن ننتقد المسؤول ونحترمه حسب أدائه وأنتمائه وأرى في حالات عدة، في التعامل بين الطرفين أو بين الأطراف السياسية عموما أن هناك تفضيلا في معظم الحالات للمصالح الآنية والحزبية على المصالح العامة، والقاعدة هي أننا جميعا سننتفع ونستفيد من حكومة ناجحة ونتضرر من حكومة فاشلة وهذا ما أكدت عليه مرارا والواقع يحتم علينا أن نعمل جميعا من أجل مصلحة شعبنا ويؤكد مع الأسف المسار غير المتكامل للأحزاب على العموم معاً في تصورنا المتبادل لأدائنا وتوجهاتنا، وأرى على العموم أن بلادنا هي ليست بذلك السؤ فلدينا محاسننا ومساؤنا وعلينا أن نعترف بالأيجابيات ونرسخها ونعمل معا لمعالجة السلبيات غير أن المبادرة تكون عادة من الطرف الحاكم وبالمقابل هل يمكن أن نخرج نحن، كمعارضة، من نطاق المسؤولية؟ فالواجب أن نعمل ونتقدم بأخلاص حتى لو لم نكن مشاركين في الحكومة لأن هذه الحكومة بالنتيجة حكومة الجماهير و عليها أن تعتبر نفسها هكذا.. وعليها أن تنهى كل سلبيات الماضي وتشعر بمعاناة كل الأطراف عندها سنرى تغيرا جديا في مواقف الناس.

الديمقراطية وأفضل سبل خدمة الشعب .
ويتحدث أمير الأجماعة الأسلامية الكوردستانية عن الأهداف المشتركة والأختلاف والتوافق في الرأي وصعوبة الأخير والتحاور بهذا الشأن ويقول(لدى كتاب بعنوان)
والنقاط المشتركة وأختلافاتها، وشرحت فيها ضرورة أن نبحث عن النقاط المشتركة في مسألة التعامل المتبادل فالواقع يؤكد أن الشعوب الناجحة تبحث عن النقاط المشتركة فيما بين أطرافها والفاشلة تبحث عن نقاط الأختلاف فلدينا هنا في مجتمعنا عدة نقاط مشتركة منها( اعمار كوردستان و تأمين ما تبقى لنا من حقوق، تحسين الحياة المعاشية للمواطنين و ومن النواحي الأخلاقية والأيمانية والروحية والسياسية والفكرية والأعلام وتأمين مستلزماتنا الأساسية، معالجة مشكلات الشبيبة والنساء والمسنين، ذوي الشهداء والمؤنفلين وضحايا(القصف الكيمياوي) وقد جاء الأسلام من أجل ضمان حياة البشر بنهج أنساني وكذلك تطلعات النظم الوضعية من أشتراكية و دينية وليبرالية وماركسية وغيرها، أي أن علينا أن نبحث عن النقاط المشتركة فيما بيننا ويتحقق ذلك عندما نفضل أنتماءنا لبلدنا وشعبنا ومصالحها العامة على الأنتماء الحزبي أو السياسي والمثل الأوضح عندما يأتي مسؤول ويقرر مكافحة الفساد فإن عليه أن يكسب غضب ومعاداة بعض الأعوان والفاسدين ويعاقبهم من اجل كسب رضا الملايين وهذا مالم يتحقق، بمفهومه المفروض، في بلادنا حتى الآن وكثيرا ما يتبادل المسؤولون، عند المحاسبة، الأتهامات بالفساد.. وعن ضرورة وجود ثقافة خاصة لدينا في مواجهة الفساد كون الحكومة هي التي تهتم فقط بالفساد في أكثرية الحالات دون المقاولين المنفذين ويقول: نعم هذا صحيح إلا أن هذه الثقافة لا تتحقق بقرار سيادي فقط بل علينا تأهيل الناس على عدة أسس وأبتداء من البرامج الدراسية وأن يبدأ المسؤولون من أنفسهم والذين عليهم أن يفضلوا شخصياتهم و مسؤولياتهم على جفاء بعض الفاسدين لأنهم هم الذين ينتفعون ماديا وتبقى السمعته السيئة للمسؤولين، دون المقاولين المنفذين للمشاريع الأنمائية مثلا، ووضعها على القائمة السوداء يقول الأستاذ على بابير:
هذا صحيح على أن لا تكون الجهة الحكومية هي شريكة الشركة أو المقاول الفاسد، إلا أن ذكر الموضوع وفق عمومياته فقط لا يفي بالغرض فقد ورد في تقرير السيد رئيس الأقليم العدد(173) مثلا، لأسماء مسؤولين فاسدين غير أننا لم نطلع على تلك الأسماء بل بقيت ضمن العموميات ومع ذلك فهو مهم للمرحلة الراهنة وعلى أمل أعلان أسمائهم في مرحلة قادمة والمتبع إلا أن المأخذ عليها هو أنها قبلت بتقييدهاوهي ساكتة مع ذلك والمهم في كل هذا هو وضع النقاط على الحروف وتحديد المسائل بتفاصيلها وأن على البارتي والأتحاد أن يدركا أن الدنيا قد تغيرت وأن الأمور لم تعد تسير وفق أهوائهما وأقصد بذلك أنه لم يعد بأمكانها ما توزيع جميع الأمتيازات المادية والمعنوية على أعضائهما لوحدهم، ما يحتم أن نتحول نحو مبدأ(حق المواطنة) .. وهو حق مفقدون في هذا البلد وأن سيادة القانون قد غدت هي الأخرى شعارا لا غير وهي مسألة لا حظتها تسير بشكلها القانوني في بلدان سبق أن زرتها بينما يقف القانون في بلادنا عندما يصل الى حدود المسؤول، وعلى الحكم أن ينظر بعين المساواة الى جميع المواطنين والخروج من المصالح الحزبية الضيقة عندها فقط يفرح الناس ويسعدوا بأوضاعهم.. وعلى المسؤولين أن يمتنوا لمن ينتقدهم بجدية أي بمعنى آخر أن أحسن مسؤول هو يتقبل النقد من الناس وخير الناس هم من ينتقدون ولكن بأخلاص وليس تشهيرا أو أساءة وبناء وليس هداماً وأقولها ثانية قد يكون بمقدور بعض الناس هدم الأوضاع فيما لا يمكن أن نبنيها أو تصحيحها إلا بتكاتف الجميع وتعاونهم والمفروض أن تكون الجهة الحاكمة هي المبادرة للأصلاح وبتفاعل من الجميع من معارضين ومثقفين وصحفيين وأدباء وغيرهم والشعار الأعم هو(اتمنى أن تكون مؤسساتنا بمنأى عن النواقص كي لا تتهيئا لى فرص الأنتقاد لا أن تكون نواقصها المتعددة هي التي تهئ لى فرصة الأنتقاد).. وعن مساعي ضمان تعاون الجميع في تنفيذ الأصلاحات وأستعداد المرشحين لتشكيل الحكومة الجديدة لمراعاة مشروع المعارضة في الأصلاح يقول الأستاذ على بابير: قد يدعى الجميع أنهم على حق وذلك بسبب تعدد الأيجابيات والسلبيات وهذا بقناعتي ما يحول دون ضمان نتعايشنا جميعا والعمل معاً وهذا هو منطق وتصرف فرعوني والقائل(ما رأيكم إلا ما أرى.. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فيما المنطق الصحيح هو ماقاله الأمام الشافعي(ر): رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطا يحتمل الصواب وهي بعمومها مسألة نسبية إلا أننا جميعا مصممون اليوم ومتفقون على أن أرادتنا و مؤسساتنا فيها نواقص وفساد وعدم مساواة وأن الطرف الحكومي هو الذي عليه أن يبادر الى التغيير والأصلاح...

مسؤولية الأصلاح بين المعارضة وبين الأكثرية.
ويضيف أمير الجماعة الأسلامية: لقد علقنا أجتماعاتنا الخماسية في الدرجة الأولى بسبب عدم تنفيذ قرارات رئيس الأقليم حتى الآن والأصح أنها(4) قرارات: لمحاسبة أطلقوا النار على متظاهرين لم ينفذ بعد وقد جعلناه شرطا لأستئناف الأجتماعات وبالتالي فأن الكرة الآن هي في ملعب البارتي والأتحاد معاً.. وتساءلت كولان:
وماذا عن الذين دفعوا الناس أو شجعوهم على العنف؟ فأجاب: فليقدم كل تلك الأطراف الى القضاء وبالتالي حل العقدة هذه وعندها سنجلس الى طاولة التباحث، ولا أقصدها المشاركة المباشرة في الحكم بل أن نتدارس ونتباحث في ذلك المشروع الأصلاحي سيما وقد زارنا السيد نيجيرفان بارزاني و زار الأطراف الأخرى عدة مرات ووجدت أن موقفه هو في غاية الأيجابية حيث أكد أن لا مشكلة لديه أزاء البنود الستة الواردة في مشروع المعارضة وعندها كما ذكرت نكون مستعدين لأستئناف الأجتماعات ولا أرى أن الأخلاص للشعب والوطن يقاس فقط بالمشاركة في الحكومة من عدمها.

الربيع العربي والفهم الخاطئ له في الأقليم
وسألنا الأستاذ على بابير عن نوايا البعض اعتماد تشبيه ظالم لحكومة أقليم كوردستان بأنظمة مصر و تونس و ليبيا في حين لا يمكن مقارنة الأوضاع هناك مع أوضاع أقليم كوردستان فهنا لديكم(أنتم المعارضة)(35) مقعدا في برلمان كوردستان العراق فيما نال البارتي والأتحاد معاً . وهما الحزبان الحاكمان(59) مقعدا فقط اولا يفرض الوقت أجراء مراجعة لأنفسنا وعدم تشبيه بلدنا بتلك البلدان فأجاب:
لا بل قد آن الأوان لأن نجرى مراجعتين فبالنسبة الينا أقول: نعم لقد أزف الوقت أن تعيد المعارضة مراجعة نفسها وكذلك بالنسبة للحكومة أو الطرف الحاكم وأرى أن مثل هذا التشبيه،وإن كان هناك سلبيات في بلدنا، هو خاطئ ولا ينسجم مع الواقع لأن الأوضاع المختلفة والمتباينة تحتمل معاملة مختلفة إلا أن هناك في حكومة كوردستان جملة من النواقص الجذرية من هيمنة حزبية على الحكم وإحتكار الأمتيازات وحتى التدخل الشخصي وكذلك في أوجه صرف إيرادات بلدنا ومع ذلك أسال الجميع هل لدينا تفكير ستراتيجي لأعادة البنى التحتية لهذا البلد وفي جميع النواحي؟ وبغض النظر عن وجود برنامج بديل للمعارضة فأنا أتحدث هنا خارج موقفي المعارض وأفكر: أنه لا يجوز لنا أن نبقى الى النهاية بلدا مستهلكا ثم كان الحديث يجري مؤخرا حول إعلان دولتنا الكوردية المستقلة وأعتبر ذلك حقا طبيعيا لنا فلو أخفقنا في البقاء مع بغداد حتى النهاية عندها لن يبقى أمامنا مناص من أختيار بديل مناسب ولكن يجب أن نستند في هذه الحالة على بنى ونهج سياسي وأقتصادي وأجتماعي راسخ وأن يكون لنا التفكير الستراتيجي طويل المدى لا أن نكتفى فقط بالتفكير في الحاضر وكيفية أرضاء الناس... بل علينا التخطيط لبرنامج مستقبلي لمسيرة العمل على مدى ال(10-20) عاماً القادمة وهل يجوز أن تبقى كوردستان سوقا لتصريف بضائع دول الجوار وغيرها، حيث أننا بصدد أتخاذ خطوة لا يستسيغها أي منهم ثم أن المسالة أكبر من تسميات للحكم والمعارضة ونتساءل الى متى نبقى عاجزين عن تأمين مستلزماتنا البدائية في وطننا هذا في وقت نحن فيه قادرون على تأمينها، فنحن نحب وطننا وأحترام الأخرين لنا وتقديرنا يكمن في أمكانيتنا من أنتاج مستلزماتنا هنا وبأيدينا، صحيح أننا قد أستمعنا الى الكثير من التصريحات والكلمات الجميلة، غير أن العملية هي بحاجة الى من يتبناها وتلك الجهة بلا شك هي الحكومة فيما أرى أن المعارضة تتابع هذا الهدف داخل البرلمان حيث لها فيه أعضاء في جميع اللجان؟ فرد أمير الجماعة الأسلامية الكوردستانية: هذا صحيح غير أن المعارضة كما تعلمون هي أقلية في البرلمان وسبق أن قدمت عدة مشاريع قوانين لم يصادق البرلمان على أي منها وقد تبادلت الحكومة والمعارضة الأتهامات بصددها وأوجدنا بذلك أوضاعا نفسية صعبة لذا علينا أن نعمل ونفكر بجدية على حقيقة أن هذا البلد هو ملك الجميع فنجاح أي طرف أو فشله إنما يعودان على سائر الأطراف وكونوا على ثقة بأن وجود معارضة منظمة سيعود بالنفع على الحكومة وبالعكس وسألنا الأستاذ على بابير: لو عدنا الى ما سميته أنت بربيع المضطهدين والآخرون بالربيع العربي وتساءلنا ألا نظلم أحزابنا عندما نشبهها بالأحزاب الأسلامية في الدول العربية فأجاب: لقد كنا في الماضي قد عمدنا جميعا الى الأساءة لبعضنا البعض غير أننا في حقيقة الأمر حزب أسلامي محلي هم أمتداد للأخوان المسملين غير أنهم يحاولون أستطلاع متطلبات الناس ومطاليبهم هنا... واضيف أن الأتحاد الأسلامي ليس مرتبطا بأية جهة إلا أنه يتبع مدرسة الأخوان المسملين من الناحية الفكرية ومع ذلك أشعر أننا عندما نعمل في مجلس النواب ببغداد فنحن كأسلاميين لا ننقطع عن الآخرين في أي موقف كوردي موحد أو مطلوب وقد شاركنا في الحكومة متى ما تطلب الأمر ذلك وما زلنا مشاركين في برلمان كوردستان، ولن نكون في مؤخرة الركب، ولا سمح الله متى ما حدث أي مكروه فالنضال الوطني الكوردي هو الدفاع عن الوطن وأنا أؤدي ذلك عن طريق الشريعة اِلألهية التي تجيب على كل الأسئلة.. وماذا عن الأختلاف بين الجماعة الأسلامية وبين الأحزاب الأسلامية في الدول العربية فرد الأستاذ علي بابير قائلا: هم أيضا يعملون بما يرضى شعبهم وينتفع به وطنهم هذا أولا ثم أننا نخدم ونؤدي واجباتنا الدينية كما أمر بها رب العالمين أما من ناحية التعامل الأنساني فدليلنا في ذلك هو ما ذهب اليه وأسس له علماء الأسلام وهو (الأصل في العبادة الحظر والأصل في المعاملات العفو) أي عبادة الله كما أمر به سبحانه وتعالى وليس بصيغة أخرى فيما الأساس في التعامل هو الأبداع فيه ونعود في مسائل السياسة الشرعية للتعامل مع جميع الأطراف السياسية الى ما أمر به القرآن والسنة وفيها أن لنا، نحن المسلمين، أخوة واسعة مع جميع البشر ومسائل شرعية عديدة تخص جانبنا السياسي وأما الأحزاب الأسلامية في الدول العربية فهي تنقسم الى فكتين في التعامل مع الدول وكثيرا ما أنهى أسلاميينا من التعامل بالمطلق مع الدول الغربية مثلا فهم متباينون أيضا في العلمانية وتطبيقها ويطلق العلمانيون أيضا أحكامهم المطلقة على المسملين فيرون تطبيقات تنظيم القاعدة وممارستها التي تودي أحيانا بأرواح مئات المسلمين قبل أن تصيب أمريكيا واحدا وأتساءل لماذا لا يرى الغرب هذا التوجه والمد الأسلامي الذي يؤمن بالعمل السياسي والتظاهر والتبادل والتحولات السلمية وهذا هو الغالب في جميع الدول العربية وها هو فكر القاعدة يختلف الآن ويتراجع الى الخلف.

متطلبات نجاح التشكيلة السابعة لحكومة الأقليم
ويقول عن ذلك: لقد دعوت السيد نيجيرفان بارزاني رئيس هذه التشكيلة ونائبه السيد عماد أحمد الى البحث عن المؤهلين والكفوئين لوزارات الحكومة ومؤسساتها ودون أنتماء حزبي يذكر وثانيا أن لا يتدخل حزبا الحكم في شأنها ضمانا لسعادة الجماهير بها وخيرما يسعدهم هو العدالة التي توسع مدى محبة الوطن بخلاف فقدانها ثم أن الموازنة المتوفرة أمامها تكفي عموم أبناء كوردستان إذاما تم التعامل معها بأنتظام وأنصاف وتعالج مشكلة الشبيبة أيضا.. وعليها أن تدرك هذه الحقائق والمتطلبات ويبقى أن نكون نحن كمعارضة مخلصين لها في تحديد الأيجابيات والسلبيات في أدائها وأن ينطلق العمل من أساس حب هذا الوطن ثم أن هذه الحكومة هي حكومتنا جميعا وتتحدث في الخارج بأسمنا أيضا وندلها على الطريق الصحيح وطرح المشاريع النافعة أمامها وبالمقابل عليها أن تفسح المجال أما منا لهذا التعاون وعدم الركون بعد الآن الى تشاؤم الكثير بشأن ما تحقق في وطننا وعدم الأقرار به وألا يضعنا الصراع الحزبي أمام أنكار أيجابيات بعضنا البعض وهذه فرصة سانحة أمام السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان والسيد رئيس الجمهورية والحزبين (البارتي والأتحاد) والحكومة لأثبات حسن فهمهم لمتطلبات الشعب، هذا الفهم الذي حدد شخصية الرئيس البارزاني وعلى دراية وعلم بكل ذلك وأرادة راسخة في الأصلاح ما يفرح كل المخلصين.
العلاقة المستقبلية بين الحكومة وبين المعارضة.
نحن ثلاثة أطراف في المعارضة لكل منها توجه وبالنسبة الى فأنا مقتنع بالأ أقلد أحدا ما يحتم على أن أؤمن بأستمرار هذه العلاقة المستقبلية وألا نتخذ المعارضة ذريعة للمقاطعة وقد عملت وبذلت مساعي الجادة للأبقاء على علاقتنا مع قادة الأتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وغيرهم... وقد عرضنا لهم صراحة مقترحاتنا وأنتقاداتنا والصحيح بقناعتي هو أن نكون متممين لبعضنا البعض لا متفرجين وعندها سنتمكن من تغيير هذه الأوضاع فالكل مسؤولون في هذا المسعى المشرف؟
Top