• Tuesday, 16 April 2024
logo

سامي كوهين ل( كولان ): زيارة اوغلو الى البارزاني جسدتْ رغبة انقرة في التنسيق مع اقليم كوردستان

سامي كوهين ل( كولان ): زيارة اوغلو الى البارزاني جسدتْ رغبة انقرة في التنسيق مع اقليم كوردستان
ترجمة/بهاءالدين جلال

سامي كوهين هو أحد الصحفيين البارزين في تركيا وكاتب زاوية في صحيفة ميلليت التي تصدر باللغة التركية كما أنّ معظم كتاباته تترجم الى اللغة الأنكليزية، و يُعتبر مراقباَ سياسياَ في شؤون الشرق الأوسط على الصعيد العالمي،وللحديث عن الأوضاع الراهنة في المنطقة وزيارة وزير الخارجيةا لتركي داود اوغلو الى اقليم كوردستان اجرت معه (كولان) هذا اللقاء:
* تمر سوريا الآن بتحولات كبيرة ، بينما تلعب تركيا دوراً مهماً في هذه المعادلة ،كما لها موقف مشترك مع اقليم كوردستان، ولكن حكومة المالكي تقدم الدعم لنظام الأسد،وبأعتبارك مراقباً سياسياً للأوضاع ماهي قراءتكم للمعادلة من منظور تركيا؟
- من منظورها تأسف تركيا لما وصلت اليه الأوضاع في سوريا الى هذا المستوى،وبالتأكيد لوكان هناك تعاون و اتفاق بين حكومة المالكي و ادارة اقليم كوردستان لحماية استقرار المناطق الحدودية لكانت الأوضاع تتجه نحوالأفضل،فمن منظور تركيا وجود التفاهم والأنسجام بين العراقيين أمر مهم،لقد أكدت تركيا هذا الأمر مرات عديدة سواء من قبل رئيس الوزراء رجب طيب اوردوغان أو من وزير خارجيتها داود أوغلو،إنّ هذا الموضوع ليس مهماً فقط بالنسبة الى رفاهية الشعب العراقي بل أنه يهم تركيا ايضاً، لأنها تتطلع االى تحيق استقرار على حدودها مع كل من العراق و سوريا،وذلك كما يقول وزير الخارجية التركي أنّ بلاده لاترغب في وجود أي مشكلة بينها و بين جيرانها لذا فالأستقرار الأمني ضروري لكل الأطراف.
* الى أي حد يؤثر الموقف العراقي هذا على ضحايا سوريا؟
- تراهن حكومة المالكي على الحصان الخاسر ،وحتماَ أنّ لديهم خططاَ و أهدافاً،ولكن نرى أنّ نظام الأسد يضعف يوماَ بعد يوم و تقع تحت تأثير الضغط الدولي،و تقوى المعارضة السورية ونجد أنّ الجيش السوري الحر يسيطر على المزيد من المواقع و الأراضي، وما يحدث الآن في حلب كارثة حقيقية و نتمنى أنّ تتحول الى ضربة قاضية لنظام الأسد وبداية لأسقاطه في المستقبل القريب،وهذه هي مسألة تتعلق بالتمسك بالجانب الحقيقي من التأريخ، نحن في تركيا نعتقد أنّ الحكومات التي تدعم نظام الأسد وكذلك القادة أمثال المالكي فأنهم يرتكبون خطأ تأريخياً كبيرا،صحيح أنّ نظام الأسد لايسقط غداَ ولكن فأنّ من المؤكد أنّ أيام سلطته معدودة، ولابد أن ينتهي،سواء في ايام أوفي اسابيع أوفي غضون أشهر،اذا استمر مجرى الأحداث على هذا النحو،ولكن كلما كان سقوطه أقرب كلما انخفض عدد الضحايا العزل الذين يذهبون يومياً برصاص النظام.
* كما نرى أنّ وزير الخارجية التركي يزور اقليم كوردستان ومن جهة أخرى تزيد بغداد من ضغطها العسكري على الأقليم،السؤال هو ماهي تداعيات هذه المسألة على توتر العلاقات بين بغداد وأنقرة؟
- من زاوية نظر تركيا فأنّ من الأفضل أنْ تبقى الأوضاع مستقراً ونأمل أن لاتحدث أي مواجهة عسكرية بين الحكومة المركزية و اقليم كوردستان،وبالنسبة الى تركيا ترى أنّ هناك حركات جديدة داخل سوريا، وبدون شك فأن الكورد في سوريا يسيطرون أكثر على الأوضاع،وبمعنى آخرتستجد ظروف اخرى في المنطقة،وهذه المسألة تتطلب مناقشتها مع القيادة الكوردية في اقليم كوردستان و هذا هوسبب زيارة وزير الخرجية التركي داود أوغلو الى أربيل من اجل لقاء الرئيس البارزاني،اذاّ هناك ارادة واستعداد وتنسيق من اجل التبادل الصريح للآراء و وجهت النظر،لأنّ هناك مخاوف من فلتان الأوضاع في سوريا ، لذا فأنّ تركيا بحاجة الى اجراء التشاور مع ادارة البارزاني عن كثب ومن ثم التنسيق معها.
* الحكومةالعراقية قلقة ازاء اضعاف نظام الأسد و سقوطه ومجيء حكومة سنية تتولى امور البلاد بحيث يؤثر على سنة العراق ،السؤال هو: ترى الى متى تستمر الحكومة العراقية في دعمها للأسد بينما أقام هذا النظام حمامات الدم في هذا البلد؟
- انّ ما اختارته حكومة المالكي في هذا الجانب فأنّه حتماً يدخل في النهج الخاطيء للتعامل مع المسائل و حلها،نحن في تركيا كنا نتوقع بعد الأنسحاب الأمريكي من العراق أنّ الحكومة العراقية بعد كل تلك المصائب والمآسي تتوجه الى البناء والأهتمام بالمشكلات السياسية و الأقتصادية في البلاد،ولكن ما يخيّب الآمال أنّ هذه الحكومة لم تحاول بأي شكل من الأشكال ايجاد الحل الضروري للأوضاع و العمل من اجل اعادة سيادة القانون و النظام للعراق ولم شمل عموم المجموعات العرقية و الطائفية من اجل بناء عراق مزدهر ينعم بالتقدم والأستقرار.
*لو تحدثنا بشأن اوضاع لكورد في سوريا، خاصة وأنهم تمكنوا من تحريربعض مدنهم خلال الأيام القليلة الماضية،برأيك كيف تتعامل تركيا مع الوضع الجديد هذا؟
- لقد سمعنا في الأيام الماضية تصريحات عديدة للمسؤولين الأتراك منهم رئيس الوزراء و وزير الخارجية،وقد ظهرت فيها في بداية الأمر تأويلات خاطئة و نوع من الأرباك، ولكن أعتقد أنّ الموقف التركي بدا واضحاَ الآن،أي اكثر وضوحاَ من قبل اسبوع من الآن،عندما كان الجيش السوري قد أجلى قواته من بعض المدن التي كان الكورد قد سيطر عليها،واستطيع أنْ أوجز الموقف التركي في بعض الجمل و هو أنّ تركيا ترغب في أنْ يقرر الشعب السوري مستقبلهم بأيديهم،وعلى أي أرضية كانت،لأننا نعلم أنّ في سوريا الكثير من القوميات و الديانات و المذاهب منها الشيعة والسنة والمسحيين والكورد و التركمان،لقد أكد المسؤولون الأتراك هذه الحقيقة قبل أيام وهي اذا ما رغب الكورد في الحصول على حكم ذاتي محلي أي نوع من الأدارة الذاتية و يتم ذلك بأتفاق المكونات السورية الأخرى فإنّ تركيا سوف ترحب به و ليس لديها أي اعتراض عليه،لأنّ شيء مشابه لذلك قد حدث في العراق ونحن نعلم أنّه ومنذ سنة تقريباً أنّ تركيا تتعاون مع المسؤولين الكورد و الشعب الكوردي وتتعامل مع رجال الأعمال،اذاَ لماذا لاتستجد مثل هذه الظروف مع الكورد في سوريا؟كما أنّ وزير الخارجية داود اوغلو أكد مراراً أنّه صحيح لديهم حدود مشتركة مع سوريا ولكن هناك الكورد يعيشون في الجانب السوري ولهم صلة قرابة مع الكورد في تركيا،وهناك عوائل تجزأت، حيث يعيش جزء منها في سوريا والآخر في تركيا،و ترى تركيا من صالحها أنْ يخيّم التآخي و التعايش على السكان في الجانبين و وجود تعاون مع ادارة يقودها الكورد الأصلاء في المنطقة،سواء كانت ادارة ذاتية أو أي شكل من الأدارات يقررها ابناؤها،والمهم بالنسبة الى تركيا هو عدم انشاء منطقة تتصرف ضد مصالحها،او مركز تنطلق منه النشاطات على اراضيها، و ملاذ لحزب العمال الكوردستاني،هذا هو الموقف التركي أصلاً،ولكن اذا شكل الكورد بموافقة المكونات السورية الأخرى ادارة ذاتية، فأنّ تركيا لاتمانع في ذلك بل أنها تستقبل المسألة برحابة الصدر وترغب في التعامل معها،على غرار تعاملها الحالي مع البارزاني،ولكن الأهم في الأمر أنْ لاتتحول تلك المنطقة الى بؤر للأرهاب ومركز لأنطلاق النشاطات المضادة لتركيا.
Top