• Tuesday, 23 April 2024
logo

أنتوني كوردسمان لمجلة كولان: في العراق- فشل رئيس مجلس الوزراء و البرلمان

أنتوني كوردسمان لمجلة كولان: في العراق- فشل رئيس مجلس الوزراء و البرلمان
البروفيسور أنتوني كوردسمان هو صاحب مقعد(Arleigh Bruke) الستراتيجي في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية(CSIS)، ومستشار الأمن الوطني للعديد من المشكلات العالمية، وفضلاً عن كونه مختصاً في ستراتيجية الشرق الأوسط و دول الخليج، هو أحد الخبراء والمفكرين العالميين عن أوضاع العراق وأشرف على إعداد تقرير دراسات العراق المعروف بتقرير بيكر- هاملتن والذي يعتبر أكبر تقرير أعد عن أوضاع العراق خلال العشر سنوات الماضية والذي شارك فيه جميع الرؤساء والدبلوماسين و وزراء الخارجية والدفاع الأمريكيون السابقون (والذين كانوا على قيد الحياة) إلا أن كوردسمان قد ابدى رأيه بشأن التقرير ، بعد أكتماله بعجز التوصيات الواردة فيه عن معالجة أوضاع العراق وكان أن قال فيها: كنا ننتظر ولادة الجبل فتمخض عن فأر(تمخض الجبل فولد فأراً) وكان يقصد بذلك أن لجنة دراسات العراق كانت كبيرة جداً كجبل شامخ إلا أن توصياتها كانت صغيرة صغر الفئرأن، وللحديث عن الأوضاع الراهنة في العراق فقد أتصلنا بالبرفيسور كوردسمان وجاءنا الرد كالآتي:
• يمر العراق مع بداية العام الجديد بأسوء أزمة، ترى ما هي الآثار الستراتيجية لتلك الأزمة على المنطقة؟
-لا شك في أن أية دولة مماثلة للعراق، و تحظى بموقع ستراتيجي و مهم كهذا لتأمين النفط للعالم ستكون مصدر مشكلات مالم تحقق الأستقرار مع صحة أن التوتر القائم في العراق اليوم، بين الشيعة و السنة، والكورد والعرب وداخل الحكومة العراقية نفسها سيولد مخاطر جدية في احتمال عودة الخلافات وهي أمور لها بمجملها أن تمنع العراق من أن تكون له حكومة تتمكن من تطوير البلاد بنجاح و تؤمن الأستقرار فيها.
* ومع ظهور تقسيم عميق بين مختلف مكوناته، برأيكم اين يتوجه العراق الآن؟
- لو أردت التعبير عن رايي، فإنني أتفهم جيداً أي تقسيم عميق بين مكونات وأبناء العراق.. إلا أن الواقع هو أن هناك أخفاقا عاماً من جميع الأطراف في حث الخطى نحو(الوحدة) التي يحتاجها البلد.. وفي المساعي لرأب الصدع بين الشيعة والسنة وبين الكورد والعرب ايضا..
وكانت المشكلة بأستمرار تكمن أن من تولى الحكم فيه سعى للحفاظ على سلطته مع حقيقة عدم تمكن الأطراف الممثلة في البرلمان من أن تكون موحدة والنأي بأنفسها عن العمل بنفس أتني و طائفي... أي أن المسألة ليست فقط قضية أن شخصاً واحدا سيصبح دكتاتورا بل هي فشل وأخفاق رئيس الوزراء والبرلمان(مجلس النواب الأتحادي)معاً.
• وهل لدينا أي بديل لمنع ظهور دكتاتور آخر في العراق ؟
- المسألة بالنسبة لجميع العراقيين هي العودة الى مسالة الثقة برئيس الوزراء وهل أنه لا يزال يحظى بثقتهم أم لا، فلو أظهر أستفتاء عام أن رئيس الوزراء قد فقد ثقته عندها سيكون بالأمكان سحب الثقة منه ثم أن لديكم وسائل ديمقراطية تنوه الى مواصلة رئيس الوزراء لمهماته إن كان يحظى بالثقة العامة والعكس صحيح ايضا. وتبين الحقائق أن منطقة بهذا الحجم الكبير من المشكلات تحتاج الى حكومة تخدم جميع المواطنين وليس قسما منهم، وهي بعمومها ليست مسألة مرتبطة برئيس الوزراء فحسب بل بالبرلمان وسائر الأطراف السياسية واليقين أن تخبط العراق بسبب الصراع على السلطة هو ليس من مصلحة العراقيين، كما هوالحال بالنسبة لزعيم مرفوض من قبل البرلمان... وأكرر ثانية أن المسألة لا تكمن في تحديد أو تعيين رئيس جديد بل تخص الوحدة الوطنية العراقية التي تخدم الجميع.
• وهناك مسألة القضايا العالقة والتوتر بين أقليم كوردستان وبين حكومة بغداد، وهي خطورة أخرى تخلقها الحكومة المركزية وتشكلها على أقليم كوردستان ترى هل هي خطر على مستقبل العراق أيضا؟
- المؤكد عندما يجري الحديث عن المناطق الكوردية بالكامل فإن مسألة الكورد وأمن أقليم كوردستان هما في غاية الأهمية ولا ننسى أن هناك بين تلك المناطق الكوردية وبين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية، مناطق شاسعة من(المتنازع عليها) ولم يتسن لهم حتى الآن تقرير مصيرهم وأؤكد ثانية أننا لو أردنا تحقيق الأستقرار فإن الأمر يحتم أجراء استفتاء عام بين أبناء تلك المناطق وأن تتاح لهم فرصة أتخاذ القرار بأنفسهم ورغبتهم في بقاء مناطقهم تحت السلطة الكوردية أم سلطة بغداد.
* وقد تتدفق شرارة تعكير أوضاع العراق الى دول الجوار أيضا فكيف يبدو المشهد أمامكم بأعتباركم خبيراً استراتيجيا؟
- لقد كان الغربيون في السابق ممتعضين و قلقين من مسألة الصراع بين الأضداد إلا أن ما نراه اليوم هو صراع داخل العالم الأسلامي، الأسلام المنتشر من آسيا الى شمال أفريقيا وهي مسألة تشكل خطرا على أية منطقة يحدث فيها الأنقسام وقد لا نجد معالجة لهذا الموضوع أو هذه المشكلات إلا بقرار الناس ذوي العلاقة ولن يتمكن أحد، من غير المسلمين، من تطوير وتحريك هذا الوضع، والمفروض أن يكون القرار داخلياً وعلى أسس قومية.. والملاحظ في العراق هو أن هذا البلد قد تعرض الى المآسي بما يكفيه ويلاحظ السنة والشيعة فيه ضرورة التعايش معاً في اطار وطن واحد.
* وماذا بعد؟
- برأيي أنه كانت لدى، كشخص أجنبي ، توصياتي بهذا الصدد ورأيي و قناعتي لمعالجة مشكلة العراق أن علينا أن نراقب عن كثب وبكل جدية ما يجري في تونس و مصر و في سوريا أيضا وعلينا أن نعود الى أحداث الحرب الداخلية في العراق.. لأن التوصية الوحيدة التي بأمكان شخص أجنبي الأدلاء بها هي أن عليكم الأعتبار ليس من ماضيكم حسب بل ومن أحداث وخلافات الدول المجاورة أيضا.. لقد زرت العراق عام 1972 لأول مرة وأسمحوا لي أن أقول: العراق كان يبدو آنذالك بلدا موحدا يغمره الأمل وكان بمقدور أهله العيش معاً وبغض النظر عن قادة العراق آنذاك والأن ومشكلاته ولو عاد موضع الأمل ثانية عليكم جميعاً السير حثيثا نحو التوحد.
- وهل أنتم متفائلون بمستقبل العراق؟
أنا لست، لا متفائلاً ولا متشائما والشئ الوحيد الذي بأمكاني أبلاغه للعراقيين وأي شخص آخر في هذه المنطقة هو:
إن مشكلتكم ليست مع الخارج أو أن أحداث التأريخ قد تراكمت عليها، بل تكمن في مسألة هل تتحملون في الحاضر مسؤولية مستقبلكم بأنفسهم...


ترجمة/ دارا صديق نورجان
Top