• Tuesday, 23 April 2024
logo

البروفيسور مايكل نايت يتحدث لمجلة كولان: الولايات المتحدة الأمريكية ساندت المالكي بقوة فيما تأتي تصرفاته اليوم ضد المصالح الأمريكية

البروفيسور مايكل نايت يتحدث لمجلة كولان: الولايات المتحدة الأمريكية ساندت المالكي بقوة فيما تأتي تصرفاته اليوم ضد المصالح الأمريكية
- البروفيسور مايك نايت هو مدير برامج أقليم كوردستان العراق في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وأحد ارفع الباحثين الذين تستشيرهم الحكومة الأمريكية وهو الآن عاكف على كتابة تقرير مهم بعنوان(اقليم كوردستان- بعد 25 عاماً من الأنفال) و يحتاج في ذلك لزيارة الأقليم ليطلع عن كثب على التقدم والتنمية الذي حققه حكومة أقليم كوردستان في مجالات الحكم وتأمين الخدمات الأساسية و تطوير قطاع النفط والغاز ويتطلع المعهد الى أن يصبح أقليم كوردستان نموذجاً لأعادة بناء الدول ما بعد الأزمات.. و يراقب البروفيسور نايت (الذي كان في السابق مدير برامج العراق في ذات المعهد)، و عن كثب أوضاع العراق ولديه عدة كتب و بحوث و مقالات عن أوضاع هذا البلد و يحدد المشكلة الرئيسة في العراق بإن (في العراق ثقافة السيطرة المباشرة للسلطة-
Culture Of direct Control )،
وهو مسألة تعاد و تكرر اليوم على أيدى معظم الباحثين على مستوى العالم و قد أتصلنا بالبروفيسور مايكل نايت للحديث عن التطورات الأخيرة للأحداث في العراق فرد على المجلة قائلاً :
• بمجرد مرور عام واحد على أنسحاب القوات الأمريكية من العراق فقد أصبح هذا البلد على حافة كوارث كبرى.... ترى ما هي تداعيات هذا الوضع بالنسبة للمنطقة أولاً و للمصالح الأمريكية أيضا؟
- مع مرور كل شهر تزداد الأوضاع السياسية في العراق تداعيات وعدم أستقرار فالبلد في حالة أزمة دائمة وهو بالنسبة للقادة الأمريكان مثير أو أخلال بالأعصاب(Nerve Wraching) ، كما أن واشنطن قد ساندت بقوة رئيس الوزراء نوري المالكي إلا أن الحكومة العراقية تتصرف اليوم خلافاً للمصالح الأمريكية وأحد الأمثلة على ذلك هو السماح بنقل الأسلحة لنظام الأسد في سوريا وهناك مسألة أخرى هي موضع أشكالات و تتلخص في التعاون مع ايران وسوريا لتجنب العقوبات الدولية، فمع أقتراب موعد الأنتخابات الرئاسية عام 2014 والأدارة الأمريكية تسعى لتشجيع المكون الشيعي بأيجاد بديل آخر للمالكي مرشح عنهم و تدرك واشنطن بجلاء مخاوف إعادة تولي المالكي للسلطة لدورة ثالثة إلا أن السلطة الأمريكية في العراق، وبالأخص على الجانب الشيعي هي محدودة.
• ألا ترون في محاولات حكم المالكي للبرلمان وليس العكس نوعاً من ظهور دكتاتور جديد في العراق؟
- أنا كشخص راغب و متطلع لنجاح العراق وأقليم كوردستان أحاول الأبتعاد عن أستخدام لغة خشنة ومع ذلك فإن من الحق التساؤل ألم تجر(مركزة) السلطة في عراق اليوم أكثر من اللازم؟ إن المسألة التي يجري الحديث عنها ومناقشتها في عموم العراق هي موضوع (المركزة) ضد (اللامركزية) فالوحدات الأدارية في أقليم كوردستان هي بحاجة لسلطات أكثر لأوجه الصرف المالي وفق المتطلبات المحلية فيما تسعى الحكومة المركزية لجمع السلطات و حصرها في يديها.. والغاء الفدرالية المثبتة في الدستور العراقي.. هذا النوع من التصرف يجري عادة في مختلف بلدان العالم أي أن العراق هو ليس حالة نادرة إلا أن مسالة التناظر بين مسألتي(المركزة) و(اللامركزة) وبالأخص بعد عام 2003 أصبحت أكثر خطورة من العديد من دول العالم و ذلك بسبب تأريخ العراق الحافل بالعنف.
* وما هو رد فعل المجتمع الدولي إزاء تهديدات المالكي للمتظاهرين بأستخدام القوة؟
- رئيس الوزراء المالكي يدرك جيدا أن العالم يتابع مستقبل الأحداث وهو مسؤول عن تأمين الأمن في العراق وهو محق، من جهة، في تنبيه المتظاهرين بأستخدام القوة ضدهم، وبالمقابل على الحكومة العراقية أن تسيطر على نفسها ثم أن أوضاع سوريا دليل على أن غرب العراق و منطقة الجزيرة هي على أهبة الأستعداد للأنفجار إذا ما أتخذت الحكومة العراقية أية خطوة خاطئة.
وكان ذلك ايضاً السبب الكامن وراء أطلاق سراح المالكي للمعتقلات من أهالي محافظة الأنبار والذي يدرك مدى حاجته للحذر في مثل هذه الظروف.
* وهل لدينا بديل آخر لقطع الطريق أمام ظهور دكتاتور آخر في العراق؟
- لو أراد العراقيون، فإن الأنتخابات البرلمانية في العام 2014 هي فرصة مهمة لأنتخاب رئيس وزراء جديد كما أن منافسي المالكي هم بحاجة الى شن حملة قوية أثناء أنتخابات مجالس المحافظات لتشجيع الناخبين على فعل ما يمكن تحقيقه ولبناء التحالفات والشراكة.. والأهم أن يفكر التحالف الوطني، وهو تحالف شيعي، بشكل جدي عما إذا كان أنتخاب المالكي لدورة ثالثة هو لصالح الشيعة؟ والذي ستكون له ذات النتائج وإذا ما كانت التحالفات العراقية راغبة في العيش في عراق موحد، فإن عليهم أجراء وتفعيل حملة أنتخابية خالية و بعيدة عن التمييز الطائفي والأتني، و يجب أن يكون أختيار رئيس الوزراء الجديد متزامناً مع التصويت على صيغة ونهج تقسيم السلطات أي التصويت عليها في ذات الجلسة التي تخصص لأختيار أو المصادقة على أختيار رئيس الوزراء ويتم بذلك تثبيت تقاسم السلطات في القانون ومنذ بداية قيام السلطة الجديدة.
* الى أي مدى تشكل مساندة تركيا والسعودية للسنة وأيران للشيعة في العراق مخاطر على مستقبل البلاد.
- هناك مخاطر حقيقية في حصول خلاف مدمر بين تركيا و إيران حول أي الدولتين تكون أكثر سلطة و تسلطاً في العراق، وبرأيي أن دول الخليج(مثل السعودية) لا تؤدي دورها في العراق بهذا الأسلوب المباشر. فتركيا تتطلع الى برهنة أنها نموذج في المنطقة كحكومة أسلامية وسط وقوة أقتصادية و دبلوماسية مؤثرة، ولها دورها في أقليم كوردستان و محافظات(شمال) العراق،
إلا أنه ليس شرطاً أن يكون الأسلوب الذي تتبعه تركيا نتاج تفكير جيد ما يحتم على أقليم كوردستان أن يبقى كل صور وأشكال الحلول مفتوحة و من بينها التعاون في مجال النفط بين اربيل و أنقرة و بغداد وتشعر طهران في ذات الوقت أنها تتعرض الى تهديد كبير بسبب العقوبات المباشرة عليها وأحتمالات خسارة وضياع الشريكة سوريا وضعف حزب الله وحركة حماس، ما يدفع بإيران للتركيز الواسع على حماية نفوذها في العراق وأقليم كوردستان كما أن المصالح الأقتصادية والأهداف والنوايا الدبلوماسية في العراق هي بالضد بين تركيا و إيران وأن فشل العلاقات بين رئيسي الوزراء التركي أردوغان والعراقي نوري المالكي هو أنعكاس للتوتر المتصاعد بين البلدين.
* في إطار الخلاف القائم في العلاقات بين الكورد وبين الحكومة المركزية في العراق نرى استقراراً تاماً في المناطق الكوردية مع أحتمال قيام المركزية بتشويه تلك الأوضاع المستقرة وما تأثيرات ذلك على مستقبل العراق؟
- الكثير من المناطق التي تسمى(المتنازع عليها) هي مناطق مستقرة فقط أصبحت المناطق فوق الخط الأخضر أراضي لأقليم كوردستان فيما تقع المناطق الحساسة أدنى ذلك الخط والتي تتكون من نسيج سكاني متنوع، مثل مدن كركوك و سنجار و زمار و بعشيقة والحمدانية وداقوق والدوز و جباره و أطرافها مثل جبل حمرين وتحاول الحكومة الأتحادية بأستمرار ومنذ عام 2006 (طرد) قوات البيشمه ركة والآسايش من تلك المناطق وبرأيي أننا سنرى، ولحين أجراء أنتخابات عام 2014 سلسلة من الأزمات العسكرية المتعاقبة ولكنها ستكون في معظمها في إطار خطابات عنيفة ونشر القوات وليس في إطار الشراكة الحقيقية.. كما أن الجهود والمواجهة التي حدثت في منطقة الدوز مؤخرا، والتي حققت فيها من بغداد وأقليم كوردستان بعض المكتسبات داخل مواقعهما السياسية، هو نموذج نتوقع أن نلسمه على مدى عام 2013 ورغم أن بغداد مقدمة على شراء أسلحة حديثة وأجرت مناورات عسكرية في( عيد الجيش) إلا أنها ستكون حذرة في أستخدام القوة كما أن على المجتمع الدولي أن يطمئن كٌلا من بغداد وأربيل أن العالم ما يزال يراقبهما ويتابعهما والحقيقة تؤكد أن أي طرف، عراقيا كان أم كورديا، غير راغب في الحرب وبالمقابل لا يرغبان في ظهورهما بمظهر الضعف سيما وقد أقتربت الأنتخابات من موعدها.

ترجمة / دارا صديق نورجان
Top