• Friday, 19 April 2024
logo

وزير خارجية العراق الأتحادي هوشيار زيباري ل( كولان):لاأتوقع حصول أي تحول في اوضاع العراق حتى ربيع 2014

وزير خارجية العراق الأتحادي هوشيار زيباري ل( كولان):لاأتوقع حصول أي تحول في اوضاع العراق حتى ربيع 2014
الحديث الذي يدور الآن حول الأوضاع في العراق لاينصب بالدرجة الأولى على كيفية استقرارها وتصحيح مسار العملية السياسية من قبل المكونات السياسية،بل يتركز على ادارتها لحين اجراء الأنتخابات الجديدة في ربيع 2014،و يتوقع الساسة و المراقبون بأن تلك الأنتخابات سوف تجري تغييراَ في توازن القوى ما تهيء الأجواء لحلحلة المشكلات القائمة،ولكن مانراه اليوم على ارض الواقع يكمن في التصعيد الخطير لزيادة العمليات الأرهابية في المدن العراقية (عدا اقليم كوردستان)، و ان هذا التصعيد سوف يؤدي بالنتيجة الى الفلتان الكبير للأمن و الأستقرار و الذي لايحمد عقباه، وللمزيد من الحديث عن الأوضاع الأمنية المتفاقمة و الخطيرة في العراق زارت (كولان) مبنى وزارة الخارجية في حكومة العراق الأتحادي حيث التقت السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية و اجرت معه هذا اللقاء:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
الحديث الذي يدور الآن حول الأوضاع في العراق لاينصب بالدرجة الأولى على كيفية استقرارها وتصحيح مسار العملية السياسية من قبل المكونات السياسية،بل يتركز على ادارتها لحين اجراء الأنتخابات الجديدة في ربيع 2014،و يتوقع الساسة و المراقبون بأن تلك الأنتخابات سوف تجري تغييراَ في توازن القوى ما تهيء الأجواء لحلحلة المشكلات القائمة،ولكن مانراه اليوم على ارض الواقع يكمن في التصعيد الخطير لزيادة العمليات الأرهابية في المدن العراقية (عدا اقليم كوردستان)، و ان هذا التصعيد سوف يؤدي بالنتيجة الى الفلتان الكبير للأمن و الأستقرار و الذي لايحمد عقباه، وللمزيد من الحديث عن الأوضاع الأمنية المتفاقمة و الخطيرة في العراق زارت (كولان) مبنى وزارة الخارجية في حكومة العراق الأتحادي حيث التقت السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية و اجرت معه هذا اللقاء:

كولان:الأوضاع التي يمر بها العراق الآن لم تشهد مثل هذا التصعيد منذ 10 سنوات المنصرمة وكما اعلنته المصادر فإن شهر تموز كان شهراً اكثر دموياً ،وهذا يعني ان العراق لن يشهد استقراراَ في الأوضاع الأمنية ، كيف تقرأون هذا المشهد الأمني في العراق؟
هوشيار زيباري: الأحداث التي وقعت في شهر تموز لم تكن تراجعاً امنياً شاملاً ،بل استطيع القول انها كانت تراجعاً في الملف الأمني و وجود تقصير في الأجهزة الأمنية للحكومة،و بدورنا طلبنا مراراَ محاسبة المقصرين و المسؤولين وفي اي منصب كانوا،لكنه ليس من المعقول ان تزهق يومياً ارواح اكثر من اربعين انساناً عراقياً لاحول لهم و لا قوة في الشوارع وفي شهر رمضان الفضيل،ولقد تم تناول هذه المسألة على مستوى مجلس الوزراء أو على مستوى القيادات السياسية،وقد كانت لي في الفترة الأخيرة زيارة الى الخارج حيث بحثت المسألة مع الأتحاد الأوروبي و الناتو و اعضاء مجلس الأمن الدولي،بالرغم من ان الموضوع اصبح واضحاً للجميع و هو انه لايمكن ان يتعرض العراق مرة اخرى الى خطر محدق و حرب اهلية أو طائفية،ولكن من الضروري الوقوف على هكذا تصعيد امني خطير وانه لايحتاج فقط الى الكلام و اطلاق التصريحات الأعلامية بل الى العمل و المثابرة من اجل ايجاد حل حاسم ينهي خطر و تداعيات هذه الأوضاع المأساوية.
كولان:قبل فترة شهرين من الآن و عندما وجهت لكم الصحفية الشهيرة من CNN السيدة كريستيان امانبوري السؤال ذاته حول احتمال اندلاع حرب اهلية في العراق، وقد اجبتم حينها بأن الأمور لم تصل بعد الى هذا المستوى ولكن لم يلبث أنْ تمكن المئات من الأرهابيين الهروب من سجن ابو غريب،و سؤالنا هو: لو تكررعليكم الآن السؤال ذاته فأي تغييرسوف يطرأ على اجابتكم السابقة؟
هوشيار زيباري:لدي الأجابة ذاتها على سؤال السيدة كريستيان آمانبور لأنني كما قلت أنّ حدوث مثل هذه الحروب بحاجة الى خلفيات و ظروف اخرى و هذه غير متوفرة في الوقت الحاضر،صحيحانّ هناك تزايداً في العمليات الأرهابية ولكن ما حدث مؤخراً في سجني أبوغريب و التاجي كانت كارثة كبيرة و انتكاسة واضحة في فشل الأجهزة الأمنية،ومهما نأتي بحجج و ذرائع فإنها لاتصل الى حجم و تأثير هذا الحدث الخطير،و في الحقيقة ان مايحدث الآن من الفلتان الأمني و التصعيد الخطير يقع الجزء الأكبر من مسؤوليته على اطراف العملية السياسية،وبالأخص على التحالف الوطني الشيعي و و قائمة العراقية السنية،ما دفع بمنظمة القاعدة انْ تستغل ذلك لتحقيق مآربها الأجرامية،و بالنسبة الى الحلول فإن اول خطوة هي التحرك بأتجاه حل سياسي،وكما رأينا فإن محافظات( الأنبارو نينوى و ديالى و صلاح الدين) استطاعت في وقت سابق و بدعم من القوات الأمريكية و الحكومة العراقية اخراج منظمة القاعدة الأجرامية من مناطقها و تشكيل قوات الصحوة فيها،و كانت هذه الخطوة في حينها تعتبر مرحلة حاسمة للحرب ضد الأرهابيين،اما الآن فلم يبق للجماهير الحماس ذاته في التصدي للأرهابيين و فلول البعث البائد،كما انّ ما يحدث الآن في سوريا له انعكاسات سلبية على الأوضاع الداخلية في العراق لأسباب جغرافية و اجتماعية و سياسية ، لذا اؤكد مرة اخرى ان الأمور في العراق لم تصل الى حد اندلاع الحرب الأهلية،وهناك نقطة اخرى و هي أنّ الشعب العراقي و عموم القوى السياسية لاتتوقع الوصول الى حل حاسم للمشكلات و خاصة السياسية منها،و يمضون في هذا الأتجاه حتى اجراء الأنتخابات القادمة في عام 2014،لذا فأنني لاأتوقع شخصياً حدوث أي تغيير جذري في الأوضاع مع حلول هذا الموعد،ولكن المسألة هي كيفية تجاوز الأشهر ال(7 أو 8) من الفترة المتبقية.
كولان:العراق كدولة لها مجموعة من الخصوصيات المهمة ما اعطتها كل واحدة منها قوة وعلى سبيل المثال فإن العراق من اكبر الدول المنتجة للنفط،الى جانب كونه بلد زاعي و سياحي،و الأهم من كل ذلك فهو يمتلك دستوراً ديمقراطياً الذي صوتت عليه غالبية الشعب العراقي، السؤال هو:مادام العراق يمتلك كل هذه المصادر من القوة فلماذا اذاً لم يتحول بحد ذاته الى دولة يعمها استقرارسياسي؟
هوشيار زيباري: العامل الأساس في عدم استقرار الأوضاع هو انعدام الحكم الرشيد،و مسؤولية هذا النوع من الحكم لاتقع فقط على عاتق الحكومة،بل ان الشعب و عموم الأطراف الأخرى مسؤولون عن ذلك،و العراق يعيش في ازمة انعدام الحكم الرشيد ولكنه في الوقت ذاته يتمتع بأمور اخرى و على سبيل المثال يتميز العراق بوجود النفط و الموارد البشرية و الطبيعية الجيدة وقد تحسنت علاقاته مع جيرانه كما خرج من البند السابع ليتخذ فرصة من اجل اداء دوره الطبيعي في العالم،وهذه كلها تصب في مصلحة عراق ديمقراطي فدرالي موحد،ولكن عدم وجود الأدارة الجيدة للدولة يعني انعدام الحكم الرشيد و هذا ما ادى الى عدم الأستفادة من مصادر الطاقة تلك وبالنتيجة الى تفاقم الأمور و حدوث توتر في الأوضاع.
كولان: يعتقد الكثير من المراقبين انه مهما آلت اليه الأوضاع في العراق سوف تكون لها تأثيرات سلبية و ايجابية على السياسات الأقليمية و الدولية، وعلى سبيل المثال لو تحول العراق الى دولة ديمقراطية مستقرة فانه سوف يكون عامل استقرار على الصعيد الأقليمي و كذلك عاملاَ في توازن القوى الدولية، والعكس صحيح،اذاَ لماذا لاتتفق عموم المكونات السياسية على تصحيح التوازن السياسي في العراق؟
هوشيار زيباري:لعدة اسباب،و السبب الرئيس هو اننا اقرنا دستوراَ صوت عليه الشعب لينظم حياة المجتمع و الدولة،ولكن هذا الدستور بقي حتى الآن ككتاب مفتوح ولم يتفق الكل على تفسيره النهائي حيث يقوم هذا الطرف او ذاك بتفسير مواده على هواه و وفق مصلحته الخاصة،وسوف تبقى المشكلات قائمة لحين اقرار الدستور ككتاب من قبل الجميع. النقطة الأخرى هي حصول تغيير كبير في اوضاع العراق حيث ان بعض القوى القديمة اصبحت دون سلطة و برزت قوى جديدة تسنمت السلطة عن طريق ارادة الجماهير و صناديق الأنتخابات ولم يتم لحد الآن استيعاب هذا التحول من قبل بعض،ثم أن هناك تدخلات اجنبية في شؤون العراق، وعلى القادة السياسيين في العراق انْ يكونوا فوق المصالح الحزبية و الطائفية و المناطقية و حتى القومية،وان يتعاونوا فيما بينهم وصولاً الى حل وسط من اجل خروج العراق من هذا الوضع المتأزم.
كولان:اديتم كوزير الخارجية العراقي دوراَ متميزاً في تأسيس الدبلوماسية العراقية الجديدة،الى اي مدى حاولتم الأستفادة من المساعدات الدولية في فتح بوابة من اجل حث المكونات العراقية على الأتفاق و اتباع آلية للتعايش فيما بينها؟
هوشيار زيباري:كمبدأ فإنّ السياسة الخارجية لأي بلد هو انعكاس لسياسته الداخلية،واذا كانت الوحدة بين افراد المجتمع قوية و العدالة الأجتماعية مصانة و لديك اقتصاد جيد فإن السياسة الخارجية تتأثر حتماً بالأوضاع الداخلية،وقد تكون السياسة الخارجية احياناً عاملاَ لجذب التعاون الخارجي بغية حل المشاكل الداخلية،و خلال العشر سنوات الماضية كانت لنا نجاحات كبيرة، فمثلاً عندما اندلعت الحرب الأهلية في عامي 2005 و 2006 عقدنا مؤتمري المصالحة في القاهرة،وعندما كان الصراع السني- الشيعي في اوجهه اجبرنا قادة الطرفين على توقيع وثيقة مكة،وعندما كنا في حاجة الى نشطات الأمم المتحدة تمكننا من تأمين مساعداتها ولدينا الآن اكبر بعثة اممية في بغداد و قد قمنا بتمديد ولايتها لسنة اخرى،وتعيين مسؤول اممي آخر لأدارة العلاقات و كل ذلك من اجل مساعدتنا على حلحلة مشكلاتنا الداخلية ولكن من غير التدخل في شؤوننا و اقتصر دورها فقط على الأستشارة و تقديم التسهيلات اللازمة.
كولان:الأختلاف الأساس للمكونات العراقية الرئيسة داخل التشكيلة الحكومية في العراق على اسلوب الأداء،حيث تدعو الحكومة عموم الأطراف لمواجهة اعمال العنف و الأرهاب بأعتبار ذلك هو من المهام المشتركة،وفي المقابل يطلب الجميع الشراكة في العملية السياسية ،ولكن نلاحظ أنّ هذه الشراكة غير متكاملة ، هل يجوز ان يكون الجميع في الحرب شريكاً و مضحياً بينما في الحكم مهمشاً ؟
هوشيار زيباري:كلاّ،يجب ان يكون الجميع شريكاً في الحكم و كذلك في الوقوف بوجه الأرهاب أي مشاركة القوى الأساسية في الحالتين.
كولان: نلاحظ الآن نوعاً من الأنفراج في العلاقات بين اربيل و بغداد،و انتم مطلعون على المسائل عن كثب،هل بأمكانكم تزويدنا بالمزيد من الأيضاحات حول آليات و خطوات حل المشكلات العالقة بين الجانبين؟
هوشيار زيباري:هذا الأنفتاح كان قراراً من قيادة التحالف الكوردستاني حيث جاء بعد سلسلة من الأجتماعات و المباحثات لحل المشكلات مع بغداد،وقد تم اتخاذ الأجراءات اللازمة لزيارة السيد نيجيرفان بارزاني ووفد رفيع المستوى الى بغداد، وكانت الزيارة نقطة تحول لتغيير اجواء العلاقات بين اربيل وبغداد،و كانت تمهيداً لزيارة رئيس وزراء العراق الفدرالي الى اربيل و لقائه السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان و رئاسة حكومة الأقليم و فتحت بوابة كبيرة على طريق حلحلة المشكلات،حيث تمخضت عنها عدة لجان فنية و عملية لمتابعة كل المشكلات العالقة،وقد تعززت العملية خصوصاً بعد زيارة الرئيس البارزاني الى بغداد قبل شهر رمضان و لقائه القادة السياسيين و اجرائه محادثات مع المالكي و المسؤولين في الحكومة العراقية،وقد رحب الشعب العراقي عموماً بزيارة الرئيس البارزاني الى بغداد، و لاتزال اللجان المشكّلة تعمل كل حسب اختصاصها ، حيث اجتمعت قبل ايام في اربيل لبحث المسائل العسكرية و كما هو الحال بالنسبة للجان الأخرى التي تبحث في مسائل النفط و المادة 140 ،ولكن على اللجان الأسراع في عملها و عرض النتائج التي تم التوصل اليها.
كولان:تم قبل فترة الأعداد لعقد المؤتمر القومي الكوردي برعاية و اشراف الرئيس البارزاني في اربيل،ومن المقرر عقد المؤتمر الأول خلال الأيام القليلة المقبلة،و الهدف منه هو كيفية حل المشكلة الكوردية في المنطقة سلمياً حيث تلاحظ لدى تركيا تفهماً ايجابياً،ماهو دوركم الرسمي حول المؤتمر القومي الكوردي؟
هوشيار زيباري: نحن نتحدث في عراق تعددي يملك دستوراً، اعتقد انّ المؤتمر يلقى النجاح عندما تكون رسالته السلمية و يؤمن بالتعايش سواء بالنسبة الى القوميات الأخرى أو الى دول الجوار، و التأكيد على أنّ المشكلات لاتُحل بالعنف و حروب المقاومة، وانّ المشكلة الكوردية في أي بلد يتم حلها وفق ارادة الشعب الكوردي في ذلك البلد وفي اطار نظام ديمقراطي و اتوقع أن يتطرق المؤتمر الى بعض آليات التنفيذ و المؤسسات و المواضيع الأخرى،ومن الضروري ان تكون رسالته اخوية مبنية على التعايش ليثبت للجميع أنّ الكورد شعب ناضل عبر التأريخ من اجل نيل حقوقه المشروعة و حل مشكلاته بالوسائل السلمية.
Top