• Friday, 29 March 2024
logo

الدكتور روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي الفدرالي ل(كولان):لايمكن لبقعة تتمتع بالديمقراطية أن تسلم من اللهيب وسط نار مشتعلة

الدكتور روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي الفدرالي ل(كولان):لايمكن لبقعة تتمتع بالديمقراطية أن تسلم من اللهيب وسط نار مشتعلة
انتهت عملية انتخابات برلمان كوردستان بنجاح،و قد منح شعب كوردستان ثقتهم مرة اخرى بالحزب الديمقراطي الكوردستاني كحزب اول و رئيس في اقليم كوردستان،وبالرغم من أنّ الأنتخابات جرت وسط مهرجان جميل بهيج في الأقليم الاّ أنه و مع الأسف حاول الأرهابيون بعد اعلان نتائجها الأولية زعزعة الأوضاع الأمنية،ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق مآربهم الدنيئة،و كما هو معلوم فإنّ المنطقة بصورة عامة و كذلك العراق و سوريا تحولت الى بؤر للأرهابين الذين يفعلون ما يشاؤون من الجرائم ضد المواطنين و المؤسسات الحكومية،ولكن كان اقليم كوردستان وسط كل هذه البيئة المضطربة ملاذا آمناً لذا فإن الكثير من الأحيان لن يسلم من لهيب نيران التوترات،وللحديث عن عملية الأنتخابات و الجرائم الأرهابية و العلاقات بين الأقليم و بغداد ،زارت مجلة(كولان) في بغداد الدكتور روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي الفدرالي و اجرت معه اللقاء الآتي:
ترجمة/ بهاء الدين جلال
انتهت عملية انتخابات برلمان كوردستان بنجاح،و قد منح شعب كوردستان ثقتهم مرة اخرى بالحزب الديمقراطي الكوردستاني كحزب اول و رئيس في اقليم كوردستان،وبالرغم من أنّ الأنتخابات جرت وسط مهرجان جميل بهيج في الأقليم الاّ أنه و مع الأسف حاول الأرهابيون بعد اعلان نتائجها الأولية زعزعة الأوضاع الأمنية،ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق مآربهم الدنيئة،و كما هو معلوم فإنّ المنطقة بصورة عامة و كذلك العراق و سوريا تحولت الى بؤر للأرهابين الذين يفعلون ما يشاؤون من الجرائم ضد المواطنين و المؤسسات الحكومية،ولكن كان اقليم كوردستان وسط كل هذه البيئة المضطربة ملاذا آمناً لذا فإن الكثير من الأحيان لن يسلم من لهيب نيران التوترات،وللحديث عن عملية الأنتخابات و الجرائم الأرهابية و العلاقات بين الأقليم و بغداد ،زارت مجلة(كولان) في بغداد الدكتور روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي الفدرالي و اجرت معه اللقاء الآتي:
* لقد عدتم في الفترة الماضية الى اقليم كوردستان للمشاركة في حملة انتخابات برلمان كوردستان، ماهي قراءتكم لعملية الحملة و لنتئاجها بصورة عامة؟
- بدءاً اود القول أن الأنتخابات هي في الحقيقة عبارة عن تظاهرة ديمقراطية كبيرة ، ولحسن الحظ- بالرغم من بعض النواقص-ولكنها كانت بصورة عامة عملية ناجحة لأنها جرت في اجواء مستقرة و هادئة و هذا دليل واضح على التقدّم الأجتماعي و الديمقراطي الذي يتميز به شعب كوردستان،وخاصة في مسألة الأنتخابات ، ومن ناحية الحزب نؤكد أن سيادة الرئيس البارزاني و اعضاء القيادة و عموم كوادر الحزب بذلوا ما في وسعهم من جهود مضنية من اجل انجاح العملية،كما ان سياسة البارتي كانت هادئة اثناء الحملة الأنتخابية،وقد اظهرنا الوجه الحضاري و التقدمي للحزب و كل هذه بمثابة مرآة عكست شعور و احاسيس الشعب الكوردستاني ازاء الأحزاب و الكيانات الأخرى، و من الجدير بالذكرأنّه ليس من الغرابة انّ حزباً كالحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي له تأريخ طويل حافل بالأنجازات و النضال أنْ يفوز بالمرتبة الأولى و يحصل على اكثرالأصوات من بين الأحزاب الأخرى، وكلي أمل انْ تستخدم هذه النتيجة في خدمة شعب كوردستان و في اصلاح الوضع المعاشي للمواطنين و الأستفادة من هذه التجربة مع تطوير جوانبها الأيجابية و الحد من الجوانب السلبية.
* حاز الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه الأنتخابات كما ذكرتم على المرتبة الأولى،و منحته غالبية الشعب الكوردستاني صوتها،ما مدى تأثير نتائج تلك الأنتخابات على موقع البارتي في المعادلة السياسية العراقية و كذلك في المنطقة؟
- من الواضح أنّه عندما يحصل حزب من بين الأحزاب على اكثرالأصوات فأنه يُنظر اليه بمنظار آخر بالمقارنة مع الأحزاب التي تحصل على اصوات أقل،و هذا لا يعني أنّ الأحزاب الأخرى ليست لها مواقع و لم تحصل على ثقة فئات من الشعب، لأن كل الأحزاب حصلت على الأصوات بقدر احجامها و حسب برامجها المعلنة و ظروفها الخاصة، وقد لاحظ الجميع ما اثار فوز الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالمرتبة الأولى اهتمام الأصدقاء و الدول حيث تلقى الحزب الكثير من برقيات التهاني بهذه المناسبة ما عززت ثقة العالم و المنطقة بالحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهذا الفوز هو دليل على اصرار الحزب على حقوق شعب كوردستان و عدم المساومة عليها و الذي ناضل من اجلها منذ نشأته الأولى.
* ما يبعث على القلق الشديد هو قيام ارهابيين بعمل اجرامي في اربيل عشية الأعلان عن النتائج الأولية للأنتخابات،الى أي حد تعتبر هذه الجريمة رسالة موجهة الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني و العملية الديمقراطية في اقليم كوردستان بصورة عامة؟
- لو نظرنا الى المنطقة لوجدنا انها تشبه صفيحة من البارود المتفجر كما انّ المناطق المجاورة ايضاً لا تشهد اي استقرار و تسودها الأضطرابات و المشكلات الأمنية و المتمثلة بالحروب و الأشتباكات و العمليات الأرهابية منها العراق و سوريا و دول أخرى لااريد ذكر اسمائها و هي كلها لا تُقارن مع اوضاع الأقليم،ان استقرار الأوضاع في اقليم كوردستان لم يأت اعتباطاً انه نتاج الجهود المضنية لمؤسساتنا الأمنية و الوعي الجماهيري الكامل بالمسؤولية تجاه الوطن،و انت داخل هذه الجزيرة لايمكن لك أنْ تسلم من تأثيرات تلك الصراعات و التوترات المستمرة،هذا من جهة و من جهة أخرى ان اقليم كوردستان هو جزء من العراق فكلما اتجهت الأوضاع في العراق نحو الأسوء كلما كان لها التأثير على الأقليم ايضاً،اما المسألة الأخرى هي أنّ هدف الأرهابيين بالدرجة الأولى هو زعزعة الأوضاع الأمنية في الأقليم والمناطق المجاورة و كذلك اجهاض التوجهات الديمقراطية و العلمانية و التقدمية للشعب الكوردستاني و يريد الظلاميّون العودة بالبلاد الى العهود السابقة، اعتقد انّ محاولات الأعداء و الأرهابيين لاتقف عند هذا الحد ، ولكن في ذات الوقت على ثقة بأن اقليم كوردستان و بجهود مؤسساتها الأمنية و قوات البيشمركة و الشرطة و عموم القوات المسلحة و بالتعاون مع جماهير شعبنا قادر على افشال جميع المخططات التي تريد النيل من استقرار و أمن الأقليم.
* انتم كالحزب الديمقراطي الكوردستاني كيف تقرؤون رسالة الأرهابيين هذه؟و هل هي تأثير توترات المنطقة أم محاولة الأعداء زعزعة استقرار اقليم كوردستان؟
- كما اسلفتُ، فإنّ اقليم كوردستان اصبح هدفاً للاعداء بسبب توجهاته الديمقراطية،و انّ سوء الأوضاع في المنطقة له تأثير مباشر على الأقليم ، ولكن علينا أنْ لاننسى بأنّ شعب كوردستان و قواته المسلحة مستعدة للتصدي الى أي مؤامرة من الأرهابيين و اعداء شعبنا.
*اذا تحدثنا عن الأوضاع المتوترة في العر اق نجدها قد خرجت عن السيطرة،انتم كنائب لرئيس الوزراء العراق الفدرالي كيف تقرؤون المشهد الأمني و السياسي الراهن في العراق؟
- من المعلوم انّ الأوضاع في العراق تتجه منذ فترة الى الأسوء، وبسبب وجودنا في بغداد مطلعون على الأوضاع عن كثب،حيث التفجيرات اليومية المستمرة ولو نظرنا الى الأحصاءات و البيانات خلال عام 2013 لوجدنا أنّ اعداد التفجيرات و الضحيايا في تزايد مستمر شهراَ بعد شهر،وهذا دليل على عدم استقرار الأوضاع السياسية لأنّ الأوضاع الأمنية مرتبطة بأستقرار الأوضاع السياسية،و كان من الممكن التصدي لمؤامرات الأرهابيين لو كان الشعب و معه الأطراف السياسية في الحكومة متعاونين لأفشال المحاولات الأرهابية لذا يتحتم على الجميع الشعور بالمسؤولية الكاملة تجاة الوضع الأمني حتى يستقر معه الوضع الأقتصادي و يتحقق ذلك عن طريق اجراء مصالحة وطنية بين جميع المكونات و بناء جسر من العلاقة من خلال نبذ الكراهية و العنف حتى الوصول الى موعد الأنتخابات القادمة في العام القادم،وانْ تكون الأنتخابات التشريعية المقبلة شفافة و نزيهة بهدف ايجاد مخرج حقيقي للأزمة الحالية في العراق ، ومن المعروف انْ فراغاً سياسياً يحدث عند اجراء كل عملية انتخابية ما يعطي المجال للأرهابيين و اعداء التجربة الديمقراطية في العراق التحرك نحو ضرب التجربة و الأضرار بها من خلال العمليات الأجرامية و تخويف الناس وبث الفزع وزرع الفتن بين المكونات الأساسية للشعب العراقي،و على الجميع القبول بنتائج الأنتخابات و تناول السلطة بصورة سلمية و حسب الأستحقاق الأنتخابي،و التفكير في تشكيل الحكومة القادمة من خلال اختيار العناصر الوطنية و المخلصة القادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.
* منذ فترة تعمل الأطراف العراقية على موضوع توقيع وثيقة الشرف،ماهو تقييمكم لهذه الوثيقة و هل تعتقدون انها تعالج الأوضاع المضطربة في العراق؟
- نحن كالحزب الديمقراطي الكوردستاني و ككورد بشكل عام،لم نكن طرفاً في تلك الصراعات،وللأسف الصراع اليوم هو بين السنة و الشيعة و يتركز على الصراع من اجل السلطة، لأن السلطة كانت في الفترة السابقة بيد السنة،أما الآن السلطة فهي بيد الشيعة فعلياً، ومع ان السنة و الشيعة و الكورد هي من المكونات الرئيسة في العراق ولكن الكورد كان دائماً بعيداَ عن الصراعات الداخلية للطرفين و شريكاً حقيقياً على أساس التوازن و التوافق في ادارة شؤون العراق،ولهذا فإنه استطاع أنْ يؤدي دور الوسيط و حل المشكلات القائمة من خلال تنفيذ الدستور و خدمة ابناء العراق دون تمييز،وموقفنا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني و ككورد بشكل عام هو اننا نؤمن بالدعاية و الأدعاء ولكن من اجل المصالحة و خدمة المجتمع،و تتبعها خطوات عملية وتملك برنامجاً واضحاً تراعى فيه المصلحة العامة لذا فالأدعاء ليس حديثاً أو خطاباً اعلامياً يُلقى في اجتماع أو في ندوة بل انه بحاجة الى المصداقية و نتائج ملموسة.
* بعد زيارة المالكي الى اربيل و بعدها زيارة سيادة الرئيس البارزاني الى بغداد و تشكيل عدد من اللجان لحل المشكلات العالقة بين بغداد و اربيل، نلاحظ أنّ تلك اللجان قد توقفت عن نشاطاتها،تُرى ماهي اسباب ذلك؟
- قبل كل شىء من الجدير بالحديث انّ الحملات الأعلامية قد توقفت تماماً و العلاقات عادت الى حالتها الطبيعية ، قد يقول البعض انّ عمل اللجان توقف بسبب الوضع الأمني المتدهور و بسبب الأنتخابات البرلمانية في الأقليم ولكنه في الحقيقة ان هناك حلولاً طرحت لبعض المشكلات من قبل اللجان المختصة،وانا ارى من الضروري استئناف عمل اللجان و قيام المسؤولين بحثها من اجل استكمال مهامها الملقاة على عاتقها من اجل انهاء عموم المشكلات العالقة بين الطرفين.
Top