• Thursday, 28 March 2024
logo

البروفسور ريتشارد كايلان من جامعة أوكسفورد لمجة كولان: الوضع العراقي الراهن أصبح مشكلة للولايات المتحدة و أوجد لها معضلات كبرى على مستوى الشرق الأوسط .

البروفسور ريتشارد كايلان من جامعة أوكسفورد لمجة كولان:  الوضع  العراقي الراهن أصبح مشكلة للولايات المتحدة و أوجد لها معضلات كبرى على مستوى الشرق الأوسط .
- البروفيسور ريتشارد كابلان هو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوكسفورد البريطانية و مختص في شؤون المنظمات الدولية و إدارة الأزمات و هو الآن عاكف على بحث مهم حول إعادة بناء الدولة و بناء السلام في الدول ما بعد الأزمات،وقد تحدث لمجلة كولان عن راهن الوضع في العراق بصورة خاصة و في الشرق الأوسط بصورة عامة و توجه التحولات و المساعي لمعالجة هذا الوضع :
- البروفيسور ريتشارد كابلان هو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوكسفورد البريطانية و مختص في شؤون المنظمات الدولية و إدارة الأزمات و هو الآن عاكف على بحث مهم حول إعادة بناء الدولة و بناء السلام في الدول ما بعد الأزمات،وقد تحدث لمجلة كولان عن راهن الوضع في العراق بصورة خاصة و في الشرق الأوسط بصورة عامة و توجه التحولات و المساعي لمعالجة هذا الوضع :

* الملاحظ أن السياسة الخارجية الأمريكية قد فقدت منذ أكثر من عام فاعليتها و بإمكاننا القول بصورة عامة أنها عاجزة عن حل المشكلات على المستوى الدولي و في مقدمتها مشكلات الشرق الأوسط،فهل توافقون الرأي القائل بأن حقبة التسلط الأمريكي في الشرق الأوسط قد ولت و أن هناك على غرار الولايات المتحدة- جهات أخرى قوية تؤدي هذا الدور في المنطقة ؟
- أنا أوافق الرأي بأنها لم تكن متسلطة على بعض أوضاع الشرق الأوسط و أنها كانت جهة أو ممثلاً خارجيا قوياً و ذا شأن و متسلط في منطقة الشرق الأوسط إلا أن ذلك كان على الأغلب انعكاساً لصعوبة التحديات و لا علاقة لذلك بضعف الولايات المتحدة،فالخلاف الفلسطيني الاسرائيلي هو معضلة لا حل لها،ولم تتم معالجتها من قبل أية إدارة أمريكية منذ بداية تأسيس دولة اسرائيل في عام 1948 و لا يختلف الأمر شيئاً قياساً بالماضي،إن الوضع القائم في العراق يعتبر تحدياً للولايات المتحدة و التي تتحمل بدورها جانباً من مسؤولية هذا الوضع،لأن الأمريكيين وصناع القرار فيها هم الذين قرروا في عام 2003 احتلال العراق،إلا أن افتقارها لخطة عملية و فاعلة لأوضاع ما بعد سقوط نظام صدام ؛ قد تسبب في خلق المشكلات لها،ولكن حتى لو كانت للولايات المتحدة خطة ناجحة بهذا الصدد ؛ فإنها كانت تتعرض أيضا الى تحديات في غاية الصعوبة في هذا البلد،كما أن الوضع في سوريا أيضاً هو من الصعوبة و التعقيد بمكان بحيث نعجز عن تحديد طريقة فعالة للتدخل في تلك الحرب و الخلافات،أي أن المشكلة في عموم المنطقة تتعلق بصورة أعم بصعوبة المشكلات ذاتها، أكثر من علاقاتها بضعف الولايات المتحدة
* الملاحظ أن الولايات المتحدة و حتى أعضاء حلف شمال الأطلسي قد عجزت أو ملت، بعد عام 2011، من معالجة تداعيات المشكلات الدولية فهل يعود الى ذلك إلى ضعف الولايات المتحدة أم الى الخلافات القائمة بين أعضاء الناتو ؟
- لقد تباطأت كثيراً، وحدة الصف و المواقف التي سادت بين أعضاء مجلس الأمن الدولي التي حصلت في اتحاذ موقف موحد ضد ليبيا،و يعود ذلك الى موقف روسيا و الصين إزاء هذه المسألة لأن نظرتهما قول إن الأعمال التي تنفذ بحجة الدفاع أو حماية الأشخاص المدنيين،ستتحول لاحقاً الى عمل يهدف النظام القائم ما دفع بهما للوقوف ضد التدخل الدولي في سوريا،وبودي القول أن الولايات المتحدة أصابها العجز و نوع من الشلل بسبب ما قامت به في العراق من جهة و الصعوبات التي تعم ليبيا اليوم من جهة أخرى و ذلك نتيجة الفشل في تأسيس نظام ديمقراطي و سلمي عقب سقوط نظام القذافي، والصعوبة الأخرى هي عبارة عن أوضاع سوريا في عدم اتخاذ أي تعامل فعال إزاءها،و جاءت الحلول الدبلوماسية غير موفقة و فشلت المساعي الإنسانية تزامناً مع عدم توفر إجماع اليوم بشأن استخدام القوة إلا أنه ليس من العدل أن نعيد أسباب تلك الصعوبات إلى وجود خلافات بين أعضاء الناتو لأنه لا تتوفر لدينا أية أدلة حول انقسام الحلفاء داخل الحلف .
* أثر اختلاف الرؤية بين الولايات المتحدة و بين حلفائها في المنطقة فقد أيدت السعودية،على سبيل المثال،موقفاً مخالفاً فيما يتعلق بثورات البحرين و الموقفين التركي و الاسرائيلي إزاء سوريا فما هي دواعي هذه الاختلافات بين الحلفاء ؟
- أنا لا أرى أية خطورة في تلك العلاقات التي لا يعتريها سوى خلافات محدودة لأن الدول تلك تثمن المساندة الأمريكية و كمثال آخر وجدنا اختلافاً كبيراً في استعداد الولايات المتحدة مع اسرائيل في اتباع طرق دبلوماسية لمعالجة أزمة ايران إلا أن ذلك لم يؤثر على العلاقات الأمريكية الاسرائيلية و كذلك الحال في خلافاتها مع تركيا و العربية السعودية إلا أن ذلك لا يمكن قياسه مقابل تقييم تلك الدول للمساندة الأمريكية .
* الملاحظ و العجيب أن السياسة الأمريكية إزاء العراق تختلف عن سياسات الأردن أو السعودية و حتى تركيا في هذا المجال فأين تكمن تعقيدات الوضع هناك ؟
- السبب الرئيس هو عبارة عن صعوبة مواجهة ايران و نفوذها و تسلطها في المنطقة،هذه كانت في الواقع الاشكالية بعد سقوط نظام صدام إلا أن ذلك لم يتسبب في خلاف كبير مع الولايات المتحدة،بل ربما يكون انعكاساً للأمل الذي يراود الأكثرية في كون أوضاع العراق تختلف عن غيرها .و مع ذلك أعتقد أن التسلط الايراني و نفوذها في المنطقة كان احدى نتائج و معطيات الاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003 لأن ذلك قد خلف وضعاً مكّن ايران من الانتقال الى موقع تتمكن فيه من أداء دور أهم في العراق .
* مع عدم تفكير العراق قاطبة في العراق أو سوريا كدولتين موحدتين،غير أن الولايات المتحدة تصمم على منع تقسيمهما،أو لا ترون أن هذا الموقف سيؤدي بالنتيجة الى حرب طائفية دموية و بالتالي فشل البلاد ؟
- إن تقسيم العراق لا يعتبر نتيجة حتمية،إلا أنه احتمال وارد،و هو أحتمال ساد في الدول ذات التقسيم الاثني أو مكوناتها،و كذلك في حالة إمكانية التعايش، كيفما كانت تداعياته و في حال وجود حكم ذاتي متقدم أو على المستوى الجغرافي، داخل الدولة الواحدة،ولكن في ظل نظام فدرالي لا يتمتع بمركزية واسعة،أي أن هناك حالات كهذه سبقت أوضاع العراق و هذا ما لا يعيرها المجتمع الدولي أهمية كي لا تؤدي الى خلافات شديدة و انفجار الوضع،و هي حالة تشابه وضع إقليم كوردستان،حيث تعرض هذا البلد و لفترات بعيدة،إلى تهميش قضية الكورد فيه،و يعود السبب في ذلك الى قمع أحلام الكورد و طموحاتهم في تقرير المصير بأقسى الحالات ما تسبب في عدم ولوج القضية الكوردية في الأجندة الدولية و كلنا نتساءل : هل تؤدي مشكلة قومية إلى التفكيك و الانحلال و تقسيم البلاد ؟
-هذه في الواقع ليست شيئاً حتمياً كما قلت و تتوقف في الواقع على كيفية إدارة هذه التوترات،و هل يمكن إيجاد حلول لها في الحدود الحالية للدولة ؟
* المفروض أن اعلان الاستقلال يتطلب برامج و خططاً مدروسة و منها الاستقلال الاقتصادي على سبيل المثال،فكيف ترون اليوم بيع نفط إقليم كوردستان عن طريق تركيا و هل يعتبر خطورة تزعج الولايات المتحدة ؟
- بإمكاني القول أن كورد العراق في ظل حكم ذاتي متقدم قد انتعشوا من النواحي السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و استفادوا منها،هذا إذا ما قارنا ذلك بأوضاعهم ما قبل سقوط نظام صدام،إلا أنني لا أتكهن بمدى اتفاقهم على هذه الترتيبات و كل ما بإمكاني القول هو وجود مساندة دولية محدودة لهذه المسألة و لم يتحقق لهم ذلك على مدى التاريخ .
* رغم حالة التسلط و النفوذ الايراني الواسع في العراق إلا أن الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشأن مساعي إقليم كوردستان لتحقيق استقلاله الاقتصادي
- كل ما أعرفه هو الرغبة الأمريكية في تطور إقليم كوردستان من الناحية الاقتصادية و هو ما أتمناه في إطار مجريات الأحداث الراهنة التي بالإمكان تعديلها إن تطلبت ذلك و لكن بصورة سلمية،و هي مساع يرحب بها المجتمع الدولي أيضاً.



ترجمة : دارا صديق نورجان .
Top