• Thursday, 28 March 2024
logo

المختص في الأمن الدولي و الأرهاب كوردن هان لـ (كولان):بعد مقتل بن لادن، تخلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن حربه ضد الارهاب

المختص في الأمن الدولي و الأرهاب كوردن هان لـ (كولان):بعد مقتل بن لادن، تخلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن حربه ضد الارهاب
البروفيسور كوردن ايم هان الباحث في البرامج الدراسية الروسية و اوراسيا بالمركز الأستراتيجي الدولي(CSIS)و المختص في الأمن الدولي و الستراتيجية العسكرية و الأرهاب ، يسلط في هذا اللقاء الأضواء على تصعيد الأرهاب بعد مرور 13 عاماَ على كارثة 11 من سيبتمبر عام 2001 و كيفية تشكيل التحالف الدولي ضد الأرهاب في العالم.
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور كوردن ايم هان الباحث في البرامج الدراسية الروسية و اوراسيا بالمركز الأستراتيجي الدولي(CSIS)و المختص في الأمن الدولي و الستراتيجية العسكرية و الأرهاب ، يسلط في هذا اللقاء الأضواء على تصعيد الأرهاب بعد مرور 13 عاماَ على كارثة 11 من سيبتمبر عام 2001 و كيفية تشكيل التحالف الدولي ضد الأرهاب في العالم.
* نحتفل هذه الأيام بذكرى كارثة 11 من سيبتمبر ، ولكن بعد مرور 13 عاماً على هذه الذكرى نجد أنّ التحالف الدولي ضد الأرهابيين لايزال يشعر بوجود خطر كبير للأرهاب، ماهي الأسباب وراء عدم النجاح الكامل للحرب ضد الأرهاب؟
- لم تولِ الولايات المتحدة الأمريكية الأهتمام كما ينبغي بتحطيم البنية التحتية لأنترنيت الحركات الجهادية العالمية المتشددة، والتي تستخدمها لجمع الموارد المالية و كسب الناس الى صفوفها على مستوى العالم، و لم تأخذ ادارة اوباما تهديدات الفكر الديني بجدية كبيرة، صحيح تم تطهير وثائق حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من كلمة( الجهاد) ولكن وصفت الأدارة الأمريكية الهجمة الأرهابية لفورت هود عام 2009 بأطلاق النار و العنف في مكان العمل، كما قلل مدير الأستخبارات الوطنية جيمس كلابر من اهمية الأصول الدينية الجهادية و الأسلاموية لأخوان المسلمين. حيث كان الأخوان المسلمين بمثابة مدرسة للكثير من الأشخاص الذين انخرطوا في الحركات الجهادية المتشددة. كما ان ادارة اوباما اعلنت عن الأنتصار بعد مقتل اسامة بن لادن و تخلت عن ملاحقة الأرهابيين. حيث كان اوباما يعتقد ان القاعدة لم تعد تشكل تهديداً كبيراً، و انها تحولت الى مشكلة امنية ثانوية و يمكن حلها عبر اجراءات الشرطة، كما ان امريكا فشلت في الحصول على اتفاق مع العراق والذي يسمح لها بأبقاء وجود كبير للقوات الأمريكية لتنفيذ مهامها الدفاعية، و اخيراً ركّزت كثيراً كما في الأدارات السابقة على توسيع الناتو الى الحدود الروسية، أي انها ازالت ثقل الزمن و الطاقة في محاربة الأرهاب و اهملت دولة، و التي كان من المحتمل انْ تتحول الى شريكة في تحالف قوي و أقصد بذلك (روسيا) و التي ادت بالنتيجة الى اندلاع حرب اوكرانيا و توتر التعاون بين روسيا و الغرب.
* كما نشاهد ألان انّ ارهابيي داعش قد يشكلون خطراً اكبر من تنظيم القاعدة، برأيكم الى أي مدى استطاعت داعش تغيير ستراتيجية الحرب ضد الأرهاب؟
- حولت الدولة الأسلامية(داعش) التكتيكات الجهادية العالمية الى راديكالية، ممارسة القتل و النحر من دون أي ايلاء اهتمام بمسألة الشعور و العاطفة الأنسانية، وفي حين انّ الفلاسفة العالميين ومن بينهم ابو محمد عاصم المقديسي يتحدث عن استخدام ( الأرهاب المستهدف) وذلك لأن السكان المسلمين لايفهمون إتباع تكتيكات قاسية، وعلى أية حال فإن داعش ترفض هذا التوجه، فالتحول من الأرهاب الى التمرد مسألة بحاجة الى ظروف معينة، و ظهوره جاء بسبب فشل الغرب على البقاء في العراق، الى جانب تقليل اهتمام ادارة اوباما بالقاعدة، و بالنتيجة نجد انّ المتشددين الراديكاليين من جبهة النصرة، و القاعدة في العراق، و المجاميع الأخرى في سوريا و العراق انها تمكنت من جمع العدد اللازم من المقاتلين ليتقدموا في ظل التمرد و بناء الخلافة و الراية السوداء للدولة الأسلامية (داعش).
* ادعاء داعش بأستخدام ممارساتها تحت راية الأسلام، كيف يمكن لها انْ تحقق النجاح؟
- لقد نجحت داعش في ممارسة الأرهاب من اجل تحقيق تفسير رايدكالي متشدد للأسلام كاساس ديني و فكري، من اجل المجتمع و الدولة أو الخلافة، التساؤل ينصب على مسألة معينة وهي لماذا يُستخدم الأرهاب ضد المسلمين الذين لديهم تفسيرات مختلفة أو معتدلة و معقولة للأسلام.
* بالرغم من دخول الكثير من الأشخاص في العالم الى صفوف التنظيمات الأرهابية للمجاميع الأسلامية و حتى من الغرب و من الدول الأوروبية ولكن نجد انّ قادتهم دائماَ هم من الأصول العرببية، و على سبيل المثال فإنّ قيادة القاعدة في افغانستان هي من العرب، اذاَ لماذا يقود العرب المجاميع الأرهابية؟
- السبب الأهم في ذلك هو ان قيادة العرب للتحالف الثوري الجهادي العالمي عبارة عن الطبيعة الراديكالية للأسلام في الخليج العربي،وعلى أية حال، ينبغي انْ لانبالغ في هذا المجال، فالتحالف الثوري الجهادي العالمي على نمط الحركات الثورية الأسلاموية العالمية ( الأخوان المسلمين، حزب التحرر الأسلامي) هي حقاَ شبكة عالمية بين الشبكات الأخرى. وعلى هذا الأساس نرى انّ الأمير العسكري في الدولة الأسلامية هو ارهابي قوقازي سابق و شخص من اصل شيشاني من جيورجيا وهو عمر الشيشاني، بركان باتراسشفيلي، وكما هو الحال في المغرب و القرن الأفريقي.
* يبدو ان هناك كراهية كبيرة بين الدول العربية حيال الديمقراطيية و الغرب، وهذه الكراهية تزداد يوماً بعد يوم، نتسائل لماذا يكن العرب العداء الكبير للغرب و الأميركان؟
- اعتقد انّ العرب غيروا من عدائهم الى القوى الأمبريالية الغربية في اواخر القرن ال 19 و اوائل القرن ال 20 الى العداء حيال امريكا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية عظمى ركزت بعد انهيار الأتحاد السوفيتي على الجهات التي تعادي امريكا، السياسة التي حاولت امريكا انتهاجها لبناء الديمقراطية في العراق و افغانستان حولت الأوضاع الى الأسوء، علينا تكثيف نشاطاتنا في تلك الدول، لقتل القادة امثال اسامة بن لادن، عن طريق جمع المعلومات الأستخباراتية و العمليات الخاصة و تعزيز الحدود و نظام لاجئينا و حلفائنا و شركائنا بدلاً من الأنشغال في الأحتلال و بناء الأمة.
و بالتأكيد فإن وجودنا لفترات طويلة و تدخلنا في تلك المجتمعات و انماط حياتها و التي تمتد جذورها لقرون، ادى الى تزايد حقد و كراهية العرب و المسلمين الاخرين ازاء الولايات المتحدة الأمريكية، كما ان دعم واشنطن لأسرائيل هو السبب الآخر وراء ذلك.
* يعتقد بعض الخبراء ان سبب تأييد الدول العربية للأستراتيجية الغربية يعود الى دعم الغرب الى تلك الدول، هل انت متفق مع هذا التوجه؟
- هذا هو احد الأسباب، ولكن ليس سبباً مهماً، ولو كان العرب صادقين فيما بينهم، لكان الأجدر بهم الأعتراف بأنّ أي نظام بنوه في الفترة السابقة أم يريدون بناءه في المستقبل هو نظام تسلطي، و مايثير الأستغراب الآن هو أنّ مساعدة الغرب لبناء الديمقراطية بدلاً من التسلط من قبل العديد من العرب تواجه المقاومة، كما ان مسلمي اماكن اخرى وقفوا ضد أمريكا، ولكن نجد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ساعدت مسلمي البوسنة ضد ميلوسوفيج ولكنها لم تساعد نظام أفغانستان قبل نشوء القاعدة، ولكن مع هذا قام طاليبان بأيواء القاعدة و فسح لها المجال لشن الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية في حين نراه اليوم يعادي امريكا.
Top