• Thursday, 30 May 2024
logo

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة اوهايو الم بايند لـ كولان:نشاطات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط تكاد تكون محدودة

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة اوهايو الم بايند لـ كولان:نشاطات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط تكاد تكون محدودة
البروفيسور الم بايند افغاني الجنسية وقد شغل في وقت سابق منصباً اكاديمياً حكومياً في كابول العاصمة، و هو الآن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط و استاذ الدراسات الدولية في جامعة اوهايو، و للحديث حول الحرب مع الأرهابيين و مستقبل الشرق الأوسط و احتمالات تغيير خارطة المنطقة، في حوار مع كولان تطرق الى هذه المسائل و قضايا اخرى
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور الم بايند افغاني الجنسية وقد شغل في وقت سابق منصباً اكاديمياً حكومياً في كابول العاصمة، و هو الآن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط و استاذ الدراسات الدولية في جامعة اوهايو، و للحديث حول الحرب مع الأرهابيين و مستقبل الشرق الأوسط و احتمالات تغيير خارطة المنطقة، في حوار مع كولان تطرق الى هذه المسائل و قضايا اخرى.
* بعد اعلان الدولة الأسلامية(داعش) طرأت تغيرات على توازن الصراعات في المنطقة، كيف تقرأون هذه التغييرات؟
- لقد تغيير توازن الصراعات في المنطقة الآن، لأن هناك وجهات نظر مختلفة سواء من قبل المجموعات المعارضة لنظام بشار الأسد أو المعارضة للحكومة العراقية، الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة.أي هناك معارضة من العشائر السنية في الجانبين، انهم يعادون النظام العلوي وكذلك النظام العراقي الذي تؤيده ايران و الميليشيات الشيعية، و طالما ان هذه الأجواء سائدة فأن تلك المجموعات سوف تستمر في تاييدها و دعمها لداعش سواء بشكل مباشر أم بغير مباشر، وهذا هو الواقع الذي ينبغي ان يتغير، ولكن لم يتغير شىء منه حتى الآن من قبل الحكومة العراقية الخاضعة لسيطرة الشيعة ولا من الحكومة السورية التي يسيطر عليها الجيش و العلويون.
* كل الآراء و التوجهات هي الآن بأتجاه اطالة امد الحرب بين الشيعة و السنة، ما هي توقعاتكم في ما تؤدي اليه هذه الحرب؟
- يحدث هذا الآن على مستوى صغير، ايران تدعم نظام بشار الأسد العلوي في سوريا،و في الوقت ذاته تدعم الحكومة الشيعية في العراق و كذلك الحوثيين في اليمن، وهذا واضح انها تتقاتل بينها بشكل مباشر أم بغير مباشر، اذاً طالما بقي الدعم الأيراني لنظامي بشار الأسد في سوريا و العراقي الشيعي استمر السنة في محاربتهم و معارضتهم لهذين النظامين، و سيواصلون دعم المجموعات التي تقاتلهما. وهذا هو الواقع الحالي في العراق و سوريا و اليمن و الذي لم يتغير طيلة الأربع سنوات المنصرمة.
* في هذه الظروف التي تتعقد فيها المشكلات اكثر، ماذا يمكن لأمريكا انْ تفعل وفي هذه الظروف بالذات؟
- تستطيع امريكا عمل شىء قليل، أي بأمكانها شن الغارات الجوية و حتى لو قامت بنشر قوات برية لما استطاعت ان تغير الواقع، الواقع يكمن في اقناع السنّة، الفساد مستشري في المؤسسات الحكومية ولقد ترك الملايين بيوتهم و لجأوا الى الأردن و تركيا و دول الجوار، يعيشون معيشة سيئة، هؤلاء ليسوا شعة بل انهم سنّة، اذا طالما استمر استياء وغضب السنة فإنهم استمروا في دعم داعش، وانْ لم ينتموا اليه بجدية، حيث يعتقدون انهم يحاربون الحكومة الشيعية في العراق و الحكومة الشيعية العلوية في سوريا و النفوذ الأيراني في المنطقة. وخلاصة القول هي ان الأوضاع لن تستقر و لن يُطرح حل يصب في مصلحة الشعب العراقي طالما قامت ايران و امريكا بالتدخل في امور المنطقة، واعتقد ان الأوضاع سوف تتجه نحو الأسوء في الشهور و السنوات القادمة، انْ لم يتم حل المشكلة الحقيقية التي تكمن في ارضاء السنّة في العراق.
* في خضم هذه التغييرات التي يتوقع حدوثها في الشرق الأوسط، هناك مشاريع عدة، كيف يمكن الغرب التوازن بين تلك المشاريع المختلفة؟
- لا اعتقد ان يستطيع الغرب تحقيق هذه الهدف، انه من عمل شعوب الشرق الأوسط ذاتها، انه من عمل تركيا و السعودية و قطر و الأمارات و مصر، حيث لازالت الأخيرة تعاني من مشكلة محمد مورسي و تنفيذ حكم الأعدام بحقه، بالرغم من انها مسألة مختلفة، اذاً على السعودية و الأمارات و قطر و الكويت و تركيا التوصل الى اجماع اقليمي، وما يتعلق بأيران فإنها تتدخل، فضلاً عن ذلك هناك تدخل تركي و سعودي و دول اخرى التي لديها اجندات خاصة و هذه الأجندات تختلف فيما بينها أي لايوجد اجماع في نوع و آلية الأجندات بين تلك الحكومات، ولا اعتقد ان حلاً خارجياَ سوف يطرح لهذه المشكلة، حيث ان الأتحاد الأوروبي لا يستطيع حل المشكلات القائمة، و الولايات المتحدة الأمريكية ايضاً ليست لديها حلول مناسبة لها، ولكن بأمكانها الأستمرار في شن الغارات و توجيه الضربات الجوية ضد داعش.
* لقد وقع الكورد مرغماً بين مطرقة و سندان الحرب الطائفية، نتسائل كيف يكون مستقبل الأوضاع بالنسبة للكورد؟
- اوضاع الكورد مؤسفة جداً، لقد احتاروا لمستقبلهم و لا يلقون الدعم و التأيد من الحكومات الأربع وهي ايران و العراق و سوريا و تركيا، لقد تم توزيع الشعب الكوردي بين جغرافيات تلك الدول، انهم يستحقون الأدارة الذاتية في امورهم، ولكن لم يتحقق ذلك الأمر، في الحقيقة لايتم تطبيق هذا على الكورد فقط، بل حتى ان الفلسطينيين الذين ابتلوا به،وهذا يعني انه لايوجد هناك من يهتم بالقضية الكورد و كذلك بالقضية الفلسطينية، شئنا أم ابينا ان الأوضاع تتجه الى الأسوء، لذا يتطلب من شعوب الشرق الأوسط ايجاد وسائل للتخلص من القضايا المعقدة التي تواجهها بأستمرار.
* يتطلع الكورد الى الأستقلال و يعتقدون انّ ظرفاً مناسباَ قد استجد لتحقيق هذا الغرض، ما رأيكم بمسألة استقلال كوردستان؟
- هناك مشكلات عدة، لقد تحدثتم عن النازحين، لقد تحول الكثير الى النازحين، صحيح انهم سوف يتجهون الى بلد خال من الحرب، ولكن الكثير منهم لايزالون يؤيدون داعش، لأنهم يعتقدون ان داعش سوف يحقق مطامع السنة، وهذا هو سبب تعاطفهم معه، وهذا التأيد لاينطلق من حبهم لداعش و انما يفضلونه بسبب قيام داعش بألحاق الخسائر بالحكومتين العراقية و السورية، هذه مشكلة كبيرة، المشكلة الأخرى تكمن في المسألة الكوردية بين كل هذه الأضطرابات و المطاحنات، و يتعرض الكورد برجاله و نسائه الى القتل و الأبادة بسبب الحروب المشتعلة على الحدود، سواء في العراق أو سوريا أو تركيا أو ايران، و لأن تلك الدول تسمح بنقل الأسلحة و المعدات الحربية و كذلك بمرور المقاتلين، وعلى سبيل المثال لو توجهتَ الى المنطقة الكائنة بين باكستان و افغانستان لوجدتَ ان الضحيا هم من البلوج و البشتو لأنهم يقيمون على الخط الساخن من القتال، و الكورد ايضاً يتعرضون الى المآسي و عدم الأستقرار و هذا هو مصير الكورد عبر الأزمان، لأنهم ذاقوا المرارة و التهجير و الأبادة عبر التأريخ و اعتقد ان هذا الوضع يستمر الى فترة مجهولة انْ لم يتم حل المشكلة حلاً جذرياً من قبل دول الجوارو القوى الخارجية، امثال الأمم المتحدة و غيرها، و سوف تستمر حالات الأبادة و التضحيات اكثر.
Top