• Wednesday, 22 May 2024
logo

الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي: أنا كاتب يذهب إلى الجبهة حاملاً قلماً

الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي: أنا كاتب يذهب إلى الجبهة حاملاً قلماً
خلال تحضيرات فيلم Peshmerga، تابع الفيلسوف برنار هنري ليفي معركة الموصل في العراق وسط الأكراد ثم العراقيين. يتحدث ليفي في هذه المقابلة مع «باري ماتش» عن تفاصيل تلك التجربة.من أين يشتق اهتمامك بالشعب الكردي؟بدأ اهتمامي به منذ فترة طويلة. يجسد الشعب الكردي معنى «إسلام الأنوار» الذي يبحث عنه البعض بطريقة يائسة منذ فترة بعيدة. فضلاً عن أنني منبهر طبعاً بقيم الشجاعة والعظمة والبطولة التي تُعتبر محورية بالنسبة إلى قوات «البشمركة» ,,
خلال تحضيرات فيلم Peshmerga، تابع الفيلسوف برنار هنري ليفي معركة الموصل في العراق وسط الأكراد ثم العراقيين. يتحدث ليفي في هذه المقابلة مع «باري ماتش» عن تفاصيل تلك التجربة.

من أين يشتق اهتمامك بالشعب الكردي؟

بدأ اهتمامي به منذ فترة طويلة. يجسد الشعب الكردي معنى «إسلام الأنوار» الذي يبحث عنه البعض بطريقة يائسة منذ فترة بعيدة. فضلاً عن أنني منبهر طبعاً بقيم الشجاعة والعظمة والبطولة التي تُعتبر محورية بالنسبة إلى قوات «البشمركة».

هل كان تصوير فيلم Peshmerga في العراق مشروعاً معقداً بالنسبة إليك؟

نعم ولا. تربطني علاقة ثقة بالأكراد، ما سهّل عملي منذ بداية المعارك في 17 أكتوبر. كان الوضع أكثر تعقيداً مع العراقيين، لكننا تمكّنا من تصوير كل ما نريده تقريباً عند وصولنا.

مغامر

هل تحب الحماسة التي تجتاحك في هذا النوع من المواقع؟

أحب المغامرة بطبيعتي وأعتبر نفسي مغامراً. خلال فترة المراهقة، كنت متأثراً بأمثال مالرو وغاريبالدي وإدغار سنو وكزينوفون، الجندي الكاتب الذي سرد قصة انسحاب الجنود الإغريق هرباً من بلاد فارس. لطالما كان هذا البُعد مهماً في حياتي.

ما الذي تريد نقله من خلال هذا الفيلم؟

أريد أن أكشف وجه الحرب الحقيقي، من الداخل. لكن إذا أردنا أن نتخلّص من «داعش» ونمضي قدماً، فيجب أن يزيد اتكالنا على الأكراد. عمد التحالف الدولي إلى تقسيم المهام بين الأكراد والعراقيين لكنها ليست أفضل معادلة للقضاء على «الدولة الإسلامية».

لماذا يوافق الأكراد على المشاركة في القتال مع أنهم يخسرون الكثير؟ من باب التضحية؟

كان الأكراد أول من أوقف «داعش» منذ سنتين وها هم يتابعون مهمّتهم اليوم. كذلك يختلفون عن العراقيين لأنهم يخوضون الحرب من دون أن يحبوها ويضحّون بقواتهم وحياتهم. في لحظة معينة من الفيلم، نشاهد رجلاً من «الشعبة الذهبية» العراقية وعلى سترته صليب معقوف. يمكن اعتباره رمزاً مبهماً للديانات الفارسية القديمة. نجد في العراق، كما في سورية ومصر وفلسطين، معالم تعود إلى تلك الحركة النازية التي شكّلها «الإخوان المسلمون» خلال الثلاثينيات. أنكر الرأي العام تلك القصة بعد عام 1945، ثم انتشرت أسطورة مفادها أن الفاشية مسألة أوروبية لكنها لم تترك أي صدى في العالم العربي. لكن حين تخفي الشعوب الحقيقة ولا تتجاوز تاريخها كما يجب، لا مفر من أن تعود للظهور...

انتقادات

تعرّض فيلم Peshmerga الذي عُرض في مهرجان «كان» للنقد في صحيفة «لوموند» لأنه يطرح رؤية «بالأبيض والأسود» عن الصراع. بماذا تردّ على تلك الانتقادات؟

أوافقهم الرأي. لا أنتج أفلاماً حيادية. لو أني عشتُ في العصر الذي كان فيه والدي جزءاً من الألوية الدولية، ما كنتُ لأخصص خمس دقائق لمناصري فرانسيسكو فرانكو وخمس دقائق أخرى للجمهوريين، أو خمس دقائق لليهود وخمس دقائق أخرى للنازيين. ربما يكون الانحياز مفهوماً بالياً لكني منحاز.

تسخر مواقع التواصل الاجتماعي منك لأنك تقصد مناطق الصراع ببذلة رسمية وقميص أبيض. هل تضحكك هذه التعليقات أم تزعجك؟

لا يهمني الموضوع. لا أفهم المشكلة أصلاً. لستُ مقاتلاً. أنا كاتب يذهب إلى الجبهة ولا يحمل بندقية بل قلماً. لا داعي كي أرتدي زياً عسكرياً.

الرئاسة الفرنسية

ألا تشعر بالإحباط حين تعلم أن مارين لوبان ستنتقل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟

هل نحن واثقون من أنها ستصل إلى الجولة الثانية؟ سنرى ما يحصل... حين كان حزب «الجبهة الوطنية» في نظر الرأي العام مختلفاً عن الأحزاب الأخرى، بقي محصوراً. لكن بعد اعتباره اليوم حزباً عادياً وبدء قنوات التلفزة ببث اجتماعاته مباشرةً، تغيّر وضعه.

هل يمكن اعتبار المعركة الرئاسية خاسرة مسبقاً؟

طبعاً لا! تكمن قوة حزب «الجبهة الوطنية» في ارتباطه بجهات دولية داعمة: باختصار، تحظى لوبان بتأييد ترامب وبوتين. لكن في الوقت نفسه يبقى الفساد مستفحلاً في هذا الحزب الذي يشمل شخصيات من الدرجة الثانية وإيديولوجيين من الدرجة الخامسة، ولن يرتفع مستواه مهما حصل. من حظ الجمهوريين اليوم أن يفتقر اليمين المتطرف إلى صوت نافذ يضمن نجاحه. كذلك، يبدو سقف «الجبهة الوطنية» محدوداً بسبب وضاعته. يقول كثيرون إن الوضع الراهن يشبه حقبة الثلاثينيات لكني لا أوافقهم الرأي. يجب أن نقارن الوضع بالعقد الأول من القرن العشرين، حين كانت الشعوب تتجه نحو العدم قبل الحرب العالمية الأولى. يجب أن نقرأ مؤلفات روبرت موزيل أو جوزيف روث كي نفهم حقيقة ما يحصل. يروي هذان الكاتبان العظيمان مسار تضرر الديمقراطيات ويقدمان اقتراحات حول طريقة تجنب الكارثة.
Top