• Friday, 19 April 2024
logo

الشاعر الكوردي برهان برزنجي: الثقافة المكتسبة للشاعر يدر عليه قابلية تجميل القصيدة

الشاعر الكوردي برهان برزنجي: الثقافة المكتسبة للشاعر يدر عليه  قابلية تجميل القصيدة
ولد الشاعر برهان برزنجي في مدينة دوزخورماتو وفي محلة مصطفى اغا اكمل دراسته الابتدائية والثانوية في ثانوية طوز للبينين وفي عام 1983 حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الزراعة جامعة الموصل وتم تعينه مدرسا على ملاك تربية كركوك له تسعة دواوين شعرية باللغة الكوردية والعربية ...
حاوره: جمال برواري

ولد الشاعر برهان برزنجي في مدينة دوزخورماتو وفي محلة مصطفى اغا اكمل دراسته الابتدائية والثانوية في ثانوية طوز للبينين وفي عام 1983 حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الزراعة جامعة الموصل وتم تعينه مدرسا على ملاك تربية كركوك له تسعة دواوين شعرية باللغة الكوردية والعربية ومن مؤلفاته (طوز خورماتو التاريخ والشراكة الحقيقية لبني البشر وكتاب تاريخ كركوك الارض والتاريخ وكتاب ثقافة القتل والقتل الجماعي في العراق .
وفي حوار معه وعن بداياتة في الكتابة ودنيا الخيال الشعر اجاب قائلا :
منذ إحساسي بالحياة وجمالية العيش بين ظهراني أحبتي أمي أخواتي وإخواني وأبناء محلتي في محلتنا القديمة ذو البيوتات الطينية التي ألهمتني كثيرا من الخيال والدفئ ، بنات محلتنا الخجولات المليئات بالمحبة الصادقة الطاهرات من دنس الحروف والحروب نساء مدينتي طوزخورماتو المطرزات بعباءات سوداء والاتي كنت أحسبهن في دواخلي مرجانات في أغلفة قصائد ، حتما هن من طراز خاص ملائكات على الأرض ، كن أول من أخذن بيدي الى عالم الخيال الجميل ، تعلمت كيف أخطو خطوتي الأولى في عالم الشعر ، وحملت في أرشيفي دفتر الإملاءات الشعرية والتي تعود لسنوات ١٩٦٨/٦٩ وكنت حينها صغيرا بريئا أخجل من مكامن الحب في شعوري وأتستر تحت عباءة أمي كلما جاءتها صديقاتها والجيران للجلوس في باحة بيتنا الشرقي أو الحلوس أمام عتبة المنزل ، حتى دنا مني سني العمر ، فكانت أول بزوغ لقصائدي فب مجلة بيان ( الأدبية ) عام ١٩٧٥ م ذي العدد ٢٩ ، بمقطوعة شعرية صغيرة تحت عنوان ( خۆشم ئەوێی ) أحبك ، ومن هنا أحسست بالمسؤولية تجاه الشعر وتجاه أمتي ومدينتي ووطني ، بأن الشعر أمانة تأريخية كبيرة .
الشعر هدية الخالق لبعض من يختارهم الله لحمل الرسالة ، فهم ليسوا أنبياء حتما ، لكن هكذا أظن إن إلهام الشعر يعطى هبة من الله ليكون هذا المخلوق شاعرا ، فالثقافة المكتسبة للشاعر يدر على الشاعر قابلية تجميل القصيدة وانتاجها في معامل انتاجه الفكري ومن ثم تصديرها الى الفضاء الخارجي حيث إستقرارها إما بين أيدي الناس أو رفوف المكتبات أو مزابل التاريخ ..... في مراهقتي كتبت أول قصيدتي ( للحب ) فهي في حينها كانت في نظري أنها الأولى في عالم الخيال والجنون ، لكن اليوم عندما أتصفحها بين حين وآخر ، أتلذذ بأفكار صباي وأدرك أنني كم كنت مغرورا بنفسي وبحبي ، وحتما اليوم أدرك إن هذه القصيدة كانت جميلة لمستوى شاب وشاركت بها في مهرجان أقيمت في مدرستنا عام ١٩٧٧م في قاعة ( ثانوية طوز للبنين ) وبإشراف مدرس اللغة العربية أستاذ وليد كان من بغداد له أمتناني وشكري مابقيت وله الرحمة باذن الله إن رحل من دنيانا الفانية ، فكنت من الفائزين بالمرتبة الثالثة ، فكانت هي لي بمثابة القفزة نحو عالم الشعر . الشعر للشاعر الحقيقي كالوحي متى ما نزل جاءت ببشرى ولادة قصيدة ، لان الشعر لايكتب متى ما شئت وإن حاولت كتابتها رغم أنف هذا الالهام الالهي خرجت من رحم الشاعر مشوها أو دون روح ، فالتأريخ ذكر لنا الكثير من البراهين والأمثلة ، ففي الأدب التركي يذكر أن شاعرا كان وظيفته ظابطا عسكريا ففي أحد أيام المعارك أنيط به مهام الهجوم ، وعند إنفتاح الجيش للصولة وبدء المعركة حيث النار والدخان وذكر الحبيبة في دواخله تنزل الالهام الشعري ، وهنا يستأذن الشاعر جنده للحظات لكي يكتب ما أوحي اليه من خيال الشعر ثم الصولة ، وفي أدبنا الكردي حيث الشاعر الصوفي الكبير الشيخ عبدالرحمن شورجة في بداية الصلاة حيث يؤم الناس ومريديه الصلاة فجاءته الشعر يطرق خياله فيستأذن من المصلين ليكتب ابياته ثم يبدأ الصلاة ، والجواهري يذكر أنه أحيانا جاءته الشعر فلم يجد ورقا لديه فكتبها على غلاف علبة السيجارة لكي لاتنسى ، هكذا الشعر متى ماجاء ليلا أو نهارا ، أحيانا يوقظك من النوم وأحيانا تمطرك وانت في الطريق
وحول ممارسته لبعض الطقوس في كتابة الشعر اجاب البرزنجي قائلا :
أنا أحتاج الى الهدوء كلما رفعت روحي الى سماء كتابة الشعر حيث تجدني مندمجا معه لا أحس بمن حولي أبدا . الشاعر يأخذ من المواقف والأحداث والحكايات ومن كلام الحبيب مفردات قصيدته حتما ، ونحن نعيش في بلد مليئ بالمتغيرات لهذا شعرائنا قلما تجد فيهم من كتب فقط في زاوية مختصة من زوايا الحياة ، لانجد شاعرا لم يكتب للحسين ومقتله ولا يخلوا ديوانه من قصائد حب عذري ، نعم وأنا واحد من هذا المزيج البشري وأتعامل مع مفردات الحياة فحتما كتبت في جميع المجالات ، ولكني أرسيت سفينتي في مرسى الحب ، فكانت ديوانين للحبيبة ، إبتهالات العشق ، لن أجف منك . كلما سمعت كلمات من حبيبتي كلما جاءت مخاض قصيدة من كلماتها .
مع إطلالة الشعر في إحساسي بدأت أسمع لأمي وهي تنشد لأخواتي الصغيرات ، وكم كنت مولعا بتلك الكلمات النابعات من القلب ، وبدأت
ويضيف الشاعر بورهان البرزنجي في حديثة وتأثره بشعراء كورد وعرب وتوركمان قائلا :
أتشبث هنا وهناك وتأثرت بشعراء الكرد أولا ثم بشعراء تركمان ومن ثم بشعراء عرب ، تسلسل معرفتي اللغوية هي التي قادتني لذلك ، فالشعراء نالي ومحوي وسالم ووفائي كانوا من البارزين ومن ثم شيركو بيكه س ولطيف هلمت .. وغيرهم ومن التركمان حسن گورم و معروف اوغلو وهاشم رشاد وغيرهم ومن العرب بدأ ماكنت أدرسه في المدرسة ثم العديد منهم من الكبار المعروفين ومن الجدد بدر شاكر السياب و عبدالرزاق عبدالواحد ومحمد آل ياسين وغيرهم.
هل تخصص وقتا للمطالعة :
القراءة صارت جزء من مفرداتنا اليومية ، نتسلى ويتسلى الروح بالقراءة والكتابة ، كلما أقرأ جديدا جيدا ينتابني الفرح ، وكأني في مراسيم خطوبة ، وآخر كتاب قرأته هو للكاتب والباحث والمفكر الكردي أيوب رستم ،..
+كيف ترى المشهد الثقافي الادبي في كركوك ؟
- بعد رحيل جيل جماعة كركوك الادبية من سرگون بولص واصدقائه ، المشهد الأدبي في كركوك مضطرب ، كإضطراب وضعه السياسي ، لكن في نظري الإبداع الأدبي هي نتاج فردي ليس جماعي ، فالشاعر عندما ينتج إبداعا ينتجه بقلمه ومخيلته وملهماته ، إذا فهو معمل إنتاج خاص ليس لأحد في انتاجه الابداعي يد مساعده بإختلاف المسرح والفنون الاخرى ، هنا اليوم نشاط وحركة بين الشباب والمؤسسات الادبية نرجوا أن تنتج خلاصة إبداعية مزهرة ، فكركوك جميلة بأدبها الراقي وتأريخها الأدبي الراقي لولا أن يفندون ، فالقلعة نتاج انسان كركوك والقصائد التي نسجت لها تراث جميل ، أبعد الله كركوك من شرور السياسة لكي تنعم كركوك بزغاريد وزقزقات طيور الشعر الجميل فيها من السريانية والكلدانية والتركمانية منها والكردية والعربية وحتى من بقايا تراث اليهود الذين عاشوا فيها ، لكركوك سندانة الادب الجميل ، شعرا وقصة ورواية وفنون يتلذذ بها سامعيها كلما مروا حتى ولو مرور الكرام من أزقتها التاريخية .
هل انت من اصدقاء شبكة التواص الاجتماعي ؟
- شبكة التواصل الاجتماعي هي جزء لايتجزأ من الشبكة الاعلامية التي يبغيها المؤلف للنشر ، برأي لقد استطاعت أن تكون معين رئيسي لمتابعة نتاجات الاصدقاء في غياب الصحف والمجلات المليئة بالمجاملات والاخوانيات ، فأنا أنشر فيها وأقرأ منها ، وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى . أصدقائي فيها هم جميعا عشاق الشعر وجماهير أدبية وناسي الاقربين ، لهم جميعا محبتي .






الحوار منشور في صحيفة صباح كوردستان
Top