• Saturday, 20 April 2024
logo

القنصل الروسي في اربيل: علاقاتنا مع إقليم كوردستان تحقق نجاحات ونعمل على مشاريع جديدة قريباً

القنصل الروسي في اربيل: علاقاتنا مع إقليم كوردستان تحقق نجاحات ونعمل على مشاريع جديدة قريباً
أكد القنصل الروسي في أربيل، أوليغ ليفين، عمق العلاقات الثنائية بين بلاده وإقليم كوردستان، مؤكداً أن "تلك العلاقات التاريخية تتطور وتحقق نجاحات"وقال ليفين في مقابلة إن "هناك حالياً شركتان كبريان تعملان في إقليم كوردستان وهما غازبروم نفت وروسنفت، وهناك نتائج ملموسة"، ذاكراً أن "أغلبية الشركات الغربية تقريباً انسحبت من إقليم كوردستان، لكن غازبروم نفت استمرت على العمل من غير تقليص الكوادر...
أكد القنصل الروسي في أربيل، أوليغ ليفين، عمق العلاقات الثنائية بين بلاده وإقليم كوردستان، مؤكداً أن "تلك العلاقات التاريخية تتطور وتحقق نجاحات".

وقال ليفين في مقابلة إن "هناك حالياً شركتان كبريان تعملان في إقليم كوردستان وهما غازبروم نفت وروسنفت، وهناك نتائج ملموسة"، ذاكراً أن "أغلبية الشركات الغربية تقريباً انسحبت من إقليم كوردستان، لكن غازبروم نفت استمرت على العمل من غير تقليص الكوادر، وذلك لرغبة الدولة الروسية في تواجد شركة روسية في إقليم كوردستان في هذه الظروف، وهذا شيء مهم".

وأضاف: "نحن في روسيا نقيّم تقييماً عالياً موقف البيشمركة في مكافحة داعش، والجانب الروسي يؤيد جهود إقليم كوردستان في اتخاذ إجراءات صارمة وضرورية في هذه الظروف"، متابعاً: "نفكر في كيفية تنشيط التبادلات بين رجال الأعمال في إقليم كوردستان ورجال الأعمال في روسيا. وأرجو أن يكون التنشيط في هذا المجال متعلقاً بالقطاع الخاص، فالعلاقات الاقتصادية بين روسيا وجمهورية العراق تتطور بناء على الاتفاقية الصناعية التي أنشأتها اللجنة المشتركة الروسية – العراقية، وفي الجزء العراقي من هذه اللجنة يشترك ممثلون من حكومة إقليم كوردستان، والمشاريع الجديدة ليست جاهزة لكنها قيد التفكير، وأعتقد أنه سيكون هناك إعلان بعد فترة عن مشاريع أخرى متعلقة بالشمال".

* سنبدأ بالسؤال الأول، كيف تنظر روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط الآن؟

أوليغ ليفين: شكراً جزيلاً على هذه الفرصة. أن أكون معكم في استوديو قناة رووداو، وهي مؤسسة مهمة جداً، وأنا مسرور للغاية أن أكون في هذا اليوم، اليوم الثاني عشر من شهر يونيو (حزيران)، العيد الوطني الروسي.

بالنسبة لدولة روسيا، الاتحاد السوفييتي السابق، وروسيا الاتحادية هذه الأيام. هذه الدولة الكبيرة مؤثرة في العالم، ولها بطبيعة الحال دور في العلاقات الدولية، ولدى روسيا مصالح في الأقاليم المجاورة لها، والشرق الأوسط جزء لا يتجزأ من هذه المصالح.

ما هي هذه المصالح؟ قبل كل شيء هناك المصالح الاقتصادية وبطبيعة الحال المصالح الثقافية وكذلك المصالح السياسية. خلال الفترة الأخيرة، وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، أصبحت روسيا دولة مؤثرة في العالم، ليس لأن روسيا تمتلك أسلحة نووية بل بسبب اهتمامها بتطوير الاقتصاد وتطوير التبادلات الاقتصادية والتجارية بما يحقق المنفعة المتبادلة لروسيا والشعب الروسي ولشعوب المنطقة.

* لنتحدث عن إقليم كوردستان بشكل خاص. ما هو مستوى العلاقات بين روسيا الاتحادية وإقليم كوردستان؟

ليفين: بالنسبة إلى إقليم كوردستان، هناك جزء مهم جداً وهو أن هناك تاريخاً للعلاقات بين روسيا وبين الكورد.

لو رجعنا إلى الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، بعد انسحاب القوات السوفييتية من إيران في سنة 1946، وكانت قد تأسست أول دولة كوردية في التاريخ المعاصر والتي تسمى بجمهورية مهاباد، وكانت فيها المؤسسات الأولية المستقلة للكورد، وبعد التغيرات التي حصلت في إيران، اضطر القادة الكورد في هذه الجمهورية أن ينسحبوا باتجاه الاتحاد السوفييتي، ووصل أكثر من 300 شخص إلى الاتحاد السوفييتي، في أرمينيا في البداية ثم كازاخستان، وهذه الدول حالياً دول مستقلة، ثم استقروا في موسكو وتزوجوا من روسيات، وكانت هذه بداية التقارب الفكري الثقافي بين الشعب الكوردي والشعب الروسي.

بالنسبة لهذه الحالة، كانت هذه نقطة الانطلاق، وبعد أن رجع الزعيم مصطفى بارزاني إلى كوردستان، هو وأشخاص قريبون منه حملوا معهم خبرات روسية، واستخدموا تلك الخبرات لاحقاً في المجال العسكري، وفي المجال الحكومي والتعامل مع الأمور الإدارية، وأعتقد أن هذه حاجة ممتازة. كذلك هناك الانضباط، الانضباط الذي عم الحياة في الاتحاد السوفييتي السابق، فكانت أحياناً هذه الأفكار وهذه الممارسات طيبة. كذلك استخدام هذه الممارسات هنا في إقليم كوردستان.

* كيف هي العلاقات بين إقليم كوردستان وروسيا الآن؟

ليفين: العلاقات بين إقليم كوردستان وروسيا الاتحادية تتطور وتحقق نجاحات. أنا أريد أن أقول إنه في فبراير (شباط) 2013 كانت هناك زيارة لرئيس كوردستان، مسعود بارزاني، كان آنذاك الرئيس، وكان هناك لقاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت تلك زيارة رسمية إلى موسكو وكذلك زار سانت بطرسبرغ.

ونتيجة لهذا اللقاء تم التوقيع على عدة اتفاقات اقتصادية، وفي تلك السنة (2013) تم تأسيس ممثليات هنا في أربيل وكذلك في محافظة السليمانية لشركة غازبروم نفت. هذه الشركة مهمة وتعمل حتى الآن في مجال استخراج النفط.

بعد ذلك، كانت الخطوات الأخرى المهمة كذلك، كتطوير تبادل الزيارات، وفي السنة الماضية كانت هناك أول زيارة لوزير الخارجية الروسي، السيد سيرغي لافروف، وكان هناك استقبال حار في كوردستان، وكانت هناك لقاءات للسيد دولة رئيس الوزراء مسرور بارزاني مع السيد لافروف في ميونيخ، في فبراير (شباط) هذه السنة.

* سيد ليفين، تحدثتم عن ذلك. روسيا من الدول الأولى التي افتتحت قنصليتها هنا في إقليم كوردستان، وكانت لروسيا مواقف جيدة مع إقليم كوردستان، خاصة في فترة الاستفتاء وهجوم الحشد الشعبي على قوات البيشمركة في 16 أكتوبر 2017، بعدها توقفت روسيا فلا نرى لها الآن مواقف بارزة، مثلاً أمريكا الآن بصدد توسيع قنصليتها بشكل لا مثيل له في العالم، لماذا تكتفي روسيا بهذه الدرجة من الاهتمام؟

ليفين: شكراً جزيلاً على هذا السؤال. في الحقيقة تم في أواخر 2007 افتتاح القنصلية الروسية في شمال العراق في أربيل، وكانت القنصلية الثانية بعد قنصلية جمهورية إيران الإسلامية، وخلال هذه الفترة كان العمل متركزاً قبل كل شيء في مجال النفط، حالياً هناك شركتان تعملان هنا عملاً مكثفاً، وهما شركتان كبريان، وهما غازبروم نفت وروسنفت، وهناك نتائج ملموسة.

ولو أننا رجعنا إلى فترة استيلاء داعش على أراضي في العراق في صيف 2014 نجد أن أغلبية الشركات الغربية تقريباً انسحبت من إقليم كوردستان، لكن غازبروم نفت استمرت على العمل من غير تقليص الكوادر، واصل جميع المستخرجين من العمال الروسيين العمل ولم يكن السبب في هذا هو الفائدة الاقتصادية، لا، فأنا لا أتكلم عن ذلك، بل أتكلم عن رغبة الدولة الروسية في تواجد شركة روسية في إقليم كوردستان في هذه الظروف، هذا شيء مهم.

هناك أمر ثانٍ، نحن في روسيا نقيّم تقييماً عالياً موقف البيشمركة في مكافحة داعش في شمال العراق، وبفضل صمود وتصدي البيشمركة كانت النجاحات في تحطيم داعش. بالإضافة إلى عمل القوات المسلحة العراقية وكذلك الفصائل المساعدة وكذلك طيران الائتلاف، هذه كانت مساعدة، لكن الصمود والتصدي من قبل البيشمركة كان مهماً.

بخصوص العلاقات اللاحقة، أقصد في الخريف، بطبيعة الحال فإن الموقف الروسي كان مؤثراً، نحن ننطلق من فهم أنه يجب أن يكون هناك سلام على الأراضي العراقية، والسلام هذا شيء قيّم جداً، وربما كان هذا الموقف يؤثر في الاتصالات بين القادة الروسيين وبين قادة إقليم كوردستان والرئيس الكوردي آنذاك.

* سيد ليفين، أعرف أن كورونا قلل الحركة الدبلوماسية والسياسية في العالم الآن، ولكن هل هناك عمل على ترتيب زيارات عالية المستوى بين إقليم كوردستان وروسيا الاتحادية؟

ليفين: صحيح، نحن حالياً نعيش في ظروف لم تكن قائمة من قبل. فقد أصبح هناك زمن ما قبل كورونا وبعده، وأنا في هذا السياق أريد أن أقول إن الجانب الروسي يؤيد جهود حكومة إقليم كوردستان ورئيس كوردستان، السيد نيجيرفان بارزاني، في اتخاذ إجراءات صارمة وإجراءات مشددة ولكن ضرورية في هذه الظروف.

بخصوص المستقبل، لا نستطيع حالياً أن نرى كيف تكون الخطوات اللاحقة في فترة مابعد كورونا، ولكن هذه الخطوات ستكون، بطبيعة الحال. نحن نعالج كيف يمكن تنشيط العلاقات السياسية والاقتصادية، ونفكر كيف يمكن تنشيط التبادلات بين رجال الأعمال في إقليم كوردستان ورجال الأعمال في روسيا.

* هل لديكم خطة لتنشيط هذه العلاقات؟

أوليغ ليفين: الخطة موجودة، ولكن من الضروري أن نعالج موضوع مردود المنفعة المتبادلة.

بالنسبة للاقتصاد في إقليم كوردستان، هو غالباً متركز على النفط. هذا الشيء مهم، ولكنه ليس كافياً. في كوردستان توجد موارد طبيعية واسعة، توجد المياه وتوجد كذلك الفرص الأخرى التي يجب أن نستفيد منها ونستخدمها، هناك حاجة ملحة لتنشيط اقتصاد قوي غير نفطي، وقبل كل شيء في مجال الطاقة، في مجال توليد الكهرباء، وفي مجال الري وفي القطاعات الأخرى.

وتوجد لدى الجانب الروسي خبرات، ويجب أن نبحث عن نقاط تفاهم حول كيفية استخراج المنفعة المتبادلة من المشاريع. أنا أرجو أن يكون التنشيط في هذا المجال متعلقاً بالقطاع الخاص، القطاع الخاص في إقليم كوردستان وروسيا.

* ماذا عن العلاقات الثقافية والأكاديمية بين الطرفين، ونشرها بالقدر المطلوب؟

ليفين: ملاحظة مهمة جداً وضرورية. لأنه في روسيا، الشعب الروسي يعرف عن الكورد أنهم يسكنون في أربع دول وقليل من الكورد يسكنون في أوروبا وقليل جداً، أعتقد في حدود 100 ألف في روسيا وفي الدول المجاورة التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي سابقاً.

* لكن الكورد هناك يحملون الجنسية الروسية؟

ليفين: ماذا تقصدين؟

* هناك عدد من الكورد يحملون الجنسية الروسية...

ليفين: نعم، الروسية وكذلك الجنسيات الأرمنية والكازاخسية طبعاً، وضروري أن تكون الثقافة الكوردية معروفة للشعب الروسي.

لدينا على سبيل المثال مطربة روسية كوردية الأصل اسمها (زارا) ونحن نريد لهذه المطربة ربما أن تزور في المستقبل إقليم كوردستان لتقيم حفلاً غنائياً، هي ناطقة بالروسية وبالانكليزية وأعتقد ستكون جزءاً لا يتجزأ من جسر التقارب.

بخصوص التبادل الأكاديمي، تم مؤخراً نشر كتاب موسوعي عن الكورد، الكورد في العراق أسطورة التاريخ، وهذا الكتاب قام بكتابته مجموعة من الأكاديميين بمختلف الاتجاهات، أي اتجاه التاريخ القديم والتاريخ المعاصر والتقاليد في البيت والأغنيات وكيفية طبخ الطعام الكوردي.

هذا الكتاب تم طبعه ونشره باللغة الروسية وهو مترجم إلى الانكليزية وسيتم في أواخر هذه السنة نشر ترجمة بالكوردية له، ونحن نريد من خلال هذا الكتاب عرض كيف أن الروس يعرفون الكورد، وهل أن المعلومات التي في الكتاب صحيحة أم أنها معلومات مزيفة.

* سيد ليفين، هناك عدد جيد من الكورد يريدون أن يزوروا روسيا، ولكن قبل كورونا كذلك، كانت الإجراءات شديدة جداً، هل هناك نية من جانب روسيا أن تخفف هذه الإجراءات مع إقليم كوردستان؟

أوليغ ليفين: بطبيعة الحال هذا موضوع هام جداً. هام من ناحية تنشيط العلاقات بصفة عامة، السياسية والاقتصادية وكذلك تنشيط التبادلات الثقافية، وقبل كل شيء هذه الزيارات هي زيارات تعارف للناس البسطاء على الثقافات والحضارات الأخرى، أي السياحة.

للأسف توجد لدينا إجراءات صارمة، وهي ليست قيوداً بل هي إجراءات، ولكن هذه الإجراءات مبنية على القانون الحالي من ناحية العلاقات الدولية، بناء على الاتفاقيات الدولية كاتفاقية فيينا 1961 والاتفاقية القنصلية 1963 موضوع التأشيرات متعلق بعقد الاتفاقية الصناعية بين دولة ودولة أخرى، يعني أنه يجب أن تكون هناك اتفاقية اقتصادية بين روسيا الاتحادية وجمهورية العراق، أن تكون اتفاقية حكومية، وبناء على هذه الاتفاقية يجب أن تكون هناك تسهيلات في إصدار التأشيرات، على سبيل المثال اختصار وقت العمل البيروقراطي لغرض الإصدار الأسرع، أو شيء آخر، وهذا هو القانون، ونحن نعتمد هذا القانون ونحن نعمل هذا في إطار القانون.

* تحدثتم عن الحكومة العراقية، أظهر نائب رئيس الوزراء الروسي رغبة شديدة في الاستثمار في قطاع النفط العراقي. هل لروسيا رغبة أو نية في مثل هذا المشروع الستراتيجي في إقليم كوردستان أيضاً؟

ليفين: هذا شيء مهم بطبيعة الحال. العلاقات الاقتصادية بين روسيا وجمهورية العراق تتطور بناء على الاتفاقية الصناعية التي أنشأتها اللجنة المشتركة الروسية – العراقية، وفي الجزء العراقي من هذه اللجنة يشترك ممثلون من حكومة إقليم كوردستان، بنسبة معينة ومحدودة ولكنهم يشتركون في اللجنة.

بالنسبة لإعلان نائب رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع، كانت المجالات مجهزة، وهذا يقصد قبل كل شيء في جنوب العراق، والمشاريع الجديدة ليست جاهزة وهي قيد التفكير، التفكير ومعالجة كيف تكون الفائدة للطرفين، وأعتقد أنه سيكون هناك إعلان بعد فترة عن مشاريع أخرى متعلقة بالشمال، ولكن هذا عمل الخبراء في هذه الظروف.

لكن هناك ملاحظة مهمة، إن أمكن، وهي أننا نعيش في ظروف صعبة عالمياً، كورونا من ناحية، من الناحية الثانية هناك تحد للعالم وموضوعه الحفاظ على أسعار النفط في الأسواق الدولية، وهذا يؤثر على جميع الدول المنتجة (أوبك بلس) والعراق بين هذه الدول، وعلى العراق تقليص نسبة استخراج النفط وهذا يؤثر طبعاً على إقليم كوردستان. لذا ستكون المعادلة صعبة فهذا سيؤثر على تصدير النفط وتقليص الموارد، أقصد العملة الصعبة، وهذا يؤثر على جميع البرامج الموجودة كما يؤثر على برامج التعاون مع دول أخرى كما يؤثر على البرامج في داخل الإقليم.

* كان لروسنفت عقد بقيمة ثلاثة مليارات دولار مع إقليم كوردستان. الخطط التي تتحدثون عنها هل ستكون لعقود مماثلة وهل هناك خطط لتنفيذ عقود مماثلة مع إقليم كوردستان؟

ليفين: أنا لست قريباً من أصحاب القرار في روسنفت، فأنا ممثل للدولة الروسية...

* لكنها شركة روسية...

ليفين: نعم. أوافق. ماذا أريد أن أقول حالياً. إنه في ظروف كورونا. بصرف النظر عن هذه الظروف. في الدائرة الخاصة، وصل إلى هنا قبل أسبوعين ممثلون من شركة روسنفت للعمل في هذه الشركة في أربيل. هذا يعكس أن الرغبة موجودة وكذلك النية موجودة لاستمرار العمل. أما بالنسبة للقيم، كم ملياراً فهذا صعب أن أجيب عنه.

* سيد ليفين، روسيا لديها دور ووجود عسكري وسياسي مهم في سوريا وفي روجافاي كوردستان - كوردستان سوريا، ما هي الرؤية الروسية للقضية الكوردية في المنطقة؟

ليفين: بالنسبة لسوريا، الموقف المبدئي لروسيا الاتحادية تجاه سوريا، هو: يجب أن يكون الحل في سوريا مبنياً على إرادة الشعب السوري.

المقصود بالشعب السوري هم العرب والكورد والقوميات الصغيرة الأخرى الذين يسكنون هناك، بدون مشاركة الأجنبي.

المساعدة الأجنبية يجب أن تكون فقط في إطار القانون الدولي.

تعرفون بأنه في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية تم تنشيط عمل اللجنة الدستورية في جنيف، وهم يعملون بصورة مكثفة لكن النتائج ليست كبيرة، لأسباب مختلفة، لا أريد أن أنتقد النظام السوري بهذا، لكني أعتقد بوجود أسباب مختلفة منها كذلك أسباب متعلقة بممثلي المعارضة.

الكورد السوريون مشتركون في هذه اللجنة. نتيجة لهذا الأمر يجب أن تكون هناك تعديلات لقانون الانتخابات، بقصد تعديلات في الدستور، وبطبيعة الحال يجب حتى نهاية هذه السنة أن تكون هناك انتخابات في سوريا. انتخابات الرئاسة والانتخابات العامة البرلمانية.

بسبب كورونا توقف العمل في جنيف والعمل السياسي في سوريا. لهذا ليس واضحاً ماذا سيكون في الخريف، وهل سيكون قانون الانتخابات هذا جاهزاً أم لا، وهل ستجرى الانتخابات، ولكن هذا اتجاه ديمقراطي، وبالطبع للكورد في سوريا حق، حق في التعليم بلغتهم الكوردية، وكذلك ضروري أن تكون هناك تغيرات، ولكن تغيرات متوازنة في الهيكل الإداري في الجزيرة، في المناطق الكوردية، لكن مع الاعتراف بحقوق العرب الذين يسكنون في هذه المنطقة، لأنهم أصلاً من هذه المناطق.

وفي آخر المطاف في هذا الموضوع، وهذه وجهة نظري المنبثقة من التاريخ العالمي، فقد كانت هناك إمبراطوريات، إمبراطورية الروم وإمبراطورية بيزنطة والإمبراطورية العثمانية، شهدت تقدماً وازدهاراً وبعد ذلك تدهورت، وهذا هو التاريخ، وكل شيء في العالم يتغير، التغيير في الأفكار والتغيير في الوقائعيات، وأعتقد أنه خطوة بخطوة ستحصل التغيرات، وأهم شيء هو تغيير المنطق، المنطق في اتخاذ القرارات.



حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top