• Friday, 26 April 2024
logo

مستشار دونالد ترمب البروفيسور غابرييل سوما: أميركا ستقلل من تواجدها العسكري في العراق

مستشار دونالد ترمب البروفيسور غابرييل سوما: أميركا ستقلل من تواجدها العسكري في العراق
مستشار دونالد ترمب وعضو في الحملة الانتخابية 2020 وبروفيسور في القانون الدولي، غابرييل سوما، يجري الحديث عن هذه الأمور وعن موقف إدارة ترمب من العراق وإيران وموقع الكورد من الحملة الانتخابية الأميركية، ويقول إن الجيش العراقي يستطيع حفظ أمن البلد لذا سوف ينخفض عدد القوات الأميركية، وأميركا تقلل من أهمية تواجدها العسكري وتريد أن يكون للعراق اقتصاد متين...
بينما لم يبق الكثير على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني. يطمح دونالد ترمب وجو بايدن للفوز بكرسي الرئاسة، ويقول ترمب إنه لن يتخلى عنه بسهولة، ويعبر عن ثقته بالفوز بولاية ثانية، فيما يقول بايدن إن الوقت قد حان لتسلم السلطة وإنهاء "هذه الحِقبة المظلمة".
في هذا اللقاء مع مستشار دونالد ترمب وعضو في الحملة الانتخابية 2020 وبروفيسور في القانون الدولي، غابرييل سوما، يجري الحديث عن هذه الأمور وعن موقف إدارة ترمب من العراق وإيران وموقع الكورد من الحملة الانتخابية الأميركية، ويقول إن الجيش العراقي يستطيع حفظ أمن البلد لذا سوف ينخفض عدد القوات الأميركية، وأميركا تقلل من أهمية تواجدها العسكري وتريد أن يكون للعراق اقتصاد متين.
*هل تعتقد أن دونالد ترمب قادر على البقاء في البيت الأبيض لدورة رئاسية ثانية؟
غابرييل سوما: لدي ثقة كبيرة بأن الرئيس ترمب سوف يفوز في الانتخابات القادمة، الشعب الأميركي ينظر إلى الوضع الاقتصادي أكثر من أي شيء آخر، والوضع الاقتصادي في الوقت الحاضر في تحسن، البطالة تخف بعد وباء كورونا، والاقتصاد الأميركي اليوم في وضع أفضل مما كان عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، كما أن البورصة الأميركية في ارتفاع بمعدلات جديدة.
* لكن هنالك حملة واسعة النطاق تشن على دونالد ترمب، وقد ساءت أحواله بصورة خاصة جراء الانتشار الواسع لفيروس كورونا في الولايات المتحدة. تُرى من خلال إبراز أي الملفات سيتمكن ترمب من كسب أصوات أغلبية الناخبين الأميركيين؟
غابرييل سوما: هناك 54 مليون ناخب أميركي لم يصوتوا لدونالد ترمب في سنة 2016 لسبب وحيد وهو أنهم لم يكونوا يعتبرون دونالد ترمب يميل إلى اليمين. هؤلاء هم من اليمين الأميركي، أعتقد هذه المرة سوف يدلون بأصواتهم لمصلحة ترمب. أضف إلى ذلك أن هنالك من يقرر نتيجة الانتخابات الأميركية وهم الناس الذين في الوسط وليسوا من الحزب الجمهوري ولا من الحزب الديمقراطي وأعتقد أن هؤلاء سيصوتون لصالح ترمب أيضاً، لأنهم يرون أن الحزب الديمقراطي يميل إلى اليسار، يميل إلى التطرف، ونجد هؤلاء المتظاهرين يقتلون الناس ويحرقون البيوت والمحلات، لكن الشعب الأميركي شعب مسالم لا يرضى بذلك، لذا أعتقد بأن حظ الرئيس ترمب بالنجاح في هذه الانتخابات عالٍ.
* يتحدث جو بايدن كثيراً عن خيانة ترمب للكورد، وذلك من خلال انسحابه من روجافايي كوردستان في سوريا تلبية لطلب من أردوغان. هل يستطيع ترمب أن يصحح هذا، ويثبت أن وفيّ لأصدقائه؟
سوما: عندما ترشح ترمب للانتخابات في 2016، وعد الشعب الأميركي بأنه سوف ينسحب من سوريا ومن العراق، وهذا ما قرر أن يفعله في العام الماضي، ولكن تبين بأنه إذا انسحب من سوريا، فهذا يعني أنه يعطي المجال لداعش بالعودة إلى سوريا وهذا سيضر الكورد والأقليات المسيحية مثل السريان والآشوريين والكلدان والأرمن، لذلك قرر الرجوع عن قراره والإبقاء على عدد قليل من القوات الأميركية. أود أن أضيف إلى ذلك بأن داعش كانت تسيطر على آبار النفط في سوريا وكانت تبيع هذا النفط في الأسواق العالمية وبصورة خاصة إلى تركيا. رأى الرئيس أنه من الأفضل أن تبقى هذه الآبار في أيدي حلفاء الولايات المتحدة وبصورة خاصة الكورد لكي يستفيدوا منها أولاً لدفع الرواتب وأيضاً يمكن استعمال النفط السوري لبناء سوريا فيما بعد إذا ما تم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
* كيف تنظر إلى الاتفاق النفطي بين شركة أميركية في كوردستان سوريا ومسؤولي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية؟ وكيف ستعود هذه الاتفاقية بالفائدة على الكورد؟
سوما: في الوقت الحاضر، الاتفاق يسري بطريقة جيدة ونحن على اتصال دائم مع حلفائنا الكورد وبقية الطوائف في شمال وشرق سوريا ومنذ يومين كنت على اتصال مع أحد المسؤولين الذي وصل مؤخراً إلى الولايات المتحدة. نحن نهتم بأمن تلك المنطقة ونريد أن نحافظ على كيفية التعامل بين الناس في تلك المنطقة، وفي الوقت الحاضر التعامل جيد، والعلاقات طيبة بين أبناء المجتمع في شمال وشرق سوريا ونريد أن يظل الوضع كما هو في الوقت الحاضر.
* على حد اطلاعك، هل هناك شركات نفط أميركية أخرى تنوي الذهاب إلى هذه المناطق لاستخراج وإنتاج النفط؟
سوما: هنالك شركات أميركية سوف تدخل إلى سوريا وقد يكون هناك عدد من خبراء النفط موجودين الوقت الحاضر يعملون على تحديث آبار النفط في سوريا، لأن هذه الآبار قديمة ولم يهتم بها داعش، ولذلك انخفض معدل إنتاج النفط في تلك المنطقة. الرئيس ترمب يريد أن تُحدّث وتعمل هذه الآبار بما يكفي لتزويد أهالي المنطقة بالنفط ويمكن بيع النفط إلى دول أخرى.
* ما هدف الولايات المتحدة من وراء إرسال الشركات النفطية إلى كوردستان سوريا؟
سوما: الهدف الرئيس هو لتحديث الآبار، فالآبار لم تهتم بها الحكومة السورية ولا داعش عندما استولت عليها. نريد أن يتحسن وضع الإنتاج، أن يزيد الإنتاج من النفط في تلك المنطقة، وهذه الشركات سوف تعمل على زيادة النفط وعلى تحسين الأوضاع في تلك المنطقة من الناحية المناخية لأنها تسبب أضراراً للناس والممتلكات، لذلك الشركات الأميركية سوف تعمل على تحسين الإنتاج وعلى تحسين الوضع الصحي في تلك المنطقة.
* أنت مقرب من الرئيس ترمب، هو يتحدث عن الكورد بتصريحات مختلفة دائماً، هل لدى ترمب أي اطلاع على القضية الكوردية وهل توجد لديه خطة لحل هذه القضية على غرار خطته لحل مشكلة إسرائيل وفلسطين؟
سوما: أود أن أذكّر بما قاله الرئيس منذ يومين عندما التقى بالرئيس الكاظمي وطلب منه أن تساعد الحكومة المركزية العراقية الكورد بما تستطيع أن تقدمه من مساعدات لهم. طبعاً الرئيس الأميركي مهتم بالوضع الكوردي إن كان في العراق أم إن كان في سوريا، وليست لدي معلومات إضافية لكي أضيف إلى ما قلته في الوقت الحاضر.
* تقول إن الرئيس ترمب مهتم بالقضية الكوردية، ما هو مستوى هذا الاهتمام؟
سوما: الكورد في الوقت الحاضر لهم وضع خاص في العراق، ولهم حكومة خاصة ومسؤولون قائمون على أعمالهم. هذا ما كان موجوداً قبل أن يصبح ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وسوف يحافظ على الوضع كما هو في الوقت الحاضر. أما في سوريا فمن السابق لأوانه في الوقت الحاضر الحديث عن ماذا سيكون الوضع هناك، لأنه كما تعلمون هنالك القرار 2454 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يريد أن يجد حلاً سلمياً للقضية السورية، ويبدو أنه حالياً لا يوجد حل سلمي طالما أن الأوضاع لا تزال متوترة بين الحكومة السورية وبين تركيا وبين روسيا وتركيا. لذلك الوضع في سوريا لا يزال غامضاً في الوقت الحاضر. نأمل أن يتحسن الوضع وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي وأن يتوقف القتال وأن يتوقف هذا التشتت. نصف شعب سوريا هو في الوقت الحاضر لاجئ في خارج سوريا إن كان في تركيا أو لبنان أو الأردن أو في أوروبا أو في داخل سوريا. هناك كثير من اللاجئين في داخل سوريا. نريد أن يتحسن الوضع في سوريا. هذا ما نأمله.
* نعود للحديث عن إقليم كوردستان، عندما قرر أوباما سنة 2014 حماية أربيل، قال إن إقليم كوردستان العراق هو المكان الوحيد الذي يشهد قصة تعايش ناجح بين القوميات والأديان. لماذا لم تلفت هذه القصة نظر ترمب؟ أي التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين والإزيديين؟
سوما: أعتقد أن الوضع في كوردستان أفضل بكثير من بقية المناطق إن كان في العراق أو في سوريا. نعلم جيداً أن كوردستان استقبلت عدداً كبيراً من اللاجئين من السريان والآشوريين والكلدان وغيرهم من الأقليات ونأمل بأن يظل الوضع كما هو عليه، وأعتقد أن الرئيس ترمب نوه في أحد تصريحاته في السابق بهذا الأمر. نحن نقدر جداً الوضع في منطقة كوردستان في الوقت الحاضر، وأثناء زيارته في العام الماضي إلى سويسرا، التقى الرئيس ترمب برئيس كوردستان في سويسرا.
* كيف يمكن العمل على تعزيز وتنمية التعايش بين المسيحيين والإيزيديين والمسلمين في إقليم كوردستان؟
سوما: لم تردنا أخبار عن اضطهاد للمسيحيين ولا للإيزيديين ولا لأي طائفة أخرى في كوردستان، ونحن نقدر ذلك جيداً ونشجع إدارة الرئيس البارزاني والمسؤولين في كوردستان على الاهتمام بهذه الأقليات إن كان من ناحية الوظائف مثلاً أو من الناحية الصحية. أي ليست لنا مشاكل مع حكومة كوردستان. نحن نقدر ما تقوم به تجاه الأقليات في تلك المنطقة ونرضى ونشجع الحكومة على مساعدة هذه الأقليات بقدر ما يمكن.
* ما السبيل لترسيخ هذا التعايش والخطوات الواجب اتخاذها لكي تتم الاستفادة من هذه التجربة في بقية أنحاء العراق؟
سوما: نحن نقدر بأن عدداً كبيراً من اللاجئين، عندما احتلت داعش الموصل وكانت في طريقها إلى بغداد، عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من المسيحيين وغير المسيحيين لجأت إلى كوردستان، والحكومة الكوردستانية قامت بعمل شريف، بحيث استقبلت هؤلاء الناس وأمّنت المأكل وأمّنت المشرب وأمّنت البيوت اللازمة لهم، هذا موضع تقدير لدى الرئيس ترمب ولدى الإدارة الأميركية بصورة عامة.
* لننتقل إلى ملف إيران، يقول جون بولتن إن ترمب لا يريد إسقاط النظام في إيران، بل يريد الدخول في حوار جديد معه. ما هي رؤية ترمب الجديدة لجمهورية إيران الإسلامية؟
سوما: إيران تشكل تهديداً، ليس لأمن العراق فقط ولكن لأمن منطقة الشرق الأوسط. عندما جاء الخميني إلى الحكم سنة 1979، ألقى خطاباً قال فيه بأن الحكومات العربية هي نتيجة للتدخل الغربي وهي صنيعة الغرب، وبأن الجيوش العربية هي للحفاظ على هذه الأنظمة التابعة للغرب. لذلك كان يقول دائماً بأنه من واجب الحكومة الإيرانية أن تبني جيوشاً في الدول العربية تكون موازية للجيوش الوطنية، وهذا ما فعله في لبنان عندما بدأت الحكومة الإيرانية بتأسيس حزب الله. اليوم حزب الله هو جيش أقوى من الجيش اللبناني، ومن يدير الحكم في لبنان هو ليس الشعب اللبناني ولكن حزب الله.
هناك 80 إلى 90 ألف مقاتل إيراني في أفغانستان وباكستان والآن يحاربون في سوريا. كيف يمكن حل المشكلة في سوريا طالما يوجد هذا العدد الهائل من الجيش الإيراني هناك.
أنظر إلى ما يحصل في اليمن مثلاً، الحوثيون وهم تابعون لإيران أو موالون لإيران، جاؤوا إلى الحكم بانقلاب ضد الحكومة الدستورية المنتخبة من قبل الشعب ومن قبل المؤسسات الدستورية في اليمن. ماذا حصل في اليمن؟ اليوم توجد مجاعة في اليمن، ونفس الشيء في العراق.
* لو ركزنا على العراق دكتور، الرئيس ترمب قال خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في البيت الأبيض إن الوجود الأميركي في العراق يهدف للتصدي لتهديدات إيران، كيف تريد أميركا تقليص النفوذ الإيراني في العراق؟
سوما: هناك حوالى 5000 جندي أميركي في العراق موجودون لمحاربة داعش. خلال هذه الفترة، من سنة 2014 إلى الآن، استطاع الجيش الأميركي أن يدرب حوالى 250 ألف جندي عراقي. من هؤلاء الـ250 ألفاً، يوجد 50 ألف جندي عراقي دُرّبوا على محاربة داعش وعلى محاربة القاعدة. لذلك نعتقد بأن الحكومة العراقية أو الجيش العراقي بإمكانه أن يحافظ على أمن العراق من ناحية القاعدة ومن ناحية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وعلى هذا الأساس سوف ينخفض عدد القوات الأميركية في العراق.
أود أن أذكّر بما قاله الرئيس نهار أمس، الخميس، بأننا "نتطلع إلى اليوم الذي لن نكون فيه هناك. كنا هناك والآن سوف نخرج. سوف نغادر قريباً وعلاقاتنا جيدة مع العراق". فإذن الولايات المتحدة في الوقت الحاضر تقلل من أهمية الوجود العسكري الأميركي في العراق ولكنها في الوقت ذاته تريد أن يكون للعراق اقتصاد متين.
* برأيك هل تطرق اجتماع الكاظمي وترمب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على ضوء الاتفاق الأخير بين تل أبيب وأبو ظبي؟
سوما: نحن نفضل أن تكون هناك علاقات جيدة بين كافة الدول العربية وبين إسرائيل. أولاً، إسرائيل بلد ديمقراطي. إسرائيل ليس لها ضلع في قيام داعش أو في قيام القاعدة. هناك استقرار اقتصادي مالي في إسرائيل. هناك تهديد خارجي إيراني ضد إسرائيل، وأيضاً ضد الدول العربية. أضف إلى ذلك أن الدولة الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية لا ترغب في حل المشكلة ومساعدة خطة السلام التي قام بها الرئيس ترمب في يناير (كانون الثاني) من هذه السنة، فترفض المفاوضات مع إسرائيل.
* نعم، لم يبق لدينا الكثير من الوقت، كيف ترون موقف الكاظمي الذي يقول إن اتفاق الإمارات مع إسرائيل شأن داخلي إماراتي؟
سوما: طبعاً هناك مصلحة تجمع بين الإمارات العربية وإسرائيل، وهو التهديد الإيراني. هناك مسألة اقتصادية أيضاً، هناك تعاون اقتصادي بين البلدين. هناك تعاون استخباراتي بين البلدين، ونأمل بأن تكون السعودية أيضاً موافقة أن تتعامل مع إسرائيل كما تعاملت الإمارات العربية وكما تعامل السادات وملك الأردن.
* يقول ترمب إن دولاً عربية أخرى ستتفق مع إسرائيل. ما هي هذه الدول؟ ما هي الدولة التالية؟ هل ستعتقد أنها ستكون السعودية؟
سوما: أعتقد أن السعودية سوف تميل إلى حل المشاكل، إلى عقد اتفاقية مع إسرائيل. في الوقت الحاضر أعتقد بأن البحرين وعمان والمغرب سوف يقومون بنفس الشيء: عقد اتفاقيات سلم مع إسرائيل، ونأمل بعد ذلك أن تنضم إليهم السعودية وبقية الدول العربية.
* كيف تقيمون موقف أردوغان المضاد للاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي؟
سوما: أردوغان، كان في السابق من أصدقاء إسرائيل. كان يساعد إسرائيل وكانت إسرائيل تساعده، وكان يلتقي مع زعماء إسرائيل. لكن في السنوات الأخيرة غير موقفه وبدا وكأنه زعيم المسلمين في العالم ويريد أن يبني إمبراطورية عثمانية جديدة، وأعتقد أن هذا الطريق ليس باستطاعته أن يقوم به، وتركيا ليست في وضع يسمح لها بأن تسيطر على بقية دول الشرق الأوسط.


حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top