• Thursday, 28 March 2024
logo

قبطان سفينة روسوس يتحدث عن "فاجعة بيروت": عامل خارجي وراء الانفجار ويجب معاقبة المذنبين

قبطان سفينة روسوس يتحدث عن
شدد قبطان سفينة روسوس الروسية، بوريس بروكوشيف، على ضرورة معاقبة المتسببين بالانفجار الذي طال العنبر رقم 12 مرفأ بيروت، مشيراً إلى وقوف عامل خارجي وراء التفجير، الذي أسفر عن أكثر من 130 قتيلاً وخمسة آلاف جريح. وقال بروكوشيف في مقابلة إن طاقم السفينة ترك العمل، لأنهم لم يتقاضوا أجورهم لمدة أربعة أشهر، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن تنفجر السفينة، لأن هذه المادة (نترات الأمونيوم) لا تنفجر من تلقاء نفسها...
شدد قبطان سفينة روسوس الروسية، بوريس بروكوشيف، على ضرورة معاقبة المتسببين بالانفجار الذي طال العنبر رقم 12 مرفأ بيروت، مشيراً إلى وقوف عامل خارجي وراء التفجير، الذي أسفر عن أكثر من 130 قتيلاً وخمسة آلاف جريح.
وقال بروكوشيف في مقابلة إن طاقم السفينة ترك العمل، لأنهم لم يتقاضوا أجورهم لمدة أربعة أشهر، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن تنفجر السفينة، لأن هذه المادة (نترات الأمونيوم) لا تنفجر من تلقاء نفسها.
ولفت بروكوشيف إلى وجود عامل خارجي أدى إلى انفجار تلك المادة، ولكي تنفجر، يجب أن تشتعل فيها النيران أو أن يتم تفجير مادة متفجرة عليها، كأن يتم إلقاء رمانة يدوية عليها، أي أنها تنفجر جراء تأثير انفجار آخر.
* على ما تذكرون، هل يمكن أن تخبرنا متى بدأت العمل على متن تلك السفينة؟ متى وكيف؟
بوريس بروكوشيف: عملت على متن هذه السفينة مرتين، الأولى كانت في العام 2012 وبالتحديد في شهر أيار 2012، وفي المرة الثانية كنت في منزلي عندما اتصلوا بي وأخبروني أنهم بحاجة إلى قبطان، وسألوني إن كنت مستعداً للعمل. فأخبرتهم أني مستعد، وعندما ذهبت أخبروني بأن عملي سيكون على ظهر السفينة (روسوس) فقلت هذا جيد جداً وقد سبق وأن عملت على هذه السفينة وأنا مستعد للعمل هذه المرة أيضاً. كان ذلك سنة 2013، وعلى ما أظن كان في أواخر أيلول.
* هل كانت لك معلومات عن مجمل المهمة؟ أي حول ماهية الحمولة وإلى أين تذهب. هل كنت على علم بتلك التفاصيل؟
بوريس بروكوشيف: عندما ذهبنا تم تغيير كل الطاقم الملاحي الذي كان يعمل هناك قبلنا، سألت لماذا تقومون بتغيير كل الطاقم، قالوا إن هذا الطاقم لا يريد نقل هذه الشحنة إلى موزمبيق ولهذا نقوم بتغيير الطاقم. بعد ذلك زودونا بمستند كان علينا أن نوقعه مبدين فيه استعدادنا للذهاب إلى موزمبيق، ولم أحدث أحداً بهذا حتى الآن. لكني تذكرته الآن، إلى جانب التوقيع على عقد، أعطونا ورقة لنوقعها ونبدي فيها موافقتنا على الذهاب إلى موزمبيق. وقع الجميع من جهته، ثم وقعنا على العقد وسافرنا إلى تركيا جواً. يوجد بتركيا مرفأ اسمه (توزل) وتم تبديل طاقم السفينة هناك وعاد الطاقم القديم إلى الديار. هناك سألتهم لماذا يقومون باستبدالكم؟ قالوا لا نريد الذهاب إلى موزمبيق لأن المكان بعيد وخطير، لهذا لا نريد الذهاب، ثم وجدت قبطانين آخرين على السفينة إضافة إلي. سألت ما هذا؟ لماذا تصحبانني؟ قالا إن أحد القبطانين نفدت رخصته السنوية ولهذا جاء (إيغور كريجوشكين) بقبطان يحمل رخصة عمل. سنأتي ونكمل إجراءات تجديد الرخصة إلى جانب تجديد عدد من الوثائق الأخرى، لكن أحدهما كان يدير كل الأمور داخل السفينة، كان هذا الأمر غريباً عليّ. فلم أفهم لماذا يدفع الرجل أجر قبطانين في حين لا حاجة للقبطان الثاني وهكذا فإنه يدفع لواحد من الاثنين لقاء لاشيء، والذي نفدت رخصته ماذا يفعل على متن السفينة، لم لا يعود إلى دياره ويجدد الرخصة؟
* هذا يعني أنك لاحظت من البداية أن هناك سراً مخفياً في العملية؟
بوريس بروكوشيف: أجل.
* ولماذا لم تعترض على ذلك؟
بوريس بروكوشيف: سألتهم أحقاً لا مشكلة في العملية؟ قالوا لا مشكلة أبداً، فسألتهم وهل تدفعون الأجور؟ أجابوا بأن الأجور تدفع في مواعيدها. قلت حسناً دعونا نرى ماذا سيحصل. لكني كنت أفكر باستمرار في السر وراء تغيير الطاقم. وافقت على العمل لأني أحب الرحلات الطويلة، أحببت أن أذهب إلى موزمبيق. غادر الطاقم القديم السفينة وانطلقنا وذهبنا إلى اليونان، هناك وحتى مرورنا بها، كنت أنظر في ما يوجد على حاسوب السفينة، وقعت عيني على بعض المكاتبات والرسائل التي عرفت من خلالها أن الطاقم ترك العمل على السفينة لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم لأربعة أشهر، فوكلوا شخصاً ليضغط على المسؤول عن السفينة ليصرف لهم رواتبهم، وبعد ضغوط وجهود حصل أفراد الطاقم السابق على رواتبهم قبل عودتهم إلى ديارهم. أغضبني ذلك كثيراً، وجعلني مستاء من الطاقم السابق، لأنهم لو أخبروني بالحقيقة وبأنهم لم يتقاضوا رواتبهم لم أكن لأخطو خطوة واحدة إلى داخل السفينة في تركيا وكنت سأعود من هناك إلى داري وكنت سأقول لهم أنا عائد معكم. سألتهم عن كل ذلك في البداية وكانوا يقولون إن كل شيء على ما يرام وليست هناك مشكلة.
* حسناً، كم كان المبلغ الذي كان يفترض أن تتقاضاه بموجب العقد، وكم كانت مدة العقد؟
بوريس بروكوشيف: وقعنا عقداً لستة أشهر وبراتب شهري قدره 3500 دولار في الشهر الواحد.
* تعلمون أن الشحنة التي كنتم تنقلونها قد انفجرت في بيروت، أود أولاً أن أعرف كيف ومن أين سمعتم الخبر؟
بوريس بروكوشيف: عرفت عن طريق البريد الإلكتروني، عندما فتحت بريدي الإلكتروني وجدت رسالة من إدارة السفينة روسوس. فرحت بها وقلت حمداً لله ربما صرفوا لي راتبي وأرسلوه إلي. لكن عندما فتحت الرسالة وجدتها تخبرني بأن نترات الأمونيوم انفجرت في بيروت، ولما كنت أعلم أن نترات الأمونيوم خاصتنا كانت مخزنة هناك، علمت أن شحنتنا هي التي انفجرت.
* كم هي المدة التي عملت فيها على ظهر تلك السفينة؟
بوريس بروكوشيف: مكثت هناك أحد عشر شهراً.
* قلتم إن العقد كان لستة أشهر، ما الذي جعلك تعمل هناك أحد عشر شهراً؟
بوريس بروكوشيف: كان ذلك لأن السلطات اللبنانية احتجزتني ولم تسمح لي بالعودة، تم احتجازي بقرار من المحكمة. كانوا يطلبون حضور (إيغور كريجوشكين) ويعطينا المبالغ التي نستحقها، أجور رسو السفينة في مرفأ بيروت، كما كان مقرراً أن تنقلوا شحنة أخرى لكنكم لم تفعلوا، عند ذلك فقط سنسمح لكم بالمغادرة. خلال فترة احتجازي وجهت إليهم العديد من الخطابات والطلبات، وأخبرتهم أن عقدي قد انتهى كما انتهت رخصتي، وبموجب القانون لم يعد من حقي المكوث والعمل هنا، لكنهم قالوا لن نسمح لك بالسفر.
* كم هو المبلغ الذي جنيته من عملك هذا؟
بوريس بروكوشيف: لم أجن سنتاً واحداً، كل ما هنالك أنهم كانوا يطعمونني.
* كم كان عدد أفراد طاقم السفينة؟
بوريس بروكوشيف: كنا عشرة أشخاص، لكن ستة منهم عادوا إلى الديار بعد شهرين، وأبقوني مع ثلاثة أشخاص آخرين، لكي نرعى الشحنة، بدون مقابل مالي.
* من أين برزت هذه المشكلة ولماذا علقتم في بيروت؟
بوريس بروكوشيف: ذهبنا إلى بيروت، وكان مقرراً أن نحمّل هناك شحنة إضافية على تلك السفينة، لكن مشاكل تقنية حالت دون تمكننا من تحميل تلك الشحنة، لأن الحمولة كانت ثقيلة، حاولنا شحنها لكن مال جانب من السفينة، وكادت السفينة تتحطم، ولو كنتم أنتم هناك لقلتم لا تحمّلوا هذه الشحنة. كان مالك السفينة، إيغور كريجوشكين، يضغط عليّ لمدة أسبوع ويقول عليكم أن تحمّلوا الشحنة الإضافية أيضاً، قلت له إننا لا نستطيع، لأن ذلك يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمرسى أيضاً. ثم قلت له تعال وحمّل الشحنة على مسؤوليتك، لكنه لم يأت، لم يأت لأنه كان يعرف أن تحميل تلك الشحنة غير ممكن وهي ثقيلة جداً. فقررنا نحن طاقم السفينة أن لا نذهب إلى موزمبيق لأننا كنا نعتقد أنه لن يدفع رواتبنا، كما فعل مع الطاقم الذي سبقنا. قلنا إنه سيطردنا في موزمبيق وسيهملنا هناك، كما أنه لا توجد سفارة روسية ولا سفارة أوكرانية في موزمبيق، فقلنا لإيغور كريجوشكين إننا لن نذهب إلى موزمبيق، فقال حسناً، وهل تستطيعون المجيء إلى قبرص؟ قلنا أجل نستطيع ذلك، فهممنا بالإبحار إلى قبرص، لكن تم احتجازنا في بيروت لأننا لم ندفع أجور الرسو في مرفأ بيروت، وهكذا حصلت المشكلة.
* هل كنت تعرف ما هي حمولة السفينة؟
بوريس بروكوشيف: أجل، بالتأكيد كنت أعرف.
* ألم تكن تتوقع أن تنفجر الشحنة؟
بوريس بروكوشيف: كلا، لم أكن أتوقع ذلك لأن هذه المادة لا يمكن أن تنفجر من تلقاء نفسها.
* ولماذا انفجرت؟
بوريس بروكوشيف: لكي تنفجر هذه المادة، يجب أن تشتعل فيها النيران أو أن يتم تفجير مادة متفجرة عليها، كأن يتم إلقاء رمانة يدوية عليها، أي أنها تنفجر جراء تأثير انفجار آخر، كانت المادة مخزنة بطريقة جيدة جداً، لم يكن بإمكان أحد أن يدخل المكان. لقد كانت هناك لسنوات، فلماذا لم تنفجر طوال تلك الفترة؟
* هذا يعني أنك تظن أن نترات الأمونيوم تلك لم تنفجر من تلقاء نفسها؟
بوريس بروكوشيف: متأكد من هذا مائة في المائة.
* وكيف تظن أنها انفجرت؟
بوريس بروكوشيف: ربما شبّ حريق في المكان، أو تم إلقاء متفجرات هناك. أقصد أن عاملاً خارجياً هو السبب في انفجار تلك المادة.
* هناك آراء تقول بأن المادة تم تفجيرها. فمثلاً يقال... أو قبل أن أتحدث عما يقال، دعني أسألك من هو المالك الحقيقي لتلك السفينة؟
بوريس بروكوشيف: إنه كريجوشكين، أنا عرفته وقد وقعنا العقد معه، أجل إيغور كريجوشكين هو المالك.
* أشارت وسائل إعلام إلى أن إيغور كريجوشكين ربما كان على علاقة مع حزب معارض لبناني يدعى حزب الله، ويقال إن تفريغ الشحنة هناك كان متعمداً وبقصد تفجيرها...
بوريس بروكوشيف: أنظر.. لنفترض أن هذه الشكوك صحيحة، لكن لماذا عندما قلنا لمالك السفينة إننا لن نذهب إلى موزمبيق، عثر على زبون يشتري الشحنة في قبرص، وبذل جهوداً كبيراً لإخراجها من مرفأ بيروت والإبحار؟ هذا هو السؤال الأول... السؤال الثاني هو من الذي أجبر مالك السفينة على خزن الشحنة في مكان آمن جداً مع الأخذ بكل شروط السلامة، وتخزينها تحت الأرض؟ كانت الشحنة مخزنة هناك بطريقة لا تشكل معها أي خطر على أي شيء. إنها مخزنة هناك بهذه الصورة منذ سنوات. لم يجبره أحد على تخزينها بتلك الطريقة الجيدة.
* كيف تشعر وقد أدت الشحنة التي جئت بها إلى قتل أكثر من 150 شخصاً وجرح الآلاف؟
بوريس بروكوشيف: كيف قد أشعر؟ أنا لا علاقة لي بهذا الحادث. لا أشعر بأي ذنب. لكن يؤسفني أن أناساً سقطوا ضحايا، شاهدت تسجيلات الفيديو وكيف أن الدور في تلك المنطقة بقيت بلا شبابيك بسبب الانفجار، وكان هناك من يعيش هناك ولكنهم لم يعودوا موجودين. أنا آسَف لذلك. لكن ماذا قد نفعل. حتى لو كنت أرغب بشدة في أن أفعل شيئاً لأجلهم، فإنني في الواقع لا أقدر على شيء. ما فعلته كان مجرد عمل عادي. لو أنني وضعت مادة قابلة للانفجار هناك عمداً عندها كنت سألوم نفسي بلا شك. لكن تلك الشحنة حمولة عادية يجري نقلها من دولة لأخرى. صحيح أن قانون مكافحة الإرهاب اللبناني يمنع تخزين تلك المادة على أراضي لبنان، لكنني لم أكن أعرف ذلك أيضاً، في الواقع عرفت منذ فترة أن تخزين نترات الأمونيوم في ذلك المكان ممنوع تماماً.
* منذ كم من السنين ونترات الأمونيوم مخزونة في ذلك المكان؟
بوريس بروكوشيف: غادرت لبنان في العام 2014، أي أن الشحنة تمت إعادة تخزينها هناك في أواخر 2014 أو بدايات 2015. في ذلك الوقت وجهت عدة مرات رسائل للمحامي الذي حررنا من هناك عن طريق القانون لنعود إلى بلدنا. يقضي القانون على مالك السفينة أن يدفع لنا رواتبنا، ولهذا سألت المحامي عدة مرات هل تم بيع الشحنة؟ علّنا نحصل على رواتبنا من ثمنها. لكنه كان يجيب في كل مرة أن الشحنة في المخزن. لم يدفعوا لنا أي رواتب حتى الآن رغم أننا طالبنا بحقوقنا عن طريق المحامي. بل أننا دفعنا 1500 دولار للمحامي ليطلق سراحنا ويستحصل لنا رواتبنا. سجلنا دعوى في المحكمة وكان علينا أن ندفع 25% من رواتبنا للمحامي في حال الحصول عليها. كنت أظن أن المحامي سيتولى إنهاء تلك الأعمال. لكنه أخبرني في وقت لاحق بالقول لقد بذلت جهوداً كبيرة مع إيغور كريجوشكين ليصرف لكم رواتبكم، لكن بدون جدوى.
* وهل تعرف أين هو كريجوشكين؟
بوريس بروكوشيف: أخبروني بأنه في قبرص، وحسب معلوماتي فإن الشرطة استدعته وحققت معه ثم أطلقت سراحه. القضية الآن في يد شرطة التحقيقات.
* بعد الانفجار، هل كانت لك اتصالات وكلام مع الأشخاص الذين كنت تعمل معهم على متن السفينة؟
بوريس بروكوشيف: أجل، راسلني أحدهم بعد الانفجار واتصل بي هاتفياً، كان هو الشخص الثالث في الطاقم الميكانيكي للسفينة. قلت له إنني لست على بينة من أي شيء. كما اتصلت بي زوجة أحد معاونيّ عن طريق (سكايب). كان زوجها قبطاناً خبيراً وكان معنا على متن السفينة، لكنه متوفى حالياً. أخبرتها بأنه لا معلومات لدي ولم أعد أعتقد أنهم سيدفعون لنا رواتبنا بعد الآن. بعد ذلك اتصل بي أحد أفراد طاقم السفينة واسمه (باريس) وكان معنا على متنها، وسألني عن رواتبنا، وقلت له أيضاً إنه ليس هناك شيء واضح حتى الآن.
* هل واجهت أي مشاكل بعد الانفجار؟
بوريس بروكوشيف: لا، لم تواجهني أي مشاكل، ولم يتصل بي أحد من أي جهة رسمية.
رووداو: لكنهم طلبوا منك أن تذهب إلى لبنان، ما سبب ذلك؟
بوريس بروكوشيف: أجل، اتصلوا بي وقالوا عليك أن تأتي إلى لبنان لتقدم بعض التوضيحات، لكني لم أعرفهم.
* هل أنت على استعداد للذهاب إلى بيروت؟
بوريس بروكوشيف: إذا منحتني السفارة الروسية ضمانات بأن أبقى عندهم في السفارة في فترة إقامتي في لبنان ويرافقني العاملون في السفارة إلى الأماكن التي ينبغي أن أقدم توضيحات لها، أو أن يأتيني من يريدون مني شيئاً إلى السفارة، ثم يسمحوا لي بعد ذلك بالعودة إلى هنا. أنا مستعد للذهاب بهذه الشروط. لا شك إذا سمحت لي حالتي الصحية بذلك، لأن ضغط الدم عندي مرتفع.
* متى كانت المرة الأخيرة التي رأيت فيها السفينة روسوس؟
بوريس بروكوشيف: شاهدت قبل فترة صوراً لها وكانت قد غرقت إلى النصف.
* غرقت بعد الانفجار؟
بوريس بروكوشيف: لا، كانت غارقة قبل الانفجار.
* وأين هي الآن؟
بوريس بروكوشيف: مازالت في مرفأ بيروت.
* هل أصابتها أضرار نتيجة الانفجار؟
بوريس بروكوشيف: لا، غرقت في مياه البحر إلى النصف منذ العام 2018.
* أي أن السفينة متهالكة تماماً؟
بوريس بروكوشيف: كان بها ثقب صغير حينها، وكان الماء يتسرب إلى الداخل عبر ذلك الثقب. كنا نرقع الثقب لكنه كان يعود للظهور من جديد، وكنا نعود لترقيعه من جديد. لكن عندما غادرنا السفينة لم يكن هناك من يسد تلك الثغرة. الفترة بين العامين 2014 و2018 هي أربع سنوات، ولا شك أن كمية المياه التي تسربت إلى داخل السفينة في تلك الفترة كافية لإغراقها وإتلافها.
* بعد كل هذه الأحداث، ما هي خططك لاستعادة حقوقك؟ هل أغلقت القضية أم مازلت مستمراً على سلوك الطريق القانوني لكي يدفعوا لك راتبك الذي لم يصرفوه لك؟
بوريس بروكوشيف: كل ما أريده هو راتبي. عندما عدت إلى هنا أخبروني أن شرطة الجمارك ومكاتبهم حاولوا العثور على زبائن لشراء شحنة نترات الأمونيوم تلك ليدفعوا لنا رواتبنا من ثمن الشحنة. فقلت ولماذا لم يقولوا لنا في حينه بأنهم يبحثون عن زبائن لشراء الشحنة وعند بيعها سندفع لكم رواتبكم وتستطيعون العودة إلى دياركم. كان بإمكانهم أن يقولوا لنا احرسوا الشحنة وكنا سنفعل ذلك لحين بيعها وحصولنا على أموالنا. كان بإمكاننا أن ننتظر لحين انتهاء كل الإجراءات ثم نعود. لكنهم لم يخبرونا بشيء، وليس هناك من يعمل بدون مقابل أو يحب عملاً لا يجني منه المال. لهذا عدنا إلى ديارنا.
* هل كانت السفينة تعاني من مشاكل تقنية في ذلك الوقت أيضاً؟
بوريس بروكوشيف: بكل تأكيد كانت تعاني الكثير من المشاكل. كانت هناك ثقوب وكان بعض أجزاء المحرك لا يعمل كما يجب، كانت تعاني مشاكل كثيرة وتحتاج إلى تصليح، لكن لم يهتم أحد بها.
* هل لاحظت في ذلك الوقت أي مخالفات في الشحنة؟ مثلاً، هل كان وزن الشحنة وحجمها مطابقين لشروط الشحن أم لا؟
بوريس بروكوشيف: من جهة الوزن، أنا لم أكن أعرف كم هو وزن الشحنة، لأنني لم أتمكن من وزنها. إنها مادة ثقيلة جداً وليس وزنها بالعملية السهلة. ربما قام الطاقم السابق الذي حمّل الشحنة قد وَزَنَها. لم تكن هذه المسألة ضمن سلطاتي.
* كنت هناك لمدة 11 شهراً، كم شهراً بالتحديد بقيت على متن السفينة؟
بوريس بروكوشيف: عشت كل الأشهر الأحد عشر على متن تلك السفينة.
* هل هناك ذكرى سارة أو غير سارة لكم على تلك السفينة، لم تنسوها حتى الآن؟
بوريس بروكوشيف: الذكرى الحزينة كانت عدم السماح لنا بالعودة إلى الديار. لم يكونوا يخبروننا متى نستطيع العودة إلى الديار. حتى أننا لم نكن نعرف هل سيفرجون عنا أم لا. كان مالك السفينة قد تخلى عن السفينة، وكانت الشحنة على السفينة ويقولون ممنوع أن تفرغوها. لم نكن نعرف ماذا سيكون مصير تلك الشحنة. كما لم يظهر الشخص الذي باعه إيغور كريجوشكين الشحنة، ولو ظهر لما سلمناه الشحنة حتى يدفع لنا رواتبنا. انتظرنا كثيراً بدون أن يظهر صاحب الشحنة، ولم يظهر حتى الآن، ولا يعرف أحد من هو مالك الشحنة.
* كانت هذه الذكرى الحزينة.. أليست عندكم ذكريات جميلة أفرحتكم في الفترة التي قضيتموها هناك؟
بوريس بروكوشيف: لم يحدث شيء يذكر، لم يكونوا يسمحون لنا بدخول المدينة، كانوا قد صادروا منا جوازات سفرنا وكل وثائقنا، كنا هناك بدون أي من ذلك. إضافة إلى ذلك، كان الجو حاراً كانت الحرارة عالية، ولم تكن عندنا وسائل تبريد.
* عندما لا يرى المرء اليابسة عن قرب 11 شهراً، ولا يرى في تلك الفترة الناس ولا السيارات ويبقى على متن سفينة في عرض البحر، كيف يشعر؟
بوريس بروكوشيف: كيف كنت أشعر، أنا معتاد على الماء. أعمل في البحر منذ كان عمري 18 سنة، قضيت 23 سنة من الخدمة العسكرية في السفن الحربية. استمر ذلك حتى العام 1993، ومنذ ذلك الحين أعمل في الملاحة المدنية.
* يقال إن كريجوشكين، لم يكن المالك الحقيقي للسفينة وإن مالكها شخص آخر؟
بوريس بروكوشيف: عملت من قبل على تلك السفينة في العام 2012، كانت شركة (إنترفليت) تملك السفينة في ذلك الوقت، وكان مقرها في قبرص. أما شركة كريجوشكين فاسمها (تيتة شيب)، ومقر الشركتين في نفس المبنى بقبرص. كان يفصل بين مكتبي الشركتين جدار واحد. كانت هناك علاقات صداقة بين الجانبين. حصل كريجوشكين على السفينة من إنترفليت، لكن لا أعرف كيف، هل استأجرها أم حصل عليها بطريقة أخرى، لم يخبرني أحد بشيء من ذلك. كما أن هناك معلومات تقول إن كريجوشكين كان مديناً لأحد البنوك، وطلب البنك من السلطات اللبنانية أن تقوم بمصادرة شحنة كريجوشكين تلك.
* ماذا تريد أن تقول للشعب اللبناني؟
بوريس بروكوشيف: أعزيهم، وأشعر بأسف بالغ على أولئك الناس. من المحزن جداً أن يكون المرء سليماً معافى ويباغته الموت فجأة، مثلاً نحن جالسون الآن هنا، ويقع انفجار بالقرب منا ويقتلنا، هذه فاجعة بلا شك. لكن ليس بمستطاعنا الآن أن نعيد الحياة لهؤلاء الناس، ولهذا يجب العثور على المذنبين، وتجب معاقبة المذنبين.



حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top