احد المطربين المعروفين في كركوك والى حد ما على مستوى كوردستان و هو حسن غريب، ولع بالموسيقى منذ الطفولة، الا انه واجه صعوبات في طريق ممارسة هوايته المفضلة. اول المعترضين على ممارسة هوايته كان الوالد. ومن يدري، ربما كان الوالد من باب الحرص على مستقبل ابنه الدراسي، كان يعترض ميول نجله نحو الموسيقى التي ربما كانت من وجهة نظره عمل لا طائل من وراءه، او غير مجد بالنسبة لمن يريد العيش برفاهية في هذا الزمن...

حاوره: طارق كاريزي
احد المطربين المعروفين في كركوك والى حد ما على مستوى كوردستان و هو حسن غريب، ولع بالموسيقى منذ الطفولة، الا انه واجه صعوبات في طريق ممارسة هوايته المفضلة. اول المعترضين على ممارسة هوايته كان الوالد. ومن يدري، ربما كان الوالد من باب الحرص على مستقبل ابنه الدراسي، كان يعترض ميول نجله نحو الموسيقى التي ربما كانت من وجهة نظره عمل لا طائل من وراءه، او غير مجد بالنسبة لمن يريد العيش برفاهية في هذا الزمن.
زرناه مع عدد من الادباء في منزله المستقر عند سفح جبل كاني دوملان في حي عصري استثماري. لقد ابدى الكثير من الابهة والترحيب في استقباله لنا. علامات ورموز الفن كانت بادية في كل زاوية من زوايا غرفة الضيوف، فالمنزل يعكس بالتالي الذائقة الجمالية لرب المنزل وطبيعة الماماته وهواياته وحرفته. اتحفنا واطربنا بصوته الشجي وعزفه على آلة العود من خلال تقديمه مقاطع من المقام والبستات.
طرحت الكثير من الاسئلة، فالجلوس مع الفنان يغري المرء للابحار في عالم الاسئلة. ادناه اضمامة مختارة من الاسئلة التي طرحناها على المطرب الكوردي حسن غريب واجوبته:
*هل هناك ضرورة بان يكون المطرب عازفا؟
-نعم، العزف جزء اساسي من عالم الغناء والطرب. انا شخصيا ولعت بالموسيقى قبل انخراطي في عالم الغناء.
*وكيف كانت البداية مع عالم الموسيقى؟
-ان الظرف الذي مررت به في مشوار بدايتي مع الموسيقى ربما يقبل التعميم الى حد ما، اي يمكن النظر اليه كحالة عامة وليست حالة خاصة. الغالبية العظمى من الاسر الكوردستانية ايام كنا نحن شبانا في مقتبل العمر، كانت لا تفضل انزياح اطفالها نحو عوالم اخرى غير عالم الدراسة والتحصيل خصوصا ايام طفولتنا نحن. انا المولع بالموسيقى كنت اصنع آلات يدوية بعدد ومواد بدائية بسيطة كي اقوم بالعزف عليها، مع انها كانت بدايات بسيطة لكنها كانت حبلى بالأحلام الجميلة. ومن ثم تطورت الامور شيئا فشيئا بحيث بات باستطاعتي شراء آلة موسيقية، لكنني واجهت معضلة اعتراض والدي على توجهي نحو عالم الموسيقى. كان من شدة حرصه على ضرورة التزامي بالدراسة والتحصيل، يمنعني من اقتناء وامتلاك الآلات الموسيقية، بل وكان لا يتردد من تحطيم وتهشيم هذه الآلات ان وجدها بحوزتي.
*طيب وكيف استطعت اجتياز هذا العارض الاسري؟
-ان العارض الاسري بالتأكيد كان له تداعياته على نموّ موهبتي وارتقائها، لكن هذا العارض لم يحول دون تواصلي مع هوايتي وولعي بعالم الغناء والموسيقى. الموهبة لا يمكن ايقافها واخمادها الا باخماد جذوة الموهبة في ذات الموهوب. انني كنت راسخ القناعة من حيث ولعي بالفن، لذلك واصلت المشوار رغم كثرة المعوقات. شيئا فشئيا باتت الامور تسير نحو سكة المضمار الفني، خصوصا مع توظيف ملكتي في الغناء والعزف الى جانب تراكم الخبرة بعد كثرة التمرين والاستفادة من اساتذة الموسيقى والغناء، ولعل الانطلاقة الاولى كانت في التسعينيات عندما عرضت احدى كليباتي الغنائية عبر قناة تلفزيون كركوك.
*ما هي مقومات الاغنية الناجحة؟
-كل اغنية ناجحة لها عدة مقومات اساسية، منها الصوت الجميل، النص الشعري الرقيق، اللحن الشجي والاداء الراقي. بهذه العناصر الاربعة الاساسية ستكون الاغنية ناجحة تحقق الاقبال لدى الجمهور. وبالتأكيد هناك مقومات اخرى اضافية لنجاح اي اغنية، فظرف الزمكان له دور مهم في نجاح الاغنية، كونها تعد نقطة التلاقي الحساسة بين الاغنية ومستمعيها.
*وما هي مقومات المطرب الناجح؟
-المطرب الناجح هو من يكتشف خفايا موهبته الفنية وركيزة ملكته الشخصية ومن ثم يواصل صقلها باستمرار. وكذلك ارى من الضرورة بمكان بان يكون المطرب ملما بالثقافة الموسيقية عارفا بسلم المقامات الرئيسة والفرعية. انا من جهتي بذلت الكثير من الجهود وتتلمذت على يد اساتذة الموسيقى والمقامات وكبار العازفين. فالمطرب الناجح من المهم ان يكون عازفا ولو على آلة موسيقية واحدة.
*ابرز المعوقات او التحديات الحالية امام المطربين؟
-ان الحياة الآن باتت معقدة كثيرة التكاليف، والعمل الفني بات مكلفا لان اي مشروع فني يحتاج تظافر جهود عدد من المتخصصين في حقل الغناء والعزف وتقنيات التصوير والتسجيل الصوتي والتصوير. وكل هذه الامور تحتاج الكثير من التكاليف المادية، خصوصا انجاز الكليبات الغنائية التي باتت مكلفة جدا وبالنتيجة لا تترك ذلك الاثر في الساحة الفنية نظرا لكثرة قنوات البث البصري. لذلك فان السعي لانجاز واتمام اغنية بات يواجه الكثير من المعوقات التي تثقل كاهل المطرب كثيرا.
*هل من مقترح لديك يخدم المطربين ويسهل لهم انجاز مشاريعهم؟
-ان الوضع الحالي، كما قلت، يطرح الكثير من المعوقات امام المطربين من حيث انجاز مشاريعهم وايصال نتاجاتهم الى جمهور المستمعين والمشاهدين. نحن على قناعة تامة بأنه في حال تأسيس مؤسسة فنية تمتلك الحد الادنى من الامكانيات الفنية وتتلقى الدعم من الحكومة او شركة اهلية يهمها رفد الذائقة الفنية للجمهور الكوردستاني بالنتاجات الجديدة، يمكن ان تكون السند والداعم للمطربين والموسيقيين بما تقدمه من تسهيلات هي غير مكلفة اساسا بالنسبة لذات المؤسسة لكنها مهمة ومؤثرة بالنسبة للوسط الفني من خلال ما تقدمه من تسهيلات كبيرة للمطربين والموسيقيين.