• Wednesday, 24 April 2024
logo

السفير اليوناني ببغداد: زيارة وزير الخارجية إلى أربيل تأجلت لخلل تقني ولم يتم إلغاؤها

السفير اليوناني ببغداد: زيارة وزير الخارجية إلى أربيل تأجلت لخلل تقني ولم يتم إلغاؤها
أكد السفير اليوناني في بغداد، ليونيداس كونتوفونيسيوس، أن الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إلى أربيل لم تلغ لكنها تأجلت لأسباب تقنية، مشيراً إلى رغبة بلاده بافتتاح قنصلية لها في إقليم كوردستان بأقرب وقت...
أكد السفير اليوناني في بغداد، ليونيداس كونتوفونيسيوس، أن الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إلى أربيل لم تلغ لكنها تأجلت لأسباب تقنية، مشيراً إلى رغبة بلاده بافتتاح قنصلية لها في إقليم كوردستان بأقرب وقت.

وفي أول زيارة من نوعها منذ عام 1998، زار وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بغداد، والتقى بمسؤولين كبار على رأسهم رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وشهدت الزيارة توقيع مذكرتي تفاهم، فيما تم بحث ملفات عدة بين المسؤول اليوناني ونظرائه العراقيين تتعلق بالاقتصاد والأمن والهجرة.

وقال كونتوفونيسيوس في مقابلة إن بلاده ترغب بحل الخلافات مع تركيا بشأن البحر المتوسط.

وتتنازع تركيا واليونان العضوان في حلف شمال الأطلسي، بشأن حقول غاز ونفط في شرق المتوسط، وتصاعد التوتر في أواخر آب الماضي، عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية.

* ما أسباب إلغاء وزير الخارجية اليوناني زيارته إلى أربيل

كونتوفونيسيوس: قبل كل شيء هذا لم يكن إلغاءً بل تأجيلاً للزيارة بسبب وجود خلل تقني في الطائرة وبعد ساعة من مغادرته الطائرة من أجل إصلاح الخلل تعذر ذلك في الوقت المناسب، وحتّمت ضرورة عودته إلى اليونان لأسباب مُلحة تأجيل الزيارة إلى وقت آخر وليس إلغاءها لأنه كان ينوي ضمن أجندته زيارته في أربيل افتتاح القنصلية اليونانية في أربيل.

* لو تطلعنا على مضمون الاتفاقين اللذين وقعا يوم أمس بين العراق واليونان؟

كونتوفونيسيوس: نعم هذا ليس سراً، كانت لدينا يوم أمس ثلاث مذكرات تفاهم، إحداهما تتعلق بالتشاور السياسي بين وزارتي خارجيتي البلدين، والثانية تخص سياسة التعاون الدبلوماسي والثالثة كانت حول الاستثمار.

* كيف تقيَّم اليونان موقف العراق من النزاع القائم بين أثينا وأنقرة بشأن البحر المتوسط؟

كونتوفونيسيوس: بادئ ذي بدء، العراق بلد لديه مجموعة من المشاكل التي يعاني منها لكن العلاقات بين اليونان والعراق جيدة على الدوام بدون أي خلافات، لذا فإن ما تحدثنا عنه يوم أمس كان يتركز على العلاقات الثنائية بين الجانبين رغم وجود بعض المصادر التي نعود إليها في المحادثات خلال التطرق للقضايا الإقليمية لكن نحن لدينا علاقات ودية مع دول المنطقة ومنها العراق ومصر والأردن لأن لدى اليونان تنسيقاً إقليمياً مشتركاً مع تلك الدول ومنها على سبيل المثال العلاقات بين مصر وقبرص أو الأردن وقبرص وكذلك إيران ونحن نرغب بإدامة هذه العلاقات، ونحن ندرك أن لدينا جارة مشتركة وهي تركيا وفي الوقت ذاته لدينا أصدقاء مشتركين وهما الأردن ومصر.

* هل تناولت اجتماعات وزير الخارجية اليوناني في بغداد ملف الهجرة مع تزايد أعداد المهاجرين الذين يتوجهون من العراق وإقليم كوردستان صوب اليونان بغية الوصول إلى أوروبا؟

كونتوفونيسيوس: بالتأكيد تم الحديث عن ذلك أيضاً حيث قدم وزير الخارجية العراقي شكره إلينا على استقبال اللاجئين العراقيين الموجودين في اليونان حالياً، وتصاعد هذا الأمر خلال السنوات الماضية أما هذا العام فقد انخفضت نسبة الهجرة إلى اليونان بنسبة 70% لذا اعتقد أن أعداد الذين غادروا اليونان هذه السنة أكثر من الذين قدموا إليها.

* تحدثتم عن رغبة اليونان بافتتاح قنصلية لها في إقليم كوردستان، إلى أين وصل هذا الأمر ومتى سيتم ذلك؟

كونتوفونيسيوس: سيتم الافتتاح متى ما سنحت الفرصة لذلك بأقرب وقت لا محالة، أكد وزيرا الخارجية العراقي واليوناني ونائبهما وكذلك المسؤولون الاقتصاديون على أهمية الاجتماع الذي كان ذا طابع اقتصادي ونحن لم نتحدث حينها عن أي شيء يتعلق بمعاداة تركيا وكل في ما الأمر أننا أردنا إحاطة أصدقاءنا العراقيين حول ما يحدث الآن شرقي البحر المتوسط وتحدثنا عن موقف اليونان وقبرص حيال الأمر.

* النزاع بين اليونان وتركيا حول البحر المتوسط هل هو قضية قانونية أم سياسية؟

كونتوفونيسيوس: بالنسبة لنا في اليونان إنها قضية تتعلق بالحد من الخروقات والانتهاكات، والحقيقة التي يجب أن تكون حاضرة للدخول في أي حوارات مع تركيا هي أن تعترف أنقرة بالحقوق الشرعية لليونان وبدون ذلك لا يمكننا التحاور معها.

* منذ أمد بعيد تريد اليونان إحالة هذه القضية إلى ديوان العدالة الأوروبية ويمكن أن تتبنى اليونان وتركيا هذه المسألة مع وجود قانون كهذا، فلماذا لا تلجأون إلى هذا الخيار لحل المعضلة الشائكة منذ سنوات؟

كونتوفونيسيوس: دعني أوضح لكم قليلاً، لا تريد اليونان تسوية هذه القضية خارج إطار الاتحاد الأوروبي فلدى الاتحاد نفسه عدة مسائل خاصة مع تركيا وهنالك مفاوضات في هذا الصدد، ومنها انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، لذا هنالك اختلاف بين العلاقات الأوروبية - التركية والأوروبية – اليونانية لكننا نرغب بالتباحث معاً حول الحدود اليونانية وحدود قبرص لأننا (اليونان وقبرص) عضوان في الاتحاد الأوروبي، والاتحاد يرغب بالقيام بدور الوساطة كما أن للولايات المتحدة دور الوسيط.

* لكن الموقف الأوروبي لا يزال غير جليّ، فهي من جهة تحاول دعم اليونان باعتبارها أحد أعضائها وفي الوقت ذاته لا ترغب بتعكير صفو العلاقات مع تركيا خاصة مع وجود ملف المهاجرين، فما هو الدور الذي ترغب أثينا أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن؟

كونتوفونيسيوس: هاتان القضيتان مختلفتان بعض الشيء، فقضية المهاجرين شأن آخر، في نيسان الماضي واجهنا أزمة بسبب محاولة تركيا ممارسة الضغوط على الاتحاد الأوروبي باستخدام ورقة المهاجرين قبل أن تتم معالجة الأمر من قبل الاتحاد الأوروبي عبر نشر قوات حرس الحدود في أغلب المناطق الحدودية براً وبحراً، وبعد ذلك لم تحدث أي موجة لجوء إلى أوروبا، وكما قلت سابقاً فإن معدلات الهجرة إلى اليونان انخفضت 70% هذا العام، لذا فأن هذا الأمر منفصل تماماً، وفيما يتعلق بملف الهجرة، فقد اتخذنا مجموعة من التدابير للعمل على الحد منها والتعامل مع المهاجرين.

* إلى أي مدى تلقي مسألة الخلاف حول قبرص بظلالها على النزاع بين اليونان وتركيا؟

كونتوفونيسيوس: التعقيدات الحالية لم تتبلور بسبب قبرص، والجميع يعلم أنها ناجمة عن تصرفات دولة معينة لذا مسألة قبرص شأن آخر، ورغم إمكانية وجود صلة لكن لدينا اتفاقيات مع ليبيا وإيطاليا ومصر وإسرائيل ولبنان حول الحدود في شرق البحر المتوسط وهذا نطاق اقتصادي خاص بين تلك الدول دون أن نكترث بمواقف الدول خارج هذا النطاق، لكن في المقابل عقدت تركيا تفاهماً أو اتفاقاً مع إدارة في ليبيا وأرادت أن تدخل في الاتفاق وهذا ما أجج التوترات.

* مع بداية حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم كانت العلاقات بين تركيا واليونان جيدة إلى حد ما وكانت هنالك حوارات ومفاوضات، لماذا تعثرت العلاقات بين الجانبين على هذا النحو الشائك؟

كونتوفونيسيوس: هنا أود أن أعبر عن موقفي من السيد أردوغان فأنا كدبلوماسي عندما كنت في اسطنبول كان حينها (أردوغان) رئيساً لبلدية اسطنبول عام 1996 سعى لتنظيم مباراة بين رياضيي اليونان واسطنبول، وحينها علمت أنه سياسي قادر على التعامل بطريقة تحافظ على العلاقات، ليست لدي أي مشكلة مع السيد أردوغان وكانت لدينا اجتماعات جيدة حينما شغل منصب رئيس الوزراء وكانت المفاوضات قائمة حتى عام 2016 لكن الخلافات نشأت بعد صيف 2016 لنرى وجهاً مغايراً لكن هذا لا يعني أن نقول إن هذا الوجه سيء أو بشع بل نريد النظر برؤية منطقية إلى رغبته بالنهوض ببلاده إلى مستوى أفضل في عدة مجالات، فتركيا دولة محل احترام ونحن نرغب بحل الخلافات وتحسين علاقاتنا معها.






حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top