• Saturday, 20 April 2024
logo

الفنانة حنان مطاوع: دراما الشارع والبشر أغرب من خيال الفن

الفنانة حنان مطاوع:  دراما الشارع والبشر أغرب من خيال الفن
(التقمص إلى حد التوحد مع الشخصية)، كان جواز مرورها إلى قلب المشاهدين، من خلال عدة أدوار برعت خلالها في تقديم الأداء الراقى، والانفعالات الصادقة دون تكلف، وانتقاء أدوار تمثل إليها إضافة، وليست مجرد «دور عابر».. هكذا بدأت الفنانة حنان مطاوع مسيرتها الفنية منذ البداية، وهكذا حافظت على مكانتها في وجدان الجمهور...
حاورها: عبدالرحمن الشرقاوي

(التقمص إلى حد التوحد مع الشخصية)، كان جواز مرورها إلى قلب المشاهدين، من خلال عدة أدوار برعت خلالها في تقديم الأداء الراقى، والانفعالات الصادقة دون تكلف، وانتقاء أدوار تمثل إليها إضافة، وليست مجرد «دور عابر».. هكذا بدأت الفنانة حنان مطاوع مسيرتها الفنية منذ البداية، وهكذا حافظت على مكانتها في وجدان الجمهور، من خلال صدق الإحساس وانتقاء الشخصيات وتقمص الأدوار؛ فهى دومًا لا تقدم على أداء شخصية ما في عمل فنى دون أن تصدقها.
«حنان» قالت، في حوار إن كل عمل يعرض عليها تشعر معه وكأنه الأهم والأصعب والأجمل والأمتع في مسيرتها، فتحبه وتتفانى وتخلص له حتى تنتهى من تصويره وتتابع ردود الفعل حوله، قبل أن تدخل في عمل جديد وتركز فيه وتراه الأصعب والأهم والأجمل.
وأضافت: «أنا منتمية جدًّا للشارع المصرى بكل طبقاته، وبادوب في تراب بلدى حبًّا وحب ناسها، وأرى أن المعدن المصرى أعظم معدن في الوجود وحقيقى أعشقه».
وعن السيرة الذاتية لوالدها الفنان الراحل كرم مطاوع وتجسيدها في عمل فنى، قالت: «ليست هناك سيرة ذاتية لوالدى من الأساس، هناك مليون شخص مهمون في الوجود وليست لهم سيرة ذاتية، أعمال أبى هي سيرته الذاتية، وهى التي قامت بتخليده».. وإلى نص الحوار:
■ في البداية.. ما حقيقة ما أثير من وجود خلافات بينك وبين الفنان محمد رجب بسبب إطلاق اسم «ضربة معلم أو معلمة» على المسلسلين اللذين يتم تصويرهما حاليًا والمقرر عرضهما خلال الموسم الرمضانى المقبل؟
- ليس هناك أي خلافات بيننا، ولكنها دعاية لجذب الانتباه ليس إلا، فلا يزال العملان قيد الكتابة، ولم يتم الاستقرار على الاسم حتى الآن.
■ وماذا عن دورك الجديد في «ضربة معلمة»؟
- لا أفضل الحديث عن شىء لم يتم وهو ما زال في الحلقة الأولى وليس هناك أي شىء واضح، فالسيناريو يحمل اسم «ضربة شمس» أو «ضربة بدر» ولم يتم الاختيار بينهما.
■ كيف استقبلت ردود الجمهور على مسلسل «أمل حياتى»؟
- كنت سعيدة جدًّا ومهتمة بمعرفة ردود الفعل على المسلسل.
■ كيف تتقنين إلى هذا الحد تقمصك جميع أدوارك حتى إن المشاهد يشعر أن شخصيتك تتماهى تمامًا مع كل دور تؤدينه؟
- الدور كله صعب.. أهم شىء في التمثيل هو أن تمسك روح الشخصية، وهو أصعب شىء على الإطلاق، ولكن بعد أن تتلبس هذه الروح، يظهر داخلك رسم بيانى لطاقتك الشخصية، يوضح أن هذا المشهد كان أصعب من ذلك، فالتمثيل كله صعب لأنك تقوم بإحياء شخصية من على الورق إلى إنسان من لحم ودم يراها المشاهد ويحبها ويصدقها.
الشخصيات الأكثر بساطة هي الأكثر صعوبة، لأنك لا تمتلك انفعالات عالية كثيرًا، ولكنك تتحرك كالنسمة داخل المشاهدين، فعندما تشاهد لوحة تجد الألوان التي تخطف الأنظار هي الألوان «الفاقعة» فالأدوار الشريرة والمنحرفة والقاسية، مثلًا، كاللون الأحمر أو الأصفر أو الأزرق، أما الأدوار الأخرى الطيبة فتكون كاللون البيج أو البينك ألوان هادئة ولكنها تستطيع أن تترك أثرًا كبيرًا في النفس إذا تم تصديقها.
■ هل توجد شخصية تشبه «أمل» بطيبتها وجدعنتها وتحملها للمسؤولية على أرض الواقع أم أنها من وحى الخيال؟
- أشعر أن الدنيا فيها ما هو أغرب من الخيال، وأن الواقع أغنى بكثير من الدراما، ودراما البشر في الشارع متنوعة وتفوق أي تصور سواء في الخير أو الشر، وفى النهاية هذا خيال مؤلف، «بينما الشارع ملىء بالدراما والإثارة والحياة»، وبالتأكيد هذا موجود حتى لو لم تكن الأغلبية وإن كانت نادرة، وبالتأكيد في كل عمارة أو كل أسرة ستجد شخصًا تفانى من أجل إخوته، أنا شخصيًا أمى أكبر إخوتها وكانت مسؤولة عنهم مع والدها ووالدتها بشكل أو بآخر حتى وإن لم تكن مطابقة لشخصية «أمل»، وأبى أيضًا كان كذلك ونشأ في حى السيدة زينب، فأنا رأيت نماذج لم تكن بطيبة «أمل» تحديدًا ولكن مثلها في الجدعنة، والمصريون يتميزون بتلك الشهامة دائمًا.
■ من شاهدك في المسلسل تبرعين في مشاهد «التكفيت» يظن أنك نحاتة نحاس وفضة بالفعل؟
- المخرج والإنتاج مشكورين وفرا لى اثنين من الحرفيين المهرة جدًّا من شارع المعز علمانى «التكفيت» وكيف أنحت على النحاس والفضة، الموضوع كان ممتعاً وشيقاً جداً بالنسبة لى، لأننى من عشاق النحاس والفضة في ستايل منزلى وملابسى.
■ تقمصتِ الدور في «أمل حياتى» إلى درجة التوحد حتى إن الكثير من الجمهور تأثر به خاصة اخر مشهد.. كيف قدمتِ ذلك الخليط الصعب؟
- عندما تكون هناك مشاهد تحتوى على الكثير من المشاعر، أطلب من المخرج أن يبدأ من المساحة الضيقة، لأننى لا أستطيع إعادة تلك المشاهد، لأننى أتعب كثيرًا في أدائها، وكذلك مهندس الصوت أطلب منه ذلك، لأن المايك الذي يلتقط الصوت يكون مخفيًّا، وهو يلتقط ضربات القلب، وضربات قلبى تكون سريعة جدًّا، وأكون صادقة جدًّا ومنهارة في تلك المشاعر.. فالحمد لله كل من عملت معهم كانوا شديدى التفهم.
يجب أن أصدق الشخصية كاملة لأجسدها وليس هذا المشهد فقط، وذلك يجعلنى أعيش تلك الشخصية في كل مشهد، وخطورة هذا المشهد أنه لم يصور وقت الفرح، فقد تم تصوير الفرح في يوم، وبعدها بأربعة أيام صورنا مشهد دخولى الغرفة، فكان على استرجاع ما حدث بالفرح وأسترجع علاقتى بالحبيب، وكأننى سامعة صوت الفرح وأنا بالغرفة.
■ كيف أتقنتِ اللهجة الصعيدية في مسلسل «بنت القبائل» رغم صعوبتها؟
- جميعنا تربينا على اللهجة الصعيدى في المسلسلات وفى ثقافتنا، وهى لهجة محببة لنا جميعنا كمصريين، فهى ليست صعبة والذى قام بترشيحى للدور شركة الإنتاج، وعلى رأسها حسام شوقى.. وكل شىء بالمذاكرة يكون سهلًا.
■ هل الخلطة الصعيدية عمومًا عند تقديمها تعتبر تجربة ناجحة لأى مسلسل مثل دور محمد رمضان في «نسر الصعيد»، ودورك في «بنت القبائل»؟
- نعم، بالطبع لأن تلك الشريحة محببة للكل، وهناك محافظات أخرى تمثل شرائح عريضة ولكنها ليست محببة للكل كالصعيد، فحقيقة الدراما الصعيدية واللهجة الصعيدية جاذبة لكل المصريين بل العرب أيضًا، فهى من الخلطات السحرية المؤثرة.
■ كيف وصلتِ إلى حل المعادلة التي وضعتك كواحدة من الأسرة المصرية بإجماع الآراء حيث تؤدين الأعمال ببراعة وكأنها حقيقة وليست تمثيلًا؟
- ذلك شرف لى، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور دائمًا، وحقيقة أنا واحدة من الناس فعلًا، فأنا منتمية جدًّا للشارع المصرى بكل طبقاته من الدنيا إلى العليا، هذا حقيقى وليس مجرد كلام، وأدوب في تراب بلدى حبًّا وحب ناسها، وأرى أن المعدن المصرى أعظم معدن في الوجود وحقيقى أعشقه، فبالتأكيد هم يحبوننى بسبب حبى لهم وليس العكس.
والحمد لله أتمنى من الله أن يديم تلك النعمة علىَّ، وأؤكد أننى أشعر بالانتماء للشارع المصرى وأننى واحدة منهم وأشبههم وأتمنى أن أظل أشبههم وأستطيع التعبير عنهم دائمًا لأكون واحدة منهم.
■ ماذا عن فيلم «الجنس اللطيف» و«شر الحليم» و«قابل للكسر» ومسلسل «القاهرة كابول» ما الذي يؤخر ظهورها للنور؟
- فيلم «الجنس اللطيف» أثار لى مشكلة كبيرة منذ فترة قريبة، فقد كُتب مرة عنى أنى سأقوم بدور في فيلم كذا، مثل «الفنكوش»، حتى إن «ويكيبيديا» كتبت أيضا أننى سأمثل في الفيلم، مع العلم أنه لم يتم عرضه علىَّ ولا حتى تم تصويره، وعندما ترددت تلك الشائعة بكثرة، بحثت عن اسمه على الإنترنت، وفوجئت بأنه من إنتاج عام 1945، وأنه من بطولة الفنانة مديحة يسرى، وفى ذلك الوقت لم أكن أنا ولا أمى وُلدنا، أما فيلم «شر الحليم» فقد كنت مرشحة له ولكن لم يتم إنتاجه فبابه تم إغلاقه، فقد كان مشروعًا، وتم إلغاؤه لأسباب إنتاجية غير متعلقة بى على الإطلاق، وفيلم «قابل للكسر»، مستقل، لم أتقاض عنه أجراً ولا حتى مليمًا واحدًا.. فيلم شاركنا فيه جميعنا بجهود ذاتية وتم الانتهاء منه ولكنه لم يعرض حتى الآن.
■ حدثينا عن هذا الفيلم؟
- أتمنى أن يكون فيلمًا جيدًا وينال إعجاب الناس، فهو ينتمى إلى السينما المستقلة، وتمت صناعته بجهودنا الذاتية، هو شىء مصرى جميل وبسيط، أتمنى من الله أن يصل إلى قلوب الناس، أما مسلسل «القاهرة كابول» فيتم تصويره حاليًا، وبإذن الله يلحق رمضان المقبل، ويعتبر هذا المسلسل ثانى تعامل مع المخرج حسام على، وثالث تعامل مع المؤلف عبدالرحيم كمال، وثامن تعامل مع طارق لطفى، وأول تعامل مع خالد الصاوى.
■ مع من تشعرين بتحد أكبر أثناء التمثيل ياسر جلال أم فتحى عبدالوهاب وخالد الصاوى؟
- لا أشعر بأن هناك تنافسًا أثناء التمثيل، فتكون هناك مشكلة إذا شعر أحدنا بذلك، نحن بداخل المشهد نكون فريقًا واحدًا، أحدنا يمرر الكرة للآخر حتى نحرز جميعنا الهدف، فهناك تكامل أكثر منه تنافسًا، فإذا كنت أمثل أننى وشخص نحب أو نكره بعضنا، فيجب أن نكون نحن، الاثنين، مصدقين تلك اللحظة، فأنا لا أدخل المشهد لكى أقهره أو يقهرنى.
■ في الفترة الأخيرة أدوارك كانت متعددة وكلها تقريبًا تعتبر أدوارا مركبة.. فهل تفضلين الأدوار المركبة؟
- بالطبع لا، في «أمل حياتى»، الدور ليس مركبًا على الإطلاق.. «حلاوة الدنيا»، «هذا المساء»، «طاقة نور»، كل تلك المسلسلات الأدوار فيها لم تكن مركبة.. أنا أقدم كل الأدوار، وللعلم، إن النفس البشرية هي شديدة التعقيد والتركيب ولكن بمفهوم الشخصيات المركبة ليست كل أدوارى مركبة أبدا.
■ هل الأجر من ضمن المعايير التي تضعينها في الحسبان أثناء اختيار العمل؟
- لا، ليس من المعايير، ولكنه اتفاق ومرتبط بتقدير الفنان، وحسب آخر أجر تقاضاه في آخر عمل، وهل هذا الفنان ناجح أم لا، وهذا هو ما يرفع مؤشر نجاح الفنان.
■ لماذا ابتعدت عن السينما والمسرح، واتجهتِ إلى الدراما التليفزيونية؟
- الإنتاج السينمائى يعد إنتاجًا ضعيفًا، فأنا أقدم تقريبًا بمعدل فيلم في السنة، وهذا المعدل متناسب قياسًا مع الإنتاج السينمائى.
أما المسرح، فهو من أعظم الأشياء، ويعد «أبوالفنون»، ولكن إذا صادفت الدور المناسب، سأقوم بتقديمه على الفور.
■ لو عرض عليك عمل يجمع بينك ووالدتك وزوجك أمير اليمانى فهل تقبلينه؟
- بالطبع يشرفنى العمل مع أمير كمخرج وماما كنجمة.
■ بالنسبة للسيرة الذاتية لوالدك الفنان الراحل كرم مطاوع.. إذا تم تجسيدها في عمل فنى من الفنان المناسب للدور؟
- ليست هناك سيرة ذاتية لوالدى من الأساس، هناك مليون شخص مهمون في الوجود وليس لهم سيرة ذاتية، أعمال أبى هي سيرته الذاتية، وهى التي قامت بتخليده في وجدان الجمهور.
■ من الذي يدعمك في مشوارك الفنى؟ ومن له الفضل في حياتك؟
- أمى وزوجى ودكتور فريد النقراشى وأصدقائى بشكل عام.



almasryalyoum.com
Top