• Friday, 19 April 2024
logo

الفنان شكر خياط: تراجع فن المقامات سببه شيوع الفن الهابط وانشغال العاملين في الوسط الغنائي بالسريع

الفنان شكر خياط: تراجع فن المقامات سببه شيوع الفن الهابط وانشغال العاملين في الوسط الغنائي بالسريع
شكر خياط احد الضليعين من الجيل السابق لقراء المقام. بلغ نهاية العقد الثامن من عمره، الا ان صوته مازال يصدح في قراءة المقامات. مجموعة من ادباء ومثقفي كركوك تلتئم تحت عنوان (اضمامة من مثقفي كركوك) زارت قارئ المقامات الابرز شكر خياط في منزله في بلدة بنصلاوة مركز قضاء دشتي هولير، حيث يسكن خياط هناك منذ مغادرته كركوك عام 2017، ومنحته المجموعة درع فخري تقديرا لخدماته الكبيرة في مجال اداء وقراءة المقامات الكوردية، وتكريما لموهبته المشرقة في هذا المجال....
حوار: طارق كاريزي

فن المقامات هو احد الفنون الغنائية الاصيلة لدى الكورد وايضا لدى شعوب الشرق الاوسط كالعرب والفرس والترك. وهو من احد الفنون الموسيقية الاكثر انتشارا وتنوعا لدى الامة الكوردية. وتتنوع المقامات بحسب جغرافية كوردستان جريا مع متطلبات الاحاسيس الجمالية لسكان مناطق واقاليم الوطن الكوردي، وايضا طبقا للبيئة الطبيعية وطوبوغرافيا المكان ونمط عيش السكان والتراث الروحي والفني والتنوع في الرصيد او الخلفية التأريخية لمناطق كوردستان المختلفة.
مقام (لاوك) هو احد انماط المقامات المنتشرة في كوردستان المركزية بما في ذلك شرق الاناضول، مقام (حيران) ينحصر في الاقليم الممتد بين الزابين الاعلى والاسفل بدءا من بلدة مخمور وجبل قرجوغ جنوب غرب اربيل وصولا الى مهاباد وشنو في شرقي كوردستان. وهناك نمط غنائي قريب من المقامات يعرف بالـ(هوره) المعروف باسم قبيلة جاف احدى اكبر القبائل الكوردية وينتشر في اقاليم جنوبي كوردستان وشرقيها عند جانبي الحدود العراقية الايرانية. وتعد منطقة كركوك وامتدادها نحو الجنوب المعروفة تاريخيا باسم كرمكان (كةرمةكان) وحاليا تعرف باسم كرميان مصدر المقامات في كوردستان والمنطقة الاكثر ثراء بفن المقامات الكوردية.
كثرة قراء المقام في هذا الاقليم الكوردستاني (كركوك وكرميان) وكثرة العارفين باسرار هذا الفن ليس غريبا، لان فن المقامات جزء من الارث الشعبي الموروث جيلا بعد جيل في هذا الاقليم. ويتفاخر قراء المقام لجهة اجادتهم اداء هذا الفن الغنائي الرصين ذو الجذور الاصلية في هذه الارض المباركة. شكر خياط احد الضليعين من الجيل السابق لقراء المقام. بلغ نهاية العقد الثامن من عمره، الا ان صوته مازال يصدح في قراءة المقامات. مجموعة من ادباء ومثقفي كركوك تلتئم تحت عنوان (اضمامة من مثقفي كركوك) زارت قارئ المقامات الابرز شكر خياط في منزله في بلدة بنصلاوة مركز قضاء دشتي هولير، حيث يسكن خياط هناك منذ مغادرته كركوك عام 2017، ومنحته المجموعة درع فخري تقديرا لخدماته الكبيرة في مجال اداء وقراءة المقامات الكوردية، وتكريما لموهبته المشرقة في هذا المجال.
اثناء هذه الزيارة تم تبادل اطراف المناقشة بين الحضور، استهلت الفرصة لأوجه بعض الاسئلة لقارئ المقامات الاشهر حاليا في الوسط الفني الكوردستاني:
*لم نجد تراجعا في فن المقامات وادائها؟
-ان تراجع فن المقامات في العقود الاخيرة سببه شيوع الفن الهابط وانشغال العاملين في الوسط الغنائي بالسريع والغث من بضاعة الفن. فن المقامات وقراءة المقامات تحتاج المزيد من القدرة والخبرة والصبر والادامة على تلمس نيل الحرفة بمزيد من الاصرار والعشق والدراية، كل هذه الامور باتت نادرة في ظل تسيّد طالبي الشهرة السريعة وانفتاح القنوات الاعلامية امام نتاجاتهم المتواضعة رافقه تراجع وعدم حضور للفن الرصين الذي يستوجب الكثير من الجهد والعمل لانتاجه.
*هذا يعني ان فن المقامات في طريقه الى الزوال؟
-لا نتمنى ذلك ابدا، لكن الوضع الحالي لا يبشر بالخير. هناك تراجع كبير في عدد الملمين بالمقامات وعدد الذين يجيدون قراءة المقامات في تناقص مستمر، وبموازاة ذلك هناك اهتمام كبير بالأغاني الهابطة بجانب تهميش فن المقامات مع اهميته القصوى كفن راق وتراث انساني رفيع خاص بشعوب منطقتنا.
*تتحدث كثيرا عن دور مدينة كفري في تراث فن المقامات؟
-هذا سؤال ذكي جدا. حقيقة ان لمدينة كفري دور كبير في مجال فن المقامات، وقد انجبت هذه المدينة عددا من كبار قراء المقامات، وشلطاغ قارئ المقامات الاشهر في بغداد اصله من مدينة كفري، وهناك الكثيرون من مشاهير قراء المقامات اصولهم من مدينة كفري. واجمالا فان مصدر المقامات الكوردية هو جغرافية كركوك وكرميان بدءا من مدينة كركوك مرور بداقوق وقراها وطوزخورماتو وقراها واخيرا كفري وضواحيها وصولا الى خانقين. فهذه المنطقة المعروفة بكركوك وكرميان هي منبع المقامات في كوردستان.
المطرب المعروف حسن غريب حضر مراسم منح الدرع الفخري للفنان شكر خياط، هكذا عبر عن رأيه حول قارئ المقامات الشهير شكر خياط "ان قراءة المقامات وادائها والتعرف على هذا الفن واكتساب الخبرة فيه والتوصل الى الابداع في مجال المقامات ليس بالامر السهل، ولا يكتسب صفة قارئ المقامات الا من ألمّ بهذا الفنان واستطاع اداءه بشكل جيد. هناك العديد من المطربين الذين قدموا الكثير في مجال فن الغناء، الا انهم عجزوا عن اداء المقامات لان التعامل مع السلم الموسيقي للمقام يحتاج الكثير من القدرة والالمام."
وتابع المطرب حسن غريب كلامه موضحا "يجب التفريق بين قارئ المقامات والملم بها والعارف بحيثيات هذا النمط من الفن الغنائي، لذلك اقول بكل وضوح ان شكر خياط هو احد الذين يجيدون قراءة المقامات بشكل جيد وقد اجاد قراءة مقامات عدة منها مقام (آي آي، قتار و خاوكر، الله ويسي، هجران، صبا، حجاز، راست، خورشيدي، عجمي، غزالي)."
Top