• Wednesday, 17 April 2024
logo

ريبال الأسد : ينبغي تطبيق الفدرالية في سوريا وعلى النظام استيعاب الكورد والاعتراف بتضحياتهم

ريبال الأسد : ينبغي تطبيق الفدرالية في سوريا وعلى النظام استيعاب الكورد والاعتراف بتضحياتهم
كد ريبال الأسد، رئيس منظمة الحرية والديمقراطية وإبن عم الرئيس السوري بشار الأسد، أن من الضروري تطبيق النظام الفدرالي في سوريا، مشيراً إلى أن أهم دول العالم اليوم مثل أميركا وروسيا وألمانيا وسويسرا تطبق نظام الفدرالية، ريبال الأسد أوضح في مقابلة من إسبانيا، أن على "النظام السوري" أن يكون أول من يستوعب الكورد في سوريا، ويعترف بأنهم شاركوا في القتال ضد تنظيم داعش "عدو الشعب السوري"، لافتاً إلى أنه "لولا قتال الكورد ضد داعش، لعادوا بنا ألف سنة إلى الوراء في حال وصولهم إلى مناطق من سوريا"...
أكد ريبال الأسد، رئيس منظمة الحرية والديمقراطية وإبن عم الرئيس السوري بشار الأسد، أن من الضروري تطبيق النظام الفدرالي في سوريا، مشيراً إلى أن أهم دول العالم اليوم مثل أميركا وروسيا وألمانيا وسويسرا تطبق نظام الفدرالية.

ريبال الأسد أوضح في مقابلة من إسبانيا، أن على "النظام السوري" أن يكون أول من يستوعب الكورد في سوريا، ويعترف بأنهم شاركوا في القتال ضد تنظيم داعش "عدو الشعب السوري"، لافتاً إلى أنه "لولا قتال الكورد ضد داعش، لعادوا بنا ألف سنة إلى الوراء في حال وصولهم إلى مناطق من سوريا".

وأدناه نص المقابلة:

* من المعروف أنك رجل أعمال ودخلت مؤخراً في المعترك السياسي، ما هي برامجك واهدافك المستقبلية؟

ريبال الأسد: خرجت من سوريا مع والدي خلال عام 1984 وعمري 9 سنوات تعرضنا لظلم كبير وكانت المعيشة في الغربة صعبة. احببت الدخول في المجال السياسي لأتمكن من مساعدة شعبي السوري بعد عودتي. كان والدي منذ صغرنا يتحدث عن الديمقراطية في سوريا والوطن العربي بشكل عام وعن التضامن الديمقراطي وكانت لديه مجلة الفرسان التي كانت تصدر في سوريا لغاية عام 1984 وبعدها اغلقها النظام، وأعاد الوالد افتتاحها في فرنسا عام 1986، وفي عام 1997 أطلق قناة شبكة الاخبار العربية INN وكنا نقول انه دائماً يجب أن تكون هنالك حرية في سوريا، لكي نعيش بسلام وأمان كشعب واحد، تعلم ان سوريا تتكون من فسيفساء مثل الكورد والأرمن والتركمان والشركس والمسيحيين وعدة طوائف من المسلمين. الطريقة الوحيدة للعيش بأمن في سوريا والعيش كشعب وكمواطنة ومحبة وبازدهار أنه تكون هنالك ديمقراطية حقيقية. المشكلة أن هنالك مفهوماً خاطئاً للديمقراطية في الوطن العربي بشكل عام، حيث يعتقدون أن الديمقراطية هي تسلم الأكثرية الحكم ويقتلوا الاقليات وينتقموا منها، وهذا الشيء مرفوض. عايشنا مرحلة الأخوان المسلمين الذين كانوا يقتلون الناس على الهوية، وكان لديهم شعار قتل الأقليات كالعلوي والدرزي والاسماعيلي. رجال الأمن أوقفوا شاحنة مليئة بالمتفجرات كانوا يعتزمون ادخالها الى منزلنا، حيث قام الحرس بانزالنا الى الطابق تحت الارضي. كان هنالك تركيز علينا من النظام السوري والاخوان المسلمين، وكان شغلهم الشاغل هم ماذا عمل رفعت الأسد، وحاولوا يمحو تاريخ رفعت الأسد عندما كان يعمل في سوريا مثلا عندما كان وزيرا للتعليم العالي وبنى جامعات حمص واللاذقية وقام بتوسيع جامعة حلب وعمل رابطة خريجي الدراسات العليا التي كانت تضم 30 الفاً من المتفوقين والمثقفين في سوريا، وبعث آلاف السوريين من مختلف المناطق للدراسة في دول شرق أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق.

* ما هو هدفكم من العمل السياسي، هل تريدون تغييراً جذرياً للحكم في سوريا أو استمرار عائلة الأسد في الحكم في سوريا بشكل آخر؟

ريبال الأسد: بنظري يجب ان تكون في سوريا ديمقراطية حقيقية، أي أن يختار الشعب من يريد أن يحكمه وهذا الشيء يجب أن يكون خياراً للشعب. نحن لسنا مملكة في سوريا ولم تأت عائلة الأسد الى حكم سوريا بملكية. جاء حزب البعث ومن ثم تسلّم الحكم عمي حافظ الأسد وكان الوالد الى جانبه دائماً. كان هنالك خلاف في حزب البعث في سوريا، حيث نادى والدي دائما بالديمقراطية والحرية، ونحن دائماً تربينا على هذه القيم ولا يمكن لنا تغييرها، ونحن لسنا ضد بشار الأسد كشخص، بل نحن مع الديمقراطية والتغيير السلمي التدريجي وضد العنف. يجب أن يكون في سوريا دستور حضاري فيه مساواة لجميع المواطنين تحت سقف القانون وأن لا يكون هنالك فرق بين كل مكونات الشعب السوري وبين الطوائف وبين المرأة والرجل وبين الأديان وبين العرب والكورد. إذا أردنا أن تكون هنالك سوريا حضارية للمستقبل لن تبنى إلا بهذه الطريقة، وغير ذلك هو تضييع للوقت.

* : تريدون أن يتغير نظام الحكم في سوريا بشكل جذري وأن يتم إقرار دستور جديد في سوريا ومن ثم أن تجري إنتخابات وليس شرطاً ان تحكم عائلة الأسد سوريا؟

ريبال الأسد: يجب ان يكون التغيير بطريقة سلمية وليس مثلما شاهدناه في المعارضة منذ 10 سنوات عبر حمل السلاح وقتل كل من لا ينتمي الى ايديولوجيتهم المنحرفة. قتلوا الكورد والمسيحيين وعدة طوائف من جميع مكونات الشعب السوري. لا نريد استبدال دكتاتورية بحكم ديني، لا نريد ان نرى في سوريا ما حصل في ايران منذ 40 سنة عبر تغيير الشاه واستبداله بنظام ديني، فالشعب السوري لا يطمح لهذا الشيء. الشعب السوري عندما خرج كان يطمح للانتقال الى الديمقراطية التي يراها في بلاد الغرب والعيش مثلهم. لا يمكن اخفاء ذلك والكذب عن الناس في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي. المتطرفون الاسلاميون اختطفوا الثورة السورية، وفضّل اكثرية الناس الوقوف مع النظام لأنه أقل الشرين. بعد تجمع المجلس الوطني ذهبوا الى تركيا وجمعوا 260 شخصاً أكثريتهم من الاخوان المسلمين وقاموا بتأسيس المجلس الوطني، ومن المستحيل أن يقبل أي انسان هذا الاجتماع الذي يدّعون انهم يمثلون الشعب السوري، لاسيما أن اغلبيتهم من الأخوان المسلمين والناس لن ينسوا ما عمله الاخوان المسلمين ومن المستحيل ان يقبلوا بتغيير النظام من أجل مجيء الاخوان المسلمين.

* علاقاتكم مع الاخوان المسلمين تاريخياً متأزمة كما قلت سابقاً كنت في التاسعة مع عمرك عندما خرجت من سوريا حيث كانت هنالك مشاكل بين والدك وشقيقه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، ما زلت في ريعان شبابك هل دخولكم للعمل السياسي بنصيحة من والدكم؟

ريبال الأسد: تعرضنا للظلم خلال خروجنا من سوريا وشاهدنا الادعاءات المبرمجة من النظام والاسلاميين بشكل كثيف ضد الوالد وهذا ما أثر بي منذ الصغر وعدت لفترة قصيرة الى سوريا خلال عام 1994 ووقتها حاول النظام اغتيالي في مطار دمشق الدولي عندما كنت مسافرا للدراسة في بوسطن ثم عدت مرة اخرى عام 1997 وبقيت لمدة سنتين وعندما ذهب لزيارة والدي في اسبانيا عام 1999 جاء النظام وضرب بيتنا في اللاذقية وقتل وجرح الكثير من المدنيين الذين كانوا في المنزل ووقتها قال النظام انه ضرب مرفأ غير شرعي وكله كان كذباً، والصور الجوية اثبتت انه لا يوجد قرب منزلنا أي مرفأ مثلما يقول النظام، وهذا الشيء جعلني أرغب بمشاهدة تغيير في بلدي، وكنت اقول مع نفسي انا اتعرض للظلم، فكيف بالمواطن العادي في بلدي من حيث السجن والتعذيب والتغييب القسري. تسلمت في عام 2006 محطة شبكة الاخبار العربية وتابعنا نفس العمل من حيث نشر الديمقراطية والحرية في سوريا وفي المنطقة. وفي عام 2009 تعرضنا الى هجوم على باقة الستلايت في المحطة والقمر الاصطناعي. لم نستطع خلال 3 اشهر ان نبث على الهواء، وبعد ذلك اتصلنا بالمعنيين عن ذلك فاخبرونا من فرنسا ان هذا التعرض يأتي من داخل الأراضي السورية . وقتها بدات بمنظمة الديمقراطية والحرية في سوريا وبدأت اللقاء مع البرلمانيين في بريطانيا والمانيا والاتحاد الاوروبي وغالبية الدول الاوروبية وقلنا انه لا يمكن ان نتعرض لهذا الهجوم فنحن شركة بريطانية نتعرض لهجوم من داخل الاراضي السورية ولا يوجد من يساعدنا لمعاودة البث على الهواء لذا ركزت في عملي على الديمقراطية في سوريا بشكل مكثف.

* تقول إنك خرجت من سوريا وتعرضت لمحاولة إغتيال، هل سبق وتواصل معك إبن عمك بشار الأسد لحل الخلافات كي تعودوا مجدداً لسوريا، وإذا لم أكن مخطئاً لديك شقيق مازال يعيش في سوريا؟

ريبال الأسد: صحيح اننا تعرضنا الى الكثير من الظلم لكن لا توجد لنا مشكلة شخصية، نحن نعمل لبلدنا ولسلامة أهلنا وعائلتنا ولا أتمنى حدوث أي أذى لأولاد عمنا، وإن التقيت إبن عمي بشار الأسد مرة واحدة، لذلك ابقى أنصحه من خلال مقابلاتي او المقالات التي اكتبها انه من الضروري ان يستمعوا، ومنذ 36 سنة يتم توجيه النصائح الى النظام، لذا شاهدوا الى أين وصلنا في سوريا. الوالد حاول ان يقول أن هنالك رجال سيئين في السلطة يجب استبعادهم ولا يهتموا الا لمصلحتهم، لكن لم يستمعوا الى النصائح. هؤلاء الرجال ومع بداية المشاكل مع النظام خرجوا من البلاد. عندما خرج عبد الحليم خدام استقبله كل العالم واجتمعت المعارضة معه، ونفس الشيء حدث مع مصطفى طلاس وغيره، هؤلاء كانوا مع النظام، عبد الحليم خدام الى 2005 ومصطفى طلاس الى عام 2012. منذ 36 سنة هنالك هجوم علينا ومن خلال أي لقاء أجريه، ليس لديهم غير ابن فلان وابن فلان . كيف تريد ان يراكم الشعب السوري على أساس انكم جديين في الانتقال السلمي والديمقراطية. انتم تلاحقون شخصاً عمل كل هذه الاشياء لسوريا وترك البلاد منذ 36 سنة وهو كان ينادي بالحرية والديمقراطية. بينما مصطفى طلاس كان يتباهى بكيفية تسليم الحكم الى بشار الأسد وكذلك عبد الحليم خدام. الشعب السوري شاهد هذا الشيء ويراه خطأ.

* أنت في أوروبا منشغل بالسياسة، وأنت نجل رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق وأبن عم الرئيس الحالي، الكثير من بلدان الغرب يطالبون برحيل عائلة الأسد، فهل هذا يشكل عائقاً لعملكم السياسي؟

ريبال الأسد: الألقاب في كل العالم فيها ايجابيات وفيها سلبيات، من يطلع عليك من خلال اللقب والكنية من المستحيل أن يكون بأمن وديمقراطية. التقيت بالعديد من الاعضاء في مجلس النواب البريطاني ومجلس اللوردات وكذلك الشيء ذاته في المانيا وفي الكونغرس وغيره. لا يعني أن يحمل الانسان كنية انه ينتمي الى تصرفات النظام ومسؤول عنها. المعارضة السورية في الخارج لمجرد انك من بيت الأسد يرغبون بمهاجمتك. هنالك الكثير من بيت الأسد في سوريا لم يستفيدوا من النظام وكانوا مضطهدين وليسوا في السلطة أو الحكم.

* قلتم في السابق إن الرئيس السوري بشار الأسد، كان قد أعدّ اصلاحات جذرية لشكل الحكم في سوريا نحو الديمقراطية، ولكن محمد مخلوف ورامي مخلوف قد حالوا دون ذلك وتغيير توجه بشار الأسد، الان هل ترى تأثيراً لعائلة المخلوف على توجهات بشار الأسد؟

ريبال الأسد: برأيي الشخصي عندما جاء بشار أول الأمر كان شاباً صغيراً، كان عمره 34 سنة، وأكيد أنه كان يريد تغييرات، وكان يريد انتقالاً ديمقراطياً. لكنه، كما تعرف، ورث السلطة ولم يكن في السلطة، وعندما توفي ابن عمي باسل رحمه الله في 1994 وتوفي عمي الرئيس رحمه الله في العام 2000، لم يكن أمام بشار غير ست سنوات لكي يتدرب على المهام الجديدة التي كانوا يحضرون لتسليمها إياه. فاضطر للاعتماد على الأشخاص الذين كانوا موجودين أيام والده رحمه الله، وعلى أصدقاء أخيه رحمه الله. كان الأمر صعباً جداً عليه. فلما حدثت الثورة في سوريا، كان الناس أول ما خرجوا إلى الشوارع كانوا ينادون بشعارات ضد رامي مخلوف وضد شركات رامي مخلوف، ولم يكن أحد قد خرج أو تحدث شيئاً عن شخص بشار بشكل عام. كان هو قد أطلق وعداً، وخرجت بثينة شعبان وقالت إن الرئيس سيخرج بخطاب وسيفاجئ الناس بالتغييرات التي ستحصل. لكن على ما أعرفه أنا بالضبط، ذهب إليه محمد مخلوف حينها، رحمه الله فقد توفي منذ شهرين، ومعه رامي وحافظ، وغيروا رأيه، وكان هناك أيضاً عاطف نجيب وهو من أقاربهم والذي عذب الأطفال في درعا وتصرف معهم تصرفاً غير أخلاقي، وبدلاً من أن يحاكم هذا الشخص، تُرك، لأنه من أقاربهم، وأقنعوا الرئيس بأنه لا يجب أن يتراجع، وقالوا له إن تراجعت فسيطالبون بأكثر من ذلك وكذا وكذا. المهم، استطاعوا أن يؤثروا عليه، وأن يغيّر الخطاب، وأن يخرج بالخطاب الذي كان متوقعاً أن يعلن فيه الكثير من التغييرات، لكنه خرج بخطاب خيّب آمال الكثير من الناس، وعرفت الناس أنه لن يكون هناك تغيير جدي. لذلك صار هناك تصعيد وصارت جماعة حافظ مخلوف تخرج إلى الناس وتضربهم كما تعرف، وكبرت الأمور ووصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

* خرجت من سوريا منذ صغرك وشاهدت أنظمة حكم في أوروبا، ما هو شكل النظام الجديد الذي تودون أن تشاهدوه في سوريا في المستقبل القريب؟

ريبال الأسد: برأيي الشخصي، يجب أن يكون هناك دستور جديد في سوريا، دستور حضاري بالطبع، يحمي حقوق جميع المواطنين وأن يكون كل المواطنين متساوين تحت سقف القانون، المرأة والرجل، المسيحي والمسلم، أو الطوائف، أو العربي والكوردي. يجب أن يكون هناك تساوٍ بين كل مكونات الشعب السوري. بدون ذلك من المستحيل أن نجد حلاً. فقد مضت عشر سنوات علينا دمرنا فيها بلدنا، أهل سوريا، وكثير من الأجانب ودمروا سوريا تماماً، ولكن خطاب النظام لم يتغير بشكل كبير ومازالوا متمسكين بنفس الخطاب، وكذلك خطاب المعارضة التي مازالت تنادي "ارحلوا ارحلوا"، هذا إضافة إلى أن اللجنة الدستورية كما نرى لم نر شيئاً من عملها حتى الآن، ليس هناك أي إعلان عن العمل الذي ينجزونه. لكنني أرى أنهم إن لم يخرجوا بمشروع كهذا بعد كل العمل الذي يقومون به فسيفشلون، ولن نتمكن من التقدم إلى أمام، إن تمسكوا بنفس العقلية، إن أصروا على أن يكون الرئيس من الدين الفلاني أو الطائفة الفلانية. لأن هذا لا علاقة له بالديمقراطية أن تقرر أنت ماذا سيكون دين الرئيس. الشعب هو من يقرر في انتخابات حرة نزيهة. الشعب هو من يقرر من سيأتي، طالما هو مواطن سوري شريف لا مشاكل له، يترشح ويكون بإمكان الناس أن تصوت له ليكون في الرئاسة. عندها سيكون هذا ما يريده الناس إن كان مسيحياً أو كوردياً أو من أي طائفة، شركسياً او أرمنياً ومهما كان. طالما كان سورياً وطنياً فيجب أن يكون له الحق في أن يكون رئيس جمهورية.

* كيف تنظرون الى وجود الكورد في سوريا ومنظوركم للمستقبل والاعتراف الدستوري بوجود وحقوق الكورد في سوريا، أنت تعلم منذ سنوات أن الكورد محرومون من كل شيء من اللغة إلى تجريدهم من جنسيتهم؟

ريبال الأسد: طبعاً هذا خطأ، وأنا أعرف أنه عندما كان الوالد متواجداً في سوريا منذ زمن بعيد كان يساعد إخواننا الكورد السوريين كثيراً، ومنهم كثيرون جاؤوا من تركيا، استقبلوهم وعاشوا في سوريا وكان منهم عناصر في الجيش وكان هناك ضابط في سرايا الدفاع اسمه شيركو الأوسي، كانوا محترمين مكرمين. لكن فيما بعد، كان هناك إهمال لإخواننا الكورد، ويعاملون بطريقة لم تكن طبيعية. هذا من أكبر الأخطاء، لأنهم جزء ضروري ومهم من الشعب السوري، لذا لا يمكن أن تأتي المعارضة وتجتمع مثلاً في الخارج وإخواننا الكورد غير موجودين، أو قد يبعثون أشخاصاً لا يمثلون بصراحة الكورد على الأرض، يبعثونهم ليقولوا إن هناك كورداً في المعارضة، لكن هؤلاء لا يمثلونهم. الذين يمثلونهم اليوم على الأرض أو لديهم قوة على الأرض، لم يدعهم أحد، بحجة مراضاة الأتراك وغيرهم، فهل مستقبل سوريا مبني على أن نراضي الأتراك ونراضي إيران وغيرهما؟ يجب أن نكون نحن قادرين على بناء سوريا المستقبل مع بعضنا البعض. أن تكون جميع مكونات الشعب السوري موجودة مع بعضها البعض وتقرر مستقبلها مع بعضها البعض، ويبحثوا عن أفضل دستور يقدرون في ظله أن يعيشوا مع بعضهم البعض، باحترام، وأن يكونوا كلهم كما قلت متساوين تحت سقف القانون. هذا ضروري. لا يمكن أن تقول إن هذا المواطن أقل من الثاني. فإن قلت هذا، ستتدخل قوى إقليمية أو دولية وسيستعملون هؤلاء ضدك، سيستعملون كل من يُضطهد ضدك، وقد رأينا كيف استعملت تركيا الكثير من إخواننا السوريين ضد النظام.

* هنا مشروع كوردي، هم يطالبون بالفدرالية، ما هو رأيكم بمشروع الكورد بخصوص الفدرالية للمناطق الكوردية؟

ريبال الأسد: موضوع الفدرالية أيضاً، يرى الكثير في منطقتنا أن الفدرالية هي تقسيم، لكن بالعكس فأهم دول العالم اليوم مثل أميركا وروسيا وألمانيا وسويسرا كلها دول فدرالية، لذا ليس من الغلط إن جاء بشكل صحيح، ليس أبداً بالغلط. بالعكس كان يمكن أن يحدث هذا منذ زمن وأصبح اليوم ضرورياً أكثر على ما أعتقد، لأنه كما تعلم صار هناك وجود لقوات أميركية في سوريا وقوات روسية وقوات إيرانية وقوات تركية، وإن لم نقدر نحن أن نستوعب جميع مكونات الشعب السوري ولم نقدر أن نعمل دستوراً حضارياً تطرح فيه الفدرالية، أنا لا أعتقد أن تكون هناك مشكلة مع الفدرالية في سوريا، ولن يكون لأحد مشكلة ولن يتغير شيء، بل على العكس سيشعر الناس براحة أكثر وستكون الدولة برأيي حضارية أكثر، لكي لا نعود للدخول في نفس المشاكل وتتكرر المشاكل بعد خمس سنوات أو عشر سنوات أو 25 سنة.

* كيف ترى مساهمة الكورد من خلال قوات سوريا الديمقراطية في محاربة داعش ودفاعها عن الادارة الذاتية في شمال سوريا؟

ريبال الأسد: برأيي الشخصي من الصحيح أن إخواننا الكورد قاتلوا بشكل شرس جداً ضد داعش، ورأينا أيضاً قتالهم رجالاً ونساء معاً، قاتلوا بشكل شرس وباعتراف جنرالات وغيرهم من الغرب بشجاعتهم في القتال وبتحقيق نصر على عدة جبهات ضد المتطرفين بشكل عام، داعش وغيرهم. كما أعرف أن قوات سوريا الديمقراطية مدت يدها عدة مرات للنظام، لكن النظام بشكل عام يرفض ويريد أن يرجع إخواننا الكورد كما كانوا. لكن هذا غير منطقي، لأنك اليوم ترى أن كل العالم يركض وراء إخواننا الكورد، دول العالم كلها. بالعكس، يجب أن يكون النظام أول من يستوعب إخواننا الكورد في سوريا، ويعترف بأنهم شاركوا في القتال ضد عدو الشعب السوري، داعش، وإلا لعادوا بنا ألف سنة إلى الوراء في حال وصولهم إلى مناطق من سوريا، وشهدنا القتل والإجرام الذي ارتكبوه في سوريا. لذا فإني أرى أنهم (قسد) حليف ضروري، يجب التعامل معهم ليتمكنوا من الوقوف في وجه هؤلاء الإسلاميين المتطرفين بكل أشكالهم وبكل ألوانهم.

* هل لديكم علاقات مع المجلس الوطني الكوردي في سوريا؟

ريبال الأسد: لا لا أبداً.

* هناك سؤال آخر مهم للكورد وللسوريين بخصوص عفرين وسري كانيه، كيف تنظر إلى مستقبل هذه المناطق التي تخضع الآن لسيطرة فصائل سورية مقربة من أنقرة هل سيكون مصير هذه المناطق كما مصير لواء الإسكندرونة والجولان؟

ريبال الأسد: طبعاً، أكيد، هذا ضروري لسوريا المستقبل. إن أنت بقيت ترفضهم، فلن تعطيهم أي حافز ليقفوا إلى جانبك. فعندما يمدون لك يدهم عليك أن تستجيب. أن تستجيب وترى كيل يمكن أن تعملوا مع بعض في عدة مسائل وليس فقط في مواجهة الإرهابيين، هناك مسألة تركيا وهناك مسائل أخرى مثل إدلب التي صارت اليوم معقلاً لعشرات الآلاف من الجهاديين الذين جاؤوا بهم من لبنان ومن الشام ومن دير الزور ومن كل المناطق، جاؤوا بهم وجمعوهم في إدلب.

* أن يكون دستور عادل ودستور حضاري وأن يضمن حقوق جميع مكونات سوريا، هل تقبل بوجود كوردستان وقسم منها في سوريا، نحن الكورد نعتبرها غرب كوردستان، وفي تركيا نقول شمال كوردستان، في العراق جنوب كوردستان، وفي إيران شرقي كوردستان؟

ريبال الأسد: لا طبعاً، نحن نرفض هذا بشكل تام، وهؤلاء كما قلت احتلال ويجب مقاتلة الاحتلال وطرده من كل الأراضي السورية، وقد تعلمنا عندما كنا صغاراً في المدارس أن الإسكندرونة أرض سورية محتلة من قبل سوريا، ونحن لا نقول بوجود فرق بين محتل وآخر، ولا فرق بين أرض الجولان وبين لواء إسكندرون، لواء إسكندرون أكبر بكثير من الجولان، وهذان الاثنان قوات محتلة لأراضينا ويجب أن نسترجع هذه الأراضي. لكن يجب أن يكون هناك وعي عند أهلنا السوريين بهذه المسألة، عند الشعب السوري بشكل عام، يجب أن يكون هناك وعي يقول لنا كفانا اتباعاً للآخرين، وأن يتبع قسم إيران ويتبع قسم تركيا. يجب أن نكون وطنيين نحب بعضنا البعض ونقف مع بعضنا البعض ونؤسس المستقبل مع بعض وأن نحدد كيف نريد أن نرى سوريا موحدة، سوريا قوية بكل مكوناتها، سوريا ترفض أي عدوان. لا ينبغي أن نقول إن تركيا جاءت لتساعدنا، فتركيا أو إيران أو غيرهما لن يأتي ليساعدنا من أجل سواد عيوننا، بل أن كل واحد يركض وراء مصلحته كما تعرف. فتركيا جاءت وهي تفضل أن تأخذ أراضي من سوريا، وقد رأينا كيف أن تركيا ذهبت في السنوات الماضية إلى ليبيا وكانت هناك مشاكل في البحر المتوسط بينها وبين اليونان وفرنسا وعدة بلاد، وثم تدخلت في الصراع بين أذربيجان وبين أرمينيا. تركيا تحاول استرجاع الهيمنة التي كانت لها أيام السلطنة العثمانية. نفس الشيء مع إيران، التي تحاول عن طريق العراق وسوريا ولبنان أن يكون لها منفذ على البحر المتوسط وتكون لها قوة وهيمنة في المنطقة، ونحن للأسف ليس عندنا أي مشروع، فيأتي بنا ويذهب كل من أراد، ونحن نمشي وراء هؤلاء ونتقاتل فيما بيننا على أسس طائفية أو عرقية أو غيرها من الأسس وتركنا كل العالم يحصل كل على مصلحته ونحن كما ترى مشردون في كل بقاع الأرض فهناك 1.5 مليون سوري في لبنان و750 ألفاً في الأردن و3.5 مليون في تركيا ومليون في ألمانيا وأكثر من مليون في أوروبا، هذا سوى السبعة ملايين نازح داخل سوريا. لا أدري لماذا لا ندرك نحن بأنه يجب أن نوقف هذا الاقتتال ونقف مع بعضنا البعض ونرى ما هي مصلحتنا.

* كمبدأ بوجود كوردستان كوطن للكورد وتعرض للتقسيم في إتفاقية سايكس - بيكو؟

ريبال الأسد: الذي أؤمن به هو المعلوم في كل العالم وأن إخواننا الكورد موجودون تاريخياً في هذه المناطق التي كانوا يسمونها كوردستان، ليس كدولة بل كانت أراضي الكورد والتي تؤلف قسماً من إيران وقسماً من تركيا وقسماً من سوريا والعراق. لكن إيماني الشخصي وكما قلت سابقاً أن يكون إخواننا الكورد في سوريا داخل الوطن السوري، وليس من الخطأ أن تكون هناك سوريا الفدرالية، وأن يكونوا كأي مواطن سوري ويتمتعوا بكل حقوق أي مواطن سوري أياً كانت ديانته أو طائفته أو عرقه. هذا بصراحة هو ما أؤمن به، لأنه بخلاف هذا ستكون هناك مشاكل واقتتال على مدى سنين طويلة، وكما قلت فإن أكثرية إخواننا الكورد متواجدة في تركيا، فوق العشرين مليوناً، وهناك عدد كبير في إيران. لكن كان هناك اتفاق بعد سايكس بيكو، كما تعرف، في سيفر وجاء بعده بفترة قصيرة واحد في لوزان، وألغوا هذه الاتفاقية. لأنه ستكون هناك صعوبة، فأنت لن تريد دولة تأتي وتصارع كل جيرانها، دولة تتقاتل مع الأتراك ومع الإيرانيين ومع سوريا ومع العراق، هذا سيسبب مشاكل في المنطقة على مدى 100 سنة قادمة، حرباً ستدوم دائماً. وكما قلت فإخواننا الكورد والعرب والأرمن والشركس، كل هذه المكونات في المنطقة عاشت في المنطقة معاً منذ آلاف السنين، عاشوا مع بعض وعاشوا في أخوة، لا أرى خطأ في أن يكون لكل واحد، لكن يجب أن يكون المواطنون في تركيا مثل أي مواطن تركي، وتكون حقوقهم مثل أي مواطن تركي، ونفس الشيء في إيران ونفس الشيء في العراق ونفس الشيء في سوريا. أما التفكير في إقامة دولة كوردستان، برأيي، هناك الكثير في الغرب يؤمنون بهذا ويرون أنه شيء ضروري لوقف التمدد التركي أو التمدد الإيراني، وتكون قوة على الأرض لمواجهة الطموحات العثمانية أو الفارسية أو غيرها، ولكن هناك نظرة ثانية في المقابل تقول إن هذا سيخلق صراعات على مدى 100 سنة أو أكثر. صراعات دائمة، وإن حصلت مشكلة بين تركيا وبين سوريا، أو بين إيران وتركيا، فإنهم يتفقون دائماً على أن يكونوا ضد المكون الكوردي. أنا لا أتمنى الأذى لأحد ويجب أن نعيش كلنا كأخوة مع بعض. لذا أبحث عن الطريقة المثلى لدول المنطقة لتعيش كلها بسلام وهذا ما سمي أصلاً بالشرق الأوسط الجديد الذي جرى الحديث دائماً عن كيف سيكون شكل الشرق الأوسط الجديد. الفرق أنه لم يعد بإمكانهم في الشرق الأوسط الجديد أن يتفقوا مثلما حصل في سايكس-بيكو عندما جاء الفرنسيون والبريطانيون وقسموا المنطقة، فإن الشرق الأوسط الجديد سيكون اليوم من عمل أهل المنطقة وهم من سيقرر مصيره.

* بإختصار شديد، مرة قال عمك جميل الأسد لكاتب كوردي عبد الرحمن دررة بأن أصولهم كوردية وجاؤوا من كوردستان تركيا هل لديك معلومات بخصوص ذلك؟

ريبال الأسد: لا والله أخي الكريم، وكما تعرف فإننا بيت الأسد هم من قبيلة الكلبية وهم تابعون للسيد الأمير دحية الكلبي، الذي مقامه في دمشق، وهي قبيلة عربية كبيرة جداً. لم تكن عندي هذه المعلومة، لكن وكما تعرف من المؤكد أنه حصل تزاوج، وهناك عائلات كثيرة في الشام وحلب لا تقول اليوم إنها كوردية، لكن أصولهم كوردية، هناك عائلات كثيرة تعرف من أسمائها أنها عائلات كوردية، وكما قلت فإن هذه الشعوب عاشت مع بعضها آلاف السنين وحصل بينها الكثير من التزاوج والمصاهرة وهكذا، ولا بد أنه حصل تزاوج بين عائلة الأسد وبين إخواننا الكورد وغيرهم، فهم يعيشون في نفس المناطق.

* كيف تنظر إلى تواجد تركيا وإيران في سوريا؟

ريبال الأسد: الوجود التركي احتلال، احتلال حقيقي. الوجود التركي كما تعلم، جاؤوا ودخلوا بعض المناطق وقتلوا الناس واستعملوا ما يسمى الجيش الحر الذي هو لقب بلا معنى، فالجيش الحر كما تعرف عبارة عن فصائل إسلامية متطرفة، حتى أن وزير العدل الأميركي في إدارة أوباما، إيريك هولدر، قال في حينه إن أغلبية مقاتلي الجيش الحر يتبعون آيديولوجيا القاعدة، وقد رأيتم بالتأكيد ورآهم الناس جميعاً عندما دخلوا مناطق عفرين كيف أنهم أعملوا قتلاً وذبحاً وغير ذلك، ولم يكن هناك أسوأ. هذا كما قلت احتلال. كذلك وجود الإيرانيين في سوريا غير مقبول، كان هناك وجود إيراني قبل دخول تركيا بسنوات واستخدموا سوريا لتحقيق ستراتيجيتهم في الوصول إلى البحر المتوسط من سوريا ولبنان، والعراق طبعاً، وهذا أضر كثيراً بسوريا. فهؤلاء ورطونا في كل هذه المشاكل حتى يتوصلوا إلى توقيع برنامجهم النووي. لكن الأزمة السورية ومجيء كل هذه القوات من الغرب والعالم كله إلى سوريا، كانت المشكلة الكبرى هي لحصار إيران، وأنت تعلم أنه كلما كانت هناك طلعات للطيران الإسرائيلي استهدفت مواقع تابعة للجماعات الإيرانية وغيرها، فما هي مصلحة سوريا في هذه العلاقة، فلم يأت الإيرانيون بل بعثوا جماعات للقتال في سوريا. لكن خلال كل هذه السنين التي مرت قتل في العراق وسوريا 2000 إيراني فقط، بينما أوقفوا العد في سوريا منذ أربع أو خمس سنوات عند 450 ألف قتيل وفوق الميون جريح. هذا ليس طبيعياً، لا يجب أن نكون نحن ورقة يستعملها الآخرون.

* هل تتوقع أن يحصل تغيير جذري في سوريا في عام 2021؟

ريبال الأسد: هذا التغيير كان ينبغي أن يحدث في السنة الماضية، حيث كان متوقعاً أن تنهي لجنة الدستور عملها، وأن يعودوا وتكون هناك حكومة وحدة وطنية ويكون هناك انتقال وتهيؤ لانتخابات رئاسية في السنة القادمة، لكن أزمة كورونا أجلت كل شيء. كان هناك كما تعرف اتفاق بين الرئيس بوتن والرئيس ترمب في حينه، وكانا يحاولان العمل على هذا، ولكن أعتقد الآن وبوجود الرئيس بايدن أنه سيكون أكثر صرامة في مسألة الانتقال في سوريا، والأمر الذي يثير بعض التوقف هو عدم وجود اتفاق بين بايدن وبين الروس كالذي كان بين ترمب وبين الرئيس بوتن، وهذا يمكن أن يخلق بعض المشاكل، ولكن على المرء أن يأمل في الخير إن شاء الله، وأنت ينتهي عمل لجنة الدستور إن شاء الله، ويكون هناك دستور حضاري كما قلت، لا يكون على قياس الدولة أو على قياس المعارضة المتطرفة كما أسميها أنا.

* هل تشتاق للشام وهل تريد أن تعود إليها مرة أخرى؟

ريبال الاسد: هذا أكيد وهذه أمنيتي. فكما تعرف عندما كنا صغاراً كان الوالد يقول لنا دائماً يجب أن ترجعوا إلى بلادكم، أن ترجعوا لتساعدوا شعبكم. فهنا أقرباؤنا ولي أخ في سوريا لم أره منذ 17 سنة وربما 20 سنة، وقد جاء ابن أخي إلى هنا قبل سنة ولم أكن أعرفه من قبل وعنده 21 سنة، وعندي أولاد إخوتي لا أعرفهم، هذا شيء محزن. لهذا أخبرك بأن علينا أن نعمل، أن يعمل الشعب السوري مع بعض لنتمكن من العودة لنبني سوريا المستقبل، ويعود كل المهجرين.





حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top