• Friday, 19 April 2024
logo

بطريرك الكلدان بالعراق والعالم يحذر من تحركات "الميليشيات" لتغيير ديموغرافية مناطق مسيحية في نينوى

بطريرك الكلدان بالعراق والعالم يحذر من تحركات
حذر بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، من تحركات "الميليشيات" لتغيير ديموغرافية مناطق مسيحية في محافظة نينوى وقال ساكو في مقابلة خاصة إن المسيحيين الذين عادوا الى مناطق سهل نينوى غير مستقرين ومُطمئنين للمستقبل، فهم فقدوا الثقة بجيرانهم الذين جاؤوا وسرقوا اموالهم وبيوتهم، فليس داعش هو من احرق كل البيوت، هناك ايادي اخرى هي من احرقتها، وايضا وجود المليشيات تحت اي مسميات وتفرض اتاوات وتهدد وتستخوذ على املاك الناس، بشكل وبآخر.
حذر بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، من تحركات "الميليشيات" لتغيير ديموغرافية مناطق مسيحية في محافظة نينوى وقال ساكو في مقابلة خاصة إن المسيحيين الذين عادوا الى مناطق سهل نينوى غير مستقرين ومُطمئنين للمستقبل، فهم فقدوا الثقة بجيرانهم الذين جاؤوا وسرقوا اموالهم وبيوتهم، فليس داعش هو من احرق كل البيوت، هناك ايادي اخرى هي من احرقتها، وايضا وجود المليشيات تحت اي مسميات وتفرض اتاوات وتهدد وتستخوذ على املاك الناس، بشكل وبآخر.
* كيف هي أوضاع المسيحيين في العراق وهل أنتم راضون عنها؟

الكاردينال: لازال الوضع العام في العراق قلقاً وغير مستقر، وكل العراقيين يعانون من هذا الوضع المخيف، (الجانب الامني والاقتصادي والامني والصحي)، فمنذ 2003 لايوجد استقرار وامان والاقتصاد متذبذب ولاتوجد اي رؤية للسياسيين لبناء دولة مدنية حديثة تبنى على المواطنة وليست الطائفية والمحاصصة.

لايوجد اي معنى بان نكون مكونات وطوائف وهويات، يكفي ان نكون مواطنين، فلا توجد اسس صحيحة وسليمة لبناء دولة، كأنه نحن في دويلات مرتبطة ببعضها بطريقة قيصرية لاطبيعية، وهذا لايطمئن، فالناس، بالخصوص المسيحيين، عانوا من القتل والخطف وتفجير الكنائس، والاستحواذ على ممتلكاتهم، وبيوتهم، في سهل نينوى وبغداد.

داعش طرد المسيحيين في سهل نينوى ودمر كل البيوت والكنائس والمدارس، وعلى طيلة 3 سنوات ونصف هم خارج مناطقهم، فعند تحرير الموصل وسهل نينوى عادوا لمناطقهم لكن الحكومة لم تقدم اي شيء، فالكنيسة قدمت على مقدرتها بواسطة منظمات مسيحية كاثوليكية وكنائس في الخارج، فعمروا بعض البيوت والقرى، والناس عادوا.

اتقدم الى حكومة اقليم كوردستان بالشكر لاستقبال اكثر من 120 الف مسيحي من الموصل وبلدات سهل نينوى، نحن ممتنون لهم، عكس الحكومة لم تقدم اي شيء، حتى منحة المليون للمهاجرين لم يستلموها.

* نعم، فيما يتعلق بعودة المسيحيين إلى مناطقهم في سهل نينوى، قلت إن الحكومة لم تقدم ما يلزم للمسيحيين ومناطقِهم، هل تعتقد أن ما لا تنجزه الحكومة من توفير الخدمات وعدم إعادة الإعمار أمر مقصود للحيلولة دون عودتهم؟ وهل هنالك محاولات لتغيير ديموغرافية سهل نينوى؟

الكاردينال: بسبب الفساد المستشري بكل مفاصل الدولة لم تقدم الحكومة اي شيء، انا التقيت برئيس الوزراء السابق وقلت له: لانتملك نقوداً، واليوم رئيس الوزراء الجديد قال ايضا لانملك نقودا في الخزينة، سوى بضعة ملايين الدولارات، فنحن غير قادرين على دفع رواتب الموظفين.

كل السبب هو الفساد لان العراق بلد غني فلا يوجد ضمير، والمال العام ملك لكل الشعب لايحق لي مد يدي على هذا المال، واسرقه، لكن وبذريعة المظلومية يحدث كل شيء، حتى الانتقام والثأر.

المسيحيون الذين عادوا الى مناطق سهل نينوى غير مستقرين ومطمأنين للمستقبل، فهم فقدوا الثقة بجيرانهم الذين جاؤوا وسرقوا اموالهم وبيوتهم، فليس داعش هو من احرق كل البيوت، هناك ايادي اخرى هي من احرقتها، وايضا وجود المليشيات تحت اي مسميات وتفرض اتاوات وتهدد وتستخوذ على املاك الناس، بشكل وبآخر.

في السابق لايوجد غير المسيحيين في هذه المناطق (قرقوش، كرمليس، برطلة، خط تلكيف إلى القوش)، والان اصبح هناك نوع من الزحف الى هذه المناطق لتغيير ديموغرافيتها وسط قلق الاهالي.

* من أجل تهدئة هذه الأوضاع وإعادة الاستقرار إلى مناطق سهل نينوى، كانت هنالك دعوات لتحويل سهل نينوى إلى محافظة، هل تؤيدون هذا الطرح؟ وهل ترون أن تسمية سهل نينوى والمناطق القريبة، كمحافظة كفيلة بتحقيق الاستقرار وحماية المسيحيين؟

الكاردينال: نحن بلا محافظة مظلومون، مكون ضعيف بدون مليشيات او عشيرة وقبيلة تدافع عنا، ولا نمتلك احزابا بالمعنى الصحيح التي من الممكن ان تدافع عن حقوقنا.

في هذا الوقت غير المستقر والصراعات المتأزمة، ليس من باب الحكمة ان نطالب بحكم ذاتي او بمحافظة، سنصبح عندها كبش الفداء بين المتنازعين، حاليا افضل لنا ان نعيش بين جيراننا والمتواجدين معهم، لكن نطلب منهم ان يحترمون حقوقنا ويحافظون علينا، ولايغيرون مناطقنا، اما ان نطالب بمحافظة وشيء خاص بالمسيحيين سندفع ثمنا باهضاً، جراء ذلك.

* ما هي المخاطر التي يتعرض لها المسيحيون الآن عموماً؟

الكاردينال: اهم المخاطر التي يواجهها المسيحيون هي الاعتداء، فهناك تهديدات على المسيحيين، ومحاولات للتغير الديموغرافي، والتهميش والاقصاء والاستحواذ، على الكوتا، او وزير مسيحي، هناك اطراف تريد سحبه لها، وهو بالنهاية يتبع لاجندات الكتلة التي رشحته وجعلته يفوز.

* كيف تقيّمون حجم مشاركة المسيحيين في العملية السياسية والمؤسسات الحكومية؟ وهل يتم إشراكهم في اتخاذ القرارات المهمة؟

الكاردينال: نحن لم نمثل بشكل صحيح في الحكومة، لان الممثلين الان جاؤوا باصوات غير اصوات المسيحيين، فازوا باصوات اطراف سياسية وصوتت لهم فهم يتبعون لاجندات، ولم يقدموا شيئا كبيرا لنا.

* عذراً؛ هل تعتقد أن البرلمانيين والمسؤولين المسيحيين المشاركين في العملية السياسية الآن لا يمثلون المسيحيين أو أنهم ليسوا ممثلين جيدين لهم؟

الكاردينال: يمثلون غيرنا لايمثلوننا، بصراحة اما ان يمثلون الشيعة (الحشد الشعبي)، او يمثلون الكورد، فمثلا نائب او نائبة لايمثلون الموصل وكركوك مالذي يعرفونه عن هذه المناطق، كيف سيمثلون المكون المسيحي في هذه المناطق؟

طالبنا بالتصويت المباشر من قبل المكون المسيحي للنواب الذين يمثلوننا، او يدخل بقائمة حزبية اما كوردية او شيعية، اوسنية ، فهو مسيحي محسوب على كتلته، ليس لدينا اعتراض فمن الممكن ان يكون اقوى من الذين يأتون عن طريق الكوتا ولايقدمون اي شيء.

الطرف الوحيد الذي يدافع عن المسيحين هي الكنيسة، والحكومة تستشيرنا ومتفهمة لوضعنا، نحن نقدم كل الخدمات للمسيحين عن حقوقهم او الظلم الذي لحق بهم او بيوت لهم تم الاستحواذ عليها نحن نذهب الى الوزارت المعنية.

* يشكو المسيحيون من تهميش حقوقهم في الدستور، وكما تعلمون كانت هنالك جهود مؤخراً لتعديل بعض فقرات الدستور، هل حاولتم تقديم ملاحظاتكم؟

الكاردينال: تواصلنا مع الحكومة لا مع النواب المسيحيين لانهم لايعملون اي شيء، ليسوا قادرين على ذلك، ولا عندهم الشجاعة والاستقلال كي يدافعوا، نحن نتواصل دائما مع الرئاسات الثلاث.

ينبغي تعديل الدستور لانه جاء على عجالة، وليس منصفا، ومن الافضل ان لاتكون هناك كوتا، فاليأتي اي مواطن، فنحن دائما نقول عند ترشيح اي وزير، اجلب مسلماً "سَبُعاً" مخلصا للعراق والناس، يشرفنا هذا الشيء، لكن مسيحي ضعيف لايخدمنا.

نطالب بدولة مدنية، لادينية ولامذهبية، فالدين لايؤسس دولة فهو مبني على مبدأ وعقائد ثابتة، والسياسة مصالح نصفها كذب، والدين لايكذب، فلماذا اقحام الدين بالسياسة؟.

* هل العراق دولة دينية؟

الكاردينال: في الواقع العراق دولة دينية فكل شيء يجري باسم الدين، تحت غطائه، وتسييس للدين وتشويه له، الدين يقول لاتسرق لاتقتل.

* أود أن نتطرق إلى عدة تفاصيل أخرى ومن ثم الانتقال إلى الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان.. ما عدد المسيحيين في العراق حالياً؟

الكاردينال: حسب الاحصائيات القديمة للمسيحيين قبل 2003، كان هناك 1.5 ميلون مسيحي، اما اليوم فيبلغ العدد التخميني نصف مليون، لاتوجد ارقام دقيقة ولا احصائيات، ربما العدد في اقليم كوردستان يسهل احصاؤه.

قبل 2003 كان عدد المسيحيين في بغداد يصل الى مليون شخص، مقارنة بسكان بغداد 6 ملايين شخص كانت نسبتنا 1:6، وهذا عدد كبير، فالكثير من الاطباء واساتذة الجامعات وتجار ومهنيين هاجروا بسبب الظلم.

* كيف تجد انتشار ونمو المسيحية في العراق؟

الكاردينال: هناك نظرة شعبية غير جيدة للمسيحين في العراق تصنفهم لدين من طبقة ثانية او ثالثة، ونحن نسمع خطابات جارحة بحق الدين المسيحي، ونحن نحترم الدين الاسلامي، فالقران الكريم يقول لا اكراه في الدين، ولكم دينكم ولي دين، ايات جميلة كثيرة بحق المسيحيين لكن هناك خطابا تكفيرياً ويحث على الكراهية.

شكلنا لجنة حوار مكونة من مسيحيين ومسلمين (شيعة، سنة)، استطعنا من خلالها تفكيك ومتابعة الخطاب الديني الذي يزرع الكراهية والحقد وهذا تشويه للدين، لكن التربية الدينية فيها مشكلة، فمناهج التعليم فيها فقرات وعبارات تسيء الى الديانات الاخرى، هذا الشيء يجب ان يتغير بشكل ايجابي.

لايجب أن يقولوا ماهو الدين المسيحي ليأتوا عندي وانا اشرح لهم ماهية الديانة المسيحية، كما انا لا اتحدث عن الدين الاسلامي اسأل مرجعية دينية هي من تجيب، وهي من تعرف الديانة الاسلامية، من دون وجود الحوار لاتوجد امانة لان هذا يؤثر على المجتمع.

*كثيراً ما يردد المسؤولون سواء في دول المنطقة والعالم أم خلال زيارة إقليم كوردستان، بأن التعايش المشترك القائم بين المكونات الدينية في الإقليم يعد مثالياً على مستوى المنطقة، برأيك كيف يمكن نقل هذه التجربة للتعايش إلى مناطق العراق الأخرى؟

الكاردينال: السلطة في اقليم كوردستان علمانية، لاتفرق، وهي تريد بناء نظام ديمقراطي وانا التقيت بفخامة رئيس اقليم كوردستان السابق، والحالي، نيجيرفان بارزاني وهو مصر على وجود الديمقراطية، وايضا دولة علمانية بالمعنى الصحيح، وانا قلت له من الممكن ان يكون اقليم كوردستان نموذجاً عند بقية الدول يحذون حذوه، لكن الشعب يحتاج الى التثقيف، فهناك احزاب اسلامية، هناك اسلام سياسي في اقليم كوردستان، هناك خطابات تتحدث عن المسيحين بانهم كفار ومشركون، وهذا غلط، نحن لسنا بكفار او مشركين.

* هذه الأمور موجودة في إقليم كوردستان؟

الكاردينال: طبعا موجودة في اربيل ودهوك، وجعلوا منها ان تختفي، لكن هناك خطاب كراهية.

*حسناً، فيما يخص زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق في الربيع المقبل، هل باشر العراق باتخاذ الاستعدادات الضرورية لإنجاح الزيارة؟ وهل تعتقدون أن السلطات العراقية قادرة على حماية البابا خلال الزيارة المرتقبة؟

الكاردينال: البابا هو انسان مسالم ولا نفكر بان اعتداء يحصل عليه، والحكومة هي من تتكفل حمايته، وهناك جدول خاص بزيارة البابا الى بغداد.

* ما هو جدول الزيارة؟

الكاردينال: يأتي الى بغداد وفي اليوم الثاني، يلتقي بالحكومة ورؤساء الطوائف المسيحية، بعدها تقام صلاة مسكونية صلاة ديانات، نقرأ قصة النبي ابراهيم من التوراة، و سورة ابراهيم من القران الكريم، والبابا يوجه رسائل سلام الى لبنان وايران واليمن وليبيا، بعدها يقام قداسا في بغداد، ليتوجه بعدها لاقليم كوردستان يزور اربيل، يلتقي خلالها بمسؤولي إقليم كوردستان، ومن ثم يذهب الى الموصل في زيارة قصيرة، فهي مدينة منكوبة مهدمة، ويزور مدينة قرقوش، والحمدانية ليشجع المسيحيين على البقاء والتواصل، ليرجع بعدها الى اربيل ويقيم فيها قداسا، والمساء يغادر الى بغداد، ونأمل في زيارة النجف لتأكيدنا على دورها واهميتها في العراق والمنطقة، يأتي اليوم الخامس ويرجع في الثامن.

* قلت إنكم أكدتم على أن يزور البابا أربيل لأهميتها، ما هي جوانب الأهمية التي تعنيها، يا حبذا لو وضحت ذلك؟

الكاردينال: لاربيل اهمية كبيرة لانها منطقة ذات تنوع سكاني وعيش مشترك، وفي اقليم كوردستان لم يحصل عنف، فقد وصلوا الى مرحلة من الاستقرار والامان والتقدم، اذا ذهبت الى محافظات اقليم كوردستان تشعر بانك في اوروبا، عكس مدن الوسط والجنوب مهملة بالمرة.

* أخيراً ما هي رسالتك للمسيحيين والعراقيين بمناسبة السنة الجديدة؟

الكاردينال: اتمنى في سنة 2021 ان الناس تكف عن كل ماهو عنف واقصاء وحرام وفساد وتتوجه نحو المصالحة المجتمعية، وان يقدم الساسة مصلحة العراق على كل الاعتبارات الاخرى.

المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر، فالسلام على ارض العراق، وعلى ارض اقيلم كوردستان، وعلى كل الارض، فالحياة قصيرة حرام ان نضيعها في تمزيق بعضنا البعض، لنعيش في فرح ومحبة وسعادة وتعاون.





حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top