• Saturday, 20 April 2024
logo

العالم الأميركي إيريك فيغلدينغ : لقاحات كورونا آمنة والفيروس باقٍ حتى 2022 إذا لم يتحور مجدداً

العالم الأميركي إيريك فيغلدينغ : لقاحات كورونا آمنة والفيروس باقٍ حتى 2022 إذا لم يتحور مجدداً
قبل نحو سنة، كان الذين يعرفون كورونا قلة قليلة، عندما كان الباحث في اتحاد العلماء الأميركيين، إيريك فيغلدينغ يقول إن الفيروس الجديد الذي ظهر في الصين سيقتل الملايين ويجتاح كل العالم، لم يحمل كلامه على محمل الجد إلا قلة، بل أن بعض زملائه في جامعة هارفارد الأميركية لم يكونوا يرون في كورونا أي تهديد.التوقعات التي ظهر أنها في محلها، جعلت من إيريك فيغلدينغ عالماً معروفاً في أميركا وواحداً من كبار الباحثين في اتحاد العلماء الأميركيين، يجري بحوثاً على وباء بات يقتل أميركياً كل دقيقتين...
قبل نحو سنة، كان الذين يعرفون كورونا قلة قليلة، عندما كان الباحث في اتحاد العلماء الأميركيين، إيريك فيغلدينغ يقول إن الفيروس الجديد الذي ظهر في الصين سيقتل الملايين ويجتاح كل العالم، لم يحمل كلامه على محمل الجد إلا قلة، بل أن بعض زملائه في جامعة هارفارد الأميركية لم يكونوا يرون في كورونا أي تهديد.
التوقعات التي ظهر أنها في محلها، جعلت من إيريك فيغلدينغ عالماً معروفاً في أميركا وواحداً من كبار الباحثين في اتحاد العلماء الأميركيين، يجري بحوثاً على وباء بات يقتل أميركياً كل دقيقتين، وفي هذه المقابلة يتحدث عن اللقاح المناسب ضد الفيروس ومتى سيصل هذا اللقاح وأنواع التكنولوجيا التي تطهر البيوت آلياً من فيروس كورونا، إضافة إلى العديد من المعلومات التي يكتشفها العلماء الأميركيون يومياً عن الفيروس.
* ظهرت أعراض جانبية على عدد من متلقي اللقاح. كواحد من العلماء، هل تراودك مخاوف من هذا اللقاح؟
إيريك فيغلدينغ: لهذا السبب نجربه على ما بين 30 و50 ألف شخص. لن نعتمد على نتائج بعض مئات من الأشخاص. لا تزال اللقاحات الصينية والروسية في المرحلة الثانية وتمت تجربتها على عدد قليل من الأشخاص. المرحلة الثالثة هي التي تهمنا. النتائج التي ظهرت تبين أن اللقاح يقلل أعداد الوفيات والأعراض الشديدة للفيروس. نسبة الذين يتلقون اللقاح هي 50% أما الـ50% الأخرى فيحقنون بالماء، فإن كانت النتائج عند الجميع هي نفسها يعني ذلك أن اللقاح غير فعال.
في نفس الوقت، إن ظهرت أضرار جانبية على المجموعتين، فهذا يعني أنه لا يؤثر سلباً على الصحة. يجب أن يدرك الناس أمراً، وهو أن مئات الملايين سيتلقحون خلال الأشهر القادمة، وستكون هناك حالات جلطة قلبية عديدة، وسيموت عشرات الآلاف. يخمن موت أربعين ألف شخص من كل عشرة ملايين في أميركا خلال الشهرين القادمين، وهذه النسبة طبيعية.
وإن تضاعفت العشرة ملايين إلى 100 مليون، سيرتفع عدد الوفيات، وسنشهد في الأشهر القادمة تقارير تتحدث عن أعداد الوفيات هذه. صحيح أن الحذر واجب، لكن تجارب التلقيح أظهرت أن الذين يتم تلقيحهم باللقاح والذين يتلقون لقاحات هي عبارة عن مادة عادية، تظهر عليهم الأعراض نفسها، كما يقال، ولا تظهر أعراض خطيرة تذكر. أما عن فاعلية اللقاح، فهي كبيرة وتبلغ نسبتها 90 إلى 95%.
* السلامة مهمة. فهل أنت مستعد لتلقي اللقاح؟
إيريك فيغلدينغ: أجل، بلا شك، وبدون تردد.
* يجري الحديث كثيراً عن موديرنا وفايزر حالياً، ماذا عن اللقاحات الأخرى؟ أيهم لفت نظرك؟
إيريك فيغلدينغ: نُشرت نتائج رسمية لعدد قليل من اللقاحات فقط. كان لقاحا فايزر وموديرنا الأسرع في إعلان النتائج. كما يروق لي لقاح أوكسفورد. في الواقع، يجري اختبار لقاح أوكسفورد مرتين في المرحلة الثالثة زيادة في الاطمئنان إلى أن اللقاح فعال بنسبة 90%، وللاطمئنان إلى أن اللقاح لا يسبب آثاراً جانبية. أعتقد أن لقاح أوكسفورد جيد جداً. لهذا اللقاح ميزة قوية تتمثل في عدم حاجته إلى التجميد. كذلك هو أرخص بثمان أو عشر مرات من فايزر وموديرنا. لا يحتاج إلى تجميد ويمكن حفظه في براد عادي وسعره أقل بكثير. لهذا فإن لقاح أوكسفورد مرغوب في كل العالم. فهو يناسب الدول التي ليست متقدمة فتستطيع شراءه واستخدامه، وما عليها إلا أن تنتظر إنتاجه. أما اللقاحات الأخرى فلم تنشر نتائج المرحلة الثالثة لها حتى الآن.
* موديرنا وفايزر سيكونان لقاح الدول الغنية، أليس كذلك؟
إيريك فيغلدينغ: يمكن أن يقال هذا. فهذه الدول هي التي طلبت هذا اللقاح. لكن الهند والدول الحديثة التطور، تعد الزبائن الرئيسيين للقاحات آسترازينيكا وأوكسفورد. كذلك لقاح جونسن أند جونسن في طور الاختبار، ويتمتع بنقطتي قوة، حيث أن لقاح أوكسفورد يؤخذ على جرعتين مثل موديرنا وفايزر، لكن جونسن أند جونسن يؤخذ بجرعة واحدة ولا حاجة لحفظه مجمداً. هذا هو الأفضل عالمياً.
آمل أن يكون للقاح تأثير كبير، وسأكون فرحاً جداً إن تجاوزت نسبة نجاحه 70%. لأنه كلما كان اللقاح رخيص الثمن وسهل وصوله إلى الناس كلما سرّع من الحد من انتشار الفيروس. لكي نوقف انتشار الفيروس، لا نحتاج إلى أن تكون فاعلية اللقاح 95%، لأن 70% كافية للحد من الفيروس بدرجة كبيرة، عندها لن تعود المستشفيات ممتلئة، وسيشعر الأطباء بالسرور، ولن يموت الناس في قاعات الانتظار بدون علاج وبدون أسرّة. لهذا يكفي أن تكون نسبة نجاح اللقاح 70%.
* ماذا يعني تلقي اللقاح لحياة المتلقي؟ هل يعني أنه لن يصاب ولن يؤدي إلى إصابة غيره؟
إيريك فيغلدينغ: البحث في انتشار الفيروس بعد تلقي اللقاح أمر صعب. فالاختبارات التي تجرى على اللقاح تهدف إلى معرفة مدى حمايته لحياتك؟ وليس لمعرفة ما إن كنت ستنقل الفيروس إلى أخواتك وإخوانك وأمك وأبيك بعد أن تتلقى اللقاح. من اللقاحات الخاصة بالفيروسات الأخرى، نعرف أنك إن لم تعد تعاني من الالتهابات فإن الفيروس سيفشل في العثور على مكان له في جسمك. لهذا فإنك لن تنثر الفيروس عندما تكح أو تعطس. بهذا سيتراجع تفشي الفيروس. هذا هو المفتاح. إيقاف الفيروس يعني أنك ستتحول إلى جدار يصد الفيروس ويمنع انتقاله إلى شخص آخر.
* ما هي توقعاتك للعام 2021؟ هل سيؤثر ظهور اللقاح على الاقتصاد وستعود الحياة إلى طبيعتها في أميركا وفي العالم؟
إيريك فيغلدينغ: قبل كل شيء، سينقذ اللقاح حياة الناس وسينتعش الاقتصاد. من المتوقع أن يؤدي إنتاج اللقاح ببطء إلى انتعاش الاقتصاد بقيمة أربعة ترليونات دولار. أما إنتاجه بسرعة فسيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد بقيمة ثلاثة ترليونات دولار. الأمر مرهون بسرعة إنتاج اللقاح. في الأشهر الأولى من السنة، أي في الشتاء وبدايات الربيع، ستكون قدرتنا على إيصال اللقاح للناس محدودة، لكن الخبر السار هو أنه تبين أن بالإمكان أن تحمل القارورة الواحدة للقاح خمس جرعات، وأحيانا ست أو سبع جرعات من اللقاح، إن تم استخدامه بالطريقة المثلى، وأجازت منظمة الغذاء والدواء استخدام كل جرعات اللقاح بالكامل. الأمر الذي قد يسمح بزيادة توفير اللقاح بنسبة 20 أو 40% في حال ضمت كل قارورة لقاح سبع جرعات. هذا يعني، أنه رغم كون سرعة إيصال اللقاح للناس محدودة، فإن العملية تجري بسرعة. سيتراجع انتشار الفيروس في نهاية الشتاء ومطلع الربيع.
* العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية؟
إيريك فيغلدينغ: للعودة إلى الحياة الطبيعية، أرى أن الأمر سيستغرق حتى الخريف القادم. لأن اللقاح لن يكون متاحاً قبل نهاية الربيع وبداية الصيف. أقصد لغالبية السكان. فتلقيح 10% من الناس لن يوقف انتشار الفيروس، ولن يعيد الحياة إلى طبيعتها. ستعود الحياة إلى طبيعتها عندما يتلقى اللقاح 60 إلى 70% من الناس، وإلى ذلك الحين علينا أن نلتزم بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية. لا يزال لا يكفي لكل الناس. اللقاح ليس هو الذي ينقذ حياة الناس، بل برنامج إنتاج وتوزيع اللقاح هو الذي سينقذ أرواح الناس.
* بخصوص انتقال الفيروس، كيف يمكن، حسب أحدث البحوث العلمية، أن نمنع انتقال فيروس كورونا؟
إيريك فيغلدينغ: خطة التوزيع تعتمد على إنتاج اللقاح والقدرة اللوجستية على إيصال جرعتي لقاح للناس. الحاجة إلى جرعتي لقاح لكل شخص، تضاعف صعوبة الأمر. فإن كانت جرعة واحدة من اللقاح تكفي، كان سيجري تلقيح الشخص بدون الحاجة إلى معرفة أبن ومتى تم تلقيحه ولم يكن سيحتاج للعودة مرة ثانية. لكن هناك حاجة لتلقي اللقاح مرتين. أمامنا طريق طويل من الناحية اللوجستية. من خلال برامج التلقيح السابقة، أعلم أن عدداً كبيراً من الناس لن يتمكنوا من الحصول على الجرعة الثانية في الموعد المحدد. تلقي الجرعة الثانية مهم جداً لتبلغ فاعلية اللقاح 95%. لذا فإن توزيع اللقاح بسرعة أمر مهم. لكن هل تم إنتاج ما يكفي من اللقاح؟ كلا. لو توفرت لنا 50 مليون جرعة، سيكون السؤال هو: هل سنلقح 25 مليوناً، ونخزن الباقي للشهر القادم ليتلقى هؤلاء الجرعة الثانية. أم أن نستخدم ما بين 70 و80% من اللقاح المتوفر ونأمل أن يتم إنتاج الكمية الكافية في الشهر المقبل ليتلقى هؤلاء الجرعة الثانية من اللقاح؟ المسألة معقدة وفيها الكثير من المجازفة. أنا لا أقترح أن يلقح الناس بجرعة واحدة فقط من اللقاح لأنني لا أعرف كم ستكون نسبة اللقاح الذي تم إنتاجه. هنا سيعتمد توزيع اللقاح على الوقت اللازم لإنتاج اللقاح، كذلك سيعتمد على إنتاج الجرعة الثانية منه.
أما من حيث السعر، فلقاح آسترازينيكا هو الأرخص، وسعره ثلاثة دولارات فقط، بينما سعر لقاح موديرنا وفايزر فيتراوح بين 15 و20 دولاراً، وربما أكثر اعتماداً على الخصومات. طلبت أميركا خصماً عن كل 100 مليون جرعة من اللقاح. هناك أيضاً مسألة النقل، حيث يجب نقل لقاح فايزر في درجة 70 تحت الصفر. كذلك لقاح موديرنا يحتاج إلى الحفظ مجمداً، وعملية إنتاجه وتوزيعه معقدة. فلو توقف جهاز التجميد أثناء النقل، سيتلف اللقاح. لذا يجب أن نتأكد من أن كل الأمور تسير على ما يرام. أنا أعلق الآمال على لقاح جونسن أند جونسن. لو بلغت نسبة فاعليته 70%، لن تكون هناك حاجة سوى إلى جرعة واحدة ولا يحتاج اللقاح إلى تجميد، يمكن أن يحفظ في براد عادي، ولقاح أوكسفورد أيضاً ليس بحاجة إلى تجميد وهو رخيص جداً. أما سائر اللقاحات فلا أعرف مدى فاعليتها، والنتائج المنشورة عن اللقاح الروسي محدودة، ولا يمكن البناء على نتائج اختبارات لعشرين شخصاً. العالم، وخاصة الدول النامية، سيعتمد اللقاح الأبسط والأرخص والأيسر توزيعاً.
* بشأن انتقال الفيروس، كيف يمكن الحد من عدوى الفيروس حسب نتائج البحوث الجديدة؟
إيريك فيغلدينغ: كنا في البداية نعتقد أن مجرد لمس الأشياء الملطخة بالفيروس يعرضنا للإصابة. ثم تبين لنا أن هذا ليس صحيحاً، وأن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي وينتقل عبر الهواء. ثم قيل إن الحفاظ على مسافة أمتار قليلة يجنبنا الإصابة، ولم يكن هذا أيضاً صحيحاً. نعتقد الآن أن الفيروس يخرج من أفواهنا وأنوفنا أثناء الكحة والعطاس والتحدث والضحك، ويبقى في الهواء لفترة تمتد من 20 دقيقة إلى أربع ساعات. أهم ما ينبغي أن نفعله هو ارتداء الكمامات، والكمامات أنواع مختلفة. الأهم من هذا هو رش الغرف التي نقيم فيها بمضادات الفيروس. الجلوس في المطاعم المغلقة خطير جداً، لأن الناس يرفعون الكمامات فيها، ويتحدثون ويضحكون ويخرج الهواء من أفواههم وينتشر في الصالة. يشير بحث أجري في كوريا الجنوبية إلى أن شخصاً نقل العدوى لشخص يبعد عنه ستة أمتار. ستة أمتار، وخلال أقل من خمس دقائق. الشخص الذي أصيب بالعدوى طالب جامعي يبلغ من العمر 25 سنة. هذا يظهر مدى قدرة الفيروس على الانتشار.
يجب رش الغرف باستمرار والإبقاء على الأبواب والشبابيك مفتوحة أو استخدام مرشحات قوية. هناك مرشحات هواء خاصة بالأبنية. أو باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، رغم أن هذه الأشعة تؤثر سلباً على جلد الإنسان، لكن هناك من يستخدمها في أنظمة التبريد والتدفئة التي تنفثها مع الهواء، أو يوجهونها فقط إلى سقف الغرفة، ويضعون في الغرفة مروحة تدفع الهواء باتجاه السقف ليتعرض الفيروس الموجود في الهواء للأشعة ويقضى عليه. ظهر أن هذه الطريقة أسرع طرق قتل الفيروس من كل الطرق الأخرى، فهي تنظف الهواء بمجرد تعرضه للأشعة.
* هذا يعني أن هذه الأشعة تنظف هواء الغرفة؟
إيريك فيغلدينغ: الأشعة تصيب الهواء الذي يصل إلى سقف الغرفة، أي أن الأشعة لا تصيب البشر، ويتحرك الهواء في الغرفة باتجاه السقف حيث تستقر الأشعة فوق البنفسجية. بهذا يتم تنظيف هواء الغرفة 17 مرة في الساعة الواحدة. أما في الطائرة التي توجد فيها منقيات هواء ضخمة، فيتم استبدال الهواء الموجود داخل الطائرة ثماني مرات إلى عشر مرات في الساعة الواحدة، في حين أن استخدام الأشعة فوق البنفسجية ينقي الهواء 17 مرة في الساعة. يمكن بهذه الطريقة تنظيف هواء القاعات والغرف الكبيرة جداً من الفيروس. أما في المدارس وغرف البيوت، فهناك مرشحات قد تكون غالية الثمن، لكن استخدامها مفيد جداً، والطريقة الأسهل هي إبقاء الأبواب والشبابيك مفتوحة باستمرار. ربما تتعرضون للبرد لكنكم ستحافظون على صحة عوائلكم.
* أيهما أخطر، الطائرات أم المطارات؟ فقد اطلعت على بحث نشر في نيويورك تايمز، يقول إن احتمال إصابتك بالفيروس في داخل الطائرة هو واحد إلى سبعة آلاف؟
إيريك فيغلدينغ: هذا الرقم يعتمد على مدى ازدحام المطارات، ففي فترات الأعياد والعطل، عندما يسافر الكثير من الناس، مثلما كان في عيد الشكر، قبل أسابيع، حيث كانت المطارات في أوج ازدحامها. كان السفر في ذلك اليوم خطيراً للغاية. في مثل تلك الأوقات تتغير مخاطر الإصابة. أظن أن المطارات مبنية بصورة تمكنها من اتخاذ إجراءات التنقية باستخدام التكنولوجيا. لهذا يجب أن نستخدم الكمامات باستمرار.
ركوب الطائرات ليس بخطر، لكن إن كان عدد الركاب كبيراً فسيكون ركوب الطائرة خطيراً. لهذا طلبنا، في اتحاد العلماء الأميركيين، إبقاء مقعد فارغ بين كل راكبين، حيث أن إبقاء هذا المقعد خالياً بين كل راكبين يقلل خطر الإصابة بالفيروس. كما ستكون حركة الهواء وتبديله أكثر سهولة. معلوم أن غالبية الرحلات الدولية تمنع السياح من الصعود إلى الطائرة بدون إجراء اختبار الكشف عن كوفيد. لذا أعتقد أن هذا النوع من السفر أكثر أماناً وبعض الرحلات أكثر أماناً، خاصة تلك التي تجري بعد إجراء اختبار الكشف عن كورونا وتبقي مقعداً فارغاً بين الركاب، ويتم تغيير هواء الطائرة.
* نبقى عند أهمية تغيير الهواء، ماذا لو وجد الشخص في مكان صغير نسبياً دون ارتداء الكمامات مع ارتداء من حوله كمامات، والإبقاء على باب مفتوح لتغيير الهواء؟ ما هي درجة تعرضه للخطر؟
إيريك فيغلدينغ: هذا يعتمد على مدى تغيير هواء الغرفة، يجب تغيير هواء الغرفة ست مرات على الأقل خلال كل ساعة. أي إدخال هواء نقي وجديد إلى الغرفة مرة كل عشر دقائق. هذه المسألة معقدة بعض الشيء، فمن الصعب معرفة هل تم استبدال الهواء. لكن يمكن اقتناء جهاز مراقبة، وسعره زهيد، ويبين هل تم تبديل هواء الغرفة أم لا، ونسبة ثنائي أوكسيد الكاربون في الغرفة. عموماً كلما بقيت الأبواب والشبابيك مفتوحة كلما كان أفضل. عندما تكون في غرفة اجتماعات لها باب واحد، من المستحسن أن تكون في الغرفة مروحتان أرضيتان، تدفع واحدة منهما الهواء باتجاه خارج الغرفة والأخرى تدفع الهواء باتجاه الداخل. هذا يسهل عملية تبديل هواء الغرفة. كلما كانت الأبواب والشبابيك مفتوحة كلما كان أفضل، ويجب تبديل هواء الغرفة ست مرات على الأقل في الساعة الواحدة.
* هناك أنواع كثيرة من الكمامات. يقول د. فاوجي استخدموا كمامات مصنوعة من القماش، لكن ذلك لا يحميكم بل يحمي المقابلين لكم، إضافة إلى كمامة إن-95 ما نوع الكمامات التي تستحسنها للوقاية؟
إيريك فيغلدينغ: هناك أنواع عديدة من الكمامات القماشية، بعضها مصنوع من أقمشة رقيقة، هذه ليست جيدة جداً، ويفضل أن تكون الكمامة مصنوعة من قطعتي قماشي مدمجتين مع بعض. لكن الكمامات القماشية عموماً، هي لمنع الرذاذ الحامل للفيروس، في حال كنت مصاباً، من الوصول إلى أشخاص آخرين.
أنصح الأشخاص الذين لا يستخدمون الكمامات، ولأن في أميركا كثيرين لا يستخدمون الكمامات، بأن يستخدموا كمامات من قماش فلا ضير فيها. أما إن كان المحيطون بك يرفضون استخدام الكمامات، فعليك أن تستخدم كمامة من نوع جيد.
هناك الكثير من الكمامات الجيدة، منها كمامات غرف العمليات، وكمامة إن-95، وكمامة كَي إف-94، وهناك في أوروبا كمامة بي بي-2 الفعالة بنسبة 94 أو 95%، وهناك كمامات غير أصلية من نوع إن-95. فيجب توخي الحذر. هناك كثيرون يستوردون كمامات كَي إف-94 من كوريا الجنوبية، وتظهر فائدة الكمامة في ارتدائها بالصورة الصحيحة، فإن لم تكن تغطي الفم والأنف وكان يدخلها الهواء من أعلى وأسفل فلا فائدة منها. جيد جداً أن تستخدم كمامة العمليات وتغطي بها أنفك وفمك. لا ينبغي أن يدخل الهواء إلى الكمامة من الجوانب. استخدموا الكمامات عالية الجودة، وفي نفس الوقت يجب أن تكون الكمامة ملائمة جداً لوجوهكم، وأن لا تسمح بتسرب الهواء من الجوانب. يجب توفير كمامات جيدة للناس في كل الدول، لكن أعلم أنه ليس بإمكان كل الدول توفيرها. لهذا من المهم جداً تغيير الهواء الذي في الغرف.
* لو أصدر دونالد ترمب منذ آذار أوامر تلزم المواطنين بارتداء الكمامات، كم كان سيؤثر ذلك في الحد من انتشار هذا الوباء؟
إيريك فيغلدينغ: لو أنه أصدر أمراً ملزماً بارتداء الكمامات لاختلف الوضع كثيراً. فنحن نعلم أن هذا الفيروس سينتشر أكثر مع مرور الوقت. كلما صدرت الأوامر التي تلزم بارتداء الكمامات وحظر التجوال، وكلما تم الإسراع في اتخاذ هذه الخطوات، كان أثرها أشد وأفضل. لو أن أميركا فرضت ارتداء الكمامات وأجبرت الناس على ارتدائها، لاستطعنا إيقاف تفشي الوباء أو تحديد انتشاره لدرجة كبيرة. لكن ذلك لم يحدث، بل ظهرت حركة مناوئة لارتداء الكمامات، ونشرت بيانات خاطئة عن الكمامات وارتدائها، وفي بعض الولايات أو المدن، كان حاكم الولاية يمنع وصول الكمامات إليها في حال أصدرت مدينة تعليمات توجب ارتداء الكمامات، فقط لإظهار الإخلاص لترمب. هذا يثير الاستياء. لأن الكمامة مفيدة حقاً، وهناك تفسير خاطئ لمفهوم الحرية. كما تعلم فإن كلمة الحرية تستخدم بالعديد من الطرق الخاطئة. أنا مدافع كبير عن الديمقراطية، لكني أعلم كيف يجري استخدامها لأهداف غير صائبة في كل العالم. استخدام الكمامة التي ثبتت فوائدها طبياً، تحول إلى معركة اجتماعية وآيديولوجية. هذا يثير الاستياء.
يجب أن نفهم ما يعرف بالوضع الطبيعي الجديد. لقد مضت الأوضاع السابقة وعلى الناس أن يكونوا أكثر حذراً من الأمراض المعدية. القسم الثري من العالم سيحصل على اللقاح قبل غيره. هذا محزن لكنه الواقع. للإجابة عن سؤالك، بخصوص السفر بين دبي ولندن، أعتقد أن الدولتين، بحلول خريف 2021، سيكونان قد وزعا اللقاح بصورة جيدة، ويمكن أن يكون الوضع أفضل كثيراً. يجري الحديث الآن عن جواز سفر اللقاح، ليتمكن المرء من السفر. لكني أعتقد أن الفيروس سيبقى حتى 2022. آمل أن لا يتغير شكله أكثر، وقد سمعنا الأخبار عن الجيل الجديد منه في بريطانيا. كلما غيّر الفيروس من شكله أكثر، كلما زادت احتمالات سوء حظنا ومقاومة الفيروس للقاح. لنأمل أن نتمكن من التخلص منه سريعاً، قبل أن يخرج عن السيطرة. لهذا أقول إننا سنشهد حالة طبيعية في سنة 2022.
* على المستوى العالمي، متى ستعود الحياة إلى حالتها الطبيعية؟
إيريك فيغلدينغ: الإجابة عن هذا السؤال صعبة. فلدينا حتى الآن شكوك كثيرة تحوم حول طريقة توزيع اللقاح. حتى الـ100 مليون جرعة من اللقاح التي ستوفرها فايزر لأميركا، يمكن أن تتأخر حسب ما أخبرت به الشركة وزارة الصحة. هذا فقط بالنسبة للـ100 مليون. في حال تأخر اللقاح عن أميركا فهذا يعني أنه سيتأخر عن كل العالم. نحن لا نزال بانتظار نتائج اختبار العشرات من اللقاحات. يحدوني الأمل، لكن الأمر بحاجة إلى وقت طويل.






حاورته: شبكة روداو الاعلامية
Top