• Wednesday, 24 April 2024
logo

فؤاد معصوم : ليس بمقدور بغداد أو أربيل تجاهل الآخر والمرونة مطلوبة لحل الخلافات

فؤاد معصوم : ليس بمقدور بغداد أو أربيل تجاهل الآخر والمرونة مطلوبة لحل الخلافات
أكد رئيس الجمهورية العراقي السابق، فؤاد معصوم، تسوية الخلافات بين بغداد وأربيل تحتاج إلى "محاولة جدية من الطرفين معاً من أجل معالجة المعوقات"، مشيراً إلى عدم قدرة أي طرف على الاستغناء عن الآخر. وقال معصوم في مقابلة إن مسؤولي بغداد "بحاجة إلى إقليم كوردستان ولا يمكنهم تهميشه، لكن علينا نحن أيضاً إبداء بعض المرونة، فمرونتنا هذه ستدفعهم إلى الشيء نفسه، لكن حينما يبدي طرف موقفاً متزمتاً فإن الآخر سيقدم على الأمر ذاته"...
أكد رئيس الجمهورية العراقي السابق، فؤاد معصوم، تسوية الخلافات بين بغداد وأربيل تحتاج إلى "محاولة جدية من الطرفين معاً من أجل معالجة المعوقات"، مشيراً إلى عدم قدرة أي طرف على الاستغناء عن الآخر. وقال معصوم في مقابلة إن مسؤولي بغداد "بحاجة إلى إقليم كوردستان ولا يمكنهم تهميشه، لكن علينا نحن أيضاً إبداء بعض المرونة، فمرونتنا هذه ستدفعهم إلى الشيء نفسه، لكن حينما يبدي طرف موقفاً متزمتاً فإن الآخر سيقدم على الأمر ذاته".

وأوضح أن "حقيقة الأمر هي أنهم غير قادرين على إصلاح الوضع بدوننا نحن في كوردستان، وبالمقابل نحن أيضاً لا نستطيع تجاهلهم أو نظن أن بإمكان (الديمقراطي والاتحاد) مع الأطراف الأخرى في كوردستان وضع كل شيء تحت أيدينا، كلانا بحاجة إلى الآخر وأن نصل لموقف موحد وأن نعالج مشاكلنا عن طريق الحوار".

وفيما يلي نص المقابلة:

* ما كلمتكم حول وفاة د. روز نوري شاويس كونكم كنتم أحد المقربين منه؟

فؤاد معصوم: لا شك أن د. روز كان من الشخصيات البارزة التي عرفت بإخلاصها للشعب وكان يسعى دائماً من أجل إدامة السلام والعلاقات الطيبة بين القوى الموجودة في كوردستان العراق، وأن تكون لدينا مواقف موحدة تجاه أي مسألة مستجدة، وأن نعالجها، لذا فإن رحيله يترك فراغاً واضحاً.

* منذ متى وأنتم تعرفون روز نوري شاويس؟ وما هي مراحل عملكم معاً؟

معصوم: كان يدرس في ألمانيا وأنا في القاهرة، لم نكن قد التقينا سابقاً، لكنه كان معروفاً بأنه نجل مناضل كوردي كبير، وحينما بدأنا بالعمل بعد زوال النظام السابق كنا نتعاون معاً في الكثير من المجالات، فعلى سبيل المثال في أول كابينة حكومية في إقليم كوردستان كنت رئيساً للحكومة وكان هو نائب رئيس الحكومة ويشغل منصب وزير الداخلية أيضاً، ولم تصادفنا أي مشكلة في اجتماعات مجلس الوزراء وكانت الأمور تسير بسلاسة وبشكل متناسق، رغم أنها كانت أياماً عصيبة وسيئة، لكننا استطعنا من خلال التعاضد القائم بيننا التغلب على الكثير من المشاكل.

*حينما كان الراحل نائباً لكم في الكابينة الحكومية الأولى بإقليم كوردستان، هل كنتم تلمسون منه الانحياز نحو الولاء الحزبي أم أنه كان يؤدي مهامه الحكومية على الوجه المطلوب؟

معصوم: لم يحصل بيننا أي خلاف، لكن لا بد من الإشارة إلى حجم التنسيق العالي بين هاتين القوتين السياسيتين لذا لم نكن نواجه أي مشكلة، وكان التعاون الوثيق موجوداً على المستويات الأرفع منا، ونحن كنا قادرين على إدامة التنسيق في المستويات التالية وأن يمضي العمل على ما يُرام.

* حينما كنتم رئيس التحالف الكوردستاني في البرلمان العراقي وكان هو في بغداد أيضاً، ماذا كان موقف د. روز من حقوق شعب إقليم كوردستان؟

معصوم: لا أتذكر أنه كان هنالك أي خلاف بيني وبين د. روز، حيث كنا نحمل لبعضنا احتراماً متبادلاً، وحينما كنت رئيساً مؤقتاً للبرلمان، كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية، وعندئذ أيضاً كان هنالك تنسيقاً تاماً بيننا، وكنا في الكثير من المرات نعقد اجتماعات بين كتلتينا من أجل بحث العمل المشترك دون التفريق بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وبقي هذا التنسيق قائماً حينما أصبحت رئيساً لكتلة التحالف الكوردستاني.

*من منطلق كونكم رئيس الجمهورية السابق، كيف تنظرون إلى المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد؟

معصوم: إذا لم تكن هنالك محاولة جدية من الطرفين معاً من أجل معالجة المعوقات التي تواجهنا فإن شعب إقليم كوردستان سيصاب بضرر كبير، وهذا الضرر سيطال القوى السياسية أيضاً، وخاصة القوتين الرئيسيتين (الديمقراطي والاتحاد)، لكنني شخصياً أؤمن بأن الوقت قد حان لكي نضع هذا الصراع جانباً وأن نسعى جميعاً أن نمضي على نهج الكوردياتي (نسبة إلى الحس القومي) وأن نحاول تصفير مشاكلنا لأنها طالما بقيت فإن بمقدور المتربصين أن يدقوا أسفين الفرقة بيننا وجعل العلاقات تسير نحو المزيد من التدهور.

* ما هي رسالتكم لإنهاء الخلافات بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني؟

معصوم: لا يوجد سبب يُذكر للانقسام، بل يجب أن يجلس الطرفان معاً وعلى مستوى رفيع، ويسبقه تحديد أوجه الخلاف على صعيد أدنى قليلاً، يليها اجتماع رفيع المستوى لتسوية كل المشاكل الموجودة، لأنها طالما بقيت عالقةً؛ ستستمر المحاولات الخارجية من أجل مفاقمة الخلافات وأن تكون أكثر تأثيراً على سياسة الطرفين، لذا يجب أن نعمل كلانا بإخلاص على تسوية الخلافات ففي النهاية، كل طرف منهما بالذات عون للآخر، ويمكنهما معاً وبالتنسيق مع القوى الأخرى، تحسين وضع كوردستان والمضي به نحو الأمام، وحينها لن تستطيع أي جهة دخيلة زعزعة علاقاتنا.

* هل تتوقع أن تصل الكتل الكبيرة في البرلمان العراقي إلى اتفاق مع إقليم كوردستان أم أنها لم تعد بحاجة إلى ذلك؟

معصوم: هم بحاجة إلى إقليم كوردستان ولا يمكنهم تهميشه، لكن علينا نحن أيضاً إبداء بعض المرونة، فمرونتنا هذه ستدفعهم إلى الشيء نفسه، لكن حينما يبدي طرف موقفاً متزمتاً فإن الآخر سيقدم على الأمر ذاته، وإلا حقيقة الأمر هي أنهم غير قادرين على إصلاح الوضع بدوننا نحن في كوردستان، وبالمقابل نحن أيضاً لا نستطيع تجاهلهم أو نظن أن بإمكان (الديمقراطي والاتحاد) مع الأطراف الأخرى في كوردستان وضع كل شيء تحت أيدينا، كلانا بحاجة إلى الآخر وأن نصل لموقف موحد وأن نعالج مشاكلنا عن طريق الحوار.





حاورته شبكة روداو الاعلامية
Top