• Friday, 03 May 2024
logo

المجتمع الدولي اختار الصمت ازاء القتل الجماعي للشعب السوري

المجتمع الدولي اختار الصمت ازاء القتل الجماعي للشعب السوري
ترجمة/ بهاءالدين جلال
يتعرض العديد من المدنيين العزل في سوريا الى القتل و الابادة الجماعية يومياً ، و تقوم المعارضة السورية بعرض تلك الجرائم على العالم كسلوك يومي لنظام الأسد بينما يعرض النظام الكارثة كرد فعل للعنف و القتل على أيدي المتظاهرين،وفي المقابل مازال المجتمع الدولي ساكتاً وكما يشير اليه المراقبون فإنّه غير مستعد لأتخاذ موقف موحد،ففي المذبحة التي وقعت يوم السبت الماضي وراح ضحيتها اكثر من 90 شخصاً،وصفها وزير الخارجية الفرنسي بالمجزرة،داعياً اصدقاء سوريا ،الذي يجتمع الآن بحضور ممثلين عن 60 دولة في الأمارات، داعياَ اياهم الى الأجتماع ثانية في فرنسا،ولكن تلك الجهود لم تتمكن من ايقاف السلوك الوحشي لنظام الأسد في السابق ولايمكنها ايقافه ايضاً بهذه السهولة مستقبلاً،وهنا قد يثار سؤال وهو هل أنّ النظام السوري لن يتعرض للسقوط؟في الحقيقة لايراهن أحد على هذه المسألة في الوقت الحاضر،بل هناك التركيز على كيفية اتخاذ موقف دولي لأنهاء هذه المذبحة و وضع حد لأراقة دماء الأبرياء واسقاط النظام اليوم قبل الغد،وبصدد الأوضاع الراهنة في سوريا سألنا الدكتور اسامة القاضي رئيس مركز سوريا للدراسات السورية في واشنطن و عضو المجلس الوطني للمعارضة السورية و المدير التنفيذي للشؤون المالية و الأقتصادية ؛الى متى يستمر النظام السوري في قمع ابناء شعبه بهذا الشكل؟ وأجاب عن السؤال ل(كولان) قائلاً: ((في الحقيقة إنّ هذا يتعلق ببعض العوامل، احدها هو أنّ المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تلك المجازر التي يرتكبها نظام الأسد،لأنه لو كان قد تدخل لأيقاف تلك الجرائم وساعد الشعب السوري لما استمرت الأوضاع بهذا الشكل،ولكن المجتمع الدولي يراقب فقط الجرائم، واذا اعترف كوفي عنان بفشل مهمته في سوريا فإن عليه الأنسحاب نهائياً من المهمة الموكلة اليه،واعتقد أنه حقاً تعرض الى الفشل الكبير فيها،سيما بسبب احداث (الحولة)في حمص التي قُتل فيها نحو 70 شخصاً بينهم نساء و أطفال،و إنّ القصف الصاروخي و المدفعي مازال مستمراَ على حمص حتى الآن،لايمكن الأعتقاد بأنّ المجتمع الدولي لم يتوصل حتى الآن الى القناعة بضرورة اسقاط النظام ولم قرر التدخل لنصرة الشعب السوري،كما أعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية التي هي الآن بصدد حملة الأنتخابات أنها لا تتمكن في الوقت الراهن من اصدر قرار حاسم بشأن سوريا،وهذا هو أحد العوامل،و بسبب الموقع الجيوسياسي لسوريا فإنّ التدخل من قبل أمريكا ليس خياراً غريباً،ولكن من الضروري أنّ تكون الدماء التي سالت في المدن و القرى و الشوارع حافزاً قوياً للولايات المتحدة الأمريكية كي تُقنع العالم بأنّه من الضروري التدخل في سوريا ومساعدة شعبها مع انشاء منطقة آمنة للسوريين)).
وحول الأنقسام الذي يسود صفوف المعارضة السورية والتأكد من ايجاد بديل لنظام الأسد، سألنا مرة أخرى الدكتور اسامة القاضي:الى أي حد يخشى العالم من الأوضاع مابعد سقوط نظام الأسد؟وفي معرض رده على السؤال وصف تخوف المجتمع الدولي بالساذج قائلاً:((في الحقيقة أنها ذريعة ساذجة يتحجج بها المجتمع الدولي، لم يكن لأحد أنْ يعرف منْ الذي سيخلف حسني مبارك أو القذافي أو بن علي،هذه ذريعة غير مسؤولة تُستخدم لفترة كبيرة جداً،لأننا نملك خبراء و مهنيين و وطنيين يستطيعون تحمل المسؤولية و بأمكاننا اختيار القادة و المسؤولين عبر الديمقراطية و الأنتخابات نحن لانبدّل دكتاتوراَ ليحل محله دكتاتور آخر،بل نريد تغيير الدكتاتورية بنظام ديمقراطي ليتمكن الشعب السوري ادارة أموره بنفسه و لايجد من هو أشرس من هذا الدكتاتور)).
ولكن مايتحدث عنه الدكتور أسامة القاضي بأنهم كمعارضة سورية يستطيعون تأسيس نظام ديمقراطي، هل أنّ المعارضة موحدة الى هذا الحد من غير وجود أي انشقاق بين أطرافها؟وهذا السؤال وجهناه الى الصحفي و المحلل السياسي الدكتور غسان عبدالقادر حيث أجاب عنه ل(كولان) بقوله: (( حسب اللقاءات التي اجريتها مع المعارضة السورية،استطيع القول أنّ ليس هناك أي توحد بين صفوف تلك المعارضة والأشخاص الذين يعملون في صفوف الثورة وفي داخل سوريا ليس لديهم أي ارتباط أو تنسيق مع المعارضة في الخارج،لذا على عموم الذين يحاربون النظام سواء في الداخل أو في الخارج أنْ يتوحدوا، ولكن هذه حقيقة حيث بسبب الحكم الدكتاتوري المستمرة منذ 40 عاماً و انعدام الديمقراطية و استمرار جرائم نظام الأسد،نجد انّ وضع المعارضة السورية أصبح بهذا الشكل،لذا فإنهم بحاجة الى فترة أكثر، في حين تُدعى المعارضة دائماً الى العمل بنهج أسرع للسيطرة على هذه المشكلة – مشكلة انعدام التعاون و التنسيق بين صفوفها- وفيما يتعلق بتسليح المعارضة فإنّ هذه المسألة اصبحت حقيقة لقد تم نشر الأسلحة داخل سوريا الآن وهناك شحنات أخرى في طريقها اليها،إنّ الشعب السوري سبق وأنْ جرّب الوسائل المدنية في تنظيم المظاهرات ضد نظام الأسد وماضون فيها في الوقت الحاضر،ولكن هناك منْ قرر الدفاع عن نفسه، اعتقد أنّ الذين يقاتلون النظام الآن كانوا سابقاَ في صفوف جيشه وقد تركوها وتحولوا الى مجاميع منظمة و مدنية ويقاتلون النظام الدكتاتوري. وكما لاحظتُ فإنّ النظام السوري أصبح ومنذ ستة أشهر الماضية خاضعاً لروسيا و الصين بعد أنْ كان تحت رحمة ايران،وهما تستغلان الظروف في حين يقترب موعد الأنتخابات الرئاسية، لايمكن لأي رئيس أو ادارة القيام بمغامرة في هذا الظرف الحساس سيما في اجراء عملية عسكرية ضد النظام السوري،نحن نعلم أنّ تجربة الغرب في أفغانستان و العراق لم تكن ناجحة،لذا فإنّهم بصدد التخطيط و الوقت المناسب لأصدار قرار حاسم بهذا الخصوص،اضف الى ذلك أنّ الغرب يحاول اختيار قائد قوي بين صفوف المعارضة السورية،ولكنه لم يتوصل الى ذلك حالياً،وهذا هو خطأ المعارضة الذي لم يشخّص حتى الآن أي قائد يمكن الأعتماد عليه)). ولكن ما يحدث الآن في سوريا،وخاصة بعد فشل مبادرة عنان خرج عن حدود صمت المجتمع الدولي،وبهذا الخصوص وفي اطار حديثه ل(كولان) قال الصحفي غسان عبدالقادر: (( كما تلاحظون هناك تناقض كبير بين ابناء الشعب السوري الذين يطالبون بالحرية و حقوق الأنسان الأساسية ويقفون ضد الأعمال الأجرامية التي يرتكبها النظام في الوقت الحالي،النظام الحاكم يستغل الأوضاع لتنفيذ مآربه ويحاول استخدام المجاميع الطائفية والعرقية للتناحر فيما بينها،أي يسعى الى تغيير اتجاه الثورة الى الأقتتال الداخلي،هذا على الصعيد الداخلي في سوريا، أما على صعيد لبنان فأنّ النظام السوري يحاول نقل المشكلة الى داخل الأراضي اللبنانية و يزعزع أوضاعه و يخلق النزاعات و التناحر بين المجاميع الطائفية و العرقية فيه،واعود الى مبادرة عنان،اعتقد أنّه كان تصرفاً حكيماً عندما وافق بعض اطراف المعارضة عليه مايؤدي الى احراج النظام السوري وتصبح اكثر فعالاً اذا دُعمتْ بقرار من مجلس الأمن الدولي،اعتقد أنّ هذه بداية جيدة،رغم استمرار قتل و جرائم النظام ضد ابناء سوريا حتى الآن،أما اللقاءات و الأجتماعات فإنّها قد تؤدي الى نتائج ايجابية،ولكن كما أشرنا اليه في بداية اللقاء فإنّنا يجب أنْ ننتظر انتهاء الأنتخابات الرئاسية الأمريكية بغية صدور قرار شديد اللهجة ومن أعلى مستوى دولي،أي من الأمم المتحدة،لأنّ أي دولة في المنطقة لن تقرر اتخاذ عملية عسكرية في سوريا إنْ لم تكن مدعومة بقرار دولي وكذلك من الأمم المتحدة)).
كريكوري كاوسل(كولان):
انقرة وواشنطن قلقتان من اتخاذ خطوة عسكرية ضد نظام الأسد لأنهما تخشيان من تداعيات الأحداث اللاحقة
البروفسور كريكوري .ايف.كاوس استاذ العلوم السياسية في جامعة فيرمونت و مدير دراسات برامج الشرق الأوسط السابق في الجامعة ذاتها وهو ايضاً استاذ العلاقات الدولية في كيندي سكول في جامعة هارفارد وهو يتقلد مناصب اخرى منها كبار الباحثين للمجلس السياسي في الشرق الأوسط و تُنشر دراساته في مجلات فورن افيرز و فورين بوليس وميدل ايست جورنال ومجلة الشؤون الدولية،وبغية الوقوف على الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط و التغييرات الحاصلة في توازن القوى و الصراعات الدولية في هذه المنطقة الحساسة،اجرت كولان هذا اللقاء مع البروفسور كريكوري كاوس هذا نصها:
*عندما نتمعن في مستجدات اوضاع الشرق الأوسط، فأننا نضع عاملين في الأعتبار اللذين لهما تأثيرحقيقي يتنافسان من اجل المصالح و توازن القوى،ونلاحظ على الصعيد الدولي فأنها تحولت الى معركة بين مصالح الصين و روسيا من جهة وبين امريكا واوروبا من جهة أخرى،وفي منظوركم الى أي حد يتحول الشرق الأوسط الى ارضية للحرب الباردة بين روسيا و الصين من جهة وبين الغرب من جهة ثانية؟
- من الخطأ اعتبار عموم المنطقة ارضية للحرب الباردة،على غرار ماكانت موجودة بين امريكا و الأتحاد السوفيتي السابق،لروسيا و الصين مصالح خاصة في الحيلولة دون ظهور سابقة للتدخل العسكري الدولي في السياسة الداخلية للدول التي تنتهك حقوق مواطنيها،لأنهما انضمتا الى جبهة ضد اوروبا و امريكا فيما يتعلق بسوريا،ولكن مايخص القضايا و المسائل الأخرى،فأنّ الأنقسام لايبدو واضحاً الى هذا الحد، كقضية برنامج النووي الأيراني،في حين أي من روسيا و الصين لاتؤيدان أي عمل عسكري في هذا البلد،ولكنهما مستعدتان لبذل جهود و مساعي دبلوماسية لوضع حد للبرنامج النووي الأيراني.
*هناك شعور في الوقت الحاضر بأنّ تغييرات الشرق الأوسط تحولت الى نوع من عدم الأستقرار في المنطقة،لأن التغييرات تلك كانتْ في صالح ايران التي اقلقتْ السعودية بأستمرار خشية ظهور الهلال الشيعي الذي يمتد من مضيق هرمز الى خليج عقبة،كما كانت ْ خطراً على حلفاء امريكا و الدول المصدرة للنفط ، السؤال هو :الى اي مدى تؤثر هذه التغييرات على مركز السعودية؟
- السعودية تعتبر نفسها طليعة الجبهة العربية في الوقوف ضد تدخل وزحف ايران الى العالم العربي أعتقد أنّ السعودية قد بالغتْ في تفسيرها لقوة و دور ايران في احداث المنطقة،كالبحرين و اليمن،ولكن بالتأكيد انّ هناك اعتقاداً صحيحاً وهوأنّ لأيران نفوذاً في العراق و لبنان و حتى في الأراضي الفلسطينية وأنها الحليف الأكبر لسوريا،ومن هذا المنطلق نجد أنّ السعودية تدعم المعارضة السورية .
* كانت مصر في السابق حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية،ولكن لايمكن معرفة ما اذاكانت مصر تتقرب في الوقت الحاضرمن امريكا أم لا،كما أنّ علاقات تركيا مع اسرائيل غير مستقرة،حسب رأيكم ،الى أي مدى أضعفتْ هذه التطورات مركز امريكا في المنطقة؟
- احداث الربيع العربي أضعفتْ مركز امريكا في المنطقة،بسبب سقوط مبارك وعدم التأكد من سياسة مصر في المستقبل،كما أنّ منافسي امريكا في الشرق الأوسط لم يستفيدوا ايضاً من هذه الأنتفاضات،فأيران تعرضت للضغوط بسبب الأنتفاضة السورية،كما أنّ اهمية تنظيم القاعدة تتقلص في المنطقة العربية،اذاّ الجغرافية السياسية في المنطقة حالياً في تأرجح،ولايكون لأمريكا المركز الكبيرذاته في المنطقة الذي كان تتمتع به في التسعينات و مطلع الألفين،لا في العراق و لا في مصر،ولكن ما زال مستقبل الأوضاع في المنطقة غير واضح لحد الآن.
* سقوط سوريا أو بقاؤها كدولة سوف يكون لها دور في تغيير المعادلة،فاذا لم يسقط نظام الأسد فإنّ الاوضاع سوف تبقى على حالها الى حد كبير،كما أنّ اسقاطه يغيّر من الوضع الحالي،وحسب رأيكم الى أي حد يكون سقوط النظام السوري في صالح القوى التي تعتبر نفسها حلفاء للغرب؟
- بالتأكيد أنّ السعودية ملتزمة باسقاط الأسد،وايران وضعت بقاءه في السلطة على عاتقها،أمّا تركيا فقد أشارتْ الى رغبتها في رحيل الأسد،وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية،المشكلة هي أنّ أنقرة و واشنطن قلقتان من اتخاذ خطوة عسكرية في هذا البلد،وذلك خشية من تورطهما في عملية عسكرية طويلة المدى وتداعياتها مستقبلاَ.
* الى أي حد تتوقعون أنْ يتجه الشرق الأوسط بعد سقوط النظام السوري الى الأستقرار و التطبيع؟
- أنا غير مطمأن من سقوط النظام السوري،لأنني اخشى أن يستمر الأستقطاب و عدم الأستقرارالى فترة وحتى لو سقط النظام،فإنّ الأوضاع الداخلية غير الواضحة في ليبيا بالنسبة الى مصر و لبنان و سوريا والعراق تجعل الأستقرار و التطبيع في الأوضاع أمراَ صعباً.
* لاتزال الأوضاع توصف بأنها عبارة عن زيادة شعبية القوى الأسلامية،وقد بدأتْ الآن الأنتخابات الرئاسية وتظهر التوقعات أنّ النتائج سوف تكون لصالح مرشحي الأسلاميين،، برأيكم الى أي حد تتحالف تلك القوى الأسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
- أنا لاأتوقع فوز الأسلاميين في الأنتخابات الرئاسية المصرية،وسنرى ذلك في وقت قريب،ولكن الكبير الأهم هو،من الصعب أنْ تكون للولايات المتحدة الأمريكية أي علاقة قريبة مع الأسلاميين الجدد( بأستثناء السعودية)مثلما لديها مع العلمانيين المتفرديين،الأسلاميون يتشككون في امريكا بسبب ليبراليتها وعلاقاتها مع اسرائيل،وبسبب تأريخها الطويل في دعم اعداء الأسلاميين امثال مبارك،كما أن ّامريكا غيرواثقة من الأسلاميين،لأنهم لايقبلون بمعايير الغرب ما يتعلق بحقوق الأنسان و بحقوق المرأة،كما أنهم يعادون اسرائيل و السياسة الأمريكية في المنطقة بشكل عام،اذاً هناك معوقات و عراقيل جدية، ولكن عندما يصلون الى سدة الحكم فمن المحتمل أنْ يتفهموا الوضع ويقيمون علاقات جيدة مع واشنطن،وقد تراعي واشنطن هذا الجانب ايضاً،وتبني علاقاتها على اساس المصالح الأقتصادية و توحيد مصالحها لفترة قصيرة سيما في بعض المسائل السياسية المحددة،أنا اشك في وجود ستراتيجية بعيدة المدى لدى أمريكا للتحالف مع أي دولة عربية يحكمها الأسلاميون.
Top