• Thursday, 02 May 2024
logo

عواصم العالم تطالب الأسد بالتنحي.. والأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ أي قرار

عواصم العالم تطالب الأسد بالتنحي.. والأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ أي قرار
ترجمة/ بهاءالدين جلال

في غضون أقل من عدة اسابيع استقبلت كل من تركيا و قطر و مصر و فرنسا المعارضة السورية وعقدت لها اجتماعات،و من المقرر أنْ يلتقي سيركي لافروف وزير الخارجية الروسي هذا الأسبوع اثنين من قادة المعارضة السورية،مقترحات هذه الأجتماعات تتجمع بشكل عام في عدة نقاط من اجل تداول السلطة في سوريا بصورة سلمية، وهذا يعني تخلي بشار الأسد عن السلطة،وممالاشك فيه أنّ هذا المقترح لايلقى تفاؤلاً لدى كل الأطراف والسبب هو أنه من غير ممكن أنْ يتخلى الرئيس السوري عن السلطة سلمياً،لذا دعا اجتماع باريس في حال قيام الأسد برفض هذا المقترح حينها على الأمم المتحدة وضع سوريا تحت طائلة الفصل السابع للأمم المتحدة وفتح الأبواب أمام التحالف الدولي لأسقاط نظام الأسد بالتدخل العسكري،وهذه تذكّرنا بسيناريو عملية تحرير العراق في عام 2003،ومن المعلوم أنّ نشوء الأجماع الدولي لايتم بهذه السهولة الذي نشأ عام 1991 لتحرير الكويت،وليس بهذا الشكل عند اسقاط نظام الطاليبان في افغانستان عام 2001،بل يشبه كثيراً حرب عام 2003 في العراق،عندما أُسقط النظام البعثي في العراق بدون مظلة دولية و في اطار تحالف اختياري و خارج قرار الأمم المتحدة،ولكن السؤال الرئيس هو هل أنّ الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لتكرار المجازفة ذاتها؟ وللأجابة على هذا السؤال نحتاج الى مقارنة بين جهود وزير الخارجية كولن باول في التشكيلة الأولى لأدارة بوش لأقناع المجتمع الدولي وبين جهود هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية في ادارة اوباما للغرض ذاته،ويمكن هنا أنْ يثار تساؤل وهو إنّ كولن باول لم يكن موفقاً ايضاً على غرار هيلاري كلنتون في اقناع المجتمع الدولي،اذاّ ماالفرق بينهما؟ الجواب هو أنّ المحاولات الجدية التي بذلها كولن باول داخل أروقة الأمم المتحدة لأقناع المجتمع الدولي حتى وإنْ لم يكن موفقاً فيها، لن نلاحظ مثلها لدى هيلاري كانتون،لذا نستطيع القول أنّ جدية باول في هذا المجال كانت تجسد اصرار جورج بوش لأسقاط النظام البعثي في العراق وهذا الفتور الذي نلاحظه من هيلاري دليل على أنّ ادارة اوباما ليست حريصة مثل ادارة جورج دبليو بوش على ضرورة اسقاط النظام البعثي في سوريا،كما هي اشارة الى أنّ هناك دعوة من العواصم العالمية لأزاحة الأسد عن الحكم وفي حال عدم الأستجابة الأيجابية من قبله يتوجب صدور موقف موحد من الأمم المتحدة،وهذا يشكل مسألة صعبة ، وبصدد الأوضاع المعقدة في سوريا سألنا الدكتور مايكل دريزن استاذ العلوم السياسية في جامعة نورث داما والمتخصص في شؤون سياسات الشرق الأوسط و دول البحر الأبيض المتوسط، حيث اكد ل(كولان) قائلاً: ((من الصعب التكهن، ولكن من المعلوم إنّ المشكلة توحي بأنّه من المستحيل أنّ يتخلى الأسد عن السلطة ببساطة،كما أننا نتنباً بأندلاع حرب اهلية في بعض الحالات،ولاحظنا في الأشهر الماضية تصاعداَ خطراَ للأوضاع الأمنية الى جانب حالات من الأبادة الجماعية ما يحتم على المجتمع الدولي التحرك نحو اتخاذ اجراءات مناسبة،في الحقيقة انّ هذه الحملات من القتل الجماعي تحدث بصورة مستمرة وعلى سبيل المثال اذاما طالعنا صحيفتي واشنطن بوست و نيويورك تايمز لوجدنا انهما تُشبّهان هذه الحالة بحالات القتل الجماعي في سربنيتشا و البوسنة والتي اجبرت المجتمع الدولي في حينها على التدخل،ولكن هذا لم يحدث في سوريا حتى الآن،أنا لاأعرف السبب بالضبط، ولكن هل هناك فرق بين اوباما و بوتن؟ ولكن بأعتقادي اذا استمرت الأبادة الجماعية في سوريا حينها يتدخل المجتمع الدولي ولكن كيف يحدث ذلك؟ الجواب هو أنه عاجز حتى الآن على اتخاذ مثل هذه الخطوة،وبأعتقادي أنّ وجود الأسلاميين في المعارضة عقّد الأمور اكثر،وبالتأكيد فإنّ فوز الأخوان المسلمين في مصر هو سبب ذلك التعقيد،وإنّ أي طرف دولي لن يفضّل استحواذ الأسلاميين على السلطة في سوريا بشكل مفاجيء ومن ثم يتحالفون مع مصر و تتعرض مصالحه الى الخطر، في الحقيقة لقد ادرك اوباما وبعض الدول الغربية أنّه يتوجب عليهم الوصول الى صفقة مع روسيا من اجل تهدئة الأوضاع،اذاً لايوجد حتى الآن بصيص أمل من المجتمع الدولي لحل المشكلة،وللأسف لاأتوقع حدوث هذا قريباً، أنا متفائل دائماَ، ولكن ليس في الوقت الحاضر لأنّ الأمور باتت اكثر تعقيداَ)).
المعارضة السورية و الأستعداد لأسقاط الأسد
إنّ المعارضة الحالية في سوريا ليس بأمكانها مواجهة قوات نظام الأسد،كما أنها لم تستطع جمع عموم مكونات المجتمع السوري من الكورد و المسيحيين و العلويين و السنة تحت مظلتها،لذا فإنّ تنظيم مثل هذه المعارضة و اعدادها أمر في غاية الصعوبة وهي تحتاج الى جهود كبيرة للقيام بمهامها،ويواصل الدكتور مايكل دريزن حديثه ل(كولان) قائلاً: اذا تمكنت المعارضة ومعها المسلحون الذين يقاتلون الأسد داخل سوريا من السيطرة على اماكن كثيرة فأنّه من المحتمل أنّ تتحول الأوضاع في سوريا الى شبيه الأوضاع في ليبيا،ولكن علينا مراعاة الظروف و اختلافها لدى البلدين فهي بحاجة الى وقت اطول،وهذا يمهد للمزيد من الدعم الدولي للمعارضة أو محاولة التدخل،ومثل هذه الخطوة بحاجة الى موافقة روسية،صحيح أنّ روسيا لاتبدي موافقتها بصورة علنية،ولكن ربما يعلنها سراَ بعد الأطمئنان على مصالحها في سوريا،وهذا يؤكد أنّ الأوضاع في هذا البلد معقدة جدا، المعارضة تحصل على المزيد من الأسلحة و الدعم من المجتمع الدولي ومن وسائل الأعلام،َ ولكن السؤال هو هل أنّ هذا الدعم يكفي للخناق على نظام الأسد وقيام المعارضة بالسيطرة على البلاد؟انه سؤال معقول ولكنني اعتقد أنّه من الضروري القيام بالجهود الدبلوماسية خلف الكواليس الى جانب الجهود العسكرية،وفي هذه الحالة لو بقى النظام السوري وحتى الأسد في السلطة فإنّ وضعاَ غير مستقر سيبقى قائماَ في هذا البلد،وهذا يعني أنّ النظام يعتمد فقط على النار و الحديد لأدارة حكمه،ولكنه سيمتلك معارضة مسلحة غير متعاطفة،وفي هذه الحالة لاأظن أنّ يكون لأيران أي خيار ايجابي ازاء سوريا،صحيح أنها تساند نظام الأسد وهذا بسبب انها ترفض الدعم الغربي،وحتى اذا بقي الأسد في السلطة فأنّ الأوضاع لاتصب في مصلحة ايران ولا في مصلحة أي طرف آخر، اذاّ فإنّ افضل خيار أمام المعارضة السورية هي استخدام اللغة ذاتها التي ادت الى تعزيز ثورتي مصر و تونس و تتجسد في رسالة موحدة وفي رفض النظام وعرض بديل موحد الذي كان يضم الجميع،ولكننا نعلم جيداَ أنّ بشار و الأسد الأب عملا منذ خمسين عاماَ على احداث شرخ في صفوف المكونات السورية لذا فالسيطرة على هذه الحالة صعبة للغاية،نحن نعلم أنّ توحيد صفوف الكورد هو في صالحهم لأنهم بحاجة ماسة الى كل أنواع الدعم،ومنها دعم المجتمع الدولي الذي يمنحهم قوة و حماس معنوي في المنطقة ليعلنوا انتهاء النظام،لقد لاحظنا هذه الحالة في كل من ليبيا و وتونس و مصر،التي كانت تكفي لأسقاط انظمتها، صحيح أنّ مثل هذا الأمر صعب المنال في الوقت الحاضر ولكنه بالتأكيد فإنّ الكورد سيشكلون طرفاَ فاعلاَ في هذه المعادلة.
عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري ل(كولان):
يجب حل القضية الكوردية في سوريا بصيغة ديمقراطية و عادلة
الدكتور عبدالباسط سيدا سياسي سوري أُنتخب رئيساً للمجلس الوطني السوري في التاسع من حزيران الماضي وهو احد مؤسسي المجلس،كوردي من سوريا و يقيم في السويد منذ 20 عاماً وهو مختص في الفلسفة الحضارات العريقة الّف العديد من الكتب حول الفكر الكوردي ومن كتبه" المسألة الكوردية في سوريا" و"بعض النصوص المنسية من المعاناة المستمرة لكورد سوريا"الى جانب مجموعة من المقالات حول التأريخ و الديانات و الفكر السياسي.لقد ناضل سراً ضد حزب البعث في سوريا كما شارك في الأنتفاضات الكوردية خلال السنوات المنصرمة ضد النظام،و أسهم ايضاً في تأسيس المجلس الوطني السوري و هو عضو في مجلسه التنفيذي و رئيس لمكتب حقوق الأنسان ،ثم انتخب رئيساً للمجلس للمرة الثانية على هامش مؤتمر توحيد المعارضة السورية المنعقد في القاهرة مؤخراً ، التقته مجلة كولان واجرت معه هذا الحوار:
* هل ينجح تنظيم المعارضة و ماهي نتائج مؤتمر القاهرة؟
- إنّ اتفاق المعارضة السورية على وثيقتي العهد الوطني و خريطة طريق العمل في المرحلة الأنتقالية هو مبعث اطمئنان للسوريين في الداخل و كذلك الى الأطراف و الدول الأقليمية و المجتمع الدولي،اعتقد أنّ مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة ستكون له اهمية بالغة،لأنه اول مؤتمر يُعقد بين السوريين منذ اندلاع الثورة،وله ايضاً سمته خاصة،لأنه يُعقد في ظل الجامعة العربية وفي مصر الذي له مكانة خاصة لدى السوريين،المؤتمر يؤكد على أمرين: الأول وثيقة العهد الوطني والثاني الوثيقة الخاصة بالمرحلة الأنتقالية وتجاوزها بأقل خسائر،واذا ماتحققت هذه الخطوات فأنها تؤدي الى بداية لجمع كل اطراف المعارضة السورية و التأكيد على رصد كل الطاقات و الأمكانيات لمواجهة نظام استبدادي وفاسد.
* وما بصدد وثيقة جنيف الصادرة من مجموعة العمل الدولية؟
- المعارضة السورية تطلب الأسقاط الفوري لبشار الأسد،ولكن معاهدة جنيف الصادرة من مجموعة العمل الدولية تتحدث عن مصير مجهول لبشار الأسد و التعاون معه في اطار حكومة وحدة وطنية،مؤتمر جنيف يضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن مع بعض الدول العربية كالعراق و قطر و الكويت و الجامعة العربية،و تركيا،اعتقد أنّ ماتحقق في جنيف لايصل الى مستوى الطموح،ولكن المجلس الوطني يعتبر نقطة و احدة من توصيات مؤتمر جنيف أنها ايجابية وهي أنّ روسيا وافقت لأول مرة على اجراء محادثات حول فكرة ما بعد نظام الأسد،ولكن بشكل عام يتم تفسير مختلف لما جرت ملاحظته في اجواء المؤتمر من الغموض الذي رافق اعماله،اعتقد أنّ هذه الوثيقة لاتلبي المطالب وقد طرحنا وجهات نظرنا بشأنها لأننا نعيش في حالة من الثورية وفي مرحلة من القتل و القصف العشوائي و استخدام الأسلحة الكبيرة ضد المواطنين الى جانب استخدام الطائرات المروحية و المدافع و الدبابات و قصف المدن و البلدات الذي يمارسه النظام السوري يومياً.
* وماذا بشأن مستقبل تنحي بشارالأسد ، وهل لدى المعارضة آلية معينة على أرض الواقع ينفذها عن طريق عملية عسكرية داخل سوريا؟
- عندما اشعل الشعب السوري شرارة الثورة لم يستشر أحد،ولازال مستمراً فيها، نحن نؤكد بأننا معتمدون بالدرجة الأ
ولى على الله و على الشعب.
* وما هو دور الجيش السوري الحر و اعادة بنائه و تسليحه ليكون اكثر فاعلية في مواجهة النظام السوري؟
- الجيش السوري الحر هو جناح رئيس في الثورة السورية وهو جناح الدفاع، نحن على اتصال دائم معه ولدينا مكتب علاقات نؤمّن عن طريقه مستلزماته من اجل أنْ يصبح اكثر تنظيماً و فاعلية .
* يخشى الكثير من فكرة عسكرة الثورة و تسليح الجيش السوري الحر لأنها تؤدي الى اراقة المزيد من دماء ابناء الشعب السوري؟
- يوجه البعض اصابع الأتهام الى المجلس الوطني وذلك بأننا دعونا الى النضال المسلح وعسكرته،مع أنّ العديد من اعضاء هذا المجلس هم اكايميون و اساتذة جامعات،ولكن عندما تأتي ظروف يُستشهد فيها المدنيون الأبرياء ويستخدم النظام شتى أنواع الأعتداءات و القتل الجماعي و التهجير حينها علينا ايجاد وسيلة للدفاع عنهم،نحن كنا في البداية مع ثورة سلمية ولكن بعد تصاعد الأعتداءات و اراقة دماء المدنيين من قبل النظام الدموي اقتضت الظروف أنْ يكون لدينا موقف آخر،ولمعلوماتكم انّ هذا الجيش لم يتشكل بقرار صدار من قبلنا بل تشكّل نتيجة انفصال مجموعة من الضباط الذين أبوا أنْ يطلقون النار على ابناء شعبهم،نحن قررنا في المجلس الوطني أنْ نتحمل المسؤولية و لن نسمح أنْ يتحول العمل العسكري الى الفوضى، ولهذا السبب نسقنا مع الجيش السوري الحر،ومن الأجحاف مقارنة و مساواة المستبدين الذين يملكون كل أنواع الاسلحة من المدافع و الصواريخ و الطائرات مع المظلومين الذين يدافعون عن أنفسهم بالأسلحة الخفيفة.
* هل يوافق المجلس الوطني على المشاركة في حكومة وحدة وطنية مع وجود اشخاص تابعين لنظام بشار؟
- لايمكن ايجاد أي حل لمشكلة سوريا بدون اسقاط بشار الأسد،السقوط أولاَ ومن ثم اتخاذ خطوات لاحقة.
* كيف تنظرون الى دور ايران في الأزمة السورية؟
- نحن نحترم الحقائق الجغرافية و التأريخية و المصالح المشتركة ولسنا مع الحالات العدائية و المواجهة مع ايران، لأننا نرغب في بناء افضل العلاقات مع ايران لأنها دولة اقليمية ولها دور فعال،ولكننا ندعو الأخوة في ايران الى أنْ يفهموا أنّ ما يحدث هو ثورة يقودها الشعب بكل المعايير و اندلعت نتيجة حاجة الشعب اليها لذا يجب احترام ارادة السوريين الذين يسعون الى تحقيق الحرية و الكرامة و العدالة الأجتماعية،ولكننا لن نقبل منهم تقديم الدعم المالي و اللوجستي الى النظام،لأنه لايصب في اطار مصالح الشعبين الأيراني و السوري.
* هناك مخاوف من تأثير منظمة القاعدة على الأوضاع في سوريا؟
- وجود القاعدة هو من صنع المؤسسات الأستخباراتية السورية وهذه مسألة واضحة و معروفة لدى الجميع.
* وماهو دور التيارات الدينية، و هل يتحقق بعد رحيل الأسد نظام علماني أم ديني؟
- لاأريد التحدث عن المسائل الدينية و العلمانية،كل التيارات تعبّر عن افكار المجتمع المختلفة،لذا علينا التركيز اكثر على المشروع الوطني لعموم السوريين على اختلاف انتماءاتهم الدينية و العلمانية و الليبرالية، علينا أنْ نعترف أنّ الأخوان هم مكون رئيس في سوريا وأنّ حافظ الأسد حاول ابعادهم عن الحياة السياسية في بلدهم،وقد اصدر في عام 1980 قانوناً عجيباً وهو اعدام كل شخص يثبت انتماؤه الى الأخوان،وما يُروّج عن أنّ الأخوان يسيطرون على المجلس الوطني عار عن الصحة،لأننا وجهنا اليهم الدعوة عند تأسيس المجلس،ولكن اعلام النظام يحاول نشر المعلومات غير الحقيقية لأثارة المخاوف و التشويش داخل صفوف المجلس.
* ماهي طبيعة الخلاف حول المشكلة الكوردية في مؤتمر القاهرة؟
- نحن نقول دائماَ بأننا نقاوم الأضطهاد و الفساد و العداء التي يمارسها النظام ضد ابناءشعبنا،وكذلك المفاهيم التي غرسها النظام خلال سنوات حكمه،لذا من الضروري التعامل مع المستجدات التي تحصل في الأوضاع من اجل استيعاب التطورات القادمة،ولكننا لو عدنا الى المفاهيم المزورة التي اطلقها النظام سواء كنا على علم بذلك أم لا،فإننا نقع في مشكلات والمشكلة الرئيسة التي يتخوف منها الناس في سوريا هي المصير المجهول،بعد عقود من الدكتاتورية ، لذا علينا أولاً ازالة الخوف في نفوس الجماهير.
* وكيف يتم ذلك؟
- بعقود مكتوبة،عن طريق تعزيز الثقة والعمل التطبيقي على أرض الواقع، الى جانب الأتفاق على آلية لحل الخلافات، لأننا سنختلف شئنا أم أبينا،ولكن اذا ما تم ايجاد الآليات و الضوابط الواضحة و الشفافة،عندها نستطيع تجاوز جميع الخلافات وبأقل خسائر.
* ماهي اعتراضات الكورد في اجتماع القاهرة ، وهل تمكنتم من حل خلافاتكم؟
- ما حدث كان انعكاساً للأوضاع المعقدة في سوريا، ولكن أعتقد إننا استطعنا تجاوز هذه المشكلة لمصلحة المشروع الوطني السوري الذي يجمع كل السوريين ،تبنتْ اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبارة( الشعب الكوردي) واصبحت هذه العبارة أمراَ اعتيادياً في القاموس السياسي السوري،نحن في المجلس الوطني السوري لدينا برنامج متقدم في هذا الصدد،كنا نتمنى الأعتماد عليه في مؤتمر القاهرة،ولكن تحفظ البعض على استخدام العبارة و لو اعترفوا بحقوق الكورد و ضرورة حل القضية الكوردية في سوريا بصورة ديمقراطية عادلة في اطار الوحدة الوطنية السورية،ولكن هناك قول وفحواه أنّه لايجوز الحديث عن عدة شعوب في اطار دولة واحدة ويعني وجود شعب واحد يضم قوميات مختلفة كالعرب و الكورد والسريان و التركمان ...الخ.
* ماذا يريد الكورد في سوريا، هل يريدون شبه استقلال أم حكم ذاتي على غرار الكورد في العراق؟
- هناك اختلاف بين ظروف الكورد في البلدين من حيث الحجم و التأريخ و الممارسة،لايمكن المقارنة بينهما،بالرغم من وجود احزاب سياسية كوردية في سوريا منذ اكثر من 50 عاماً منصرماً والدعوة المستمرة لحل القضية الكوردية بصورة ديمقراطية و عادلة في اطار وطني سوري والأعتراف بحقوقهم و ازالة سياسة التمييز العنصري،بدون شك هناك بعض الكورد في سوريا يطالبون بالحكم الذاتي أو الفدرالية،ولكن أعتقد أننا نستطيع رفع المخاوف في سوريا القادمة وهذه حقيقة تتعلق بالكورد أنفسهم،وكذلك بالديانات و المذاهب المختلفة،لأن سوريا بلد ذي تعددية في المذاهب و القوميات و الديانات كما هو حال لبنان و العراق،وهذه مسألة قديمة تعود الى قبل التأريخ، وبأعتباري مختص في التأريخ فإنّ المشكلىة الرئيسة في منطقتنا هي عدم اعتراف طرف بطرف آخر،عندما جاء البعث لم يكن البلدان (العراق و سوريا)يستصيغان هذه الفكرة لذا أنّه واجه المشكلات فيهما،لذا فأن البلدين و معهما لبنان بحاجة الى مشروع وطني يحترم خصوصيات جميع الأطراف في اطار دولة واحدة تجمع الأبناء جميعاً دون استثناء.
Top