• Friday, 03 May 2024
logo

ما أحوج شعب كوردستان اليوم الى وحدة صفوفه ومواقفه الوطنية

ما أحوج شعب كوردستان اليوم الى وحدة صفوفه ومواقفه الوطنية
كثيرا ما يقال أن أقليم كوردستان يشبه سفينة ضخمة تضمنا جميعا، وعلى أختلاف و جهات نظرنا السياسية والقومية والدينية، ولو وصلت هذه السفينة الى وجهتنا بسلام إنما توصلنا جميعا الى غايتنا و لو تعرضت، لا سمح الله ، الى أية مخاطر فإن مصيرنا جميعا سيتعرض للمخاطر أيضا،.. أي أنه لو لم تستقر التوجهات المختلفة فيها، في وحدة خطاب و مواقف، فإن ذلك شئ إعتيادي غير أن هذه السفينة لو واجهت مخاطر خارجية أو أحتاجت، في نقطة معينة الى حمايتها من المخاطر و التحديات الخارجية، عندها يتطلب الأمر أن تتوحد وجهات النظر المختلفة تلك عند نقطة واحدة و تكون في خدمة سلامة السفينة في خطاب أو موقف موحد، وهذا بالضبط هو حال أقليم كوردستان اليوم و يشبه تلك السفينة التي يتعلق عليها مصير سكان الأقليم وسط بحر هائج من التحولات والمشكلات الدولية وأكثر من ذلك غدت الأمل الذي يرنو اليه عموم الكوردستانيين و يرون أستقرار أقليم كوردستان و سلامته بداية لتحقيق أحلامهم، وإنطلاقا من هذا الواقع فإن ما ينعش الأمل لدى جميع الأطراف هو أن جميع الأطراف السياسية والمكونات الدينية والقومية المختلفة في كوردستان(بأستناء حركة التغير مع الأسف) توحد خطابها و مواقفها مع رئاسة أقليم كوردستان ضمانا لوصول الأقليم الى بر الأمان بسلام وأن يغدو هذا الكيان بالنتيجة موضع أمل الجميع غير أن حركة التغيير(كوران) قد أنفصلت عن سائر الأطراف السياسية والمكونات الكوردستانية المختلفة وأنفردت بموقف مخالف تقاطع الأجتماعات السياسية الوطنية بحجج مختلفة في كل مرة و تروم أيقاع شرخ في وحدة الصفوف والمواقف التي نرى الأقليم بأمسِّ الحاجة اليه.. و قد يرى البعض هذه المسألة الوطنية بأنها موضوع أعتيادي في دولة ديمقراطية أن تختلف فيها و جهات النظر السياسية إزاء مسألة سياسية معينة، و مع أن هذا الأختلاف هو مسألة أعتيادية إن كان يخص قضايا داخلية إلا أن الأمر لو وصل الى المسائل الوطنية، فالمفروض أنه حتى لو لم تلتق التوجهات التي تؤمن بها أكثرية الأطراف السياسية مع مصالح طرف سياسي معين، فإن الواجب على هذا الطرف أن ينأى بمصالحه جانباً في سبيل المصلحة الوطنية العامة و يسعى الى حماية أستقرار البلاد في هذا الظرف الدقيق والحساس، وليس كما نرى و نلاحظ في موقف حركة كوران اليوم عندما تربط جميع التحديات والتهديدات التي تواجه الأقليم في هذه المرحلة بأدعاء أن رئاسة أقليم كوردستان تفتعل مشكلات خارجية تجاوزا و تغطية لمشكلاتها الداخلية.. وقد يتصور من هو غير مطلع على واقع الأحداث أو ليس من سكان الأقليم من خلال تصريحات رئيس الحركة بأن رئاسة أقليم كوردستان قد بدأت مشروعا للطاقة النووية و عاكفة على صنع قنبلة نووية تثير بذلك معضلة كبرى للأقليم، أو أن رئاسة الأقليم قد أعلنت نيتها في احتلال جيرانها وأثارت بذلك مشكلة خارجية مستعصية لهذا البلد ! ! ! هذا في حين أن جميع المراقبين والسياسيين على دراية تامة بأن شخص السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان قد نأى خلال ال 10- 12 عاماً الماضية بالأقليم وأبعده في خضم الأستعدادات الجارية آنذاك لتحرير العراق، عن معارك جانبية عدة تعرض لها الأقليم وشعبه وأكثر من ذلك فألى جانب رغبته و مساعيه المخلصة في عدم حدوث الأقتتال، قد أوصل أقليم كوردستان الى مرحلة أوشكت على أحداث شرعية لهذا الأقليم حيث يتم التعامل معه معاملة الدول، كأمر واقع وغدت بداية تعقبها خطوات أكبر وأوسع .

أقليم كوردستان لا يتسبب في إيجاد المشكلات

إذا كانت مقولة(يصار الى إثارة مشكلات خارجية لتغطية المشكلات الداخلية) صحيحة في بدايات حقبة الحرب الباردة و صراع التسلح بين دول القطاع الغربي والقطاع الأشتراكي، فإنها لا تصلح ولا تصح إطلاقا بالنسبة لبلد مثل أقليم كوردستان وهي جملة تستخدم في كل المناسبات وعلى من يستخدمها أن يدرك جيدا أنها لم تأت لتطبق في أقليم كوردستان، والسبب الأمثل لعدم التناسب هذا هو أنه عندما أستخدم(هيربرت ماركوز) هذا المصطلح إنما كان يعني به الدول الصناعية الغربية الكبرى التي كانت تمنع وصول المد الشيوعي الى بلدانها و سخرت كل أمكانياتها لمواجهة المشكلات الخارجية تحت ذريعة تعرضها للتهديد الشيوعي، وأسكتت بالمقابل جميع الأجتماعات على المستوى الداخلي.. ما أوجد نوعاً من الأنسان وحيد التوجه ولا تسمح للمواطنين بالشعور بعدم العدالة الموجود فيها، وقد غدت مقوله(ماركوز) التي أطلقها عام 1989 فقاعة ماء بسقوط جدار برلين و ذلك لأن مواطني المانيا الديمقراطية كانوا ينتمون الى القطاع الأشتراكي ورغبوا في العيش مثل مواطني المانيا الأتحادية في أنتماء غربي و ليس بالعكس.
وهذا ما يسعى اليه ويرغب فيه مواطنو كوريا الشمالية بالعيش كما أبناء جلدتهم في كوريا الجنوبية و ليس بالعكس ثم أن مواطني الجيك و سلوفاكيا و بولندا و هنكاريا كانوا راغبين أيضا في العيش مثل مواطني أوربا الغربية و ليس بالعكس، ما عكس تماما حلم ماركوز باندلاع الثورة يوماً ما في الدول الديمقراطية و تتحول الدول الرأسمالية الى أشتراكية.. حيث أندلعت ثورات داخل الدول الأشتراكية و تحولت الى رأسمالية..إن الهدف من العودة الى هذه الخلفية السريعة هو أن أستخدام الجهل والمصطلحات المستمدة من حقبة معينة و محاولة تفعليها و تطبيقها في أوضاع مختلفة و في حقبة مختلفة ليس إلا تجارة رخيصة بالمعارف والهدف أو الغاية من هذه التجارة أن يتصور طرف سياسي شعبه من الجهالة بحيث يمكنه إعادة بيع المعارف والمعلومات الداخلية والمستنبطة الى هذا الشعب في لباس محلي، وهو ذات المخاوف التي شعر بها الفيلسوف الألماني الكبير(يوركن هابرماس) أزاء شركات الأعلام و يشير صراحة الى أن تلك الشركات قد حولت المعلومات الى بضائع تجارية والمواطنين الى مشترين لأعادة بيعها اليهم كسلع و بضائع.. في حين أن المهمة الرئيسة للأعلام هي أيصال المعلومات و ليس بيعها أو المتاجرة بها.. فالمواطن ليس مشتريا للمعلومات في قوالب أخرى.. بل أن من حقه أن يحصل على المعلومات الصحيحة واليوم تقوم الأحزاب السياسية في الشرق، و في بلادنا أيضا، وتوافقا مع الوباء الذي تخوف منه(يوركن هابرماس) تقوم كما شركات الأعلام الغربية، بجعل المعلومات مجرد سلع أيديولوجية لأضرابها و تقوم بإعادة بيعها الى مواطنيها و فق متطلبات مصالحها الحزبية و كتجارة سياسية سائدة فيها.
والمناسب هنا أن نتساءل : ترى ما هي المشكلات الخارجية التي أو جدتها رئاسة أقليم كوردستان لمواطنيها و تسببت بالنتيجة في إثارة حرب خارجية و تحاول أن نجعل (الأطراف السياسية) ملاحق لها؟
و سنجيب على هذه التساؤلات بعدة نقاط:
1- إن أقليم كوردستان لم يتورط خلال (20) عاماً كتجربة و يتم التعامل معه كدولة أمر واقع، في أية حرب أو أقتتال مع أي من الدول المجاورة بل بذلت المساعي وعلى أعلى المستويات الدبلوماسية و رغم الأمكانيات المتواضعة للأقليم، لأبعاد أقليم كوردستان من أي حرب خارجية.
2- بل وتم خلال السنوات العشرين الأخيرة خرق حدود أقليم كوردستان ولمرات عديدة من قبل الدول المجاورة، بل و تجاوز الأمر ذلك حد التهديد بأحتلال هذا الأقليم و مسحها إلا أن هذا الأقليم قد غدا، في ظل قيادة البارزاني، في موقع متميز بحيث بادرت الدول المجاورة ، وبما فيها تركيا وإيران، و سارعت الى فتح قنصلياتها في أربيل.. وبالأخص تركيا حيث يرى العالم أستعداد رئيس الوزراء التركي و وزير خارجيته لزيارة الأقليم في ظل علم كوردستان و رفعه الى جانب العلم التركي...
3- إن من أبقى صفوف المعارضة العراقية موحدة و قبل سقوط نظام صدام و في سياق الأستعداد للمرحلة ما بعد نظام صدام، بشهادة عموم المعارضة العراقية، هو دور القيادة السياسية الكوردستانية بصورة عامة و شخص الرئيس مسعود بارزاني في هذا المنحى وكان توجه دور الرئيس البارزاني في مؤتمر المعارضة المراقبة، عندما كتب سعد البزاز رئيس تحرير صحيفة الزمان اللندنية مقالا بعنوان(لو لم يكن البارزاني) أي كيف كان الأجتماع ينتهي بدون وجود البارزاني فيه.. وكانت النتيجة تكون سيئة بلا شك.
4- كان للرئيسين البارزاني و الطالباني دور مميز عقب سقوط صدام و إعادة بناء العراق في صياغة قانون إدارة الدولة المؤقتة و فيما بعد في صياغة الدستور العراقي الدائم و يشهد العالم أنه لولا دور الكورد في العملية السياسية لأصبح العراق بركة من الدماء.
(رئيس أقليم كوردستان يدافع عن حقوقنا ولا يصطنع المشكلات لشعبه).
هذه في الواقع ليست المرة الأولى على المستوى الأقليمي والدولي و حتى المحلي التي لا تلتقى فيها مواقف الرئيس البارزاني مع مصالح بعض الدول والأطراف والمجموعات فنرى دائما أن من تتضرر مصالحة من مواقف البارزاني يلجـأ الى بعض الأقاويل المصطنعة و يحاول الأستعراض بها أمام تلك المواقف والتي غدت، ليس فقط بعدما أصبح رئيسا منتخبا لأقليم كوردستان فحسب، بل حتى في المراحل التي أنعدم فيها أي أمل بالثورة والمقاومة، رمزا لوقوفه، كأحد البيشمةركة كوردستان، في الخنادق الأمامية لجبهات القتال و سجل من ضمنها ملحمة(خواكورك) الأسطورية حيث أبلغ العالم بتوقعاته السديدة في تحول الأوضاع برمتها ومن الأهمية هنا التذكير ببضعها.:
1- أبلغ السيد مسعود بارزاني عام 1991 من مدينة كوية، مدينة الحاج قادر كويي العالم حيث كان يومها رئيسا للجبهة الكوردستانية بضرورة بناء دولة القانون في كوردستان و أن تعود السلطة الى شعبها، وكان أن قاد عام 1991 وبعد عودة الجيش العراقي الى كوردستان، ملحمة(كوري) وكان مستعدا كأحد أبطال البيشمه ركة، للتضحية بنفسه و حياته من أجل أرض كوردستان و حماية مكتسبات أنتفاضة شعبنا، وقد أصبحت المقاومة والصمود التي أبداها الرئيس البارزاني في عام 1991 والتي أعقبها صدور القرار الأممي(688) هذه التجربة الكوردستانية التي أصبحت موضع تقدير وآمال عموم الكورد.
2- لقد أثار السيد بارزاني عام 2003 ومن خلال كلمته التي نشرتها جريدة(برايتي) بقوله:
لن نسمح بأحتلال كوردستان مرة أخرى و مستعدون للوقوف بوجه الجيش التركي موقفا مشرفا وتأريخيا بحيث أصبحت فيه كوردستان، بدلاً عن تركيا، عضوا في التحالف الدولي في عملية تحرير العراق و شهد موقع الكورد على المستوى الأقليم والدولي تحولا دراماتيكيا لم يشهد التأريخ مثيلاً له .
3- رسخ السيد مسعود بارزاني في (معركة) صياغة و كتابة الدستور العراقي الدائم عام 2005 حقوق عموم الكوردستانين وعلى أختلاف دياناتهم و قومياتهم في الدستور وكان هو المستعد للأقدام على أي شئ والتضحية بكل شئ من أجل حقوق الكوردستانين و ترسيخها في الدستور العراقي.
4- نتذكر جميعا(تقرير دراسة العراق) المعروف بتقرير(بيكر- هاملتن) و كيف تحدث فيه عن حل مشكلة كركوك و مصير المادة(140) وشهدنا معاً موقف البارزاني في بغداد خلال أجتماعه مع برلمانيي القائمة الكوردستانية ووقوفه بحزم بوجه ذلك التقرير وكان أن أتصل به الرئيس بوش شخصيا وأبلغه أن ما جاء في ذلك التقرير هو مجرد توصيات غير ملزمة بالنسبة الينا...
5- لقد عجز العراق عقب أنتخابات عام 2010 ولمدة(10) أشهر عن تشكيل الحكومة حين فشلت جميع الأطراف على مستوى الولايات المتحدة والأتحاد الأوربي والدول الأقليمية في ضمان التوافق بين الأطراف السياسية العراقية فقام السيد مسعود بارزاني بجمعها في أربيل و تشكلت الحكومة العراقية الحالية في أطار أتفاق أربيل .

(رســـــــالة الرئيس في نوروز وأندلاع الخلاف في بغداد).

وجاءت رسالة السيد مسعود بارزاني التي أعلنها في عيد نوروز من هذا العام بنصها(مالم تسع بغداد الى تنفيذ هذا الأتفاق في فترة زمنية محددة والذي وقعت عليه جميع الأطراف، فإننا سنعود الى شعب كوردستان ليقرر هو ما يراه مناسبا.. وقد أشار نوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير في لقاء مع فضائية (K.K.N) الى الرسالة بالصيغة الآتية : (... ولنر مذا حققوا ونفذوا هذه المرة في ظل القتال الخارجي الذي بدأوه مع بغداد نوروز . . . ) .
إن تصريحات رئيس حركة التغيير يحمل الكثير من المعاني و المدلولات، ولكن لنتساءل أولا: لماذا تعتبر رسالة البارزاني في نوروز بمثابة حرب خارجية و نرى الأجابة على هذا التساءل في عدة نقاط:
1- ترى ما الذي طالب به الرئيس البارزاني في رسالة نوروز تلك ؟ لكي يتهم بأثارة حرب أو قتال خارجي و هل طالب برفع درجته أو موقعه أم أن يكون حزبه هو الحاكم في العراق؟ وكان ما طالب به الرئيس البارزاني في رسالته هو تنفيذ ورقة اللقاء ذات(19 نقطة) التي وقع عليها رئيس الوزراء العراقي شخصيا والتي أصبح السيد نوري المالكي رئيسا للوزراء بموجبها.. إلا أن العالم أجمع يشهد بأن المالكي قد تنصل عن تنفيذ نقاط الأتفاق - ورغم كون بعض نقاط أتفاق أربيل تخص معالجة المشكلات بين الأقليم وبين بغداد إلا أن بقية النقاط خاصة بإعادة تنظيم العملية السياسية في العراق ويبدو أن السادة في (التغيير) مستاؤون عن النقطة الواردة في رسالة البارزاني والتي يشير فيها الى :
بدون تنفيذ هذا الأتفاق سنعود الى شعب كوردستان لكي يقرر مصيره بنفسه) والعالم على دراية تامة بأن شعب كوردستان، إن سنحت له الفرصة لتقرير مصيره، سوف يعلن دولته، وهنا نتساءل بواقعية: من هم هؤلاء الذين يعتبرون حق تقرير المصير بمثابة إثارة حرب خارجية؟ وكان مايكل روبن هو الوحيد الذي وقف أمام الكونكريس الأمريكي، في التاريخ القريب، وأعلن أن (مسعود بارزاني هو قائد مخيف لأنه يسعى لتشكيل دولة كوردستان، وأن خريطة كوردستان تباع في أربيل بشكل علني وأن العلم المرفوع في أقليم كوردستان هو علم جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد).. ومن الطبيعي بالنسبة لشخص مثل مايكل روبن الذي هو بكل صراحة(رجل الخنر الات الترك) أن يعتبر البارزاني(شخصا مخيفا) كونه يحاول تشكيل دولة كوردستان ولكن لماذا يكون لقائد ثوري مثل رئيس حركة(التغيير) ذات الموقف الذي يتصف به شخص مثل(مايكل روبن) و يعتبر رسالة الرئيس البارزاني في نوروز (مخيفة و باعثة لأشعال حرب خارجية)؟.
2- وقد أعلن رئيس أقليم كوردستان في مناسبات مختلفة أن السبب الرئيس الذي يبقى العراق موحدا هو تنفيذ الدستور الدائم .
3- كما أن مطالبة البارزاني بتنفيذ أتفاق أربيل والورقة ذات ال(19) نقطة هي تنفيذ للدستور العراقي لأنه جاء في متن الأتفاق:
( تمت صياغة جميع النقاط الواردة في الأتفاق وفق الدستور العراقي)، والسؤال الرئيسي هنا هو: لماذا تكون المطالبة بتنفيذ الدستور بمثابة إثارة لحرب خارجية ثم الأ يعود العراق الى الحقبة والنظام الدكتاتوري ولا يشرد الكورد على ارضه ثانية مالم يكافح البارزاني من أجل الدستور؟ والسؤال الآخر : من هم أولئك الذين يعتبرون المطالبة بتنفيذ الدستور خطاً أحمر و مسألة خطيرة؟ وهم بلا شك بعض الدول الأقليمية والحكومة العراقية الحالية، التي تتطلع الى عودة العراق نحو الدكتاتورية.. وهو الرد المناسب على السؤال الذي و جهته اليه فضائية K.N.N : ماذا تنتظر دول الجوار من قوة مثل(كوران)؟ ويرد عيها نوشيروان مصطفى: المفروض توجيه السؤال الى تلك الدول وهو أشارة صريحة الى تلك الدولة التي زارها السيد نوشيروان مؤخرا، ونعلم جميعا ماذا تأمل تلك الدولة من قوة مثل(التغيير) وهو بلا شك معاداة خطوات البارزاني .
(مازالت وحدة الصفوف هي الأهم).
التحدث عن الوضع الراهن أو تقييمه لوجاء من منطلق المصالح الوطنية العليا لوجدناها هي أعظم من جميع المصالح الأخرى لذا فعندما نقيم هذا الوضع إنما يعني ذلك فتح أبواب الحوار والتفاهم المتبادل، وليس التهديد والوعيد والتعبير بلغة الشعارات، فمن يدقق في هذه الأوضاع جيدا، يشعر أن أقليم كوردستان يتعرض الآن الى تحديات كبرى وأن مواجهة أي منها، إنما تتطلب وحدة البيت الكوردي و مراعاة المصالح الكوردستانية العليا، ومما لا شك فيه أن هناك بين أربيل و بغداد موقفين ووجهتي نظر مختلفتين أزاء هذه الأوضاع فقد أختار شعب كوردستان مساندة الشعب السوري فيما أختارت بغداد مساندة نظام الأسد والمهم في كل ذلك هو أن تجد الأطراف والقوى السياسية كافة نفسها في الموقف الذي أختاره شعب كوردستان، وأن النأي بالنفس والأبتعاد عن هذا الموقف إنما يضر أيما ضرر بوحدة صف هذا الشعب وهي حقيقة ليس بأمكان أحد إنكارها في مسألة أسقاط نظام الأسد و هي مجرد وقت وليس له بقاء في السلطة بعد الآن، إلا أن المهم بالنسبة للكورد في هذه المرحلة هو أن يبقى موحد الصف .
صلاح الدين بابكر مساعد الأمين العام للأتحاد الأسلامي لمجلة كولان:
• رغم أنتقاداتنا وعتبنا، إلا أننا موحد و المواقف أزاء المسائل الوطنية والقومية .
• فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة في أقليم كوردستان و وحدة صف وموقف الأحزاب والأطراف السياسية بصدد سبل التعامل مع هذه الأوضاع، و معالجة المشكلات القائمة مع بغداد و موقف الأقليم أزاء مجمل التحولات التي تشهدها المنطقة، توجهنا ببعض الأسئلة الى السيد صلاح الدين أبو بكر مساعد الأمين العام للأتحاد الأسلامي الكوردستاني و فيما يأتي نصها:
• يمر أقليم كوردستان اليوم بمرحلة حساسة و معقدة والتوقف المخلص أزاءها هو مهمة جميع الأطراف السياسية الكوردستانية فما هي نظرتكم كأتحاد أسلامي حول هذه الأوضاع؟
- نحن نرى أن أوضاع العراق قد وصلت مستوى معقدا و مخيفا و تتطلب معالجة شاملة وليس بأنصاف حلول أو بأهمال المشكلات، و يكون ذلك أن تتفاوض أربيل و بغداد بصورة جدية على جوهر المسائل موضع الأزمة بيننا والعودة الى الوعود والأتفاقات الموقعة في الفترة الأخيرة و تنفيذها، مع إمكانية العودة عن طريق لجنة خاصة، برلمانية كانت أم سياسية لمعرفة الجهة المقصرة في الوعود التي قطعت للكورد... أم فنحن مع هذا الموقف و نرى من الضروري عدم أبقاء تلك المشكلات بدون حلول أكثر من هذه المدة بل وأيجاد معالجة تامة لها.
• تعلمون أن الحكومة العراقية و شخص المالكي يكادون يخرقون جميع الأسس الدستورية رغم تأكيد رئيس أقليم كوردستان على ضرورة حلها عن طريق الحوار و نتساءل: هل بقيت فرصة أو مجال لهذه المعالجة؟
- تنتهى جميع المشكلات والأزمة بضرورة حلها وأرى أن الحوار والتفاهم هو أفضل آلية لمعالجتها مع أمكانية أن تكون أكثر جدية و شفافية هذه المرة و تحديد مواضع الجرح ووضع النقاط على الحروف و جعل الدستور ذلك الأساس الذي يصار الى حل المشكلات و الخلافات ضمن أطاره و نشير هنا الى أننا وفي أطار جملة من الوعود والأتفاقات قد ساندنا رئيس الوزراء العراقي الحالي و لنرى معاً كم من تلك الأتفاقات والنقاط ال(19) قد نفذت حتى الآن وأي الطرفين هو المقصر والمسؤول عن عدم تنفيذها.. و لتقصى هذه الحقيقة يمكن تشكيل لجنة خاصة من الطرفين لأن عدم تنفيذها قد تسبب شيئا فشيئا في تعقيد المشكلة الى أن وصلت الى ما نراه اليوم .
• أنتم كأتحاد أسلامي كوردستاني طرف رئيس في المعارضة الكوردستانية و تتوافق مواقفكم مع الأطراف السياسية الكوردستانية أزاء المسائل الوطنية أي أنكم تفصلون بين عمل المعارضة و بين تلك المسائل فكيف ترون وحدة البيت الكوردي في خضم كل ذلك ؟
- إن أحدى ستراتيجيات الأتحاد الأسلامي هي أن نكون على موقف موحد في المسائل الوطنية والقومية المصيرية معها صحيح نحن الآن نقف في جبهة المعارضة في الأقليم ولدينا أنتقادات و ملاحظاتنا على أداء الحكومة ونمارس عملنا المعارض داخل البرلمان إلا أننا ما زلنا، ومنذ عام 2003 و حتى الآن على ذات النهج ونبقى كما ذكرت في موقف موحد مع تلك الأطراف في المسائل موضوع البحث، و شاركنا منذ البداية في جميع الأجتماعات التي تتحدث عن المسائل الوطنية والقومية و سبل معالجتها و تأمين الحقوق المشروعة والدستورية لأقليم كوردستان و شمل هذا الموقف الأجزاء الأخرى من كوردستان أيضا... فعندما يجري الحديث مثلا عن كورد سوريا فأننا نشارك في الأجتماعات التي تتحدث عن دور الكورد في الثورة السورية الحالية.. لنعمل مع جميع الأطراف والقوى السياسية على تحقيق طموحاتهم بعد أنتصار الثورة، وبودي القول هنا أن آراءنا متوافقة مع كل تلك الأطراف على المسائل الوطنية والقومية سواء كانت داخل الأقليم أم خارجه لأننا نعتبر ذلك واجبا وطنيا وقوميا بالنسبة لنا... .
* هناك كما هو الملاحظ اليوم لكم وجهة نظركم الخاصة و كذلك لحركة التغيير(كوران) نظرتها الخاصة ترى كيف شاركتم أنتم في الأجتماع السياسي الأخير و قاطعته التغيير؟
- الأفضل توجيه السؤال الى حركة التغيير ذاتها والأستماع الى رأيهم هم إلا أن بأمكاني فقط الحديث عن وجهة النظر السياسية الستراتيجية للأتحاد الأسلامي الكوردستاني أزاء المسائل الوطنية و القومية أي أنني لا أريد التحدث بأسمهم وأن عدم حضورهم تلك الأجتماعات(أجتماع رئيس أقليم كوردستان الأخير مع سائر الأطراف السياسية الكوردستانية) هو وجهة نظرهم الخاصة وأن حضورنا هو أيضا تعبير عن توجهنا الخاص في أتخاذ أي موقف إزاء أية مسالة وطنية و قومية .
* و كيف ترون دعوة رئيس الأقليم الأطراف السياسية للمشاركة في القرار السياسي ؟
- من الضروري أن تواصل رئاسة الأقليم وكل الأطراف والأحزاب السياسية في أقليم كوردستان أجتماعاتها و ولقاءاتها فيما يتعلق بالمسائل الوطنية والقومية تلك لكي تتحمل بمجموعها المسؤولية بين الأقليم و بين بغداد، و نراها لقاءات صداقة بل يجب تعميق الحوار و التباحث في تلك المسائل ثم أن مشاركتنا في هذه الأجتماعات لا تعني أننا كمعارضة قد نسينا أنتقاداتنا و ملاحظاتنا أزاء السلطة الكوردية بل سنبحثها كلها في حينها و تتوافق آراؤنا، في ذات الوقت مع جميع الأطراف السياسية فيما يتعلق بتلك المسائل الوطنية والقومية و في أيجاد حل مناسب للأزمات التي يمربها العراق راهنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توفيق كريم عضو المكتب السياسي للجماعة الأسلامية الكوردستانية لمجلة كولان؟
- أجتماع رئيس الأقليم مع الأطراف السياسية موضع التقدير و هذا هو المرتقب منه.
* موقف التغيير(كوران) هذا غير مناسب و ليس من الحق أن يكون كذلك.
* إن المسألة الكوردستانية في يومنا هذا تتعلق بجميع الأطراف السياسية الكوردستانية من أحزاب سلطة و أخرى معارضة لذا نرى أن كل تلك الأطراف تجتمع مع رئاسة أقليم كوردستان عندما يجري الحديث عن المسائل الوطنية والقومية لكي يتعاون رئيس الأقليم في أصدار قرار مشترك ، وللحديث عن هذه المسألة فقد توجهنا ببعض الأسئلة الى السيد توفيق كريم عضو المكتب السياسي للجماعة الأسلامية في كوردستان في سياق هذا اللقاء:
* كيف ترون أنتم في الجماعة الأسلامية الكوردستانية أوضاع الخلافات بين الأقليم وبين بغداد ؟
- قراءتنا لهذا الوضع هي أنه أمتداد للسابق وأحدى حلقاته وتبدأ من حيث أتخذ المالكي العديد من الخطوات الفردية و قررت بعض الأطراف الكوردستانية مواجهتها و هو وضع قد أستجد منذ عدة أشهر وأعتقد أنه إمتداد لمسألة أو يعتبر تهديدأ على أقليم كوردستان بشكل عام غير أنني أعتبره، بصورة خاصة، ممارسة للضغط على تلك الأطراف أزاء سحب الثقة من المالكي و فقدها الرجاء والأمل منه و بالتالي التراجع عن هذا الموقف.. وإلا فأنني لا أرى أن يكون هذا التوتر تهديدا جدياً لضرب أقليم كوردستان أو مهاجهته، فأنتم على علم بإن أقليم كوردستان قد أصبح اليوم مسألة دولية و ليس للمالكي الحق في مهاجمته.
* ومهما طالت الأزمة فإن الأمور تنتهى بمعالجتها فكيف ترون آفاق أو تتصورون ذلك الحل؟
- إن وضع العراق هو في غاية التعقيد فهو لا ينحصر فقط في الخلافات بين الأطراف السياسية فيه بل يتعلق بمسألة التدويل أي أن للدول الأخرى تأثيراتها عليه و باتت أوضاع العراق متعلقة بالعلاقات بين الولايات المتحدة والغرب و بين الشرق.. و أقصد بذلك الولايات المتحدة و إيران وبأوضاع سوريا التي تؤثر، كيفما تحولت، على أقليم كوردستان و عموم العراق، و بالنسبة للداخل فقد أستجد، ومع الأسف وتكون محوران أثنان و بأمكانهما التباحث ضمن حدود معينة و التفاهم في سياقها هذا أولا والمحور الثاني يتعلق بالأوضاع الدولية.
* تحدثتم في التفاهم والتفهم، وعن وجود محورين اليوم في أقليم كوردستان، ماذا تقصدون بذلك؟
- علينا، عندما نتحدث عن الديمقراطية وأحترام رأي الأخر أن نأخذ وجهات النظر المختلفة بشكل أعتيادي فكل طرف يرغب بلا شك في أن يكون أجماع على مواقفه، إلا أنه في حالة عدم تقدم طرف معين للمشاركة، فإن ذلك لا يتطلب تعقيد الوضع فقد تقدمت(كوران) في كثير من تلك الحالات و تعتبر نفسها طرفا مؤثرا و كبيرا في المعارضة ما أوجد لدى القناعة بالأ يكون موقف(كوران) التغيير بهذا الشكل ولا أرى ذلك حقا أساسيا و ذلك سواء بالعلاقة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني و السلطة أم مع أطراف المعارضة الأخرى.
* يؤكد رئيس الأقليم بأستمرار على حل المسائل العالقة بين أقليم كوردستان و بين بغداد عن طريق الحوار و يدعو الى وحدة البيت الكوردستاني فكيف هي قراءتكم لوحدة الصف والى أي مدى يكون أساسا لمعالجة مشكلاتنا.
- إن دعوة رئيس الأقليم كوردستان و تكرارها هي موضع تقدير و عمل جيد و هذا هو المرتقب من رئيس الأقليم و بالنسبة للنقطة الثانية حيث يتطلب الأمر وحدة خطاب الكورد أزاء المسائل الوطنية والمصيرية فنحن مع هذا التوجه إلا أن لدى شخصيا ملاحظيان هما أولا:
كيف الدعوة لتوحيد صفنا وخطابنا كذلك الأستئناس برأينا و مشاركتنا في الأمر بالنسبة للمسائل التي يطلب رئيس الأقليم والسلطة أيضا أن نتوحد فيها و نتوافق و بعكسه لا يمكن مطالبتنا بموقف أزاءها.. فقد كنا قد تلقينا وعدا، على سبيل المثال، بتمرير المسائل الوطنية والمصيرية بالتوافق بين جميع الأطراف.
ثانيا/ لكي لا ندع أي مجال ولأي طرف، في أن ينقطع عن وحدة صف البيت الكوردي فأننا نطالب بسرعة تنفيذ القرارات التي أتخذها رئيس الأقليم سابقا ومتابعتها من قبله... و هي عبارة عن أجراء الأصلاحات في جميع الحالات وقد أستجد حوار حقيقي قي حينه بين المعارضة و بين السلطة والأخيرة بوجود الفساد بشكل فعلي وفي جميع مرافق السلطة وقد تقدم رئيس الأقليم بحرارة في هذا القرار و فعلت المعارضة مشروعا جيدا ما يتطلب الأسراع في تنفيذ تلك القرارات منذ الآن لكي لا يبقى أي مبرر، ولأي طرف في مقاطعة تلك الأجتماعات .

* ترجمه / دارا صـــــديق نــــــورجــان
Top