• Thursday, 02 May 2024
logo

التباين في مواقف المجتمع الدولي حث نظام الأسد على ارتكاب جرائم الأبادة الجماعية

التباين في مواقف المجتمع الدولي حث نظام الأسد على ارتكاب جرائم الأبادة الجماعية
ترجمة/ بهاءالدين جلال

لم يلتزم نظام الأسد بقرار وقف اطلاق النار الذي اُعلن عنه في عيد الأضحى المبارك،ولم يكن للمجتمع الدولي أي موقف معين ازاء هذا الخرق،وهذا يعني اختلاف وجهات النظر على المستوى الدولي وعدم امكانيتها اتخاذ موقف جدي حيال هذا النظام،وهذا ما انعكس على ورقة جنيف لتشكيل سلطة للمرحلة الأنتقالية و تدّعي روسيا بشكل علني بأنّ الغرب اذا لم يغيّر موقفه ازاء الأسد و لم يقبل ببقائه و نظامه في المرحلة الأنتقالية فإنّ حمّام الدم سوف يستمر في سوريا، وهذا يعني بصراحة أنّ الشعب السوري بات في هذه المعادلة مسألة ثانوية و المسألة الرئيسة هي بقاء الأسد و نظامه،و حول تباين تلك المواقف توجهت كولان بالسؤال الى البروفسور كريستوفر فليبس الباحث المعروف في معهد جاتام هاوس البريطاني والمتخصص في الشؤون السورية،حيث اجاب قائلاً: (من الصعب جداً أنْ نحدد الى اي مدى سيكون لتلك الأختلافات في المواقف الدولية وجود و الى متى يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي ازاء الأزمة السورية، وبدون شك إنّ ما حددتموه هو صحيح جداً وإنّ موقف المجتمع الدولي هو السبب الرئيس لأستمرار العنف في سوريا،وأنّ طرفي المعادلة من مؤيدي نظام الأسد وهما ايران و روسيا لاترغبان في ابعاد الأسد عن السلطة ويعزوان سبب ذلك الى أنّ بديل الأسد سوف لايكون واقعياً وأنّ المعارضة منقسمةعلى نفسها و لا تجعل سوريا أنْ تبقى موحدة،من جهة اخرى فأنّ القادة الغربيين و الأتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاءهم الأقليميين من تركيا و السعودية و قطر ترفض بقاء بشار في السلطة،كما أنّ اي طرف من الأطراف ليس مستعداً للألتزام بتأمين الدعم العسكري لترجيح أحد كفي المعادلة،ولا القوات الغربيية مستعدة لشن هجوم عسكري ضد الأسد و لا ايران و روسيا مستعدتان ارسال جيشيهما لتدمير المتمردين،اذاً هناك احتمال أنْ يستمر الطرفان لفترة طويلة على القتال،مع وجود ذات المستوى من العنف ضد المدنيين،حيث لايلوح في الأفق أي حسم لأنتصار طرف على الأخر لعدم وجود أي دعم عسكري دولي لأي منهما،وما يتعلق بورقة جنيف فأنها عبارة عن تدويل الأزمة ليس الاّ،كما أنّ المعارضة السورية ترفض بشدة بقاء الأسد في السلطة في الفترة الأنتقالية ظناً منها أنها قادرة على هزيمة النظام،وسبب ذلك يعود الى وجود تأييد شفهي لها من المجتمع الدولي،ولكن المشكلة هنا هي أنّ هذا التأييد الشفهي لم يتعزز بالتأييد العسكري، وفي الوقت ذاته اذا تم تسليح المعارضة فإنّ ذلك لايؤدي الى اسقاط النظام،لأنّ النظام يمتلك سلاحاَ جوياَ وانّ تزويد المعارضة بالأسلحة لايغيّر المعادلة،حتى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تّعني بأنها لن تتدخل في الأزمة السورية وذلك لأنّ الرئيس اوباما يريد أنْ يوصف كرئيس أنهى الحرب في الشرق الأوسط ولن يكون سبباً في اندلاعها، و يتضح من ذلك أنّه ليس في مصلحة امريكا التدخل المباشر، أما مايتعلق بالأمم المتحدة فإنها تريد بكل صراحة أن تولى المسألة شرعية دولية،ولكن روسيا و الصين فإنهما تدعمان سوريا بشدة،اذاَ فإنّ الأمم المتحدة قد وصلت الى طريق مسدود ولايمكن تمرير أي مشروع في مجلس الأمن الدولي،واذا ما ارادت الولايات المتحدة الامريكية و الأمم المتحدة اتخاذ اي اجراء عليهما تشكيل تحالفات اختيارية، وهذا مايعيد الحالة ذاتها في العراق عام 2003 ).
وبالنسبة الى ورقة جنيف اطلعنا على رأي البروفيسور نديم الشهادي مدير برامج الشرق الأوسط في معهد جاتام هاوس حيث قال:( إنّ ورقة جنيف ليست شفافة و واضحة بل أنها غامضة ولكن الأمم المتحدة تفسرها على اساس اجراء حوار بين المعارضة و النظام السوري،ولكن قبل رحيل الأسد وهذا لن يُكتب له النجاح،و اعتقد أنّ المعارضة سوف لن تقبل بذلك ابداً،الأختلاف بين هذين الموقفين و الركود يعتبر كارثة بالنسبة الى الشعب السوري،وذا ما استمر الوضع على هذا النحو فإنّ دفع الثمن سيكون باهضاً جداً،وما يتم التأكيد عليه بالنسبة لبقاء الأسد في الحكم و اجراء المفاوضات ما هو الاَ مضيعة للوقت ، والحل في اجراءها شريطة أنْ يتم التغيير في سوريا و برحيل بشار الاسد،كما أنّ المخاوف تكمن في التدخل المباشر دون مراعاة مصالح الشعب السوري وعدم وجود أي طرف للدفاع عنه،ما يؤدي بالنتيجة الى مزيد من تفاقم الأوضاع الأنسانية ،أنا لن أرى أي بديل لهذه الأزمة والحل يكمن فقط في ايجاد حل دولي،وعلى روسيا اعادة النظر بحساباتها و مصالحها وعليها ايضاً أنْ تدرك أنّ الأمور تحتم عليها تحسين علاقاتها مع الدول العربية و التعاون مع المجتمع الدولي وليس هناك بديل للتدخل الدولي بذريعة حماية الشعب السوري)).
تأزم الأوضاع ليس في صالح المعارضة
وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون الأسبوع الماضي رسالة ال المعارضة السورية دعتها فيها الى عدم السماح بدخول المتطرفين الى الساحة و خطف الثورة السورية،وهذا يعني أنّ انعدام تأييد دولي للأوضاع الراهنة في سوريا و الأسراع في اسقاط النظام أصبح عاملاً في ظهور فراغ و محاولة القوات الأخرى الدخول في صفوف المعارضة واستغلال الأوضاع المتأزمة لصالحها،و اضاف البروفسور كريستوفر فليبس حول هذا الجانب قائلاً:ان هذا هو مصدر قلق كبير، حيث يستغل المتشددون في كثير من المرات تلك الأوضاع كما رأينا ذلك في الجزائر و البوسنة،والهدف من وراء ذلك هو اطالة أمد الوضع المتأزم و جذب مشاعر الراديكاليين وهذا ما يؤكد عليه الوضع في سوريا لأنّه عندما يُقتل المزيد من الناس فإنهم ينحازون اكثر الى المتشددين،كما انّ الموضوع يتعلق بالأطراف الدولية،خاصة أنّ التقارير تتحدث عن أنّ قطر يبعث بالأسلحة الثقيلة الى السلفيين و و المجموعات الأسلامية الراديكالية،ما يُزيد من عدد المقاتلين من السلفيين داخل المعارضة السورية،اود أنْ اقول بكل صراحة أنّ الصعوبة تكمن في القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي لاتستطيع اتخاذ هذا الأجراء،واذا قامت الأخيرة بهذه المجازفة فإنها تخسر الأرواح و الأموال و لااعتقد أنْ تفعل ذلك لأنّ ارواح السوريين ليست بهذا القدر من الأهمية لدى الأميركان للدفاع عنها،كما أنّ امريكا و القوى الغربية لاتتمكن من انشاء منطقة منع الطيران على غرار ليبيا وذلك لأنّ الأخيرة دولة صغيرة و لايتجاوز عدد نسمتها الست ملايين ولم تكن تمتلك نظاماً دفاعياً قوياً ولكن في الوقت ذاته كانت دولة غنية بالبترول أي كان هناك دافعاً اقتصادياً لأتخاذ مثل هذه الخطوة،ولكن الأوضاع تختلف في سوريا، فهي تملك مساحة كبيرة واراضيها ليست صحراوية لأنشاء منطقة منع الطيران،كما أنها دولة فقيرة و ليست لديها أي موارد مالية والمعلوم أنها تملك درعاً صاروخياً قوياً للدفاع عن نفسها سيما ضد الهجمات الأسرائيلية، وفي الوقت ذاته فإنّ امريكا ودول الغرب لاتستخدم طائراتها خوفاَ من استهدافها ولاترغب في تعرض افراد شعبها الى الموت،لقد لقي طياران تركيان هذا الصيف حتفيهما عندما اسقطتْ سوريا طائرتهما بواسطة صواريخها الدفاعية وهذا ما جعل الأميركان تتراجع عن اتخاذ مثل هذا القرار)).
البروفيسور نديم الشهادي يُدلي برأيه حول هذه المسألة قائلاً:اعتقد أنكم قد شخصتم المشكلة انها تكمن في هذا النظام و من انعدام سياسة حكيمة لدى الولايات المتحدة، تلك السياسة قصيرة الأمد ومبنية على اساس فرضيات خاطئة و نتيجتها هي المزيد من القتال و سفك الدماء في سوريا،الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي و الحل ليس في داخل سوريا أي انه يكمن في جهود المجتمع الدولي وهذا يتطلب وجود قوة دولية تحمي الشعب السوري وتجبر النظام على التخلي عن السلطة،انها لاتكلّف الكثير في مقابل انْ يُسمح بأستمرار القتال في سوريا لمدة اطول بحيث يترك فراغاً لتدخل المتشددين من انحاء المنطقة،وبالمختصر المفيد فإنّ ضريبة عدم التدخل ستكون اغلى ثمناً من التدخل،المشكلة في ادارة اوباما التي لم تتخذ قراراً ثابتاً و نهائياً،لأنّ وجود مثل هذا القرار سوف يؤدي الى الأسراع في اتخاذ خطوات كبيرة ما تجعل القوى الأقليمية تتراجع عن التدخل في الأزمة السورية،بسبب عدم دعمها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وهذا هو المفقود في المعادلة.
Top