• Tuesday, 16 April 2024
logo

صحيفة "ذا هيل" الأمريكية: على أمريكا أن تحط الرحال بمحطة كوردستان الأمينة

  صحيفة
ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية ان الولايات المتحدة تواجه الان مفترق طرق مهما حول دورها في العراق، اذ عليها، مع تقليص عدد قواتها في هذا البلد من 5200 عسكري الى 3000 الاف عسكري، القيام بأعباء أكبر من ذي قبل، داعية الى الاعتماد على فكرة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في اقليم كوردستان.

وأشارت الصحيفة الاميركية الى انها مرحلة انتقالية الآن في العراق بشكل متعددة، فهناك قائد عسكري جديد للمهمة الاميركية القتالية ضد داعش، هو الجنرال بول كالفر الذي تولى منصبه في التاسع من سبتمبر/ايلول الحالي، وهو القائد السابع الذي يعين في هذا المنصب لقيادة عمليات القيادة المشتركة، الذي يمثل التحالف المشكل في العام 2014 لالحاق الهزيمة بداعش.

وكتب المقال الباحث سيث فراتزمان الذي كان يدرس في جامعة القدس، وله كتاب تحت عنوان "بعد داعش، كيف غيرت هزيمة الخلافة الشرق الاوسط الى الابد"، ويعد كتابا يصدر العام المقبل تحت عنوان "حروب الدرونز".

ورأت الصحيفة ان التحالف كان ناجحا، فالهزيمة انزلت بداعش بشكل كبير في العام 2017، وفي العام 2019، كان التنظيم قد خسر كل الاراضي التي سيطر عليها في سوريا، ويعمل الان عبر خلايا نائمة في مناطق نائية في كل من العراق وسوريا.

ويتضمن التحالف الدولي أكثر من 70 دولة، لكن عددا قليلا منها نشر قوات على الارض.

واشارت الصحيفة الى انه لا حاجة اليوم لقوات على الارض للخروج من معسكراتها لمطاردة عناصر داعش، لان العراقيين لديهم الان اكثر من 200 الف جندي، دربتهم قوات التحالف، قادرون على القيام بذلك.

وعلى الرغم من ذلك النجاح، فان تحدي مواجهة صواريخ الكاتيوشا التي تطلقها جماعات موالية لايران، والتهديد الذي تمثله جائحة كوفيد-19، قادا الى خطوة التقليص السريع لحجم القوات والانسحاب.

واشارت الصحيفة الى ان الولايات المتحدة والشركاء في التحالف، سلموا ثماني قواعد ومواقع للسيطرة العراقية الكاملة خلال الشهور السبعة الماضية، وهو ما يعني ان القوات الاميركية تتمركز في مواقع محددة في العراق، بما في ذلك قاعدة الاسد الجوية، ومواقع أخرى في اقليم كوردستان.

وذكرت بما قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب بان الجنود الاميركيين ليسوا من واجبهم المشاركة في حرب في اماكن بعيدة "وحل صراعات قديمة"، مشيرا الى ان واشنطن ساعدت في إلحاق الهزيمة بداعش. واشارت الصحيفة الى ان الدلائل تشير الى ان البيت الابيض يرغب في الحفاظ على وجود عسكري اميركي في العراق وانما بشكل صغير قدر المستطاع، على ان يقوم بمهمة ردع ايران.

واستنتجت الصحيفة ان هذا يجعل البنتاغون محتاج الى القيام بأمور أكثر وانما بحضور اقل في العراق. وتابعت انه "من حسن الحظ"، فان الولايات المتحدة لديها الأدوات والتكنولوجيا لتحقيق ذلك، مشيرة الى انه من خلال اعتمادها على "الدرونز" والاستخبارات، فان واشنطن تمكنت من ابقاء الضغط مسلطا على داعش.

الا انه نبهت الى ان "الدرونز لا تجلب الانتصارات في الحروب". ومع ذلك تابعت ان الولايات المتحدة لا تخوض حربا رئيسية في العراق، فداعش تتشكل من مجموعات صغيرة من الرجال يختبئون في الكهوف والمناطق النائية. وعلى سبيل المثال، اشارت الى ان التحالف اعلن عن شن 17 غارة في اغسطس/اب الماضي ضد داعش في العراق وسوريا، وان 11 من هذه الغارات كانت في العراق، واستهدفت ثمانية كهوف وثمانية انفاق، وقتلت تسعة اعضاء من داعش.

واكدت ان الحفاظ على هزيمة داعش، يتطلب استمرارية في عمليات التدريب الاميركية للقوات العراقية، وهو ما يفترض ان يتضمن ليس الجيش العراقي فقط وانما ايضا قوات البيشمركة. واشارت الى ان كوفيد19، جعل استمرار التدريب صعبا، ومن غير الواضح متى يمكن استئناف التدريب بشكل كامل.

ودعت الصحيفة الى ردع ايران من تنفيذ المزيد من الهجمات في العراق، مشيرة الى ان القادة العسكريين حاولوا ردع وكلاء ايران من خلال استهدافهم بالغارات ردا على اي اصابات تلحق بصفوف اعضاء التحالف، وانه منذ شهر مارس/اذار لم تقع اي اصابات كهذه، لكن هناك هجمات اسبوعية بصواريخ الكاتيوشا.

وذكرت ان على الولايات المتحدة ان تضع استراتيجية لردع هذه الهجمات، وان استخدام نظام "سي – رام" المضاد للصواريخ كما جرى في 14 سبتمبر/ايلول للتصدي لصاروخين اطلقا على المنطقة الخضراء، يمثل نموذجا يظهر ان التكنولوجيا المتطورة بامكانها المساعدة في تحقيق ذلك الهدف. واضافت ان اغلاق قواعد ومواقع يعني ايضا ان هناك اهدافا اقل للاستهداف من جانب الجماعات الموالية لايران، وان نشر قوات اميركية في اقليم كوردستان الذي هو اكثر تأييدا للاميركيين، يضمن سلامة الجنود.

وخلصت الى القول ان انتشار عدد اقل من الجنود الاميركيين، يجعل الولايات المتحدة اكثر اطمئنانا لان لا جنود لديها يخضعون للتهديدات الايرانية، وان بامكانها الاستمرار في العمل ضد داعش.

وحده الوقت سيظهر ما اذا كان هذا سيشكل نمطا اميركيا جديدا في الحرب، لا يتضمن تركيزا على وجود قوات شركاء لتنفيذ العمليات الميدانية. وطالما ان داعش ما زال باق في الكهوف، وجماعات ايران لا يمكنها ضرب الجنود الاميركيين، فان عملية تخفيض القوات ستكشف ما اذا كانت ناجحة.






شفق نيوز

Top