• Thursday, 25 April 2024
logo

قراءة في "حرب سي آي ايه في كوردستان"

قراءة في
تناول موقع "SOF نيوز" الأميركي نشاط وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) خلال فترة حرب العراق في العام 2003، والدور الذي أدته عناصرها في تنظيم الغزو انطلاقا من كوردستان بالتنسيق مع قوات البيشمركة.

وجاء تقرير الموقع الأميركي كقراءة في الكتاب الصادر تحت عنوان "حرب سي آي ايه" في كوردستان.. القصة التي لم تروى عن الجبهة الشمالية في حرب العراق"، وذلك لمؤلفه سام فاديس الذي عين في بداية العام 2002 لقيادة فريق ال"سي اي ايه" الذي سيدخل الى العراق.

ويحكي الكتاب رواية فريق من الرجال والنساء تخطوا عقبات كبيرة وساهموا في إسقاط نظام صدام حسين، وكيف أن البيروقراطية والجهل تسببت في إحباط عناصر النجاح وتسببت لاحقا في الحاق اذى الفوضى بالعراق والمنطقة لاحقا.

ويتناول الكتاب تفاصيل العلاقة مع القوى الكوردية وقوات البيشمركة والتنسيق معها والسيطرة على الموصل وكركوك ونشاط الغارات الجوية، والمصاعب التي واجهها انتشار القوة الاميركية والعراقيل التي اثارتها تركيا. كما ان الكتاب يسجل المحطات التي تؤرخ لتطورات الاحداث خاصة عامي 2002 و2003 وأبرز الأخطاء الاميركية في السنة الاولى من الحرب وملاحقة اسلحة الدمار الشامل والمعركة مع تنظيم "انصار الاسلام".

ويشير الموقع الأميركي إلى أنه على الرغم من ان النشاط الميداني الأساسي لعملية "حرية العراق" في أوائل العام 2003، جرت في الجنوب، انطلاقا من الدول المجاورة للعراق، الا ان الغزو الشامل للعراق تم إسناده بعمل عسكري واستخباراتي من الشمال- إقليم كوردستان-.

وشاركت في هذه العمليات وحدات تابعة للاستخبارات الاميركية ووحدات من القوات الخاصة التابعة للجيش الاميركي، ارسلت الى كوردستان قبل بدء الحرب البرية، لاقامة تواصل وتنسيق مع الكورد، وتقييم الموقف، وجمع المعلومات، وتدريب البيشمركة، ثم مساعدة عناصرها وتقديم النصح لهم خلال العمليات الحربية.

وكان ضمن المخطط ان تساعد وحدات "سي اي ايه" لواء المشاة الرابع الأميركي عندما يتقدم من تركيا الى شمال العراق، لفتح جبهة ثانية على الجيش العراقي وتقييد القوات البرية العراقية في الشمال لمنعها من تعزيز القوات في منطقة بغداد.

لكن هذه الخطة تعثرت بالكامل عندما رفضت تركيا السماح بدخول القوات الاميركية. اما وحدات القوات الخاصة العاشرة فقد تمكنت من ادخال العدد الاكبر من افرادها الى كوردستان عن طريق سلوك طريق جوي محفوف بالمخاطر. كما تمكنت فرقة القوات المظلية ال173 المحمولة جوا والمتمركزة في إيطاليا من الوصول الى كوردستان.

اما وحدات ال"سي اي ايه" والقوات الخاصة فقد تمكنت من الاتصال بقوات من البيشمركة، وبدأوا العمليات لتحرير البلدات والمدن من القوات العراقية.

وكان دور مؤلف الكتاب، سام فاديس، قيادة وحدات ال"سي اي ايه" لتهيئة الارض من اجل المعركة، والعمل مع فرق القوات الخاصة، والمساعدة في دخول قوات اللواء الرابع وغيره من الفرق العسكرية. واستمرت مهمة فريق سام فاديس طوال عام على داخل العراق.

وتتضمن غالبية أجزاء الكتاب تفاصيل عن تعاون سام فاديس مع الكورد، ويتناول بالتفصيل معلومات حول العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، بالإضافة إلى موجز عن تاريخ كوردستان وعلاقته بالحكومة المركزية في بغداد. كما يتطرق الكتاب الى تاريخ العلاقة بين الكورد والولايات المتحدة. ويشير ايضا الى انه كان هناك بعض التردد من جانب الكورد للتعاون مع وحدات ال"سي اي ايه" والقوات الخاصة، وهو ما أجبر فاديس وغيره على العمل من أجل تجاوزها.

ويستعرض فاديس في كتابة الأخطاء المهمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في السنة الاولى من الحرب، ويشير الى اعتقاده بان القوات البرية العراقية كانت على استعداد للاستسلام في الشمال لكن جنرالات الجيش الأميركي رفضوا العرض.

كما يتناول الكتاب ما وصفه بالتداعيات الكارثية ل"نزع البعثية" وتفكيك القوات العسكرية والامنية التي قامت بها سلطة التحالف.

وفي كتابه، لا يوفر فاديس وكالة الاستخبارات المركزية من انتقاداته ومن عباراته المباشرة حول بيروقراطية الوكالة في لانغلي.

وللكتاب طبيعة ارشيفية لتسلسل الأحداث البارزة التي وقعت في كوردستان عامي 2002 و2003، ونجح في تغطية الجزء الأكبر من العناصر المهمة لهذين العامين، ويرصد جهود البحث عن اسلحة الدمار الشامل، والصعوبات التي واجهته في التعامل مع الاتراك، واستخدام الوسائل الدعائية، والوعود التي اطلقت ولم يتم الالتزام بها، والمعركة التي خيضت ضد تنظيم "أنصار الإسلام"، وعمليات تدريب قوات البيشمركة، ونشاط الاستخبارات الاميركية، والحرب الجوية بالاضافة الى تفاصيل السيطرة على الموصل وكركوك.

وبحسب الموقع الأمريكي فان الحرب التي وقعت في شمال العراق- إقليم كوردستان- لم تحظ بالاهتمام الكافي في النشر، وهو ما يقدمه فاديس في كتابه.




shafaaq
Top