• Friday, 19 April 2024
logo

الزي التقليدي هوية قومية يتمسك بها كورد سوريا.. ولكن!

الزي التقليدي هوية قومية يتمسك بها كورد سوريا.. ولكن!
بألوانه الزاهية وتصاميمه المميزة يطل علينا الزي الكوردي الفريد والمتنوع والخاص، الذي يعد نتاجا للبيئة الجبلية وطبيعتها الخلابة الزاهية.

ويختلف الزي الكوردي الخاص بالنساء اختلافا واضحا مع الزي الرجالي؛ فهذا الاخير يتألف من غطاء الرأس الذي يتكون من الطاقية او (الكلاو) وهي قبعة صوفية قوية، ويلف حولها قطع قماش مربعة (جامانة) او (مشكي) بحسب نوعها.

ثم القميص الذي يتكون من قطن ابيض ذي اردان طويلة وسروال (شروال) فضفاض وسترة تتقاطع من الامام فوق البطن ومطوية في السروال.

اما الحزام الذي يسمى (البشتين) فيلفه الرجل حول خصره وهو عبارة قطعة طويلة من القماش.

واللباس الكوردي نوعان (الشال والشبك) او (الرانك والجوغة)، ويختلف النوعان من حيث القماش المستخدم او الموديل او التفصال.

اما زي المرأة الكوردية فهو عبارة عن ملابس زاهية مثل زهو البيئة الربيعية الجبلية لكوردستان، ويتكون من الرداء الملون اللماع الفضفاض الطويل، والزخمة الذهبية، المحلاة بأقراص فضية أو ملونة، ثم السروال الطويل الذي تتناغم الوانه، في أطرافه السفلى، مع لون الرداء الفضفاض، فضلا عن غطاء مميز للرأس محلى بالحلي والمخشلات.

وبهذا فان الزي الكوردي الذي يلبسه الكورد يعد زيّاً قومياً، يرتدونه في مناسباتهم.

وفي عرف الكورد وعاداتهم لابدّ لكل رجل وإمرأة ان يمتلك زيّاً كورديا، لأنه يربطهم بمناسباتهم القومية وخصوصاً عيد نوروز.

يقول جبار عبدي بائع أقمشة وخياط من مدينة ديرك في أقصى شمال شرق سوريا لوكالة شفق نيوز، "يختلف الزي الكوردي للرجال عن زي النساء، فهو يتكون من سروال فضفاض وسترة مع حزام عريض وخفيف ويسمى الشال والشابك، أما النسائي يتألف من ثوب طويل يخيط من قماش حريري ومطرز بانواع مختلفة من الحراشف البراقة، وتلبس فوقها سترة قصيرة من لون آخر وترتدي السيدات الثريات أحزمة ذهبية فوقها، أما ذوات الدخل المحدود تلبسن أحزمة من القماش".

وتابع عبدي أن "حركة الاقبال هذه السنة متوسطة، ليست كباقي السنوات الماضية، حيث لم نكن نلحق الطلبيات والزبائن كانوا يتهافتون بكثرة على المحل".

وأشار عبدي الى "ان سبب عدم اقبال الناس على الزي الكوردي هذه السنة يعود ارتفاع الدولار وفقدان الليرة السورية الكثير من قيمتها"، مبينا ان "الفستان النسائي الواحد ذو الجودة المتوسطة تقدر تكلفته القماش مع التفصيل مابين 55 و60 الف ليرة سورية، والطقم الرجالي يكلف اكثر من 90 ألف ليرة سورية".

وأضاف عبدي، "قديماً كانت جميع العائلات الكوردية ترغب بالزي الكوردي من دون استثناء، وكانت تلبي هذه الرغبة بتجديد زيها الكوردي سنويا، أما الآن فالوضع مختلف، فقط الطبقة الثرية وحدها تستطيع شراءه".

ومن جانبها، قالت حزنة يوسف مواطنة من ديرك لوكالة شفق نيوز إن "هذه السنة لم اشترِ لنفسي ولا لبناتي الزي الكوردي، بسبب الاسعار المرتفعة وعدم توفر الامكانيات، وسيبقى الأمر حسرة في قلب بناتي، لان اغلب اصدقائهن فصلن الملابس الكوردية وجهزن أنفسهن لاستقبال عيد نوروز".

وتابعت يوسف حديثها والغصة في الحلق، "حتى المناسبات القومية أصبحت تجارية ومتعلقة باسعار صرف الدولار، فان كان لديك المال ستحتفل على اتم وجه، وان لم يكن لك المال فلا حفلة لك".

يذكر إن الكورد في سوريا كحال ابناء جلدتهم في العراق وإيران وتركيا وأرجاء العالم، يحتفلون بعيد نوروز في 21 آذار والذي هو عيد الكورد القومي وبداية سنتهم الكوردية.

وكانت الحكومة السورية تفتعل المشاكل مع الشباب الكورد وتمنعهم من اشعال النيران في ليلة الاحتفال بنوروز، وتعتقل الكثير منهم لمنعهم من الاحتفال قبل ان تنحسر قبضتها في السنوات الأخير جراء الحرب الأهلية الدائرة منذ عشر سنوات.





شفق نيوز
Top