• Friday, 29 March 2024
logo

واقع الدراسة الكوردية في كركوك

واقع الدراسة الكوردية في كركوك
طارق كاريزي- كولان العربي

ناقش نخبة من مثقفي وتدريسيّ مدينة كركوك واقع الدراسة الكوردية في محافظة كركوك. وجرى تداول واقع هذه الدراسة خلال محاضرة قيَمة قدمها المشرف الاختصاصي المتقاعد الشخصية المعروفة شيرزاد فاتح يوم 3/آذار الجاري في مكتبة كاريز في المدينة.
تطرق الاستاذ المحاضر الى حق الشعوب والامم في التعلم بلغاتها الام واستعرض واقع الاستلاب الثقافي والقهر الفكري الذي يتعرض له الكورد في جميع البلدان التي تتقاسم جغرافية كوردستان، فالكورد في تركيا وايران وسوريا والعراق عانوا طوال القرن الماضي من حالة الحصار الثقافي والمصادرة اللغوية في بلدان الخارطة السياسية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الاولى، ولعل الكورد العراقيين كانوا الاكثر حضا من حيث السماح لهم باستخدام لغتهم في الثقافة والتربية وبنسبة محدودة.
وجاءت الصحوة الكوردية في سوريا بعد انطلاق انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الاسد عام 2011 حيث استطاع الكورد تسلم زمام ادارة امور مناطق كوردستان السورية واتبعت سلطات الادارة الذاتية التي أسسها الكورد اشاعة حرية التربية والتعليم لجميع سكان شمال شرق سورية (شرقي الفرات)، واستطاع الطلبة الكورد بعد مرور قرن على تأسيس الدولة السورية من التعلم بلغتهم الام، ونفس الفرصة متاحة للعرب والناطقين بالسريانية من ابناء المنطقة.
الدراسة الكوردية في العراق مع انها تعود الى العقد الاول من تأسيس الدولة العراقية، الا انها عانت باستمرار من سياسة التضيّق عليها من قبل السلطات الحكومية، وتعد انتفاضة عام 1991 وما تبعها من تشكيل حكومة اقليم كوردستان الفرصة الذهبية بالنسبة للتربية والتعليم باللغة الكوردية، وبذلك فقد شهدت مناطق كوردستان العراق الخارجة من سلطات حكومة بغداد تطورا كبيرا من حيث التربية والتعليم، لكن المناطق الكوردستانية التي بقيت تحت سلطة الحكومة العراقية حرّم ابناؤها من التعلم باللغة الام، ويمكن اعتبار كركوك مركزا لجغرافية كوردستان خارج الاقليم، وواقع الدراسة فيها يعد النموذج الابرز لواقع الدراسة الكوردية خارج مناطق اقليم كوردستان.
اشار الاستاذ المحاضر شيرزاد فاتح الى ان الدراسة الكوردية في كركوك بعد اتقافية 11/آذار عام 1970 شهدت طفرة كبيرة وكانت تجربة رائدة من حيث الدراسة بلغة الام، الا ان تراجع السلطات العراقية عن الالتزام ببنود الاتفاقية بعد عام 1974 شكل انتكاسة كبيرة بالنسبة للدراسة الكوردية وتم التضيّق على الدراسة الكوردية وبرمجة الغائها نهائيا في كركوك مع السنين الاولى لثمانينيات القرن.
وبعد مرور عقدين من الزمن، افتتحت المدارس الكوردية في كركوك للمرّة الثانية بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 وشهدت هذه الدراسة طفرة نوعية خلال السنين الاولى منها، الا انها واجهت العديد من المعوقات خلال السنين الاخيرة مما ادى الى تراجع اداء هذه الدراسة وتراجع نسبة الانخراط فيها. ولعل من مؤشرات تراجع الدراسة الكوردية هو ان اجمالي طلبة الدراسة الكوردية في كركوك هم بحدود 100 الف طالب وطالبة، هذا في الوقت الذي يشكل الكورد اكثر من نصف سكان المحافظة، وهذا يعني ان نسبة مرتفعة من الطلبة الكورد يدرسون بغير اللغة الكوردية، وهذه اشكالية كبيرة علق عليها المشرف المتقاعد شيرزاد فاتح بان كل شعب في العالم يدرس بلغته الام، حالة عدم دراسة الكوردي بلغته الام فريدة وتثير التساؤل. واوضح الاستاذ شيرزاد بان هناك معوقات تعترض سبيل الدراسة الكوردية في كركوك، ومن الضروري ان يسعى المعنيّون الى ازالة هذه المعوقات، وأكد بان التدخل من خارج المؤسسة التربوية في شؤون الدراسة الكوردية قد انعكس سلبيا على واقع الدراسة الكوردية في كركوك.
وتطرق الحضور ضمن تعليقاتهم ومداخلاتهم الى العديد من النواحي فيما يخص واقع الدراسة الكوردية في كركوك، حيث اشار البعض الى ان الدستور العراقي عندما اقرّ اللغة الكوردية لغة رسمية في البلاد، بات لازم على النخب الكوردية ان تبادر الى تطبيق فحوى هذا الانجاز الدستوري بالشكل الذي يعزز مكانة اللغة الكوردية ليس في كوردستان العراق فقط، وانما في جميع انحاء العراق.






Top