• Saturday, 20 April 2024
logo

الثوري الإيراني يخطط لتكرار سيناريو جرف الصخر في حزام بغداد بأيادٍ ميليشياوية

الثوري الإيراني يخطط لتكرار سيناريو جرف الصخر في حزام بغداد بأيادٍ ميليشياوية
تُجري أحزاب سياسية وفصائل مسلحة تابعة لإيران، حراكاً واسعاً لإعادة سيناريو جرف الصخر في مناطق حزام العاصمة بغداد، وإخلائها من السكان بداعي وجود عناصر تنظيم داعش فيها، في ظل عجز المؤسسة العسكرية عن ضبط أمن تلك المدن، رغم تعدد الأجهزة الأمنية والمبالغ المالية التي تُنفق عليها شهرياً.

وطُبقت سياسة «الأرض المحروقة» في منطقة جرف الصخر، التي تقع في الطريق إلى مدن الفرات الأوسط، خلال تحريرها من داعش عام 2014، حيث ترغب جهات سياسية حالياً بتعميم التجربة على بلدات أخرى بذريعة «ضبط الأمن»، لكن هناك شكوكاً بمكاسب اقتصادية وراء المقترح.

وتسيطر على البلدة فصائل مسلحة تسمى بالولائية، وهي مجاميع تابعة لإيران وتأخذ رواتب من العراق، حيث تمنع تلك الفصائل عودة نحو 130 ألف شخص (وهم كل سكان الجرف) الذين نزحوا من المدينة منذ أكثر من 6 سنوات، فيما فشلت ثلاث حكومات في حل المشكلة.

وتنتشر روايات متعددة حول ما يحدث داخل جرف الصخر التي أخلي سكانها بعد تحرير المدينة في عملية أطلق عليها اسم «عاشوراء» في تشرين الأول 2014. وقال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي قبل أيام، إن «جرف الصخر لغز لم يتم فك شيفراته حتى الآن، وأكبر جهة أمنية أو عسكرية في العراق لا تستطيع أن تدخل تلك المنطقة، أو حتى أن تلتقط صورة».

مناطق منزوعة السكان

ويعتقد بحسب الروايات المتداولة، وجود معسكرات داخل الجرف، تضم معتقلين من الأنبار وصلاح الدين، ومخازن لصواريخ إيرانية.

بدوره، ذكر مصدر مطلع وجود مخطط لتكرار سيناريو جرف الصخر، من خلال تشريد أهالي مناطق شمالي العاصمة بغداد، وتحديداً منطقة الطارمية، كمرحلة أولى، على أن يتبعها أهالي مناطق الرضوانية، وأجزاء من مناطق أبو غريب وجنوبي العاصمة بغداد مثل اللطيفية وغيرها.

وقال المصدر الذي طلب إخفاء هويته إن «المخطط موضوع من قبل الحرس الثوري الإيراني، لكن التنفيذ سيكون بأدوات عراقية، وهي فصائل الحشد الشعبي، مثل كتائب حزب الله والنجباء والعصائب ومنظمة بدر، وغيرهم، لكن المخطط يقضي بافتعال أسباب لهذا التهجير، بدأت بوادره منذ عدة أشهر، من خلال الهجمات التي تتعرض لها تلك الفصائل في مناطق الطارمية، وما يتبعها من خطاب إعلامي مكثف عبر الوكالات الخبرية، والقنوات التلفزيونية، بضرورة تهجير أهالي تلك المناطق، لإحلال الأمن والاستقرار في العاصمة بغداد».

ولفت إلى أن «هناك خلية إعلامية مهمتها الترويج لهذا المخطط، بمشاركة محللين سياسيين، بالإضافة إلى مدراء قنوات وصحافيين، وهم على ارتباط بالخلية التي أعلن عنها الخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي».

كشف عنها الراحل هشام الهاشمي

وكشف الهاشمي في إحدى مراسلاته، التي جاءت بتاريخ 31 أيار / مايو الماضي، أسماء العاملين في تلك الخلية التي قال إنها ترتبط بالحرس الثوري الإيراني.

ونشر موقع الحرة الأمريكي تلك المحادثة التي جاء فيها أن «هذه الخلية يوجد مكانها في العرصات مقر قناة الاتجاه، والصالحية قرب السفارة الإيرانية، والكرادة شارع 42 مقر قناة أي نيوز».

وقال الهاشمي، إن رئيس الخلية هو آغا شاهيني (إيراني الجنسية) ومساعده قاسم قصير (لبناني الجنسية)، والمحررين هم (نجاح محمد علي، عبد الأمير العبودي، مازن عبد الهادي الزيدي، عباس العرداوي).

كما أرسل الهاشمي أسماء فريق الخلية وهم (أحمد عبد السادة، علي المطيري، مهند العقابي، مازن الزيدي، محمد الخزاعي، أحمد هاتف، علي مراد الأسدي، أسعد البصري، باسم الماجدي).

وأشار المحلل الراحل إلى أسماء (علي فضل الله، جاسم الغرابي، حيدر البارزنجي، واثق الجابري، أمير القريشي) ضمن فريق الخلية.

ولم تظهر المحادثة المسربة أي تفاصيل أخرى عن الخلية، لكنها بدأت بطلب الهاشمي من الشخص المرسل إليه «السرية التامة» خوفاً من انتقام الميليشيات الموالية لإيران منه، حيث كان يعيش الراحل في العاصمة بغداد.

خطاب تحريضي

ورغم نفي أغلب تلك الشخصيات وجود علاقة تربطهم بالحرس الثوري ومخططاته في العراق، إلا أن الملاحظ أن خطاب تلك القنوات وهؤلاء الأشخاص، يتماهي مع الخطط المرسومة، والتي تعتمد الخطاب الطائفي والتحريض على العنف وتبرر الهجمات ضد المقرات الحزبية، كما حصل في حادثة اقتحام مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العاصمة بغداد.

ويدفع هؤلاء المدونون، ومعهم قوى سياسية وفصائل مثل كتائب حزب الله، إلى توأمة الجرف مع بلدات أخرى، منها الطارمية التي تبعد نحو 100 كم عن الجرف، حيث يدعو الشاعر أحمد عبدالسادة، وهو أحد المحللين الموالين لسياسات الحرس الثوري الإيراني، بشكل مستمر إلى تحويل منطقة الطارمية ومدن حزام بغداد، إلى مناطق منزوعة السكان، وهو ما يثير على الدوام غضباَ شعبياً واسعاً.

وأثار رئيس تحالف العزم خميس الخنجر، جدلاً واسعاً بعد طلبه من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إيجاد حل لمأزق منطقة جرف الصخر.

وقال المتحدث باسم التحالف محمد نوري، إن الخنجر «تكاشف مع وزير خارجية إيران جواد ظريف حول سيطرة هذه الفصائل على الجرف، وهي للمرة الأولى التي يتم فيها مصارحة طهران بوضع الجرف والطلب منها التأثير على الفصائل هناك».

وأكد نوري في تصريح صحفي، أن «ظريف وعد بأنه سيقوم بتغييرات كبيرة على الأرض لإعادة سكان جرف الصخر».

ويرى عضو حزب الحوار إيهاب المهنا، أن «مخطط إخلاء مناطق حزام بغداد يمثل نكسبة كبيرة للعملية السياسية، وطعنة في جسد الشعب العراقي، وهو ما سيعيدنا إلى المربع الأول، عندما دخل تنظيم داعش واحتل مساحات شاسعة من البلاد، وهو ما يحتم على القوى الوطنية الوقوف بوجه ذلك، وبناء موانع وعوائق وطنية تحول دون تنفيذ أي شيء من هذا السيناريو المرعب».

وأضاف المهنا لـ (باسنيوز) أن «على الحكومة العراقية ومخابراتها الانتباه لذلك، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل الأشخاص الذي يروجون لهذا المخطط، مثل المحللين السياسيين والكتاب وغيرهم، لأنهم يمثلون خطراً على السلم الأهلي والمجتمعي».
Top