• Saturday, 20 April 2024
logo

البنية التحتية لصناعة القرار في كوردستان

البنية التحتية لصناعة القرار في كوردستان
رغم الواقع المتميز لكوردستان وبروز دوره الأقليمي في المنطقة وضمن الدولة الأتحادية فإن مستقبل كيانه السياسي يعتمد بالضرورة على القدرة السياسية في كيفية التعامل مع مكامن القوة والضعف للعامل الداخلي (Internal Weakness & Strength) إضافة الى التحديات والفرص الكامنة في العامل الخارجي (External Challenges & Opportunities). وعليه تبدوا الحاجة ملحة اليوم أكثر من قبل الى تطوبر الأليات المطلوبة في تعامل النخبة السياسية مع مستجدات العامل الداخلي والخارجي ومن خلال إرساء البنية التحتية (Infra-structure) للقرارات السياسية. والكلام عن البنية التحتية للقرار السياسي يعني تعبئة نخبة اصحاب الفكروالخبرة في إغناء صياغة القرار السياسي بالمعلومة والتحليلات المناسبة مكانا وزمانا. , ويقتضي ذلك بطبيعة الحال تهيئة المناخ الفكري لما يسمى بتقبل التعايش (Co-existence) ما بين صناع القرار السياسي (Loyalty) ونخبة أصحاب الخبرة (Capability). ويفترض ذلك بناء القدرة المؤسساتية (Institutional Capacity Building) إضافة الى بناء القدرات الفردية (Personal Capacity Building) في هذا السياق. وبأعتماد مبدأ المساندة العلمية التحليلية لصناعة القرارات السياسية في القرن الحالي والتي يستوجب في حبكتها الكثير من الحسابات الأقتصادية والأجتماعية والبيئية معا. وبإعتماد الهدف الأستراتيجي لسد الهوة الفاصلة ما بين كوردستان والعالم الخارجي الذي يعيش ثورة علمية تدفع بالمتغيرات اليومية في حركة متجددة لرباعية السلع والخدمات والأشخاص والمعلومات في زمن ما يسمى بالعولمة.

إن القرأة الدقيقة لواقع عالم اليوم يوحي بضرورة تعبئة النخبة المتعلمة للمساهمة الفعلية في بناء إسس الدولة الحديثة في كوردستان وحيثما كانت الحاجة في صناعة القرار السياسي الى حلول شاملة للقضايا ذات الأهمية القصوى في بقاء وديمومة الكيان السياسي والمتمثلة بنظام الدولة الحديثة. والحديث قد يقودنا الى مفهوم الخبير والمستشار بمفهومه العصري من خبرة متراكمة في الحقل الأكاديمي وفي مجال البحوث والدراسات إضافة الى الخبرة العملية في حقل الأختصاص إجمالا. وبما يمهد الطريق الى مساهمة فعلية في ما يلي:-

1. ترجمة وإسناد الرؤى السياسية في كوردستان في تطوير التنمية الأقتصادية بشمولية وتوازن تضمن الهندسة السياسية لعملية الأعمار للبنية التحتية والفوقية. وفي هذا السياق فإن الهدف الأسمى هو في تحقيق الأمن القومي بكل ما تعنيه الكلمة من بناء القوة الصلبة (Hard Power) لكوردستان والتي يمكن أن يتحقق بناؤها عبر تنمية
i. القوة العسكرية (موضوع لمناقشة أخرى)
ii. القوة الأقتصادية والتي يمكن بناء مقوماتها الأساسية من خلال تحقيق
1. الأمن الغذائي
2. أمن الطاقة
3. أمن المياه
2. معالجة الوهن الداخلي للموارد البشرية في كوردستان وبناء مقومات البنية الداخلية والكفيلة بإحداث التحول المطلوب من أدائها الحالي المتسم بالضعف ونحو الأداء الأفضل المتميز بالأنتاجية المنشودة. وعليه يجب تحقيق التنمية البشرية المطلوبة لأحداث التوازن الأجتماعي والأقتصادي وكمطلب لمواجهة تحديات العصر المتفاقمة وذلك من خلال رسم معالم
i. سياسة التربية والتعليم للكبار والصغار معا وضمن الهدف الأستراتيجي لأعداد القوى العاملة الكفوءة والمتحصنة بالمعرفة (Knowledge) وسلوكيات العمل (Attitudes) والمهارات المطلوبة (Skills) في سوق العمل.
ii. سياسة للرعاية الصحية في كوردستان تؤمن تكاملية سبل الوقاية والعناية بالبيئة (صحة الطبيعة) مع وسائل العلاج في رعاية الصحة العامة (صحة الأمة) مما سينعكس إيجابيا على عامل الأنتاجية للفرد والمجتمع.
iii. سياسة للأستثمار في المواطن وإعداده كعامل بناء وليس كعامل إستهلاك وإستنزاف للموارد الطبيعية.

3. إرساء الدعائم الفكرية والفنية لأغناء الهوية الثقافية (Cultural Identity) للمجتمع الكوردستاني مما يساهم بالضرورة في تطوير الخطاب والحوار الداخلي والخارجي ومع العالم المتمدن وإغناء الوعي العام بمنهجية تؤمن الحفاظ على القيم والموروثات التأريخية للفكر والثقافة في كوردستان وإدماجها مع متطلبات الحداثة ونحو بناء القدرة الناعمة (Soft Power) للأمة ككل.
4. رسم معالم التغييرات المطلوبة في كوردستان من إقتصادها الحالي المتسم بالتقليدي المعيشي (Subsistence Economy) ونحو إقتصاد تنموي (Economic Development) ذات درجة معقولة من الحرية الأقتصادية والتي تضمن عدم حصول صدام ما بين التنمية في الريف والحضر. ومما يحتم مراعاة التوازن المطلوب لتحقيق
i. الأدارة الحكيمة لموارد النفط والمعادن وبضمان
ii. الأدارة المستدامة للموارد الطبيعية عامة ونحو ضمان التحول الأقتصادي-الأجتماعي لأقتصادنا الزراعي الى مرحلة الصناعات الغذائية الخفيفة.
5. تشخيص للتحديات الخارجية (External Challenges) التي تواجه كوردستان في القرن الحالي وإعداد الفرد والمجتمع عامة لمواجهة حتميات المنافسة المتصاعدة في زمن العولمة.
6. تشخيص للفرص الخارجية (External Opportunities) التي تتيحها واقع العولمة وإستغلالها الأمثل للصالح العام مما يمهد الطريق لتنمية القدرات المحلية للأندماج في العملية الديمقراطية في الشرق الأوسط وفي السوق المفتوحة دوليا.
7. ترسيخ العلاقة المتبادلة مع مؤسسات ومراكز الدراسات الأستراتيجية الدولية وبما يضمن الأندماج ما بين مكونات البنية التحتية للقرار السياسي والأقتصادي في كوردستان مع العالم الحر إجمالا.
Top