• Saturday, 20 April 2024
logo

من خسر معركة البرلمان؟ البارتي .. أم خصومه

من خسر معركة البرلمان؟ البارتي .. أم خصومه
ما حدث في البرلمان في 23 حزيران الجاري كانت نقطة تحول في استراتيجية تعامل حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة كوران مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني. أو بمعنى آخر هو الإفصاح عن السياسة التي كانت تنتهجها كلا الحزبين وتخطط له من منذ فترة طويلة. وهو إزاحة مسعود البارزاني من رئاسة الأقليم. وبدأوا بتنفيذ مشروعهم هذا من خلال تقديم مشروع لكل منهما الى البرلمان لتعديل قانون رئاسة الأقليم. وفعلا استطاعوا من تحقيق النصاب القانوني والبداء بالقراءة الأولى للمشروع.

يعتقد الكثيرون بان البارتي خسر في هذة الجولة؟ وحقق الخصوم اهدافهم وعقدوا جلسة البرلمان مع محاولات البارتي لعدم عقدها ولكن الخصوم نجحوا في عقد الجلسة مع القراءة الأولى لمشروع القانون؟ ولننظر هل فعلا خسر البارتي في هذه الجولة؟

اولا: نعم نجح خصوم البارتي في عقد جلستهم ونجحوا ايضا في إكمال القراءة الأولى من المشروع. ولكنهم خسروا أكثر مما حققوه. فقد تصوروا انهم بانعقادهم لهذه الجلسة وطرحهم لهذا الموضوع المهم بالنسبة لكوردستان بشكل عام للبارتي بشكل خاص سيفقد الاخير سيطرته ويلجاء الى الفوضى والعنف, وحتى تصور البعض منهم ان البارتي قد ينقلبون على الديمقراطية. وكان هذا هو السبب في دعوة كل القنصليات في اربيل لحضور هذه (العرس) طبعا بالنسبة لهم, حتى يبرهنوا لهم مدى فوضوية البارتي وعدم قبوله للرأي الآخر.

علما أن هذه الدعوة حسب العرف الدبلوماسي غير مبررة, لان دعوة القنصليات والسفارات عادة تكون في حالات بداء البرلمان دورة جديدة أو حضور مراسيم حلف أعضاء البرلمان الجدد أو مراسيم حلف رئيس الوزراء. بينما هذه الجلسة كانت جلسة عادية ولا مبرر لدعوة كل هذه القنصليات إليها. بمعنى آخر إنه أمر دبر بليل
يقول الشاعر:

ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

فقد خسر خصوم البارتي من تحقيق هذا الهدف وأصيبوا بغيبة أمل عندما دخلوا الى القاعة ولم يجدوا ممثلي البارتي داخل قاعة البرلمان. وصدموا وصديقهم القنصل الإيراني صدمة كبيرة حيث كانت صدمت الأخير أكبر من الأول لانه جاء وبامل ان يرى كيف ان ممثلوا البارتي سيصحون ويضربون الطاولات التي امامهم ليعبروا عن غضبهم ويملء دوي صفاراتهم التي ادخلوها الى البرلمان داخل السانديجات, ويرموا رئيس البرلمان ب دبات الماء المعدني. والسيد القنصل الإيراني طبعا ينظر الى هذا المشهد بارتياح بالغ. للمعلومات لم يحضر احد يحمل الصفة الدبلوماسية من القنصليات الأخرى الذين حضروا الجلسة سوى القنصل الإيراني.

ولكن انقلب السحر على الساحر. وذلك لانهم تصور كل شئ ولم يتصوروا مقاطعة البارتي لهذه الجلسة. وعالج البارتي الموقف باسلوب حضاري وديمقراطي بحيث اذهل الجميع, واكتفوا بعدم حضور الجلسة كرد فعل على هذا المشروع. فالبارتي اكبر من ان يقع في مثل هذا الفخ لان البارتي صاحب مشروع استراتيجي يهدف الى بناء دولة المؤسسات ويعمل على وضع اللمسات الآخيرة لإعلان الدولة الكوردية ويحترم اصدقائه في الداخل والخارج فكيفة يتصرف بهذا الشكل وبهذه الطريقة التي تصورها!!!

وما كل هذه التنازلات التي قدمها البارتي للاحزاب السياسية من مناصب في بغداد وكوردستان إلا دليل قاطع على تفهم البارتي لصعوبة وحساسية المرحلة التي تمر بها كوردستان وكذلك اهمية وحدة الصف الكوردي في هذه المرحلة الحرجة والمهمة في تاريخ امتنا.

ثانيا: نعم لقد نجح الخصوم في إكمال القراءة الأولى رغم معارضة البارتي. ولكن السؤال هنا هل سيستطيعون من إكمال القراءة الثانية وتمرير هذا المشروع بدون موافقة البارتي؟

طبعا هذا النجاح كان قد زرع البهجة في صفوف اعضاء ومؤيدي الخصوم. ويصرحون بان هذا انتصار للديمقراطية وللبرلمان. إلى هنا جميل..!! ولكن ماذا سيقولون لهؤلاء عندما يسحبون مشروعهم ولا يستطيعون تمريره. لانه مستحيل ان يمرر دون موافقة البارتي. لان البارتي لديه اوراق كثيرة يستطيع ان يلعبها لعدم تمرير هذا القانون. ولا بد ان يرجعوا الى البارتي ثانية. لذا فانهم سيحرجون مرة أخرى امام هؤلاء وامام الشعب الكوردستاني برمته لانهم كشفوا الليثام عن وجوههم واصبحوا مكشوفين لكل الشعب وبذلك سيخسروا جمهورهم ومؤيديهم والشعب الكوردستاني ايضا.
Top