• Friday, 29 March 2024
logo

أنا أعرف بما يشعر به مسعود البارزاني بعد ما حدث في البرلمان

أنا أعرف بما يشعر به مسعود البارزاني بعد ما حدث في البرلمان
مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان لم يتصور يوما وبعد كل هذا النضال والتضحيات التي قدمها لشعبه خلال مسيرته أن يأتي يوم ويقع في مثل هذا الموقف الذي يمر به اليوم والذي لا يحسد عليه.
لقد نجح كل من الأتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير (كوران) في 23 حزيران 2015 أن يجر الأتحاد الأسلامي والجماعة الإسلامية إلى صفيهما لتقديم مشروع الى البرلماني والذي يقضي بتعديل قانون رئاسة الاقليم ليحاولوا من خلاله تقليص صلاحيات رئيس الأقليم و انتخابه من قبل البرلمان بدلا من الشعب. المشروع الذي يعارضه الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشدة. والذي كان السبب في شق الصف الكوردي. وادى هذا المشروع المثير للجدل إلى ظهور انقسام بين القوى السياسية والشارع الكوردي وحتى داخل بعض الأحزاب السياسية.

وفي خضم هذا الجدال الدآئر اصبح مسعود البارزاني بين خيارين أحلاهما مر .

الخيار الأول: ترك السلطة
هذا الخيار يتمناه كل من يبغض البارتي وبالذات عائلة البارزاني التي تقود الحركة التحررية الكوردية لأكثر من مائة عام دون إنقطاع. في حين خلال تاريخ الحركة كان هناك أناس ناضلوا ثم يأسوا وجلسوا, وأناس ناضوا ثم خانوا ,وأناس لم يناضلوا واكلوا من ثمار نضال الآخرين. ولكن البارتي وبقيادة البارزاني ناضل وضحى واستمر في نضاله. ولا يريد أن يقف حتى يحقيق حلم الكورد برفع العلم الكوردي في الأمم المتحدة. واصحاب هذا الخيار يخافون من أن يتوّج نضال البارتي بإعلان الدولة الكوردية بيد هذه العائلة وهم لا يريدون أن يحدث هذا ويفعلون كل شيء حتى لا يتحقق هذا الحلم الذي ينتظره الكورد منذ اكثر من مائة عام.

فهذا الخيار مر بالنسبة للبارزاني لانه يدرك مدى اهمية وجوده اليوم على رأس السلطة. وان ترك السلطة سيكون من الصعب ان يستغل غيره هذه الفرصة الموآتية للكورد في هذه المرحلة من التأريخ والتي قد لا تتكرر. والغريب في الأمر أن الكل وحتى المعارضون يدركون هذا الشئ.

الخيار الثاني: البقاء في السلطة
فهذا الخيار رغم أنه إيجابي من ناحية لأن الرئيس مسعود البارزاني سيبقى في السلطة على أمل تحقيق حلم الكورد وقيادة السفينة بامان إلى بر الأمان في بحر هائج بالأمواج العاتية من كل مكان. ولكنه مُرّ لان هذا الخيار يحرج البارزاني في الداخل والخارج. ففي الداخل سيستغل خصومه هذا ليقولوا أنه دكتاتور ولا يريد تسليم السلطة الى غيره, وما إلى ذلك من كلام. وهو ليس كذلك لانه أول من دعى إلى الأنتخابات في كوردستان في عام 1992 والكل يشهد له بهذا. وايضا يحرجه في الخارج أمام اصدقائه. لذا فهذا الخيار هو أمر من الأول.

لذلك, فأنا اشعر بما يشعر به البارزاني وما يجول بداخله. صديقون ..! هو الآن يتحسر ويتألم لما آلت إليه الأمور في كوردستان, ولا يريد الرئاسة فهو مسعود البارزني صاحب التأريخ العريق سواء أكان رئيسا أو مرؤسا. والكرسي لا يشرفه بل الكرسي يتشرف به. ونحن من نحتاج إلى حنكته وفطنته السياسية التي اعترف بها العدو قبل الصديق. ويتألم البارزاني الآن خشية أن يفوت الكورد هذه الفرصة الذهبية, حيث أن كل المعطيات تشير الى قرب ولادة دولة كوردية.

لذا في اعتقادي على الأحزاب السياسية في كوردستان أن يتريثوا في مشروعهم هذا وأن يضعوا مصلحة الشعب الكوردي والمنجزات التي تحققت فوق كل الأعتبارات والمكاسب الحزبية الضيقة. ويعطوا فرصة أخرى للرئيس البارزاني وذلك عن طريق تمديد مدة رئاسته لمدة ستة اشهر حتى يتم إنجاز الدستور وإجراء الأستفتاء عليه, ومن خلاله يتم حل مشكلة رئاسة الأقليم. وذلك لان الوضع الراهن في المنطقة لا يتحمل كل هذه المشاكل. وان المنطقة تمر بظروف صعبة. ووحدة الصف هو الخيار الوحيد للحفاظ على هذه المنجزات وتحقيق الحلم الكبير.
Top