• Saturday, 20 April 2024
logo

ما السر في إصرار الأحزاب الأربعة (قوى 23حزيران) على اختيار الرئيس من قبل البرلمان؟؟!!

ما السر في إصرار الأحزاب الأربعة (قوى 23حزيران) على اختيار الرئيس من قبل البرلمان؟؟!!
ماليزيا حسب خبرتي المتواضعة في العمل السياسي, ودراستي النظرية للعلوم السياسية والعلاقات الدولية كأكاديمي لم أجد في قاموس العلوم السياسية ما طرحته الأحزاب الأربعة (قوى 23حزيران) في الاجتماع الأخير بين الأطراف الخمسة على البارتي لحل مشكلة اختيار رئيس الإقليم والتي تفتخر حركة التغيير على أنها هي صاحبة هذا الإبداع, والمشروع كما يعلم الجميع هو إما اختيار الرئيس من قبل الشعب وبصلاحيات قليلة, أو اختيار الرئيس من داخل البرلمان وبصلاحيات واسعة, وعلى البارتي أن يختار أحد الخيارين وإلا سيتحمل المسؤولية فيما ستأول إليها الأمور بعد ذلك. ويُتهم بأنه ضد التوافق الوطني. طبعا هذا الإبداع لم يسبق له مثيل كما أشرت إليه في البداية وذلك: أولا: لأن العكس تماما هو الصحيح في عرف القانون الدستوري والنظم السياسية المتبعة في العالم ولأنه مخالف للمعادلة السياسية والنظرية الديمقراطية في العلوم السياسية التي تؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطات, لذلك عندما يكون الرئيس في النظم الرئاسية والشبه الرئاسية (المختلط) يمتلك صلاحيات واسعة, هذه لم تأتي من فراغ أو من عبث أو باتفاق, وإنما جآءت من الطريقة التي تم فيها اختيار الرئيس ألا وهو الشعب الذي هو مصدر السلطات. إذاً في النظم الرئاسية والشبة الرئاسية الرئيس يمتلك صلاحيات واسعة وهو غير مسؤول أمام اليرلمان؛ لأنه يمتلك نفس قوة البرلمان فكلاهما قد تم اختيارهم من قبل الشعب وبهذا المعادلة متساوية. وإذا أُعطي الرئيس المنتخب داخل البرلمان صلاحيات واسعة حينها يكون اختيار الرئيس بالتوافق بين الأحزاب داخل البرلمان ما قد يؤدي إلى اختيار شخص غير مؤهل لهذا المنصب, وهذا إجحاف في حق الشعب وسلب لإرادته, ولانّ هذا الرئيس لم يأخذ التصريح من قبل الشعب, والبرلمان هو الذي خوّل الرئيس على أمور كثيرة خارج إرادة الشعب, وهذا ليس من حقه. وبهذه الصلاحيات الواسعة يكون النظام السياسي حينها في خطر. ثانيا: المتابع لتصريحات الأحزاب الأربعة كان يلاحظ وبكل وضوح على إنهم ضد النظام الرئاسي في الإقليم لأن هذا النظام يؤدي الى بروز الدكتاوريات وذلك بما يمتلكه الرئيس من صلاحيات واسعة التي تساعده في البقاء في السلطة وعدم تركها. إذاً لماذا تبادرون بإعطاء الرئيس صلاحيات واسعة بشرط أن ينتخب الرئيس من البرلمان ألا يؤدي هذا الى نفس النتيجة التي كنتم تخشونها من قبل أم ماذا؟؟!!!! نستنتج مما سبق ما يأتي: أن إصرار الأحزاب الأربعة (قوى 23حزيران) على عدم انتخاب الرئيس من قبل الشعب وبصلاحيات واسعة ليس همهم هو خوفهم من النظام السياسي في كوردستان, أو من ظهور الدكتاتوريات كما يدّعون ولا الصلاحيات الواسعة للرئيس لأنهم في مشروعهم الأخير وافقوا على إعطاء الرئيس صلاحيات واسعة بشرط أن ينتخب من داخل البرلمان. إذاً فما السر في إصرار هذه الاحزاب الاربعة على اختيار الرئيس من قبل البرلمان؟؟!! السر يكمن في أن الاحزب الأربعة (قوى 23حزيران) يتصورون أنهم على الأقل في المستقبل القريب لا يستطيعون منافسة البارتي في منصب رئاسة الإقليم لذا يعملون على أن ينتخب الرئيس من البرلمان وبذلك يكون داخل المحاصصات الانتخابية فيخييرون البارتي حينها بين منصب رئيس الحكومة أو رئاسة الأقليم؛ لأنه من الصعب ان يحصل البارتي على 50+1 هذا هو السر في أصرارهم. ولهذا أرجو من قيادات البارتي أن تتفهم هذه المناورة السياسية التي تحاول الأحزاب الأربعة (قوى 23حزيران) أن تلعبه معه, وأن لا يوافقوا على أي من هذين الخيارين, وأن يعودوا إلى الشعب ليختار ما يريد, فهذا اقرب حل للمبادئ الديمقراطية ولا يظلم فيها أحد ولا يكون على حساب طرف من الأطراف. وأخيرا أقول فليعلم البارتي إذا وافق على اختيار الرئيس من البرلمان أنه سيكون في المعارضة في الدورة القادمة.
Top