• Friday, 29 March 2024
logo

الاستفتاء بمنظور سياسي

الاستفتاء بمنظور سياسي
الاستفتاء من الأدوات الديمقراطية المهمة التي يلجئ إليها الحكومات في الدول الديمقراطيةعندما يريدون أخذ رأي الشعب في أمر مهم من الأمور التي تتعلق بالحكم أولسن تشريع او قانون له تأثير مباشر على حياة الناس. وكما هو معروف في علم السياسة أن المحرك الوحيد الذي يحرك الساسةهي المصلحة(interest)لا شئ غير المصلحة حيث لا مكان للأخلاق والقيم عند ممارسة السياسة إلا نادرا, وهي الغاية التي تسخّر من أجلها كل مؤسسات الدولة الأخرى وتعتبرها ادوات من أجل الوصول الى هذه الغاية. ولا اعتبار للقانون والعرف والقيم والمبادئ التي تؤمن بها إذا وقفت بوجه مصلحة البلد او الأمن القومي للأمة, وهذا ما نراه حتى في الدول الاكثر ديمقراطيةمثل اوربا وامريكا. امريكا مثلا تتخذ بعض الأحيان مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان ادوات للحصول على مصالح سياسية, وتوّظف حتى المؤسسات الدولية مثل الامم المتحدة لخدمة هذه المصالح.
ولو نظرنا الى الاستفتاء بهذا المنظور لوجدنا ان الاستفتاء من الأمور المهمة التي تصب في مصلحة كوردستان وامنه القومي وله تأثير مباشر على حياة الشعب الكوردي,وان الجهة التي تحاول ان تجري الأستفتاء هي الجهة التي تبحث عن مصلحة هذا الشعب الذي ذاق الويلات خلال تاريخيه, لذا لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت اي ذريعة كانت من ان يفوت هذه الفرصة التاريخية على الشعب الكوردي بحجة عدم وجود برلمان ليشرع قانون لهذا الغرض.وهنا أقول ! من اعطى البرلمان هذا التفويض وهذا الحق أليس هو الشعب؟ والشعب هو الذي يجري هذا الاستفتاء, واعتقد ان الشعب لا يحتاج لأحد حتى يأخذ الأذن منه, فالشعب هو مصدرالسلطات وهو الذي له الحق في ان يختار مصيره بنفسه, وهذا من بدهيات الديمقراطية. لذا اعتقد – وارجو أن اكون مخطأ في هذا- أن الجهة التي تقف ضد هذا المشروع هي جهة لا تريد الخير للأمة الكوردية ولا يخلو اصحاب هذا الراي من امرين:
الأمر الاول: إما هو عن حقد وحسد وكراهية للطرف الذي يعمل على إجراء الاستفتاء ومن ثم إعلان الدولة الكردية والخوف من نجاح هذا الطرف من تمرير مشورعه القومي في الاستفتاء وإعلان الدولة ما يشكل خطرا لمستقبل السياسي للأطراف الرافضة لهذا المشورع,لذا تقوم هذه الاحزاب بالوقوف بوجهه والعمل على عرقلته بحجج واهية مثل عدم مشروعيته لعدم وجود برلمان ليشرع قانون لهذا الغرض او بالقول يجب لَم شمل البيت الكوردي اولا ثم الذهاب الى الاستفتاء.
والأمر الثاني:- وهو أخطر- إن الاطراف الرافضة لهذا المشروع تعمل لإجندات خارجية اقليمية ولا تريد ان ينجح هذا المشروعلان المشروع لا يخدم الأمن القومي للدول الاقليمية. لذلكتجند هذه الاحزاب للوقوف امامه والعمل بكل ما أتوا من قوة بهدف إفشاله.
ولكن لا اعتقد ان هذه الجهات باستطاعتها إفشال هذا المشروع لأنه مشروع أمة وقد ضحة هذه الامة بآلاف الشهداء من اجل تحقيقه, لذا من الصعب على الكورد ان يتنازلوا عن هذا المشروع التاريخي بسبب مادة قانونية. واقول لأولئك الذين جنّدوا انفسهم لخدمة اعداء الكورد بان إرادة الشعب في النهاية هي التي ستنتصر وستذهبون الى مزبلة التاريخ وستلعنكم الأجيال القادمة على ما قدمتم من خدمه لهذا العدو.
Top