• Friday, 29 March 2024
logo

مواقف الدول من الدولة الكوردية ..هل تغيرت؟

مواقف الدول من الدولة الكوردية ..هل تغيرت؟
الدولة الكردية حلم يرواد الكورد منذ أكثر من مائة عام. ولم يكن الكورد اقرب من إعلان دولتهم اكثر من اليوم حيث كل المعطيات في المنطقة تسير لصالح الكورد, ومنطقة الشرق الاوسط تمر في ظروف استثنائية, للكورد فيه دور اللاعب وليس دور المتفرج بل هو الآن من ضمن اللاعبين الاساسيين الذين لهم دور رئيسي على مسرح الاحداث, ونتيجة لهذه التغيرات وهذا الدور فقد تغير مواقف الكثير من الدول الاقليمية تجاه الكورد في كوردستان العراق وخاصة بعد أن اثبت الكورد خلال أكثر من خمس وعشرين سنة من الحكم أنهم عامل استقرار في المنطقة وليس العكس. ومن ابرز هذه المواقف هو موقف المملكة العربية السعودية من الدولة الكردية حيث صرح مستشار الملك سلمان(أنور عشقي) في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى أن من اهداف السياسة الخارجية السعودية الآن هو العمل على إقامة الكوردستان الكبرى وقال ان إقامة كوردستان الكبرى سيقطع جزء من كل من ايران وتركيا والعراق وسوريا.
هذا التصريح قبل عقد من الزمن كان يعتبر كفرا بواحا لان هذا سيؤدي الى تمزيق الامة الاسلامية. ومن الدول المهمة الاخرى التي تغيّر موقفها من الدولة الكوردية هي تركيا, وخاصة بعد التصريح الأخير للمتحدث باسم الحكومة التركية, حين صرح بان تركيا سوف لن تغلق الحدود مع اقليم كوردستان بعد إجراء الاستفتاء. وهذا في اعتقادي مؤشر كبير على تغير موقف تركيا من الكورد ودولتهم, وهذا التصريح يؤكد ان تصريحات التي صرح بها المسؤولون الترك على أنهم ضد الاستفتاء بعد إعلان موعده(الاستفتاء) إنها كانت للاستهلاك المحلي, لان تركيا معروفة في سياستها الخارجية أن اول ورقة تستعمها هي الورقة الاقتصادية وكان هذا واضحا في الازمة الاخيرة مع روسيا.
أما أمريكا وأوروبا مع عدم التصريح بانهم ليسوا ضد الاستفتاء والقول بأن الأستفتاء من الحقوق البدائية للشعب الكوردي ألا انهم لا يتفقون مع القيادة الكوردية في التوقيت والخوف من أن يؤثر هذا على سير المعارك ضد داعش وخاصة في معركتي الموصل والرقة. ولكن هناك مؤشرات تدل على هذا التغيير, مثل محاولة امريكا وبريطانيا في الاتفاق الاخير بتسليح وتدريب البيشمركة وإجراء إصلاحات لتوحيد قوات البيشمركة وجعلها أكثر حرفيا ونظاميا وفي اعتقادي هذا مؤشر على تغير الموقف تجاة الكورد فانه ليس من المنطق قيام امريكا واوروبا بهذا العمل متزامنا مع إصرار الكورد القيام باجراء استفتاء واعلان الدولة. لذا هذا مؤشر ضمني على مباركتهم للقيادة الكوردية للمضي قدوما لاعلان الدولة الكوردية.
وكذلك الاتفاق الاخير لحكومة اقليم كوردستان مع شركة روسنفط الروسية والتي أكثر من 51% من ملكيتها تعود الى الحكومة الروسية وبوتين , هل يعقل شركة بهذا الحجم أن تستثمر في منطقة مصيرها مجهول وتخاطر بكل هذه المليارات وبهذا الوقت إن لم يكن لها دراية بالمواقف الدولية والاقليمية من سياسة كوردستان وما تريد أن تقوم به؟؟
ولو فرضنا جدلا أن تركيا ودول الجيورا سوف تحاصر الكورد بعد إعلان دولتهم, اعتقد أن العالم قد تغير الآن فنحن نعيش اليوم في عالم لا يؤمن بالحدود والحواجز, والعولمة قد ازالة كل هذه الحواجز امام الشركات والمنظمات فلا اعتقد ان يستطيع أحد اليوم ان يغلق الحدود امام دولة اخرى لان العولمة قد وفرت الكثير من الخيارات امام المستثمر والشركات للقيام بما يريدون وفي اي مكان في العالم دون ان يتأثر بالحدود الحواجز بين الدول.علاوة على ذلك فأن المصالح الاقتصادية للدول تلعب دور كبير في رسم السياسة الخارجية لأي دولة وخاصة بعد أن اصبحت كوردستان على خريطة الطاقة العالمية
لذا اعتقد من السذاجة القول بان الكورد ليس لهم حدود بحرية وسيواجهون الموت ان هم فكروا في هذا الامر. ولكن في نفس الوقت ان هذا الامر لا يخلو من المخاطر ولكن في كل الاحوال يجب أن يبادر الكورد وان يخطو خطوات جرية حتى ينالوا استقلالهملان الحقوق تأخذ ولا تعطى.
Top