• Saturday, 20 April 2024
logo

حديث في النفس

حديث في النفس
دخلت جهود معلنة وغير معلنة اقليمية ودولية على خط تهدئة التشنج الذي سبق ورافق وتصاعد بعد الاستفتاء.
صفحة تاريخية بنسختين، نسختنا منها كانت شعبية ومكسبا وطنيا ربما لم يتفهمه كثير من اصدقائنا، فالاستفتاء ممارسة شعب سألنا قبل ان نسأله واجابنا والاخرين بأنه شعب حي، يحترم الاخرين ويحترم هو حقه في الحياة، حياة كريمة مرتبطة بهدف. نحن في السياسة نستبقي العتب الى مراحل يستحق فيها العتب ان يبوح بما في النفس، وندرك ايضا اننا كبار بشعبنا وبكل اطيافه، والكبير لا يزعل، فنحن قبل اي شيء وبعد اي شيء، نحن الذين اخترنا العراق وطنا وحفظنا سيادته، ونحن انفسنا رفاق الماضي الذين تشاركوا مع رفاقهم من مناضلي واحرار العراق الحلم والعمل الدؤوب لعراق حر، عراق مساواة، عراق حضارات منتج للصدق والمواكبة للعصر، غير مغلق بتعصب قومي او ديني. كانت رسالتنا منذ البدء، ان تعالوا للحوار، او نجيء، ليس هذا هو الاهم، الاهم عندنا الحوار الصادق الذي لا تسويف فيه ولا شروط مكاسبها مقاعد، نحن نريد لكل شعوبنا ان تترك قلق الحياة خيفة مسدس او تفجير، ان تنسى ان الهجرة واللجوء هما الحل، نحن لا نريد لشعبنا ان يفقد ثقته، او ان يعيش قلقا من السلطات التي تفرز نظراتها وعملها على اساس الدم والمعتقد، وان لا يكون الاستقطاب هو مختصر الوطنية، تزول بقرار وبدعاية. نحن لم ولن نكون جزءا من مشكلة ولن نتأثر برأي حزبي يراد له ان يكون رأيا عاما. صفحة الاستفتاء نتيجة والاستفتاء سبب حياة وليس مدعاة حرب وعقاب، والوطن اكبر من شخوص ومؤتمرات صحفية ورفع ايد لأستصدار قرار بعقوبة، ولن تكون تضحيات شعبنا بضاعة للتجارة، ولن يطويها نسيان او تهدأ بمجاملات. قال عز من قائل” واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل” الازمة توشك على فقدان زخمها، لكنها ان جرت معالجتها فبثوابت وطنية لا وفق انتقائية تمليها حزبية تستعد للانتخابات، فالوطن والمواطن، حاضره ومستقبله، مايستحقه من حقوق المواطنة لا تقاس على فئة صغيرة، بل على قاعدة واسعة من متطلبات متوفرة، منها الامان والفرص المكفولة للعمل والقدرة على الاشتراك بصنع القرار، وليس بالاملاءات والضغط او الاستقواء. الكردستانيون لم يقبلوا بتكميم الافواه يوم كان العالم كله يسمع ويرى مصالحه، يومها كنا نقول للعالم العراق وكردستان، كلاهما يستحقان الحياة الاكرم، ولازلنا نقول ونفعل، ذلك لاننا شعب اصيل يدرك ان جذوره ثابتة ومطاليبه هي عين مطاليب المواطن في اي بلد يحترم من فيه فيدافع عن ترابه بالدماء. عل هذا الكلام الذي سبق يجد آذانا تسمع وعقلا يعي ويستوعب.
صحيفة الزمان طبعة العراق 
Top