• Thursday, 25 April 2024
logo

عفرين على كف عفريت

عفرين على كف عفريت
أعتقد معروف من نقصد " كف عفريت"، يعني في خطر داهم، يعني ربما تحدث شيء ما لا نتوقعه، وقد تكون السقوط قاتلة، وعادة ان حدث شيء ومقبل على مستقبل غير واضح نقول ذلك على " كف عفريت"، وعفرين تعيش في نفس الحالة!
لسنوات الثلاثة وعفرين تعيش في خطر محدق، وكان متوقعاً أن تحدث شيئا آعظم على عفرين، وكان على القوى الكردية تحسب هذا الحساب، بيد ان ليس ما يتنماه المرء يدركه تجري الرياح بما لا يشتهي السفن!
هو في العموم كل حالة كردية في بطن الحوت، والكرد يمرون في مخاض صعب، واصدقاء الكرد لا يقدمون انفسهم كأصدقاء أو كما يجب ونحن لا نعرف أصدقائنا بعد .. لا نعرف كيف يفكرون..
الامي في السياسة كان يعرف أن ب ي د سيواجه يوما ايام عصيبة وستسحب كل كرد معه ليعيش هذه اللحظات عصيبة، وهذا ليس عيبا في السياسة، الجماعات السياسية توزع همومها على كل الشعب، ولا تعيش في لحظة مع همّ الشعب، هي السياسة هكذا.
الكل كان يتيقن ان ب ي د لا يمكن ان يبقى داىما الرقص على الحبل الامريكي والروسي، فلا بد ان يستقر على حبل واحد أو يسقط ان أصرّ على الرقص..
لكن بخصوص عفرين ليس هذا هو السبب، انما السبب هو ان ب ي د أيضا أيضا كرد، والكرد في عفرين مستهدفون وليس ب ي د أو ب د ك س أو حزب الوحدة أو أي تيار أو حزب
من عادة القوى العظمى ينتظر لحتى يقع الصديق في خانة الضعف لحتى يضعوا في خانة الاحراج الكبير، فاتى دور ليقول الامريكان ل" ب ي د" اما معي أو مع الروس خاصة وان الروس يدركون ان الكرد في المشرق هم من مناطق النفوذ الامريكي فبقاءمعهم لا يفيده بشيء كثير ربما تفيد الاتراك الروس اكثر وذلك استثمار جغرافيتها لنقل الغاز وغير ذلك ، فان الامريكان يريدون سحب ورقة الكرد من الروس ولكن ليس كما نعرف الطريقة نحن، هم الامريكان لهم طريقتهم ولهم وسائلهم. صامتون الانالامريكان ولا يصرحون كما نريده ولا تريد تركيا، هم يرقصون على حبل الامنيات الاتراك والاكراد. مرة يقولون ندعم قسد ومرة يقولون نتفهم مخاوف تركيا وهكذا يسيرون لحتى تحرق الزمن وتتسع الهوة الاكثر بين ب ي د وبين الروس، فاذا كان فيكردستان ثمة لوم يُوًجه للامريكان فبدا الكرد في روجافا يٌجه اللوم للروس.
المسار سيمتد أكثر ولم يحن الوقت بعد أن تطلق الامريكان صهوة حصانهم لكن الامر المؤكد انهم لا يريدون سقوط عفرين ولا يرغبون بتسليمها لا للنظام السوري ولا للاتراك.
وان حدث ذلك فان امر خطأ قد حصل، فكيف يرضى الامريكان تسليم عفرين للنظام أو لتركيا في وقت الذي اعلن تنظيم القاعدة نفسه على طرف الاخر من كتف عفرين أي في ريف ادلب الشمالي؟
وحكمة مقال تفيد بأنه " ما من عفريت رمى ما بيده كما يريد.. فدائما يقع ما بكف عفريت عندما تحركه قوة لا تحسب لها حساب؟!
Top