• Friday, 19 April 2024
logo

مقاربة الإعلام للهجوم على عفرين

مقاربة الإعلام للهجوم على عفرين
وما أن بدأ الهجوم على عفرين، وفي كل ما يتعلق بالكُرد،حتى تعرى الإعلام، خاصة الإعلام العربيّ المرئي، وقارب الإعلام الهجوم التركي والإسلاميين السوريين الموالين لها، كما لو أنّه هجوم على كيان لا بد من تحطيمه. لا نتحدث عن الإعلام التركي هنا، فالإعلام الحر لم يعد متاحاً بتركيا، خاصة بعد حادثة الانقلاب وأيضاً بعد فرض حالة الطوارئ في تركيا.
والحق أنّ بعض من الإعلاميين الأتراك الذين يقيمون في خارج تركيا يكتبون بضميرٍ حي، وينوهون الشارع التركي على مخاطر هذا الهجوم على مستقبل العلاقة بين الأتراك والكُرد، في وقتٍ أنّ الإعلام العربي المتناغم مع الحلف التركي مع بعض الدول العربيّة يجيّش العرب ويقدم صورة الكُرد على أنّهم"انفصاليون"، مع إنّ في هذه الحرب أثبت الكُرد أنّهم ليسوا بانفصاليين، فالانفصاليون، إن كانوا حقاً انفصاليين، لا يطالبون الحكومة المركزيّة بالتدخل وحماية حدود الدولة من التهديد والهجوم الخارجي!
ولا نستغرب أنّ الإعلام لا يسيء الى المشهد الإعلاميّ فحسب إنّما أصبح أداةً بيد السياسات العابرة لحدود الوطنيّة سواء على المستوى الوطني العربيّ أو على المستوى الوطني السوري، ونحن قرأنا تاريخ الإعلام ومقارباته لأحداث بلده، فلم يمر لنا أي قصة أو خبر، أو تجربة تتحدث عن تأييد الإعلام لأي هجوم على بلده، وحتى الإعلام الصفراء يتجنب التورط في هذا الأمر.
كان أمراً مؤسفاً ونحن نشاهد مراسلو بعض القنوات العربية يعددون القرى التي تحتلها تركيا، وغالبية هؤلاء المراسلون هم سوريون يعملون لصالح قناة الجزيرة أو أورينت وغيرها..
أحد الأصدقاء، وهو متابع سياسيّ، وناشط مدني يهتم بأمور تعايش المجتمعات مع بعضها، وبث ثقافة الحوار يسرد لكاتب السطور التداعيّات والعواقب التي تخلف من وراء حماس المراسلون السوريين الذين يعملون لصالح بعض قنوات العربية، ويقول كيف بنا سنتحدث مع الكُرد عن أهميّة وضرورة التعايش المشترك مع العرب؟ نخاف أن يبرز أحد لقطة فيديو الذي يكشف تمثيل بجثة المقاتلة "بارين كوباني" وهو يمجد هذا الفعل المشين؟!
الإعلام ليس وظفيته فقط نقل الخبر، انما يتعدى وظيفة الإعلام وتشمل نشر الثقافات والأفكار الحرة، وليس هناك اعلام يؤيد أو يمجد فعل الحرب ولا يبررأي انتهاك، لأن بالأصل يُحسب الإعلام على حيّز المجتمع المدني، والمجتمع المدني يلخص كل أشغاله في حيّز "الصالح العام" حتى وإن كان هذا الإعلام أو ذاك ينتمي الى القطاع الخاص؛ فقط في الإعلام العربي المرئي نجد من يشجع الحرب على مدينة من يحكمها على خلاف سياسي مع دولة مجاورة. في الإعلام العربي تجد الحقد تجاه الكُرد.
في المجالس الشعبية يُحكى بأن الكثيرون يقولون بأنه لو خيّرو العرب أمام خيارين في حكم عفرين أو أي منطقة أخرى من المناطق الكُرديّة؛ الكُرد أو اسرائيل سيختار العرب إسرائيل ولا يقبلون أن يحكم الكُرد مناطقهم!!
وحكمة المقال تفيد بأنّه" الإعلام ينقل الخبر فهو قد يكون خيراً أو شراً فقط في الاعلام العربي ينظر الى كل ما يقوم به الكُرد على أنّه شر!".
Top