• Friday, 19 April 2024
logo

البدء من الصفر

البدء من الصفر
بلا شك البدء من الصفر امر في غاية السهولة لذلك اتسأل هل البدء من الصفر امر جيد؟ ام انه هدر للوقت واذا كان كذلك فما الحل اذن؟ لان امام شعبنا تحديات كثيرة وكبيرة اولهما البقاء في القمة حتى النهاية وثانيا العودة للانطلاق من جديد ولكن نحن الان وبكل صراحة نبدأ من تحت الصفرلان هناك امور في غاية الصعوبة لابد ان تكون هي المؤهلة لنا لشق الطريق من جديد وعلى رأس هذه الامور الايمان بأن المحاولات السابقة هو تمهيد للوصل الى الهدف يأتي ذلك بعد الاصرار والعزيمة والصبر والمثابرة ومنذ 2005 وكل اربع سنوات القيادة السياسية الكوردستانية تبدأ من الصفر مع الساسة في بغداد، والسبب لاننا لم نتعظ ولم نتأثر بما حل بنا ونسينا كل شيء بسبب انشغال بعض الاطراف الكوردستانية ايضا وللاسف بالمناصب اكثر من اي شيء اخر وكل فترة انتخابية بغداد تدعو الى البدء بحوار وطني وهم بعيدون كل البعد عن الوطنية والسبب معروف هو انعدام الشراكة والاقصاء دوما، لان المجتمع العراقي من اكثر المجتمعات التي تحتضن ثقافة الاقصاء والتهميش بحق الاخر من ابناء شعبه وحتى عزله وابادته وذلك لتراجع الوعي وتدهور الثقافة الذي يعزى الى سببين رئيسيين اولهما التدخلات الخارجية والاقليمية ونشر الثقافات المسمومة وضعف دور المثقفين في التوعية الى خطورة ثقافة الاقصاء وثانيا العامل الاهم وهو الممتمثل (بالانا) التي يمتلكها الانسان العراقي والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والقومية والخ ان المتتبع للمشهد العراقي يلاحظ التدابير السلطوية التي تكاد تفسد اي حراك او جهد وطني نحو الاصلاح، حيث انه وبعد الاعلان عن النتائج الانتخابية البرلمانية في العراق والاشكالات التي حدثت بين البرلمان والمفوضية واخيرا احراق صناديق الاقتراع نجد ان الكتل السياسية التي لها الحظ الاوفر بدأت الاسراع بتشكيل التحالفات وذلك حتى تظمن لها حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، ونلاحظ الان ان الذين كانوا ينادون بتشكيل تحالفات وطنية عراقية بعيدة عن التدخلات الاقليمية او عابرة للطائفية وما الى ذلك الان يتحالفون لتشكيل حكومة اغلبية شيعية في العراق او نستطيع ان نسميها التحالف الشيعي الخماسي، حينئد ما الذي يجب على الكورد فعله، على الكتل الكوردستانية ان تضع قضية كوردستان وشعبه وتطبيق المادة 140 الدستورية وحل الخلافات العالقة بين اربيل وبغداد من اولوياتها وليس الانشغال بالمناصب والحقائب الوزارية عليهم ان يشكلوا تحالفا قويا متينا على اساس قومي لانهم امام تحالف شيعي وليس امام قوة وطنية عابرة للطائفية والمذهبية والقومية وحتى السنة ايضا مضطرون الى ان يشكلوا تحالفا سنيا طائفيا امام التحالف الشيعي الخماسي الذي يدعمه ايران، اذن السؤال هو اين الكتل العابرة للطائفية والمذهبية والقومية هل ياترى حلال عليهم التحالفات الشيعية الخماسية وحرام على الكورد والسنة، ياعجبي على من يطلقون على انفسهم رجال سياسة ووطنيون وهم بالاساس طائفيون حتى النخاع ان العراق ومنذ تاسيسه ابتلى بالفاشلين من السياسيين او من اطلقوا على انفسهم هذه الصفة التي من المفترض ان يكون صاحب هذه الصفة وطنيا متقد بالصبر والبصيرة وليس جاهلا وممتلئا بالعقد النفسية الطائفية المذهبية فأي نصر ووطنية تتحدثون عنه فلا نصر يكتمل الا بمحاسبة السياسيين الحاقدين ممن كانوا السبب في خراب ودمار البلد .
Top