• Friday, 29 March 2024
logo

مخاوفنا للمرة الأ لف..!

مخاوفنا للمرة الأ لف..!
وأخير أرسلت المعارضة قائمة أسمائها إلى المبعوث الأممي الخاص لسوريا لأجل اللجنة الدستوريّة، حتى هنا أمر طبيعي، لأنّ ديمستورا كان بانتظار القائمة والمعارضة تأخرت كثيراً حيث النظام أرسل قائمته منذ الشهر تقريباً، لكن ما هو ليس طبيعي هو شكل القائمة ونوعيّة وشكل التمثيل!
القائمة رُكبَت على شكل التالي:
منصات: القاهرة وموسكو، وكل منصة ربما عدد أعضائها لا يتجاوز عشر أعضاء، ربما فقط أنصار أحمد الجربا أكثر من الكل، والبقية قدري جميل وجمال سليمان ووو هذه المنصات أخذت التمثيل كما لو انها كتل كبيرة.
الكتل الائتلافيّة: يعني الائتلاف المعارضة ومن ضمنها الكُرد. الكُرد كان نصيبهم شخصان طبعاً من أصل ٥٠ إسم بينما التركمان ٧ أشخاص وقيّس الامر هكذا
التركمان ٧ وغالبية أعضاء الإئتلاف لا يرفضون أي مطلب(أو إيعاز) تركي ما يعني أن ثلثي الأسماء تركيّة عدا أنّ قائمة المعارضة ككل حظيت بموافقة تركيا تماماً مثلما حظيت قائمة النظام إيران وروسيا.
"مقدمة خاطئة تعطي نتيجة خاطئة"، هذه المقولة فلسفية، ما يعني إن انطلقت بأسس هشة ستبقى معرضاً للإنهيار، وهو الامر لا يثير المخاوف فحسب انما يقتل أيضاً.
قد يكون عند البعض إنّ الأمر عادي، إنما نراه نحن بأن الدستور هو الأساس، وهو بمثابة "نهاية التاريخ" لأنّه إن كان تمثيلك قليل يعني تأثيرك قليل عند صياغة الدستور، ومن لا يتواجد في الدستور لا يتواجد في المستقبل البلاد ككل؛ ولعل تجربة كُردستان العراق أمام أعيننا، فبالرغم من وجود بنود الدستور لصالح كُردستان الحكم في بغداد يقفز على الدستور ويهضم حقوق كُردستان فكيف إذا كنت تفتقر إلى بنود الخاص بك في الدستور؟!
ولا نستغرب أنّ السبب الرئيس لهذا التضاؤل يعود إلى تشتت القوى الكُرديّة، وان غياب التنسيق وتوزيع الأدوار السببب الرئيسي الذي أدى بالواقع الكُردي إلى هذا المصاف.
فالقوى الكُرديّة أشتغلت لسبعة السنوات على الخلافات وتفاقمها ولم تفكر للحظة أنها ستحتاج إلى بعضها، وللأسف إلى اليوم وبالرغم من تعاسة الوضع فإنها قادرة بالسير على الدفة الصراع إلى أن تخسر نفسها، اليوم خسارتنا في التمثيل في لجنة الصياغة وشيئاً فشيئاً الدستور نفسه وهكذا دواليك.
والسبب الرئيسي الثاني هيمنة تركيا على مسار المعارضة، ومن يدري ربما من أهم الأسباب التي دفعت بتركيا لتستحوذ المعارضة هو لأجل تهميش الكُرد وتمزيقهم، طبعاً من الوجه الآخر إيران.
المشهد الكُردي أصبح يقترب شيئاً فشيئاً إلى إظهار حقيقته، فهو المشهد الذي لا يستطيع التحرر من الواقع الحزبي وغير قابل لإنتاج حراك مدني وسياسي ومجتمعي ناضج يتميز نفسه ككتلة متسقة تقبل كل الآراء وتلويناتها وتستثمر للصالح العام..قانون "الوحدة وصراع الأضداد"!
وحكمة المقال تفيد" إن القوة لا تكمن في الحجم والنوع إنما القوة تكمن عندما تعرف كيف تستثمره هذه القوة للصالح العام".
Top