• Friday, 19 April 2024
logo

كردستان بين نيجرفان وجوناثان

كردستان بين نيجرفان وجوناثان
استبشرت خيرا بمستقبل إقليم كردستان بعد حملت الاخبار أنباء سارة عن حالة من التقارب والتوافق السياسي نتجت عن اجتماعات الحزب الديمقراطي الكردستاني مع القوى السياسية والحزبية بالاقليم ما يبشر بمرحلة جديدة فى تاريخ كردستان.
"إعلاء المصلحة الوطنية وتنسيق المواقف والتنازل عن مكاسب حزبية بما يخدم الصالح العام"بهذه العبارة يمكن وصف اجتماعات الحزب الديمقراطي مع الاحزاب السياسية بالاقليم لرسم خارطة مستقبل كردستان والإتفاق حول تشكيل الحكومة وتوزيع رئاسات الاقليم والبرلمان.
أسبوع التوافق بدأ الثلاثاء 12 فبراير حيث اجتمع الحزب الديمقراطي مع قيادات الجماعة الاسلامية لازالة سوء الفهم بين الطرفين وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الحزب والجماعة يتجاوز فيها الطرفين اى خلاف حزبي ضيق بما يحقق مصلحة الاقليم وشعبه وهو ما عبر عنه ريبوار حمد المتحدث باسم الجماعة الاسلامية،فى المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده مع المتحدث باسم الحزب الديمقراطي عقب الاجتماع وصف خلاله الاجتماع بالجيد معربا عن رغبة الجماعة الاسلامية فى تعزيز العلاقات مع الديمقراطي، والمشاركة في جلسة برلمان كوردستان القادمة.
التقارب بين الحزب الديمقراطي و الجماعة الاسلامية لم يكن الحدث الايجابي الوحيد هذا الاسبوع ؛ فخلال المؤتمر الصحفي بين متحدث الجماعة والديمقراطي كشف محمود محمد المتحدث باسم الديمقراطي ان هناك تقارب كبير بين الحزب وحركة التغيير حاليا، مشيرا الى انهما في المرحلة الاخيرة من الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
وحمل يوم الخميس 14فبراير خبرا سارا جديدا لشعب كردستان بعد لقاء جمع بين الحزب الديمقراطي وحركة التغيير لبحث تشكيل الحكومة وازالة الخلافات بين الجانبين .
"جاد وجيد جدا" هكذا وصف الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير اجتماعهما في مصيف صلاح الدين ، مشيرين إلى عدم وجود نقاط خلافية بينهما.
"نحن قريبون من بعضنا البعض كثيرا" بهذه العبارة وصف متحدث الديمقراطي موقف حزبه من حركة التغيير عقب الاجتماع ، وهو نفس الموقف الذي أعلنه عضو هيئة التفاوض في حركة التغيير، آراس ولي عقب الاجتماع حيث قال أنه لا توجد اى نقاط خلافية مع الديمقراطية ؛ مشيرا الي ان الحركة تؤيد إجراء الإصلاح في كل مفاصل الحكومة.
واكتمل اسبوع التوافق بالتوافق الذي حدث يوم الجمعة15 فبراير بين الحزبان الكبيران الديمقراطي والاتحاد الوطني ؛ وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني محمود محمد يوم الجمعة عن توصل حزبه مع الاتحاد الوطني الكوردستاني الى صيغة لاختيار الرئاسات الثلاث في اقليم كوردستان وحل قضية محافظة كركوك المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.
حقيقة أشعر بالسعادة وأنا أكتب تلك الكلمات خاصة أن العلاقات بين الديمقراطي من جهة والتغيير والجماعة الإسلامية من جهة أخري كانت حتى وقت قريب مشحونة بدرجة كبيرة ووصلت لهجوم عناصر من التغيير والجماعة على قيادات الديمقراطي ومقراته ؛ كما إن العلاقة بين الديمقراطي والإتحاد لم تكن على مايرام خاصة بعد أحداث 16 أكتوبر ووصل الأمر بالبعض للتخوف من سيناريو تقسيم الإقليم لادراتين نتيجة الخلاف القوي بين البارتي واليكيتي.
هذا التحول فى المواقف واعلاء مصلحة الاقليم على المصالح الحزبية الضيقة أشبه بثورة فى الفكر السياسي والحزبي تقوم على نسف فكرة التناحر والصراع واعتماد مبدأ التعاون والتأخي كألية عمل مشتركة بما يخدم الإقليم وشعبه.
ثورة ما كانت لتحدث لولا وجود شحصية مثل نيجرفان برزاني فى رئاسة حكومة الإقليم ذلك الرجل الذى صنع حالة غير مسبوقة من المواطنة والتعايش بين أبناء الإقليم ظهرت فى تشييع جثمان السيد تحسين بك أمير الأيزيدية حيث كبرت المساجد ودقت اجراس الكنائس فى وداع أمير لالاش .
نجح نيجرفان أن ينهي أسطورة "أمة فى شقاق" للكاتب الأمريكي جوناثان راندل التي وصف فيها الكرد بأنهم اهل شقاق وخلاف ولكن الوضع اختلف الأن فاقليم كردستان أصبح ساحة للتعاون والتعايش، وآفة الخلافات والصراعات خرجت من غير رجعة والكل أصبح يسعي جاهدا لخدمة كردستان فقط فى ظل وجود قائد سياسي بارع اسمه نيجرفان برزاني ..
Top