• Thursday, 18 April 2024
logo

رسائل من مهاباد

رسائل من مهاباد
31 مارس يوما لا يمكن أن ينساه الشعب الكردي بعموم كردستان الكبري، ففي مثل هذا اليوم من عام 1947قامت الدولة الإيرانية بإعدام الزعيم الكردي قاضي محمد مؤسس ورئيس جمهورية مهاباد أخر دولة كردية بالقرن العشرين.
لم يتحمل العالم وجود دولة تجمع شتات الكورد وتوحد صفوفهم، تأمروا على جمهورية مهاباد الوليدة وأجهضوها بعد أقل من عام على ولادتها وأعدموا زعيمها ومؤسسها قاضي محمد.
كان الشهيد زعيما بمعني الكلمة فقد ولد لعائلة غنية فهو ابن القاضي على بن قاسم بن ميرزا أحمد، كان مهتما بعلوم الشريعة والفقه الإسلامي كما أجاد إلى جانب لغته الكردية اللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية والإنجليزية والروسية .
فى 22 يناير 1946 وقف قاضي محمد فى ساحة جارجرا فى مهاباد وفى أجواء احتفالية أعلن الزعيم الكردي قيام جمهورية مهاباد ورفع العلم الكردستاني لأول مرة فى التاريخ.
وبعد 11 شهرا فقط من اعلان الجمهورية الكردية وبتؤاطا من الاتحاد السوفيتي وبالتحديد فى ديسمبر 1946 دخلت القوات الايرانية مهاباد وألقت القبض على رئيس الجمهورية قاضي محمد و28 من قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني تم الحكم باعدامه وتنفيذ الحكم فى 31 مارس فى ساحة جارجرا التي شهدت ميلاد الجمهورية بعد محاكمة صورية .
فى ذكري رحيله الـ 72 تبقي وصية الزعيم الشهيد حاضرة وصالحة لكل عصر ، وتبقي كلماته التي سطرها قبل أن يعدم رسالة خالدة يجب أن يعيها ويحفظها كل زعيم وكل مواطن كردي .
قبيل اعدامه خاطب قاضي محمد الأكراد بقوله يا شعبي المظلوم تعالوا أناشدكم بالله أن لا يبغي بعضكم على بعض..توحدوا وتعاضدوا..لاتبيعوا أنفسكم لعدوكم..وإن تودد عدوكم لكم محدود وينتهي حين تتحقق أهدافه..فهو لا يرحمكم أبدا، ومتي وجدت الفرصة فإنه ينتقم منك لا محالة ولا يعفوا عنكم ، اعلموا أنكم لستم ببأقل من أى شعب على وجه البسيطة،إنما أنتم فى الرجولة والشهامة والقوة متقدمون على كثير من الشعوب التي تحررت... فالشعوب التي تخلصت من قبضة المستبدين، هم أمثالكم وإن تحرركم مرهون فقط بالوحدة ورفض العمالة للأجنبي ضد شعبنا".
رسالة ربما تستحق أن توزن كلماتها بالجواهر والذهب ، كلماتها تصلح كدستور عام ومنهج لكل القوي الكردية، تستحق تلك الرسالة أن ترصع بالماس وتوضع فى مقر حكومة كردستان، ومقر رئاسة الإقليم، ومقر الإدارة الذاتية، وبكل المقرات الرئيسية لكل الأحزاب والتيارات الكردية.
وضع قاضي محمد يده على الداء العضال وتوصل بذكاء للدواء الناجع، نجح فى وضع روشتة شافية لأمراض الحالة الكردية المستعصية على الحل.
وفى هذه الذكري الطيبة للزعيم الكردي الراحل يجدر بنا أن نشيد بالسياسات المنفتحة ، واستراتيجيات التعايش التي يتنهجها السيد نيجرفان برزاني رئيس حكومة إقليم كردستان.
يقود نيجرفان إقليم كردستان متخذا من وصية القاضي الشهيد"تحرركم مرهون فقط بالوحدة"دستور فهو من جعل من أرض الإقليم ساحة للتعايش بين كل المكونات ، ويسعي جاهدا لحل كل خلاف كردي كردي عن طريق المفاوضات السياسية والتحركات الدبلوماسية.
كل ما أتمناه أن تتخذ حكومة الإقليم خطوات جادة نحو تكريم قاضي محمد صاحب الشخصية العظيمة والتاريخ المشرف نظرا لما يمثله من قيمة ورمز فى التاريخ الكردي.
أتمني ان يقوم السيد نيجرفان بما عرف عنه من إعلاء وتقدير للشحصيات التاريخية بالانتصار للزعيم الخالد قاضي محمد، وان يتم تخصيص يوم وفاته سنويا لاحياء سيرته، وتدبر وصاياه ، والعمل على تنفيذها وفق استراتيجية واضحة وخطوات عملية ملموسة.
Top